ليلة جداويّة ..مبهرة
مساء السبت الماضي كانت جدة على موعد مع " لقاء قادة التعليم العالي مع الإعلاميين " ..وازعم أنها كانت مناسبة مختلفة و " ليلة ..غير " ..فقد تقاطر على جنباتها ثلة كبيرة من رجالات التعليم والفكر والسياسة والإعلام والتربية والإدارة حيث أبحر الجميع فوق مركب واحد شق عباب بحر " التعليم العالي " ..فقد جلس الأكاديمي بجانب الكاتب والسفير مع الصحفي والمفكر مع التربوي وكان نجوم الأمسية من وزارة التعليم العالي " د .علي العطية " المستشار ومدير الشؤون المالية والإدارية بالوزارة ومعالي " د .عبدالله العثمان " مدير جامعة الملك سعود ومعالي " د .أسامة طيب " مدير جامعة الملك عبدالعزيز و " د .مساعد السدحان " مستشار الوزارة للمشاريع وأحاط بهذه الكوكبة المتوثبة أسماء لامعة لنخب فكرية وإعلامية فتحولت الأمسية بكاملها إلى شلال من التدفق المعلوماتي والتشخيص الفكري الذي لم يخل من التطلع الاستشرافي العلمي لخطوات التعليم الجامعي في بلادنا من خلال كمية البوح الشفاف التي طرحت والاهم من ذلك أن الحضور شكّل فريقا وطنيا رأيت أعينهم تتلامع بقدر متساوٍ من الأماني المشتركة والتطلعات الجمعية .
ابن الخرج معالي د .عبدالله العثمان مدير جامعة الملك سعود كان واحدا من ابرز نجوم تلك الأمسية الجداوية عندما أغناها بالكثير من الصدق والعمق في آن معا وكانت المرة الأولى بالنسبة لي أن أرى واسمع في مجلس واحد من ذلك الاكاديمي الذي حصل على البكالوريس في عام ١٤٠٥هـ من جامعة الملك سعود والماجستير ١٤١٠هـ من جامعة إريزونا بالولايات المتحدة ثم الدكتوراه في عام ١٤١٢هـ من نفس الجامعة وكان لافتا أن ابن جامعة الملك سعود واحد طلابها يصبح مديرا لها وقد قال عنه ذات مرة د .عبدالله العسكر أننا في جامعة الملك سعود في حاجة إلى رئيس أكاديمي أكثر من حاجتنا إلى رئيس إداري ولقد استبشرت الجامعة ومنسوبوها بالدكتور العثمان فهو بحق ابن هذه الجامعة طالباً ومعيداً وأستاذاً وعميداً ووكيلاً وأخيراً مديراً .مسيرة لا تتكرر كثيراً، هو إذن ابن بجدتها، خبرها منذ سنوات، عاش صعودها وهبوطها، عاش نجاحاتها وإخفاقاتها، عاش وعايش مجالسها، وراقب سبل اتخاذ القرارات فيها .
>> الدكتور العثمان أجاب على أسئلة كثيرة لم تطرح من خلال تلخيصه الشفاف لحالة التعليم العالي عندنا وماذا يريد منا وماذا نريد نحن منه ..بينمالخص الدكتور أسامة طيب ابرز أربعة تحديات من بينها البحوث العلمية ومسالة التمويل للجامعات فيما طاف الدكتور العطية بالحضور إلى آفاق جهود وخطط الوزارة الآنية والمستقبلية، أما الدكتور السدحان فقد زف للأمسية بدء العمل في بناء الجامعات الجديدة بالكلمة والصورة المتحركة وعرجت مداولات اللقاء الى الحديث عن تجربة النمور الآسيوية أو نمور شرقي آسيا هو اللقب الذي أطلق على اقتصاد دول تايوان، سنغافورة، هونغ كونغ وكوريا الجنوبية .فمن بلدان فقيرة ومحطمة إلى نقلة صناعية واقتصادية مذهلة، وتطرقت الجلسة إلى " أبو الكلام " آزاد تلك الشخصية الهندية المسلمة وقد أخذ كنية أبو الكلام لكونه خطيباً بارعاً أما كلمة آزاد فتعني في اللغة الأردية " الحـُر " .
وكان الزعيم الهندي " نهرو " يسميه " صاحب الإمامتين : إمامة الدين وإمامة السياسة .
>> ولعل مما تبين لحضور الأمسية ان عام ١٤٢٥هـ يمكن اعتباره ( تاريخا مفصليا في مسيرة التعليم الجامعي السعودي " اما كيف ..فيفسر ذلك الدكتور العثمان عندما قال : " ان مشروع معالي الدكتور خالد العنقري كان قد سماه مشروع الأمير عبدالله " عندما كان حفظه الله وليا للعهد " وكان المشروع يتكون من ستة عناصر رئيسية وهي : جامعات المناطق، وخطة استراتيجية طويلة المدى لمدة ٢٥ سنة، وانشاء مؤسسات تعليم أهلي جامعي واقناع الحكومة بأن تكون إحدى أدوات ضبط الجودة برنامج ابتعاث داخلي، بالإضافة إلى الابتعاث، ثم تزويد الجامعات بالوظائف وغيرها من العناصر الرئيسية، وتم عرض هذا المشروع على مقام خادم الحرمين الشريفين عندما كان وليا للعهد " .
>> وكان من الرؤى التى تم التأكيد عليها خلال الأمسية أن التعليم فوق الثانوي في أي بلد بالعالم، هو تحت جناحين، جناح اسمه التعليم الجامعي، وجناح آخر هو التعليم الفني، وهذه هي خصائص إعداد أية قوة عاملة في إي دولة بالعالم ، ويبقى السؤال ..هل المصلحة للوطن ان يتوجه جميع أبنائه إلى التعليم الجامعي على حساب الجناح الآخر؟ ..د .العثمان قال : أنا من وجهة نظري أرى ان جناح التعليم الجامعي تضخم الى درجة سوف ينشئ ضررا كبيرا في منظومة سوق العمل، خاصة ان السوق السعودية لم تعد سوقا محلية، بل أصبحت سوقا عالمية بوجود مؤسسات التوظيف العالمي .
http://www.albiladdaily.com/articles...on=show&id=341
بخيت الزهراني
مساء السبت الماضي كانت جدة على موعد مع " لقاء قادة التعليم العالي مع الإعلاميين " ..وازعم أنها كانت مناسبة مختلفة و " ليلة ..غير " ..فقد تقاطر على جنباتها ثلة كبيرة من رجالات التعليم والفكر والسياسة والإعلام والتربية والإدارة حيث أبحر الجميع فوق مركب واحد شق عباب بحر " التعليم العالي " ..فقد جلس الأكاديمي بجانب الكاتب والسفير مع الصحفي والمفكر مع التربوي وكان نجوم الأمسية من وزارة التعليم العالي " د .علي العطية " المستشار ومدير الشؤون المالية والإدارية بالوزارة ومعالي " د .عبدالله العثمان " مدير جامعة الملك سعود ومعالي " د .أسامة طيب " مدير جامعة الملك عبدالعزيز و " د .مساعد السدحان " مستشار الوزارة للمشاريع وأحاط بهذه الكوكبة المتوثبة أسماء لامعة لنخب فكرية وإعلامية فتحولت الأمسية بكاملها إلى شلال من التدفق المعلوماتي والتشخيص الفكري الذي لم يخل من التطلع الاستشرافي العلمي لخطوات التعليم الجامعي في بلادنا من خلال كمية البوح الشفاف التي طرحت والاهم من ذلك أن الحضور شكّل فريقا وطنيا رأيت أعينهم تتلامع بقدر متساوٍ من الأماني المشتركة والتطلعات الجمعية .
ابن الخرج معالي د .عبدالله العثمان مدير جامعة الملك سعود كان واحدا من ابرز نجوم تلك الأمسية الجداوية عندما أغناها بالكثير من الصدق والعمق في آن معا وكانت المرة الأولى بالنسبة لي أن أرى واسمع في مجلس واحد من ذلك الاكاديمي الذي حصل على البكالوريس في عام ١٤٠٥هـ من جامعة الملك سعود والماجستير ١٤١٠هـ من جامعة إريزونا بالولايات المتحدة ثم الدكتوراه في عام ١٤١٢هـ من نفس الجامعة وكان لافتا أن ابن جامعة الملك سعود واحد طلابها يصبح مديرا لها وقد قال عنه ذات مرة د .عبدالله العسكر أننا في جامعة الملك سعود في حاجة إلى رئيس أكاديمي أكثر من حاجتنا إلى رئيس إداري ولقد استبشرت الجامعة ومنسوبوها بالدكتور العثمان فهو بحق ابن هذه الجامعة طالباً ومعيداً وأستاذاً وعميداً ووكيلاً وأخيراً مديراً .مسيرة لا تتكرر كثيراً، هو إذن ابن بجدتها، خبرها منذ سنوات، عاش صعودها وهبوطها، عاش نجاحاتها وإخفاقاتها، عاش وعايش مجالسها، وراقب سبل اتخاذ القرارات فيها .
>> الدكتور العثمان أجاب على أسئلة كثيرة لم تطرح من خلال تلخيصه الشفاف لحالة التعليم العالي عندنا وماذا يريد منا وماذا نريد نحن منه ..بينمالخص الدكتور أسامة طيب ابرز أربعة تحديات من بينها البحوث العلمية ومسالة التمويل للجامعات فيما طاف الدكتور العطية بالحضور إلى آفاق جهود وخطط الوزارة الآنية والمستقبلية، أما الدكتور السدحان فقد زف للأمسية بدء العمل في بناء الجامعات الجديدة بالكلمة والصورة المتحركة وعرجت مداولات اللقاء الى الحديث عن تجربة النمور الآسيوية أو نمور شرقي آسيا هو اللقب الذي أطلق على اقتصاد دول تايوان، سنغافورة، هونغ كونغ وكوريا الجنوبية .فمن بلدان فقيرة ومحطمة إلى نقلة صناعية واقتصادية مذهلة، وتطرقت الجلسة إلى " أبو الكلام " آزاد تلك الشخصية الهندية المسلمة وقد أخذ كنية أبو الكلام لكونه خطيباً بارعاً أما كلمة آزاد فتعني في اللغة الأردية " الحـُر " .
وكان الزعيم الهندي " نهرو " يسميه " صاحب الإمامتين : إمامة الدين وإمامة السياسة .
>> ولعل مما تبين لحضور الأمسية ان عام ١٤٢٥هـ يمكن اعتباره ( تاريخا مفصليا في مسيرة التعليم الجامعي السعودي " اما كيف ..فيفسر ذلك الدكتور العثمان عندما قال : " ان مشروع معالي الدكتور خالد العنقري كان قد سماه مشروع الأمير عبدالله " عندما كان حفظه الله وليا للعهد " وكان المشروع يتكون من ستة عناصر رئيسية وهي : جامعات المناطق، وخطة استراتيجية طويلة المدى لمدة ٢٥ سنة، وانشاء مؤسسات تعليم أهلي جامعي واقناع الحكومة بأن تكون إحدى أدوات ضبط الجودة برنامج ابتعاث داخلي، بالإضافة إلى الابتعاث، ثم تزويد الجامعات بالوظائف وغيرها من العناصر الرئيسية، وتم عرض هذا المشروع على مقام خادم الحرمين الشريفين عندما كان وليا للعهد " .
>> وكان من الرؤى التى تم التأكيد عليها خلال الأمسية أن التعليم فوق الثانوي في أي بلد بالعالم، هو تحت جناحين، جناح اسمه التعليم الجامعي، وجناح آخر هو التعليم الفني، وهذه هي خصائص إعداد أية قوة عاملة في إي دولة بالعالم ، ويبقى السؤال ..هل المصلحة للوطن ان يتوجه جميع أبنائه إلى التعليم الجامعي على حساب الجناح الآخر؟ ..د .العثمان قال : أنا من وجهة نظري أرى ان جناح التعليم الجامعي تضخم الى درجة سوف ينشئ ضررا كبيرا في منظومة سوق العمل، خاصة ان السوق السعودية لم تعد سوقا محلية، بل أصبحت سوقا عالمية بوجود مؤسسات التوظيف العالمي .
bakeet8@hotmail .com
http://www.albiladdaily.com/articles...on=show&id=341
تعليق