وتدٌ يئنُ بياضُه في راسي = فيشيبُ ليلي والنهارُ مآسي
هلاّ عقلت زئيره في مذودٍ = بمداد قلبٍ تاه في قرطاسِ
بؤسٌ على بؤسٍ يجسدُ حالتي = فالهمُ ليلي والجفاءُ لباسي
من صدغ رحم المهملات ولادتي = في قاع بحرٍ موجُهُ أتعاسي
فبدأتُ أنهلُ من سواد حليبها = نهد المرارة حالبٌ في كاسي
والجمرة الحمراء تبرز ثديها = كي أحتسي خمرا يذيب نعاسي
فكبرت والأشواك تسكب ريقها = سيلا من الوسواس والخناس
قبّلتُ نارَ الصمت أخطبُ ودها = ظلا أريدُ عن الزمان القاسي
لكنه وَلِهٌ بلثم محاجري = في كل يوم يمتطي أنفاسي
أضحى يقبلني بعنفٍ فاضحٍ = وكأنه حمىً وخدي الآسي
مه يا زمان قد اكتسيتُ منابتا = مزراقها ثملا على إحساسي
فكأنني هدفٌ بوقعة داحسٍ = خط النهاية كنت للأفراسِ
فأنا الذي طوقتُ داحسَ عِثْيرا = من حر أنفاسي ولهث قياسِ
الطائر المشؤوم كنت بذاته = فكسوتُ وائلَ من لظى جساسِ
إن كنت تطلب أن تصور حالتي = فاقرأْ بشعر مهلهلٍ وخُناسِ
غيري سنابله ترفرف خضرةً = ومدينةُ المغبون شبه يباسِ
وأظل في بيتٍ يفوح سواده = متطامنٍ يهوى دجى الأنكاسِ
أولاده صفرٌ عجافٌ نبضهم = لا يحلمون بغير جذعٍ راسي
مهما تراءت بالمحاجر رحمةٌ = فالكره والبغضاء طبعُ الناسِ
يا أيها الملاحُ ارحمْ جسرتي = ففؤادها كتصارع الأجراس
والجحفل الملعون أيقظ ليلها = همّا يغذي الجفن بالحراس
حراسها خوفٌ كرئبال الفلا = شزر العيون منيعة الأتراسِ
حتى متى سيظل ديجور النوى = يرمي فؤادي من صنوف الباس
في كل يوم تستغيث جوانحي = من خفق قلبٍ مرهفِ الإحساسِ
يا موت اهجعْ في عيون مذلتي = وارفسْ برجلك في نُهى الأسداسِ
الموت مُغتسلٌ ويحوي شربةً = ستشدُ أنفَ الكبر بالأغلاس
لكن لي أملا برحمة خالقي = فبقربه نلقى ذرا الإيناس
فإذا قرأت الذكر من آياته = أجد المسرة والنقا جلاسي
وإذا تعفر مفرقي في سجدة = وأنا أناجي الله ذي النبراس
أحسست أن العز يملأ خافقي = ووضعت أنف الحقد تحت مداسي
تعليق