If this is your first visit, be sure to
check out the FAQ by clicking the
link above. You may have to register
before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages,
select the forum that you want to visit from the selection below.
وأنا أرى أن أي موضوعٍ لا تكتمل روعته مهما كانت ، إن لم يحظَ بحضورك وتوقيعك ..!
نعم يا أبا أحمد ، فعزاء الكاتب المبدع هنا أن يقرأ موضوعه مثلك ..
السوادي
تشابكت عليه الخطوط ,وتشابهت الالوان , ففضل الرجوع , والانتظار حتى تتضح الامور..
لا تستغرب ، فنحن في زمن (المتشابكات) التي يقصر دونها عقل السوادي وفكره ..!
أبا زهير :
أسعدني حضورك ، فلك مني الشكر ..
السوادي
لا يمكن أن أصدق أنك ممن يمكن أن تلغي المدينة فراستهم الفطرية في التمييز بين الجمل والناقة ، ولو كان (غيرك) لخشيت عليه من أن يحاول تقييد الناقة التي يظنها جملاً (فترمحه) فتصرعه ، بسبب جهله .
بل صدق يا أبا ماجد ، فـ (النوق ) ما عادت هي ، وكذلك الجمال ..!
لا تخشَ عليَّ ، فقد قيل لي إن (نياق) هذا الزمن (مغرمة ) بـ (المسح ) ، ذلك المسح الذي نسيت معه فنون (الرمح ) ..!
أشكرك عميدنا على حضورك مرتين ..
السوادي
لقد رأيت فيما كتبت انك حين اتخذت هذا العنوان [ حنين ] لتسـقط فيه شئ من ماضيك وليس فقط قصتك مع ابن أخيك والخُــمــرَة
كيف لا.. والحنين هو حبل الوصل مع الماضي وأوراق مسافر إلى المجهول وحنين هو ألوان الطيف وأحاديث المسـاء كما أنه عند أهل اللغة تصغير الحنان وهو الرحمة تصغير ترخيم ويجوز أن يكون تصغير الحن وهو حي من الجن قال السهيلي :
سمي بحنين بن قانية بن مهلائيل قال وأظنه من العماليق حكاه عن أبي عبيد البكري
وهو بضم الحاء[ حـُنين ] اليوم الذي ذكره جل وعز وعلا في كتابه الكريم وهومكان قريب من مكة وقيل هو واد قبل الطائف وقيل واد بجنب ذي المجاز وقال الواقدي بينه وبين مكة ثلاث ليال وقيل بينه وبين مكة بضعة عشر ميلا
وهو يذكر ويؤنث فإن قصدت به البلد ذكرته وصرفته كقوله عز وجل
(( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم )) وإن قصدت به البلدة والبقعة أنثته ولم تصرفه كقول الشاعر :
نصروا نبيهم وشدوا أزره بحنين يوم تواكل الأبطال
وقال خديج بن العوجاء النصري :
ولما دنونا من حُـنين ومائه رأينا سوادا منكر اللون أخصفا
بملمومة عمياء لوقذفوا بها شماريخ من عروى إذا عاد صفصفا
ولو أن قومي طاوعتني سراتهم إذا ما لقينا العارض المتكشفا
إذا ما لقينا جند آل محمد ثمانين ألفا واستمدوا بخندفا
وحين ربطت في موضوعك بين الإبن والناقة فإنك إنما أردت أن تبين لنا شدت وجدك وحنينك الذي ظهر كالريح الحنون فالعرب تقول : هدجت الناقة و تهدجت حنت على ولدها وهي ناقة مهداج والاسم الهدجة وكذلك الريح التي لها حنين و هدجت الريح هدجا أي حنت وصوتت وريح مهداج ويقال للريح الحنون لها هدجة مهداج
قال أبو وجزة السعدي يصف حمر الوحش :
ما زلن ينسبن وهنا كل صادقة باتت تباشر عرما غير أزواج
حتى سلكن الشوى منهن في مسك من نسل جوابة الآفاق مهداج
لأن الريح تستدر السحاب وتلقحه فيمطر فالماء من نسلها وقال يعقوب المهداج هنا من الهدجة وهو حنين الناقة على ولدها
حنين : الريح وصوتها في الشجر وهي ريح زفزافة وريح زفزف
والرزمة بالتحريك ضرب من حنين الناقة على ولدها حين ترأمه وقيل هو دون الحنين والحنين أشد من الرزمة
وفي المثل :
لا خير في رزمة لا درة فيها ضرب مثلا لمن يظهر مودة ولا يحقق وقيل لا جدوى معها وقد أرزمت على ولدها
قال أبو محمد الحذلمي يصف الإبل :
تبين طيب النفس في إرزامها
يقول تبين في حنينها أنها طيبة النفس فرحة و أرزمت الشاة على ولدها حنت و أرزمت الناقة إرزاما وهو صوت تخرجه من حلقها لا تفتح به
و[ حــنّ ] بتشديد النون صحيح قال
والحنان : الرحيم من الحنان وهو الرحمة ومنه قوله تعالى ( و حنانا من لدنا )أي رحمة من لدنا أي وآتيناه حنانا قال الحنان العطف والرحمة
وأنشد سيبويه :
فقالت حنان ما أتى بك ههنا أذو نسب أنت بالحي عارف
و الحنين : الشديد من البكاء والطرب وقيل هو صوت الطرب كان ذلك عن حزن أو فرح
و الحنين : الشوق وتوقان النفس والمعنيان متقاربان حن إليه يحن حنينا فهو حان و الاستحنان الاستطراب
و استحن استطرب
ويقال حن عليه : أي عطف عليه و حن إليه أي نزع إليه وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في أصل أسطوانة جذع في مسجده ثم تحول إلى أصل أخرى فحنت إليه الأولى ومالت نحوه حتى رجع إليها فاحتضنها فسكنت وفي حديث آخر أنه كان يصلي إلى جذع في مسجده فلما عمل له المنبر صعد عليه فحن الجذع إليه أي نزع واشتاق
وسمع النبي صلى الله عليه وسلم بلالا ينشد
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بواد وحولي إذخر وجليل
فقال له : حننت يا ابن السوداء
و الحنان : الذي يحن إلى الشيء
و الحنة بالكسر : رقة القلب
وفي حديث زيد بن عمرو بن نفيل حنانيك يا رب أي ارحمني رحمة بعد رحمة وهو من المصادر المثناة التي لا يظهر فعلها كلبيك وسعديك وقالوا حنانك و حنانيك ومعنى حنانيك تحنن علي مرة بعد أخرى وحنانا بعد حنان قال ابن سيده يقول كلما كنت في رحمة منك وخير فلا ينقطعن
و الحنون : من الرياح التي لها حنين كحنين الإبل أي صوت يشبه صوتها عند الحنين قال النابغة :
غشيت لها منازل مقفرات تذعذعها مذعذعة حنون
و أنشد سيبويه لأبي زبيد :
مستحن بها الرياح فما يجت ابها في الظلام كل هجود
الرمي السقي وهي السحابة العظيمة
وقال مليح الهذلي في الرمي السحاب :
حنين اليماني هاجه بعد سلوة وميض رمي آخر الليل معرق
وقال أبو جندب الهذلي وجمعه أرمية :
هنالك لو دعوت أتاك منهم رجال مثل أرمية الحميم
والحميم مطر الصيف ويكن عظيم القطر شديد الوقع والسحاب يترامى أي ينضم بعضه إلى بعض وكذلك يرمي
عزيزي السوادي :
إن كان قد شفك الوجد والحنين فلست وحدك وهذه أمثلة لما بـــــك :
فقدأكثرت شعراء العرب من ذكر الحجاز واقتدى بهم المحدثون وسأورد منه بعض الحنين والتشوق قال بعض الأعراب :
تطاول ليلي بالعراق ولم يكن علي بأكناف الحجاز يطول
فهل لي إلى أرض الحجاز ومن به بعاقبة قبل الفوات سبيل
إذا لم يكن بيني وبينك مرسل فريح الصبا مني إليك رسول
وقال أعرابي آخر:
سرى البرق من أرض الحجاز فشاقني وكل حجازي له البرق شائق
فواكـــبدي مما ألاقـــي من الهـــــــوى إذا حن ...... أو تألق بارق
وقال آخر:
كفى حزنا أني ببغداد نازل وقلبي بأكناف الحجاز رهين
إذا عن ذكر للحجاز استفزني إلى من بأكناف الحجازحنين
فوالله ما فارقتهم قاليا لهم ولكن ما يقضى فسوف يكون
:
وانظــــر معي أخــــي السوادي إلى الأشجع بن عمرو السلمي كيف ذابت نفسه حنينا وشوقا إلى الحجـــاز فغدت قصيدته هذه لحنــا جنائزياً من الحزن والأسى :
بأكناف الحجاز هوى دفين يؤرقني إذا هدت العيون
أحن إلى الحجاز وساكنيه حنين الإلف فارقه القرين
وأبكي حين ترقد كل عين بكاء بين زفرته أنين
أمر على طبيب العيس نأي خلوج بالهوى الأدنى شطون
فإن بعد الهوى وبعدت عنه وفي بعد الهوى تبدو الشجون
فأعذر من رأيت على بكاء غريب عن أحبته حزين
يموت الصب والكتمان عنه إذا حسن التذكر والحنين
قلتها هناك ، وأعيدها هنا :
(من لم يتذوق نصوص "المرضيينِ " فأحسن الله عزاءه في ذائقته ) ..!
تجولت بين كثيرٍ من المنتديات فما وجدت مثل الذي أجد هنا ..
أساتذة عظماء ، أرباب قلمٍ وكلمة ، عرفوا كيف يبهرون العيون ويشنفون الأسماع ..
هؤلاء الفطاحلة لا ينبغي أن نمر على (نتاجهم ) مرور ًا عابرًا ، بل يجب أن ننصب الخيام وسط ما ينثرونه من إبداع فلا نبرحه دون استفادة ..
أخي سعيد صالح المرضي :
تتضاءل الكلمات ، وتقصر العبارات دون أن توفي لك حقـًا ..
عزاؤك أيها المبدع أن هنا من علم بعد جهل ، واستفاد بعد عزوف عن مراجعة أمهات المعاجم اللغوية ..!
شكرًا ، شكرًا يليق بهذا العزف الفريد ..
السوادي
لا خير في موضوع إن لم يكن ميدانـًا لرقصك و (تحلجك ) يا أبا أحمد ..!
ارقص وتحلج ، فربما تعلمنا منك ( كيفية ، وزمان ، ومكان ) الرقص ..!
أبا أحمد :
أسعدك الله كما أسعدتني ..
السوادي
تعليق