على رسلكم يا هؤلاء..
فقد أجريتم خيلكم في غير مضمار، واجهدتموها بسباقٍ انتهت نتيجته؛ واستلم الفائز فيه كأسه وميداليته..
إن أثرتم عند غيري الغضب، وأشعلتم بفؤاده اللهب، فما أجد لكم في صدري إلا الرثاء؛ والحزن لمن كلت يده حاملةً غربالاً؛ يمنع به عن نفسه ومن خلفه وهج الشمس..
أي هؤلاء..
أما لكم فيمن سبقكم عبرةً واعتبار، كان لهم من العلم أكثر مما لكم، ومعهم من الحجة أقوى مما معكم، أفنوا أعمارهم وقدموا أرواحهم؛ لحرب هذا الدين، ثم ما كانوا إلا كناطح الصخرة يرى أنه موهنها أو موجعها، جرفهم تيار دين الفطرة بقوته، فألقاهم على جانبيه غثاء..
أغركم من أنفسكم؛ أن صنعت لكم الجرائد منابر من زوايا وأعمدة؟ وأفسح لكم في مقاعد البرامج الإعلامية وأمسيات الأندية؟.. فما أراها –والله- إلا نظريةً فيزيائيةً أنتم ضحاياها..
فمما تعلمناه قديماً، أن حجم سقطة الجسم يتناسب طردياً مع مقدار ارتفاعه ووزنه..
فهيا.. دعوا مناصبكم تحملكم لأعلى ما تطيقون؛ ودعوا أشياعكم (خلف الكواليس) ينفخون فيكم أفكارهم ورؤاهم..
حتى إذا استوت الأرض منكم، وأخذتم عليها زخرفكم؛ كانت الصفعة الواحدة كفيلةً بدحرجتكم لقاع المجتمع، هناك حيث يرمى كل قبيح ومستقذر، وحيث تمر بكم الجموع فلا تملك إلا سد الأنوف؛ فضلاً عن أن تسمع إليكم أو تقف بأنديتكم..
يا هؤلاء.. ألا تستحون أن ينظر إليكم أنصاف متعلمي مجتمعكم نظرة إزدراءٍ وتحقير؟ وأن يروا في وجوهكم المكر مجسما؛ والكذب والخداع مجسدا؟ فيترفعوا بأنفسهم عنكم، وفيكم حملة الشهادات، وأرباب الرتب والثقافات..
لا تلوموهم فأنتم باللوم أولى..
وكيف لعمري يصدق من إذا قال قولاً ووجد رأياً لشيخٍ يتفق مع بعض مقاله – ولو خالف الإجماع- اقتحم بحر الدين وتحدث به ومنه، وشرق فيه وغرب، فليس الدين تخصصاً وإنما هو ملك الجميع يفتون ويؤولون؛ وجعل من ذلك مرجعه الأوحد، ومنطلقه المفرد..
ثم إذا أتى منه ما خالف الدين، ولم يجد له رأياً ولا رخصةً ولا حجة، نكص على عقبيه، فنبذ الشرع وراءه ظهريا، وعده ماضياً عفاه الدهر؛ ومحاه الزمن..
وكيف يؤتمن من يأتي بالقول يحثه عليه إخوانه؛ ومن حوله من شياطين الإنس، فيعتبره رأي الشعب الذي إجماعه الصواب، وفي اتفاقه فصل الخطاب..
ثم إذا أتى بالأدهى، وثارت عليه الصحف والشبكات رداً وتعقيباً وتصحيحا، ألقى على الجمع نظرة استعلاء، ورآهم دهماء قومٍ لا يؤخذ منهم ولا يرد، والحل عنده والعقد بيد النخبة المستنيرة، ولو بحثت عنهم لرأيتهم نسخاً كربونيةً منه، ألف بينهم وبينه الرضاعة من كؤوس الغرب..
أي هؤلاء..
أنتم التنويريون بزعمكم، حملتم مصابيح الغرب على رؤوسكم، ثم جئتم إلينا تهزون أعطافكم اختيالا، كأنما خرقتم الأرض؛ أو بلغتم الجبال طولا..
شاهت الوجوه، وتاهت المصابيح، مع نور الحق الساطع، فسعيتم لتأليف نخبكم في اجتماعات الظلام، وهناك فقط؛ يباهي كلٌ منكم الآخرين بقوة مصباحه الغربي..
أما إن واتتكم الشجاعة فخرجتم بها للناس، فما تفيدكم إلا أن تحيلوا نهارنا لظلام، فإن لم تقدروا –ولن تقدروا- فهي علامةٌ على رؤوسكم أنكم "تثـويريون"..
كلمةٌ أخيرة..
يقول تعالى: "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون"
إنه نورٌ يا هؤلاء وليس نار؛ فانفخوا ما وسعكم النفخ..
فقد أجريتم خيلكم في غير مضمار، واجهدتموها بسباقٍ انتهت نتيجته؛ واستلم الفائز فيه كأسه وميداليته..
إن أثرتم عند غيري الغضب، وأشعلتم بفؤاده اللهب، فما أجد لكم في صدري إلا الرثاء؛ والحزن لمن كلت يده حاملةً غربالاً؛ يمنع به عن نفسه ومن خلفه وهج الشمس..
أي هؤلاء..
أما لكم فيمن سبقكم عبرةً واعتبار، كان لهم من العلم أكثر مما لكم، ومعهم من الحجة أقوى مما معكم، أفنوا أعمارهم وقدموا أرواحهم؛ لحرب هذا الدين، ثم ما كانوا إلا كناطح الصخرة يرى أنه موهنها أو موجعها، جرفهم تيار دين الفطرة بقوته، فألقاهم على جانبيه غثاء..
أغركم من أنفسكم؛ أن صنعت لكم الجرائد منابر من زوايا وأعمدة؟ وأفسح لكم في مقاعد البرامج الإعلامية وأمسيات الأندية؟.. فما أراها –والله- إلا نظريةً فيزيائيةً أنتم ضحاياها..
فمما تعلمناه قديماً، أن حجم سقطة الجسم يتناسب طردياً مع مقدار ارتفاعه ووزنه..
فهيا.. دعوا مناصبكم تحملكم لأعلى ما تطيقون؛ ودعوا أشياعكم (خلف الكواليس) ينفخون فيكم أفكارهم ورؤاهم..
حتى إذا استوت الأرض منكم، وأخذتم عليها زخرفكم؛ كانت الصفعة الواحدة كفيلةً بدحرجتكم لقاع المجتمع، هناك حيث يرمى كل قبيح ومستقذر، وحيث تمر بكم الجموع فلا تملك إلا سد الأنوف؛ فضلاً عن أن تسمع إليكم أو تقف بأنديتكم..
يا هؤلاء.. ألا تستحون أن ينظر إليكم أنصاف متعلمي مجتمعكم نظرة إزدراءٍ وتحقير؟ وأن يروا في وجوهكم المكر مجسما؛ والكذب والخداع مجسدا؟ فيترفعوا بأنفسهم عنكم، وفيكم حملة الشهادات، وأرباب الرتب والثقافات..
لا تلوموهم فأنتم باللوم أولى..
وكيف لعمري يصدق من إذا قال قولاً ووجد رأياً لشيخٍ يتفق مع بعض مقاله – ولو خالف الإجماع- اقتحم بحر الدين وتحدث به ومنه، وشرق فيه وغرب، فليس الدين تخصصاً وإنما هو ملك الجميع يفتون ويؤولون؛ وجعل من ذلك مرجعه الأوحد، ومنطلقه المفرد..
ثم إذا أتى منه ما خالف الدين، ولم يجد له رأياً ولا رخصةً ولا حجة، نكص على عقبيه، فنبذ الشرع وراءه ظهريا، وعده ماضياً عفاه الدهر؛ ومحاه الزمن..
وكيف يؤتمن من يأتي بالقول يحثه عليه إخوانه؛ ومن حوله من شياطين الإنس، فيعتبره رأي الشعب الذي إجماعه الصواب، وفي اتفاقه فصل الخطاب..
ثم إذا أتى بالأدهى، وثارت عليه الصحف والشبكات رداً وتعقيباً وتصحيحا، ألقى على الجمع نظرة استعلاء، ورآهم دهماء قومٍ لا يؤخذ منهم ولا يرد، والحل عنده والعقد بيد النخبة المستنيرة، ولو بحثت عنهم لرأيتهم نسخاً كربونيةً منه، ألف بينهم وبينه الرضاعة من كؤوس الغرب..
أي هؤلاء..
أنتم التنويريون بزعمكم، حملتم مصابيح الغرب على رؤوسكم، ثم جئتم إلينا تهزون أعطافكم اختيالا، كأنما خرقتم الأرض؛ أو بلغتم الجبال طولا..
شاهت الوجوه، وتاهت المصابيح، مع نور الحق الساطع، فسعيتم لتأليف نخبكم في اجتماعات الظلام، وهناك فقط؛ يباهي كلٌ منكم الآخرين بقوة مصباحه الغربي..
أما إن واتتكم الشجاعة فخرجتم بها للناس، فما تفيدكم إلا أن تحيلوا نهارنا لظلام، فإن لم تقدروا –ولن تقدروا- فهي علامةٌ على رؤوسكم أنكم "تثـويريون"..
كلمةٌ أخيرة..
يقول تعالى: "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون"
إنه نورٌ يا هؤلاء وليس نار؛ فانفخوا ما وسعكم النفخ..
تعليق