"تكاثرت الظباء على خراشٍ"
لا أدري أين سمعت به لكنه تعبيرٌ جميلٌ عن حالي
[مدانٌ يتناوشه دائنوه]
تباً له من بقال
أخاله يملك أنفاً بخاصية أنوف الكلاب البوليسية
قد ضبط مؤشره على (موجة /رائحة) ملابسي القديمة
إن النقطة الحرجة التي درسناها في الرياضيات أصبحت أراها متمثلة في هذه المسافة القصيرة
ما بين باب محمود السرطعون وسعيد المندوف
وهي المسافة التي تمشطها عينا أبي شاكر البقال
فما إن يتخايل فيها ظلي النحيل إلا وتلتف يديه الغليظتين حول عنقي (الخيطي)..
وتبدأ سلسلة شتائمه مع أمواج الرذاذ المتطاير من بين ثناياه المخلوعة!..
ثم يتدخل العم محمد الغسال ليفك النزاع بالمزيد من الوعود، ويتوقف أبناء الحارة الذاهبين لمدارسهم..
لا بأس؛؛ مشهد فكاهي يومي قبيل الطابور الصباحي
أخرج من الحارة أمسد عنقي المكشوط
ونظراتي تسبق عيني بمائتين وستة وعشرين متراً
وهي خاصية يتمتع بها كل من أغرقتهم الديون على تفاوت بينهم في المسافات
إضافةً لخاصية معرفة الطرق الجانبية
والتي يسلكها المدان كلما صافح بنظره وجهاً لدائن
.
.
"صباح الخير أبو عرجة"
الوحيد الذي أبادله التحية دون خوفٍ أو توجس
وأبو عرجة لو تعلمون ذو شأنٍ خطير!..
فهو المشرف العام على متسولي جنوبي مدينتنا
وبالتأكيد يرد تحيتي، مع فارق أني لا أرى يده الممدودة للناس
.
.
ألج بوابة مبنى العمل
وهناك أبصر (مندل) القهوجي جالساً على درجة المبنى السفلية
بانتظار صيحات وطلبات الموظفين
يرتدي تشكيلةً عجيبةً من الثياب والخرق
تتكامل بجمعها لتكون لنا هذا الشخص العجيب الغريب
مما حدا بي أن أطلق عليه لقب مندل العالم الوراثي المعروف الذي أتعب رؤوسنا قديماً ونحن ندرس لعبه بالجينات
وهكذا عرف في العمل بلقب (مندل) وظل ملاصقاً له؛ وأخاله نسي اسمه الحقيقي..
.
كموظف مؤرشف؛؛ ألج قسم الأرشيف
لأقابل نظرية فيثاغورس أمامي
"في مثلث قائم الزاوية مربع طول الوتر يساوي مجموع مربعي طولي الضلعين الآخرين"
وفي أرشيفٍ ترابي النكهة
مربع كلام الرئيس يخرس مجموع مربعي كلامي الموظفين الآخرَين
ألقيت السلام على رئيسي (الوتر) بتبجيل مصطنع
ثم أومأت برأسي (بمودة) لزميلي الضلع الآخر
وجلست على مقعدي المتهالك؛ ترص أمامي عشرات الإضبارات المتربة
.
.
وافاني مندل كالعادة بكوب الشاي
وابتسم عن نابٍ طحلبي اللون وهو يعلن أننا في آخر الشهر!!..
ثم اختفى من أمامي ليجيب نداءات الآخرين
وما أدراك ما آخر الشهر؟!..
يفرح أقواماً –مندل أحدهم- ويتعس آخرين وأنا أولهم
.
جلجل النداء يدعونا لغرفة المحاسب
فاتجه الجميع بنشاطٍ خرافي؛ وقدمت بعدهم أجر رجلين فولاذينين
وفتحت الخزانة ( المبجلة)
ووضع أول ما وضع؛؛ راتبي المسكين على الطاولة!..
وبدأت القسمة الكبرى، وخشخش في جيب كلٍ منهم نصيبه (حتى مندل)..
وبقي جيبي تخشخش فيه أوراق الإيصالات!!
مع ثلاثة عشر ريالاً!! ربما هي نظير حضوري للقسمة..
"وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه"
.
وانتهى وقت العمل الطويل
فخرجت تشيعني ابتسامات الزملاء و.... شماتتهم
.
في الطريق للمنزل
أكلت جزرةً أقوي بها بصري
فاليوم تكثر العقبات؛ والكمائن؛ ومصائد المحافظ
.
كما توقعت
عند الناصية تجول قدما أبي خليلٍ النقاش وتصول
وترقب عيناه كل قادمٍ إليه ووافد
اضطررت لالتفافة طويلة –معتادة- حول الشارع
ثم خرجت من الجهة الأخرى أمام حارتنا مباشرة
ولم يبق إلا
(نقطة البقال الحرجة!..)
.
.
وبعينين صقريتين
يجلس أبي شاكر أمام بقالته على كرسيٍ امتلأ به
.
تراجعت للوراء محوقلاً مذعورا
جدوا فإن الأمر جد ...... وله أعدوا واستعدوا
وصمتت أصوات الأطفال اللاعبين؛ وأطلق حكمهم صافرته؛ فالمشهد القادم يستحق إيقاف اللعب
عندها تماوجت أرنبة أنف أبي شاكرٍ يميناً ويسار
لتضبط المؤشر فتلتقط (موجة/رائحة ) ملابسي القديمة
و.... خرج الأسد من عرينه
.
.
انسكب جالون الادرينالين في ساقي
فقفزت خطوةً عملاقةً قطعت بها النقطة الحرجة في لحظة
وانطلقت هيكلاً عظمياً يعدو
تتبعه كرةٌ لحميةٌ محماةٌ بالغضب
.
وأمام عتبة المنزل بأمتار
انتصبت جارتنا أم محمد بعكازها المهيب!!..
.
(الخنق وبحر اللعاب من ورائكم، والعكاز المعقوف من أمامكم)
هنا وهنا فقط
تمكنت من معارضة نيوتن، في نظرية ردة الفعل الشهيرة، لأقول:
"لكل ريالٍ صفعة رد، مضاعفةً عنه في المقدار، ومساوية له في الاتجاه"
و..... لا أراكم الله
لا أدري أين سمعت به لكنه تعبيرٌ جميلٌ عن حالي
[مدانٌ يتناوشه دائنوه]
تباً له من بقال
أخاله يملك أنفاً بخاصية أنوف الكلاب البوليسية
قد ضبط مؤشره على (موجة /رائحة) ملابسي القديمة
إن النقطة الحرجة التي درسناها في الرياضيات أصبحت أراها متمثلة في هذه المسافة القصيرة
ما بين باب محمود السرطعون وسعيد المندوف
وهي المسافة التي تمشطها عينا أبي شاكر البقال
فما إن يتخايل فيها ظلي النحيل إلا وتلتف يديه الغليظتين حول عنقي (الخيطي)..
وتبدأ سلسلة شتائمه مع أمواج الرذاذ المتطاير من بين ثناياه المخلوعة!..
ثم يتدخل العم محمد الغسال ليفك النزاع بالمزيد من الوعود، ويتوقف أبناء الحارة الذاهبين لمدارسهم..
لا بأس؛؛ مشهد فكاهي يومي قبيل الطابور الصباحي
أخرج من الحارة أمسد عنقي المكشوط
ونظراتي تسبق عيني بمائتين وستة وعشرين متراً
وهي خاصية يتمتع بها كل من أغرقتهم الديون على تفاوت بينهم في المسافات
إضافةً لخاصية معرفة الطرق الجانبية
والتي يسلكها المدان كلما صافح بنظره وجهاً لدائن
.
.
"صباح الخير أبو عرجة"
الوحيد الذي أبادله التحية دون خوفٍ أو توجس
وأبو عرجة لو تعلمون ذو شأنٍ خطير!..
فهو المشرف العام على متسولي جنوبي مدينتنا
وبالتأكيد يرد تحيتي، مع فارق أني لا أرى يده الممدودة للناس
.
.
ألج بوابة مبنى العمل
وهناك أبصر (مندل) القهوجي جالساً على درجة المبنى السفلية
بانتظار صيحات وطلبات الموظفين
يرتدي تشكيلةً عجيبةً من الثياب والخرق
تتكامل بجمعها لتكون لنا هذا الشخص العجيب الغريب
مما حدا بي أن أطلق عليه لقب مندل العالم الوراثي المعروف الذي أتعب رؤوسنا قديماً ونحن ندرس لعبه بالجينات
وهكذا عرف في العمل بلقب (مندل) وظل ملاصقاً له؛ وأخاله نسي اسمه الحقيقي..
.
كموظف مؤرشف؛؛ ألج قسم الأرشيف
لأقابل نظرية فيثاغورس أمامي
"في مثلث قائم الزاوية مربع طول الوتر يساوي مجموع مربعي طولي الضلعين الآخرين"
وفي أرشيفٍ ترابي النكهة
مربع كلام الرئيس يخرس مجموع مربعي كلامي الموظفين الآخرَين
ألقيت السلام على رئيسي (الوتر) بتبجيل مصطنع
ثم أومأت برأسي (بمودة) لزميلي الضلع الآخر
وجلست على مقعدي المتهالك؛ ترص أمامي عشرات الإضبارات المتربة
.
.
وافاني مندل كالعادة بكوب الشاي
وابتسم عن نابٍ طحلبي اللون وهو يعلن أننا في آخر الشهر!!..
ثم اختفى من أمامي ليجيب نداءات الآخرين
وما أدراك ما آخر الشهر؟!..
يفرح أقواماً –مندل أحدهم- ويتعس آخرين وأنا أولهم
.
جلجل النداء يدعونا لغرفة المحاسب
فاتجه الجميع بنشاطٍ خرافي؛ وقدمت بعدهم أجر رجلين فولاذينين
وفتحت الخزانة ( المبجلة)
ووضع أول ما وضع؛؛ راتبي المسكين على الطاولة!..
وبدأت القسمة الكبرى، وخشخش في جيب كلٍ منهم نصيبه (حتى مندل)..
وبقي جيبي تخشخش فيه أوراق الإيصالات!!
مع ثلاثة عشر ريالاً!! ربما هي نظير حضوري للقسمة..
"وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه"
.
وانتهى وقت العمل الطويل
فخرجت تشيعني ابتسامات الزملاء و.... شماتتهم
.
في الطريق للمنزل
أكلت جزرةً أقوي بها بصري
فاليوم تكثر العقبات؛ والكمائن؛ ومصائد المحافظ
.
كما توقعت
عند الناصية تجول قدما أبي خليلٍ النقاش وتصول
وترقب عيناه كل قادمٍ إليه ووافد
اضطررت لالتفافة طويلة –معتادة- حول الشارع
ثم خرجت من الجهة الأخرى أمام حارتنا مباشرة
ولم يبق إلا
(نقطة البقال الحرجة!..)
.
.
وبعينين صقريتين
يجلس أبي شاكر أمام بقالته على كرسيٍ امتلأ به
.
تراجعت للوراء محوقلاً مذعورا
جدوا فإن الأمر جد ...... وله أعدوا واستعدوا
وصمتت أصوات الأطفال اللاعبين؛ وأطلق حكمهم صافرته؛ فالمشهد القادم يستحق إيقاف اللعب
عندها تماوجت أرنبة أنف أبي شاكرٍ يميناً ويسار
لتضبط المؤشر فتلتقط (موجة/رائحة ) ملابسي القديمة
و.... خرج الأسد من عرينه
.
.
انسكب جالون الادرينالين في ساقي
فقفزت خطوةً عملاقةً قطعت بها النقطة الحرجة في لحظة
وانطلقت هيكلاً عظمياً يعدو
تتبعه كرةٌ لحميةٌ محماةٌ بالغضب
.
وأمام عتبة المنزل بأمتار
انتصبت جارتنا أم محمد بعكازها المهيب!!..
.
(الخنق وبحر اللعاب من ورائكم، والعكاز المعقوف من أمامكم)
هنا وهنا فقط
تمكنت من معارضة نيوتن، في نظرية ردة الفعل الشهيرة، لأقول:
"لكل ريالٍ صفعة رد، مضاعفةً عنه في المقدار، ومساوية له في الاتجاه"
و..... لا أراكم الله
تعليق