أمتع ما قرأت في مجلة «الآداب الحديثة»، التي تصدر في إيطاليا في عددها الأخير: كيف كتبوا.. تعلم من تجاربهم!
أما الذين كتبوا فهم عدد من كبار الأدباء. كل واحد يحكي حكاية مع أول مقال.. قصة.. قصيدة.. مسرحية. إنها تجارب رائعة ومفيدة للذين يكتبون ويؤرخون أو من آمالهم أن يكتبوا.
يقول أديب إيطاليا البرتو مورافيا: لا تكتب، وإنما أرجوك أن تحكي لي حكاية عن القلم والورق والطريق إلى غرفتك وحيرتك في أن تكتب أو لا تكتب.. وكيف طاوعك القلم ولم يقاومك الورق.. وكم ورقة قطعت وكم مرة وقفت بعيداً عن مكتبك.. وكم مرة لعنت اليوم الذي قررت فيه أن تكتب.. قل لي ماذا قلت، فأنت الآن قد كتبت!
ويقول الأديب الإيطالي شيزاره بافيزه: أنا شخصياً لا أعرف كيف قررت أن أكتب، لقد وجدتني أكتب، ولا أعرف قيمة هذا الذي كتبت ولم أجرؤ أن أعرضه على أحد، ولم أجد أحداً. في إحدى المرات قررت أن أعرضه على أحد الرجال الذين يترددون علينا.. ولكن وجدت الأبيات التي يكررها ويحرص على أن نسمعها تختلف تماماً عن كل الذي يخطر على بالي.. ثم أن تركيب هذه الجمل لا يعجبني، فأنا لا أستطيع ولا أحب أن أكتب مثل هذا الذي يقول، فأي شيء سوف أكتبه فلن يعجبه، ولا أستطيع أن أعرض الذي أكتبه على خالتي وهي مدرسة أدب إيطالي.. لأنها مفتونة بالشاعرين دانتي وبتراركه، وأنا لا أكتب مثلهما ولا أقدر، ولو استطعت لما فعلت مثلهما.. اذن.. أكتب والسلام!
وكتبت الأديبة الإيطالية السه موارانته: دخلت غرفتي.. أغلقت الباب. أخرجت ورقاً، وأمسكت قلماً ونظرت إلى السقف وانتظرت لم يمطر السقف كلمات وعبارات.. وإنما أحسست كأن قلمي هذا إحدى (مانعات الصواعق) تلتقط المعاني وتجعلها تمر من يدي إلى ذراعي إلى جسمي إلى الأرض. وربما كان هذا هو سر الرعشة والعرق على وجهي، ففتحت الباب والنافذة، وأحسست بهواء في أنفي ورأيت من نافذتي النافورة التي لا تتوقف عن الفيضان والتماثيل التي لا تمل الاستحمام والطيور تشرب بلا نهاية وتلعب بلا تعب وتتكاثر.. تنام المصابيح ولا تنام النافورة يظلم الليل وعيون التماثيل مفتوحة.. وخجلت من نفسي فأنا لا أستطيع أن أقول كلاماً جميلا كالذي قاله الفنانون الذين صنعوا التماثيل ولا أستطيع أن أصف الهيئة التي عليها كل شيء، ولكن قررت أن أمضي في الكتابة ولا يهمني ان قرأ أحد ما كتبت، فالمهم أنني كتبت وسوف أكتب ولا أعرف غير هذه الهواية التي سوف تكون حرفة!
وقال الفيلسوف كروتشه في رسالة لإحدى ابنتيه: ليست كل المعاني حاضرة في رأسي عندما أجلس للكتابة وإنما بعضها يأتي ببعض، تماماً كالطيور بعضها يستدرج البعض وتغري البعض بأن تجيء.. لا أعرف من أين تجيء وكيف تدخل قلمي ويسيل على الورق صوراً وجمالاً ومنطقاً ونظاماً.. صحيح أن كل شيء حاضر في دماغي وينتظر الإشارة، ولا أعرف إن كانت المعاني هي التي تنتظر أو أنا الذي أنتظر.. إن الكتابة هي فن العناق الهادئ بين الكاتب وأفكاره ولذلك يجب أن تكون هناك مصالحة.. حب.. وبغير الحب لا أدب!
أما أصعب النصائح فهي التي قالها شيشرون: اكتب ما شئت ثم اتركه في مكان ما سنوات وعد إليه.. ثم اختصره إلى النصف ثم إلى الربع وانت حر في اختيار ما يروقك وما تتعلمه من تجارب الآخرين!
هذا هو ما كتبه أنيس منصوراليوم في صحيفة الشرق الأوسط عن بعض الأدباء وحالهم مع الكتابة . فماذا عنك أنت عزيزي العضو وماهو حالك مع الكتابة ؟
أما الذين كتبوا فهم عدد من كبار الأدباء. كل واحد يحكي حكاية مع أول مقال.. قصة.. قصيدة.. مسرحية. إنها تجارب رائعة ومفيدة للذين يكتبون ويؤرخون أو من آمالهم أن يكتبوا.
يقول أديب إيطاليا البرتو مورافيا: لا تكتب، وإنما أرجوك أن تحكي لي حكاية عن القلم والورق والطريق إلى غرفتك وحيرتك في أن تكتب أو لا تكتب.. وكيف طاوعك القلم ولم يقاومك الورق.. وكم ورقة قطعت وكم مرة وقفت بعيداً عن مكتبك.. وكم مرة لعنت اليوم الذي قررت فيه أن تكتب.. قل لي ماذا قلت، فأنت الآن قد كتبت!
ويقول الأديب الإيطالي شيزاره بافيزه: أنا شخصياً لا أعرف كيف قررت أن أكتب، لقد وجدتني أكتب، ولا أعرف قيمة هذا الذي كتبت ولم أجرؤ أن أعرضه على أحد، ولم أجد أحداً. في إحدى المرات قررت أن أعرضه على أحد الرجال الذين يترددون علينا.. ولكن وجدت الأبيات التي يكررها ويحرص على أن نسمعها تختلف تماماً عن كل الذي يخطر على بالي.. ثم أن تركيب هذه الجمل لا يعجبني، فأنا لا أستطيع ولا أحب أن أكتب مثل هذا الذي يقول، فأي شيء سوف أكتبه فلن يعجبه، ولا أستطيع أن أعرض الذي أكتبه على خالتي وهي مدرسة أدب إيطالي.. لأنها مفتونة بالشاعرين دانتي وبتراركه، وأنا لا أكتب مثلهما ولا أقدر، ولو استطعت لما فعلت مثلهما.. اذن.. أكتب والسلام!
وكتبت الأديبة الإيطالية السه موارانته: دخلت غرفتي.. أغلقت الباب. أخرجت ورقاً، وأمسكت قلماً ونظرت إلى السقف وانتظرت لم يمطر السقف كلمات وعبارات.. وإنما أحسست كأن قلمي هذا إحدى (مانعات الصواعق) تلتقط المعاني وتجعلها تمر من يدي إلى ذراعي إلى جسمي إلى الأرض. وربما كان هذا هو سر الرعشة والعرق على وجهي، ففتحت الباب والنافذة، وأحسست بهواء في أنفي ورأيت من نافذتي النافورة التي لا تتوقف عن الفيضان والتماثيل التي لا تمل الاستحمام والطيور تشرب بلا نهاية وتلعب بلا تعب وتتكاثر.. تنام المصابيح ولا تنام النافورة يظلم الليل وعيون التماثيل مفتوحة.. وخجلت من نفسي فأنا لا أستطيع أن أقول كلاماً جميلا كالذي قاله الفنانون الذين صنعوا التماثيل ولا أستطيع أن أصف الهيئة التي عليها كل شيء، ولكن قررت أن أمضي في الكتابة ولا يهمني ان قرأ أحد ما كتبت، فالمهم أنني كتبت وسوف أكتب ولا أعرف غير هذه الهواية التي سوف تكون حرفة!
وقال الفيلسوف كروتشه في رسالة لإحدى ابنتيه: ليست كل المعاني حاضرة في رأسي عندما أجلس للكتابة وإنما بعضها يأتي ببعض، تماماً كالطيور بعضها يستدرج البعض وتغري البعض بأن تجيء.. لا أعرف من أين تجيء وكيف تدخل قلمي ويسيل على الورق صوراً وجمالاً ومنطقاً ونظاماً.. صحيح أن كل شيء حاضر في دماغي وينتظر الإشارة، ولا أعرف إن كانت المعاني هي التي تنتظر أو أنا الذي أنتظر.. إن الكتابة هي فن العناق الهادئ بين الكاتب وأفكاره ولذلك يجب أن تكون هناك مصالحة.. حب.. وبغير الحب لا أدب!
أما أصعب النصائح فهي التي قالها شيشرون: اكتب ما شئت ثم اتركه في مكان ما سنوات وعد إليه.. ثم اختصره إلى النصف ثم إلى الربع وانت حر في اختيار ما يروقك وما تتعلمه من تجارب الآخرين!
هذا هو ما كتبه أنيس منصوراليوم في صحيفة الشرق الأوسط عن بعض الأدباء وحالهم مع الكتابة . فماذا عنك أنت عزيزي العضو وماهو حالك مع الكتابة ؟
تعليق