عزيزي الأستاذ / مالك
سعيد جدا بمصافحتك .
دعني ابدأ باستنكار آخر عبارة جاءت في تعليقك مع أنني أعلم أنها من صفات التواضع التي تجعل الإنسان يميل إلى تحجيم ذاته .
ثم أقول لك يا سيدي الكريم أن سعادتي بمصافحتك هي لعدة أمور منها :
اشتراكنا في عشق هذا التراث وميولنا ناحيته ، لا أدري ؟ هل هو الهروب من الحاضر أم البحث عن اشياء مفقودة ؟ وكذلك معاناتنا المشتركة مع بعض الأعضاء الكرام ، الذين نتوقع منهم التفاعل مع ما نحسب أنه يستحق التفاعل ، وإذا بهم لايفعلون لأسباب نرى أنها غير مقبولة ، خاصة ونحن ندعي حبنا للتراث وتعلقنا به .
لازلت أتذكر جيدا ، عندما جئت إلى المنتدى قبل حوالي عامين. عندما كنت أنت آنذاك مشرفا على "الفراهيدي" ، وكنت تنقل بعض مشاركاتي من "الفراهيدي" إلى "الشعبيات " وتصحبها بأسفك الشديد لنقلها إلى هناك لأنه لن يقرأها أحدا هنا ..!!
فهمت آنذاك أنك تعاني من عدم وجود القراءات الجادة والفعالة ، فالفراهيدي كما وضع في عنوانه يهتم بالأدب والشعر ...الخ ، وأكثر رواد المنتدى ليست لديهم الرغبة إلا في الشعبيات وماهو في فلكها .
عزيزي، لا أريد أن اسكب الكيروسين كما ذكرت على النار. وقد أشرت إلى أن العتب على قد العشم . حيث أعلم أن هناك فئات متباينة في المنتدى ، فهناك من لايتوفر لديه الّنَفسْ الطويل الذي يمكّنه من قراءة النصوص التي تزيد عن الثلاثة اسطر ..!!
وهناك الفئة التي لاتميل أصلا إلى الأدب ، وهناك من لا يعترف بأي كتابة جادة ، وهناك من لديه تراكمات زمنية ووراثية تمنعه من التفاعل وتجعله يكتفي بأن يكون متفرجا وهامشيا في كثير من الأ شياء كما قد أشار إلى ذلك الأستاذ السروي أكثر من مرة . وهناك من لا تستهويه إلا المهاترات والأشياء الشخصية حيث تجده سرعان مايقحم نفسه في التعليق والإضافة بمجرد مايرى أن هناك بادرة اختلاف ..!!
كل هذا ياعزيزي لم يغب عني ، ولم يكن عتبي موجها إلا للكوكبة المضيئة في هذا المنتدى ، الذين لديهم القدرة على التفاعل ، وإثراء الفكر بما يملكونه من القدرة وما لديهم من الموهبة والرغبة ، فإلى متى يظل تراثنا هامشيا ، لا يتعدى تسجيل قصيدة أو نصا مقتضبا تطغى عليه الأخطاء الإملائية واللغوية ، ثم يُعِقّبْ عليه بعبارات ترضية لايتعدى تأثيرها الحيز الذي تشغله في الصفحة التي تكتب فيها من نوع ؛ ماقصرت ويعطيك العافية وننتظر المزيد ....!!
هذا ياعزيزي من ناحية ، أما من ناحية ما ذكرت من أنه قد يكون هناك من لا يرتاح لما كتبته ، لأنه قد يكون أن رحاه دارت في وديانه وجباله ، فهنا أجد عليّ لزاما توضيح الأتي :
أولا: أي سرٍّ يمضي عليه خمس وعشرون سنة يصبح جائزا أن يشاع للعامة، وهذا في عرف الدول على أهمية أسرارها. فما بالك بقصص لها مئات السنين كالتي ذكرت.
ثانيا: تتداول هذه القصص التي ذكرتها على الألسن منذ أن وعيت نفسي ، وليس فيها ما يجب التحفظ عليه.
ثالثا : كل الأسماء التي ذكرتها مستعارة ولا يوجد منها اسم صحيح واحد.
رابعا: كل ما ذكرته من الأودية والديار هي أوديتي ودياري ، فانا كما قال الشاعر : إن تتهمي فتهامة موطني .... وإن تنجدي فإن الهوى نجدي. وإذا كان هناك من يريد أن يزايد في هذه الناحية فسأقف معه حتى النهاية..
المسألة في نظري ياعزيزي ابعد من هذا ، فلنا تراثنا الذي كما تفضلت أنت وأشرت أن هناك من يترحم عليه ، وينادي في كل مناسبة بأحيائه وتوثيقه ، وهناك في تراثنا من القصص والروايات ما يستحق منا الوقوف والتأمل ، ولا يجب أن نتحفظ عليه، فمن حق أبناءنا أن يعرفوا ماورثناه وما نقل إلينا ممن سبقنا ، حتى ولو كان في تلك القصص مايؤلمنا ، ففي الوقت الذي نفتخر فيه بأنفسنا وأصالتنا وتراثنا فإننا لا بد وأن نعترف بأن أسلافنا كانوا يتكئون على " مداميك" من الجهل ، ولسنا مجتمع ملائكي ولم نعش أبدا في مدينة فاضلة .
عزيزي :قديما قيل " الصواعق ماتصيب إلا الجبال " ، وأنا أستغرب ما يبديه البعض من التحفظ على توثيق التراث ، بل وأستغرب تحفظ البعض عندما تثار عنا بعض "النكت " ، حيث قد كتبت قبل فترة قصة نكتة رواها لي مصري في القاهرة ذات يوم دون أن يعرف عني شيء ، فأثارت حفيظة بعض الزملاء رغم أنه لولا ثقتي في نفسي وأصلي وفصلي لما أشرت إليها . آنذاك أدرت ظهري لهم ، أما الآن فإنني أقول وبملء فمي أن تراثنا لا يوجد فيه مايخجل ولا يجب أن نبقى في أفق لا يسمح لنا بتسليط الضوء على الطريق التي مشيناها في يوم من الأيام ، فلم يعد للظلام سبيل في هذا الزمن . وإلا فلنسترح ونرح ، ونترك هذه المساحات التي تهيأت لنا ليستغلها غيرنا فيما هو أنفع ، ولنتوقف عن المناداة بإحياء التراث وتوثيقه ، فالتراث ليس قصيدة مبعثرة نقوم بنقلها ، لا نفقه معانيها ولا ندري مغازيها .
هذا هو ياعزيزي ما أردت توضيحه ، أما عتبي فأؤكد أنه على أولئك الذين أعرف حرصهم وأثق في مقدرتهم ،وأرى أن لديهم ما يقولون ويثرون به تراثنا المشترك ، ويخرجونه من إطاره الضيق الذي قيدوه فيه ، وإلا فأنهم قد بخلوا وضنوا وليس ابخل ممن يبخل برأيه وخاصة في إرث لن يسمح لأحد بأن يأخذ نصيبه منه .
سعيد جدا بمصافحتك .
دعني ابدأ باستنكار آخر عبارة جاءت في تعليقك مع أنني أعلم أنها من صفات التواضع التي تجعل الإنسان يميل إلى تحجيم ذاته .
ثم أقول لك يا سيدي الكريم أن سعادتي بمصافحتك هي لعدة أمور منها :
اشتراكنا في عشق هذا التراث وميولنا ناحيته ، لا أدري ؟ هل هو الهروب من الحاضر أم البحث عن اشياء مفقودة ؟ وكذلك معاناتنا المشتركة مع بعض الأعضاء الكرام ، الذين نتوقع منهم التفاعل مع ما نحسب أنه يستحق التفاعل ، وإذا بهم لايفعلون لأسباب نرى أنها غير مقبولة ، خاصة ونحن ندعي حبنا للتراث وتعلقنا به .
لازلت أتذكر جيدا ، عندما جئت إلى المنتدى قبل حوالي عامين. عندما كنت أنت آنذاك مشرفا على "الفراهيدي" ، وكنت تنقل بعض مشاركاتي من "الفراهيدي" إلى "الشعبيات " وتصحبها بأسفك الشديد لنقلها إلى هناك لأنه لن يقرأها أحدا هنا ..!!
فهمت آنذاك أنك تعاني من عدم وجود القراءات الجادة والفعالة ، فالفراهيدي كما وضع في عنوانه يهتم بالأدب والشعر ...الخ ، وأكثر رواد المنتدى ليست لديهم الرغبة إلا في الشعبيات وماهو في فلكها .
عزيزي، لا أريد أن اسكب الكيروسين كما ذكرت على النار. وقد أشرت إلى أن العتب على قد العشم . حيث أعلم أن هناك فئات متباينة في المنتدى ، فهناك من لايتوفر لديه الّنَفسْ الطويل الذي يمكّنه من قراءة النصوص التي تزيد عن الثلاثة اسطر ..!!
وهناك الفئة التي لاتميل أصلا إلى الأدب ، وهناك من لا يعترف بأي كتابة جادة ، وهناك من لديه تراكمات زمنية ووراثية تمنعه من التفاعل وتجعله يكتفي بأن يكون متفرجا وهامشيا في كثير من الأ شياء كما قد أشار إلى ذلك الأستاذ السروي أكثر من مرة . وهناك من لا تستهويه إلا المهاترات والأشياء الشخصية حيث تجده سرعان مايقحم نفسه في التعليق والإضافة بمجرد مايرى أن هناك بادرة اختلاف ..!!
كل هذا ياعزيزي لم يغب عني ، ولم يكن عتبي موجها إلا للكوكبة المضيئة في هذا المنتدى ، الذين لديهم القدرة على التفاعل ، وإثراء الفكر بما يملكونه من القدرة وما لديهم من الموهبة والرغبة ، فإلى متى يظل تراثنا هامشيا ، لا يتعدى تسجيل قصيدة أو نصا مقتضبا تطغى عليه الأخطاء الإملائية واللغوية ، ثم يُعِقّبْ عليه بعبارات ترضية لايتعدى تأثيرها الحيز الذي تشغله في الصفحة التي تكتب فيها من نوع ؛ ماقصرت ويعطيك العافية وننتظر المزيد ....!!
هذا ياعزيزي من ناحية ، أما من ناحية ما ذكرت من أنه قد يكون هناك من لا يرتاح لما كتبته ، لأنه قد يكون أن رحاه دارت في وديانه وجباله ، فهنا أجد عليّ لزاما توضيح الأتي :
أولا: أي سرٍّ يمضي عليه خمس وعشرون سنة يصبح جائزا أن يشاع للعامة، وهذا في عرف الدول على أهمية أسرارها. فما بالك بقصص لها مئات السنين كالتي ذكرت.
ثانيا: تتداول هذه القصص التي ذكرتها على الألسن منذ أن وعيت نفسي ، وليس فيها ما يجب التحفظ عليه.
ثالثا : كل الأسماء التي ذكرتها مستعارة ولا يوجد منها اسم صحيح واحد.
رابعا: كل ما ذكرته من الأودية والديار هي أوديتي ودياري ، فانا كما قال الشاعر : إن تتهمي فتهامة موطني .... وإن تنجدي فإن الهوى نجدي. وإذا كان هناك من يريد أن يزايد في هذه الناحية فسأقف معه حتى النهاية..
المسألة في نظري ياعزيزي ابعد من هذا ، فلنا تراثنا الذي كما تفضلت أنت وأشرت أن هناك من يترحم عليه ، وينادي في كل مناسبة بأحيائه وتوثيقه ، وهناك في تراثنا من القصص والروايات ما يستحق منا الوقوف والتأمل ، ولا يجب أن نتحفظ عليه، فمن حق أبناءنا أن يعرفوا ماورثناه وما نقل إلينا ممن سبقنا ، حتى ولو كان في تلك القصص مايؤلمنا ، ففي الوقت الذي نفتخر فيه بأنفسنا وأصالتنا وتراثنا فإننا لا بد وأن نعترف بأن أسلافنا كانوا يتكئون على " مداميك" من الجهل ، ولسنا مجتمع ملائكي ولم نعش أبدا في مدينة فاضلة .
عزيزي :قديما قيل " الصواعق ماتصيب إلا الجبال " ، وأنا أستغرب ما يبديه البعض من التحفظ على توثيق التراث ، بل وأستغرب تحفظ البعض عندما تثار عنا بعض "النكت " ، حيث قد كتبت قبل فترة قصة نكتة رواها لي مصري في القاهرة ذات يوم دون أن يعرف عني شيء ، فأثارت حفيظة بعض الزملاء رغم أنه لولا ثقتي في نفسي وأصلي وفصلي لما أشرت إليها . آنذاك أدرت ظهري لهم ، أما الآن فإنني أقول وبملء فمي أن تراثنا لا يوجد فيه مايخجل ولا يجب أن نبقى في أفق لا يسمح لنا بتسليط الضوء على الطريق التي مشيناها في يوم من الأيام ، فلم يعد للظلام سبيل في هذا الزمن . وإلا فلنسترح ونرح ، ونترك هذه المساحات التي تهيأت لنا ليستغلها غيرنا فيما هو أنفع ، ولنتوقف عن المناداة بإحياء التراث وتوثيقه ، فالتراث ليس قصيدة مبعثرة نقوم بنقلها ، لا نفقه معانيها ولا ندري مغازيها .
هذا هو ياعزيزي ما أردت توضيحه ، أما عتبي فأؤكد أنه على أولئك الذين أعرف حرصهم وأثق في مقدرتهم ،وأرى أن لديهم ما يقولون ويثرون به تراثنا المشترك ، ويخرجونه من إطاره الضيق الذي قيدوه فيه ، وإلا فأنهم قد بخلوا وضنوا وليس ابخل ممن يبخل برأيه وخاصة في إرث لن يسمح لأحد بأن يأخذ نصيبه منه .
تعليق