قالوا في الكرم والسخاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا=وسرّّك أن يكون لها غطاء
تستر بالسخاء ، فكل عيب=يغطيه كما قيل السخاء
هو البحر من أي النواحي أتيتهُ=فلجته المعروف والجود ساحله
تعود بسط الكف حتى لو أنه=ثناها لقبضٍ لم تطعه أنامله
ولو لم يكن في كفه غير نفسه=لجاد بها فليتق الله سائله
قالوا في السفر والترحال
ارحل بنفسك من أرض تضام بها=ولا تكن من فراق الأهل في حُرَق
فالعنبر الخام روث في مواطنه=وفي التغرّب محمول على العنق
والكحل نوع من الأحجار تنظره=في أرضه ، وهو مرمي على الطرق
لما تغرب حاز الفضل أجمعه=فصار يحمل بين الجفن والحدق
قالوا في الهمة العالية
بقدر الكد تكتسب المعالي=ومن طلب العلا سهر الليالي
ومن طلب العلا من غير كدً=أضاع العمر في طلب المحالِ
لسنا وإن أحسابنا كرُمت=يوماً على الأحساب نتكلُ
نبني كما كانت أوائلنا=تبني ونفعل مثل مافعلوا
تقضي البطولة أن نمد جسومنا=جسراً ، فقل لرفاقنا أن يعبروا
قالوا في الصداقة
إذا المرء لايرعاك إلا تكلفا=فدعه ، ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة=وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
إذا لم يكن صفوُ الوداد طبيعة=فلاخير في خُلقٍ يجيء تكلفا
قبيح من الإنسان ينسى عيوبه=ويذكر عيباً في أخيه قد أختفى
ولو كان ذا فضل لما عاب غيره=وفيه عيوب لو رآها بها اكتفى
قالوا في الفرج بعد الشدة
إذا ضاقت بك الأحوال يوما=فثق بالواحد الفرد العلي
فكم لله من لطف خفي=يدق خفاه عن فهم الذكي
وكم يسر أتى من بعد عسر=ففرج كربة القلب الشجي
وكم أمر تساء به صباحاً=ويأتيك المسرة في العشي
قالوا في القناعة
النفس تجزع أن تكون فقيرةً=والفقرُ خيرٌ من غنى يطغيها
وغنى النفوس هو الكفاف فإن أبت=فجميع مافي الأرض لايغنيها
قالوا في الحسد
وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت=أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت=ماكان يُعرف طيب عَرفِ العود
تعليق