Unconfigured Ad Widget

تقليص

مرثيه لأحمد مطر

تقليص
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الساجي
    عضو مميز
    • May 2002
    • 256

    مرثيه لأحمد مطر

    هذه القصيدة التي كتبها الشاعر احمد مطر في رفيق دربه الرسام / ناجي العلي .. بعد اغتياله ....

    ِشكراً على التأبينِ والإطراءِ
    يا معشرَ الخطباء والشعراءِ
    شكراً على ما ضاعَ من أوقاتكم
    في غمرةِ التدبيـج والإنشاءِ
    وعلى مدادٍ كان يكفي بعضُـه
    أن يُغرِقَ الظلماءَ بالظلماءِ
    وعلى دموعٍ لو جَـرتْ في البيدِ
    لانحلّـتْ وسار الماءُ فوق الماءِ
    وعواطفٍ يغـدو على أعتابها
    مجنونُ ليلى أعقـلَ العقلاءِ
    وشجاعـةٍ باسم القتيلِ مشيرةٍ
    للقاتلين بغيرِما أسمـاءِ
    شكراً لكم، شكراً، وعفواً إن أنا
    أقلعتُ عن صوتي وعن إصغائي
    عفواً، فلا الطاووس في جلدي ولا
    تعلو لساني لهجةُ الببغاءِ
    عفواً، فلا تروي أساي قصيدةٌ
    إن لم تكن مكتوبةً بدمائي
    عفواً، فإني إن رثيتُ فإنّما
    أرثي بفاتحة الرثاء رثائي
    عفواً، فإني مَيِّتٌ يا أيُّها
    الموتى، وناجي آخر الأحياء !
    ***
    "ناجي العليُّ" لقد نجوتَ بقدرةٍ
    من عارنا، وعلَوتَ للعلياءِ
    إصعـدْ، فموطنك السّماءُ، وخلِّنا
    في الأرضِ، إن الأرضَ للجبناءِ
    للمُوثِقينَ على الّرباطِ رباطَنا
    والصانعينَ النصرَ في صنعاءِ
    مِمّن يرصّونَ الصُّكوكَ بزحفهم
    ويناضلونَ برايةٍ بيضاءِ
    ويُسافِحونَ قضيّةً من صُلبهم
    ويُصافحونَ عداوةَ الأعداءِ
    ويخلِّفون هزيمةً، لم يعترفْ
    أحدٌ بها.. من كثرة الآباءِ !
    إصعَـدْ فموطنك المُـرّجَى مخفرٌ
    متعددُ اللهجات والأزياءِ
    للشرطة الخصيان، أو للشرطة
    الثوار، أو للشرطة الأدباءِ
    أهلِ الكروشِ القابضين على القروشِ
    من العروشِ لقتل كلِّ فدائي
    الهاربين من الخنادق والبنادق
    للفنادق في حِمى العُملاءِ
    القافزين من اليسار إلى اليمين
    إلى اليسار إلى اليمين كقفزة الحِرباءِ
    المعلنين من القصورِ قصورَنا
    واللاقطين عطيّةَ اللقطاءِ
    إصعدْ، فهذي الأرض بيتُ دعارةٍ
    فيها البقاءُ معلّقٌ ببغاءِ
    مَنْ لم يمُت بالسيفِ مات بطلقةٍ
    من عاش فينا عيشة الشرفاء
    ماذا يضيرك أن تُفارقَ أمّةً
    ليست سوى خطأ من الأخطاءِ
    رملٌ تداخلَ بعضُهُ في بعضِهِ
    حتى غدا كالصخرة الصمّاءِ
    لا الريحُ ترفعُها إلى الأعلى
    ولا النيران تمنعها من الإغفاءِ
    فمدامعٌ تبكيك لو هي أنصفتْ
    لرثتْ صحافةَ أهلها الأُجراءِ
    تلك التي فتحَتْ لنَعيِكَ صدرَها
    وتفنّنت بروائعِ الإنشاءِ
    لكنَها لم تمتلِكْ شرفاً لكي
    ترضى بنشْرِ رسومك العذراءِ
    ونعتك من قبل الممات، وأغلقت
    بابَ الرّجاءِ بأوجُهِ القُرّاءِ
    وجوامعٌ صلّت عليك لو انّها
    صدقت، لقرّبتِ الجهادَ النائي
    ولأعْلَنَتْ باسم الشريعة كُفرَها
    بشرائع الأمراءِ والرؤساءِ
    ولساءلتهم: أيُّهمْ قد جاءَ
    مُنتخَباً لنا بإرادة البُسطاء ؟
    ولساءلتهم: كيف قد بلغوا الغِنى
    وبلادُنا تكتظُّ بالفقراء ؟
    ولمنْ يَرصُّونَ السلاحَ، وحربُهمْ
    حبٌ، وهم في خدمة الأعداءِ ؟
    وبأيِّ أرضٍ يحكمونَ، وأرضُنا
    لم يتركوا منها سوى الأسماءِ ؟
    وبأيِّ شعبٍ يحكمونَ، وشعبُنا
    متشعِّبٌ بالقتل والإقصاءِ
    يحيا غريبَ الدارِ في أوطانهِ
    ومُطارَداً بمواطنِ الغُرباء ؟
    لكنّما يبقى الكلامُ مُحرّراً
    إنْ دارَ فوقَ الألسنِ الخرساءِ
    ويظلُّ إطلاقُ العويلِ محلّلاً
    ما لم يمُسَّ بحرمة الخلفاءِ
    ويظلُّ ذِكْرُكَ في الصحيفةِ جائزاً
    ما دام وسْـطَ مساحةٍ سوداءِ
    ويظلُّ رأسكَ عالياً ما دمتَ
    فوق النعشِ محمولاً إلى الغبراءِ
    وتظلُّ تحت "الزّفـتِ" كلُّ طباعنا
    ما دامَ هذا النفطُ في الصحراءِ !
    ***
    القاتلُ المأجورُ وجهٌ أسودٌ
    يُخفي مئاتِ الأوجه الصفراءِ
    هي أوجهٌ أعجازُها منها استحتْ
    والخِزْيُ غطَاها على استحياءِ
    لمثقفٍ أوراقُه رزمُ الصكوكِ
    وحِبْرُهُ فيها دمُ الشهداء
    ولكاتبٍ أقلامُهُ مشدودةٌ
    بحبال صوت جلالةِ الأمراء
    ولناقدٍ "بالنقدِ" يذبحُ ربَّهُ
    ويبايعُ الشيطانَ بالإفتاءِ
    ولشاعرٍ يكتظُّ من عَسَـلِ النعيمِ
    على حسابِ مَرارةِ البؤساءِ
    ويَجـرُّ عِصمتَه لأبواب الخَنا
    ملفوفةً بقصيدةٍ عصماءِ !
    ولثائرٍ يرنو إلى الحريّةِ
    الحمراءِ عبرَ الليلةِ الحمراءِ
    ويعومُ في "عَرَقِ" النضالِ ويحتسي
    أنخابَهُ في صحَة الأشلاءِ
    ويكُفُّ عن ضغط الزِّنادِ مخافةً
    من عجز إصبعه لدى "الإمضاءِ" !
    ولحاكمٍ إن دقَّ نورُ الوعْي
    ظُلْمَتَهُ، شكا من شدَّةِ الضوضاءِ
    وَسِعَتْ أساطيلَ الغُزاةِ بلادُهُ
    لكنَها ضاقتْ على الآراءِ
    ونفاكَ وَهْـوَ مُخَـمِّنٌ أنَّ الرَدى
    بك مُحْدقُ، فالنفيُ كالإفناءِ !
    الكلُّ مشتركٌ بقتلِكَ، إنّما
    نابت يَدُ الجاني عن الشُّركاءِ
    ***
    ناجي. تحجّرتِ الدموعُ بمحجري
    وحشا نزيفُ النارِ لي أحشائي
    لمّا هويْتَ هَويتَ مُتَّحـدَ الهوى
    وهويْتُ فيك موزَّعَ الأهواءِ
    لم أبكِ، لم أصمتْ، ولم أنهضْ
    ولم أرقدْ، وكلّي تاهَ في أجزائي
    ففجيعتي بك أنني.. تحت الثرى
    روحي، ومن فوقِ الثرى أعضائي
    أنا يا أنا بك ميتٌ حيٌّ
    ومحترقٌ أعدُّ النارَ للإطفاءِ
    برّأتُ من ذنْبِ الرِّثاء قريحتي
    وعصمتُ شيطاني عن الإيحاءِ
    وحلفتُ ألا أبتديك مودِّعاً
    حتى أهيِّئَ موعداً للقاءِ
    سأبدّلُ القلمَ الرقيقَ بخنجرٍ
    والأُغنياتِ بطعنَـةٍ نجلاءِ
    وأمدُّ رأسَ الحاكمينََ صحيفةً
    لقصائدٍ.. سأخطُّها بحذائي
    وأضمُّ صوتكَ بذرةً في خافقي
    وأصمُّهم في غابة الأصداءِ
    وألقِّنُ الأطفالَ أنَّ عروشَهم
    زبدٌ أٌقيمَ على أساس الماءِ
    وألقِّنُ الأطفالَ أن جيوشهم
    قطعٌ من الديكورِ والأضواءِ
    وألقِّنُ الأطفالَ أن قصورَهم
    مبنيةٌ بجماجمِ الضعفاءِ
    وكنوزَهم مسروقةٌ بالعدِل
    واستقلالهم نوعُ من الإخصاءِ
    سأظلُّ أكتُبُ في الهواءِ هجاءهم
    وأعيدُهُ بعواصفٍ هوجاءِ
    وليشتمِ المتلوّثونَ شتائمي
    وليستروا عوراتهم بردائي
    وليطلقِ المستكبرون كلابَهم
    وليقطعوا عنقي بلا إبطاءِ
    لو لم تَعُـدْ في العمرِ إلا ساعةٌ
    لقضيتُها بشتيمةِ الخُلفاءِ !
    ***
    أنا لستُ أهجو الحاكمينَ، وإنّما
    أهجو بذكر الحاكمين هجائي
    أمِنَ التأدّبِ أن أقول لقاتلي
    عُذراً إذا جرحتْ يديكَ دمائي ؟
    أأقولُ للكلبِ العقور تأدُّباً:
    دغدِغْ بنابك يا أخي أشلائي ؟
    أأقولُ للقوّاد يا صِدِّيقُ، أو
    أدعو البغِيَّ بمريمِ العذراءِ ؟
    أأقولُ للمأبونِ حينَ ركوعِهِ:
    "حَرَماً" وأمسحُ ظهرهُ بثنائي ؟
    أأقول لِلّصِ الذي يسطو على
    كينونتي: شكراً على إلغائي ؟
    الحاكمونَ همُ الكلابُ، مع اعتذاري
    فالكلاب حفيظةٌ لوفاءِ
    وهمُ اللصوصُ القاتلونَ العاهرونَ
    وكلُّهم عبدٌ بلا استثناء !
    إنْ لمْ يكونوا ظالمين فمن تُرى
    ملأ البلادَ برهبةٍ وشقاء ِ؟
    إنْ لم يكونوا خائنين فكيف
    ما زالتْ فلسطينٌ لدى الأعداءِ ؟
    عشرون عاماً والبلادُ رهينةٌ
    للمخبرينَ وحضرةِ الخبراءِ
    عشرون عاماً والشعوبُ تفيقُ
    مِنْ غفواتها لتُصابَ بالإغماءِ
    عشرون عاماً والمفكِّرُ إنْ حكى
    وُهِبتْ لهُ طاقيةُ الإخفاءِ
    عشرون عاماً والسجون مدارسٌ
    منهاجها التنكيلُ بالسجناءِ
    عشرون عاماً والقضاءُ مُنَزَّهٌ
    إلا من الأغراض والأهواءِ
    فالدينُ معتقلٌ بتُهمةِ كونِهِ
    مُتطرِّفاً يدعو إلى الضَّراءِ
    واللهُ في كلِّ البلادِ مُطاردٌ
    لضلوعهِ بإثارةِ الغوغاءِ
    عشرون عاماً والنظامُ هو النظامُ
    مع اختلاف اللونِ والأسماءِ
    تمضي به وتعيدُهُ دبّابةٌ
    تستبدلُ العملاءَ بالعملاءِ
    سرقوا حليب صِغارنا، مِنْ أجلِ مَنْ ؟
    كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
    فتكوا بخير رجالنا، مِنْ أجلِ مَن ْ؟
    كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
    هتكوا حياء نسائنا، مِنْ أجلِ مَنْ ؟
    كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
    خنقوا بحريّاتهم أنفاسَنا
    كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
    وصلوا بوحدتهم إلى تجزيئنا
    كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
    فتحوا لأمريكا عفافَ خليجنا
    كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
    وإذا بما قد عاد من أسلابنا
    رملٌ تناثر في ثرى سيناء !
    وإذا بنا مِزَقٌ بساحات الوغى
    وبواسلٌ بوسائل الأنباءِ
    وإذا بنا نرثُ مُضاعَفاً
    ونُوَرِّثُ الضعفينِ للأبناءِ
    ونخافُ أن نشكو وضاعةَ وضعنا
    حتى ولو بالصمت والإيماءِ
    ونخافُ من أولادِنا ونسائنا
    ومن الهواءِ إذا أتى بهواءِ
    ونخافُ إن بدأت لدينا ثورةٌ
    مِن أن تكونَ بداية الإنهاءِ
    موتى، ولا أحدٌ هنا يرثي لنا
    قُمْ وارثنا.. يا آخِـرَ الأحياءِ !

    أحمد مطر
  • السروي
    عضو مميز
    • Mar 2002
    • 1584

    #2
    الأخ الفاضل / الساجي.........سلمه الله

    لك الشكر على إيراد هذه القصيدة التي تحكي واقعاً حياً لكسناه خلال فترة المجازر التي ارتكبها الصهايتة .

    للشرطة الخصيان، أو للشرطة
    الثوار، أو للشرطة الأدباءِ
    أهلِ الكروشِ القابضين على القروشِ
    من العروشِ لقتل كلِّ فدائي
    الهاربين من الخنادق والبنادق
    للفنادق في حِمى العُملاءِ
    القافزين من اليسار إلى اليمين
    إلى اليسار إلى اليمين كقفزة الحِرباءِ
    المعلنين من القصورِ قصورَنا
    واللاقطين عطيّةَ اللقطاءِ

    وهذه الأبيات السابقة تمثل موقف جبريل الرجوب وزمرته الذين كانوا اليد الباطشة التي تضرب بها اسرائيل ، فلله دره من شاعر ، ولله درك من ناقل والله الموفق .
    اللهم يا منزل الكتاب ويا مجري السحاب، أهزم اليهودواقذف الرعب في قلوبهم اللهم فرق جمعهم وشتت شملهم وخالف بين آرائهم,اللهم أذل شارون ودمره وأنصاره ومستشاريه،اللهم أهلك جيشه وشعبه ومزقهم كل ممزق ولا تدع منهم حياً يرزق،اللهم عليك ببوش وعصابته من لصوص الأوطان والثروات،اللهم أرسل عليهم الرياح العاتية والأعاصير الفتاكة , والقوارع المدمرة ،اللهم أتبعهم بأصحاب الفيل وأجعل كيدهم في تضليل،اللهم صب عليهم العذاب صباً،اللهم أقلب البحر عليهم ناراًوالجو شهباً وإعصاراًاللهم أسقط طائراتهم ودمر مدمراتهم ياكريم .

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
    أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif, webp

    ماهو اسم المنتدى؟ (الجواب هو الديرة)

    يعمل...