Unconfigured Ad Widget

تقليص

ثبات الجبال الراسيات.........

تقليص
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • المجتهد
    عضو مشارك
    • Apr 2002
    • 119

    ثبات الجبال الراسيات.........

    يقول صاحب القصة وهي قصه عجيبة ...عجيبة يقول فيها :
    سافرت إلى مدينة جدة في مهمة رسمية وفى الطريق فوجئت بحاد ث سيارة يبدو أنه وقع لتوّه, كنت أول من وصل إليه, أوقفت سيارتي واندفعت مسرعاً إلى السيارة المصطدمة, تحسستها بحذر, نظرت إلى داخلها حدقت النظر, خفقات قلبي تنبض بشدة, ارتعشت يداي, تسمرت قدماي, خنقتني العبرة, ترقرقت عيناي بالدموع ثم أجهشت في البكاء, منظر وصورة تبعث الشجن .


    * * * * *
    كان قائد السيارة ملقى على مقعدها جثةً هامدة وقد شخص ببصره إلى السماء رافعاً سبابته وقد فتر ثغره عن ابتسامة جميلة ووجهه تحيط به لحية كثيفة كأنه الشمس في ضحاها والبدر في سناه, العجيب - والكلام ما يزال له - أن طفلته الصغيرة كانت ملقاة على ظهره محيطة بيديها على عنقه وقد لفظت أنفاسها وودعت الحياة ...لا إله إلا الله لم أرى ميتة كمثل هذه الميتة طهراً وسكينةً ووقاراً, صورته وقد أشرقت شمس الاستقامة على محيّاه, منظر سبابته التي ماتت توحّد الله, جمال ابتسامته التي فارق بها الحياة حلقت بي بعيداً ففكرت في هذه الخاتمة الحسنة ازدحمت الأفكار في رأسي سؤال يتردد صداه في أعماقي يطرق بشده ... كيف سيكون رحيلي ؟ على أي حال ستكون خاتمتي ؟

    يطرق بشدة يمزق حجب الغفلة تنهمر دموع الخشية ويعلو صوت النحيب, من رآني هناك ظن أني أعرف الرجل أو أن لي به قرابة, كنت أبكى بكاء الثكلاء, لم أكن أشعر بمن حولي ازداد عجبي أي والله حين انساب صوتها يحمل برودة اليقين, لامس سمعي, ردّني إلي شعوري ... يا أخي لا تبكى عليه إنه رجل صالح, هيا أخرجنا من هناك وجزاك الله خيراً...

    التفت إليها, فإذا امرأة تقبع في المقعدة الخلفية من السيارة تضم إلي صدرها طفلين صغيرين, لم يُمسا بسوء ولم يُصابا بأذى, كانت شامخة في حجابها شموخ الجبال, هادئة في مصابها هدوء النسيم, لا بكاء ولا صياح, أخرجناهم جميعاً من السيارة .


    * * * * *
    من رآني ورائها ظن أني صاحب المصيبة دونها, قالت لنا وهى تتفقد حجابها وتستكمل حشمتها في ثبات الراضي بقضاء الله وقدره ... لو سمحتم احملوا زوجي إلى أقرب مستشفى وسارعوا في إجراءات الغسل والدفن واحملوني وطفلي إلي منزلنا, جزاكم الله خير الجزاء .

    بادر بعض المحسنين إلي حمل الرجل وطفلته إلى أقرب مستشفى ومن ثم إلى أقرب مقبرة بعد إخبار ذويه وأما هي فقد عرضنا عليها أن تركب مع أحدنا إلى منزلها فردت في حياء وثبات, لا والله لا أركب إلا في سيارة فيها نساء, ثم انزوت عنّا جانباً وقد أمسكت بطفليها الصغيرين ريثما نجد بغيتها وتتحقق منيتها.


    * * * * *
    استجبنا لرغبتها, أكبرنا موقفها, مر الوقت طويلاً ونحن ننتظر على تلك الحال العصيبة في تلك الأرض الخلاء, وهى ثابتة ثبات الجبال, ساعتان كاملتان حتى مرت بنا سيارة فيها رجلاً وامرأته, أوقفناه وأخبرناه خبر هذه المرأة وسألته أن يحملها إلى منزلها فلم يمانع .


    * * * * *
    عدت إلى سيارتي وأنا أعجب من هذا الثبات العظيم ثبات, الرجل على دينه واستقامته في آخر لحظات الحياة وأول طريق الآخرة, وثبات المرآة على حجابها وعفافها في أصعب وأحلك الظروف ثم صبرها صبر الجبال إنه الأيمان ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ) انتهى كلامه وفقه الله تعالى .
  • أبو ماجد
    المشرف العام
    • Sep 2001
    • 6289

    #2
    أخي المجتهد ...........................وفقه الله

    جزاك الله خير الجزاء وأثابك على إيراد هذه القصة التي فيها العبرة لمن يعتبر .

    زادك الله اجتهادًا أخي المجتهد فيما يرضيه عنك .

    ------------------- أخوك : أبو ماجد --------------

    تعليق

    • أحمد
      إداري ومؤسس
      • Dec 2000
      • 1525

      #3
      ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء )
      نسأل الله الثبات في الدنيا والآخرة

      أثابك الله أخي وجزاك خير الجزاء
      نفسي التي تملك الأشياء ذاهبة *** فكيف أبكي على شيء إذا ذهب
      ==============================

      إذا الـمرء لا يلقـاك إلا تـكـلـفاً = فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
      ففي الناس إبدال وفي الترك راحة = وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
      فــما كـل مـن تـهـواه يهــواك قـلـبه = ولا كل من صافيته لك قد صفا

      تعليق

      • حديث الزمان
        عضوة مميزة
        • Jan 2002
        • 2927

        #4
        سبحان الله ... انهم اولياء الله ولا ازكيهم عليه سبحانه ....

        اللهم احسن خاتمتنا والحقنا بالصالحين .


        لك الشكر الجزيل لما طرحت وليتنا نعتبر نطمح ونعمل كما عملوا لنحظى من الله بالرضى في الدارين .

        لكل بداية .. نهاية

        تعليق

        • الوليد
          عضو نشيط
          • Mar 2002
          • 1054

          #5
          جزاك الله خيرا اخي المجتهد...ووفقك لعمل كل خير...قال صلى الله عليه وسلم فيما معناه: من كان آخر كلامه في الدنيا لا اله الا الله دخل الجنة.

          اللهم ارحمنا برحمتك...وامتنا موتتا ترضيك عنا يوم نلقاك...وثبت على طريق الهدى اقدامنا.


          الوليد

          تعليق

          • هظبان
            عضو
            • Feb 2002
            • 12

            #6
            الاخ المجتهد اثابك الله على ايراد هذه الحادثه عل وعسى ان يكون بها عبراً لكل معتبر كما احب ان اقول وبالله المستعان انه في زمننا هذا اهتز الايمان عن قوته عندما نقول لمثل هكذا نهايه ( عجيبه وغريبه ) فالذي نفسي بيده انها الحقيقه والمؤكد لمن سار على الطريق الحق ولمن ايقن بالله وملائكته واليوم الاخر خيره وشره واتبع هداه فيا ليتنا نعتبر ، اغفر لنا يا الله وارحمنا واحسن لنا خواتمنا.









            اخوك هظبان

            تعليق

            • أبو صالح
              عضو مميز
              • Oct 2001
              • 1199

              #7
              نعم هذا هو الثبات الذي يشبه ثبات الجبال الراسيات .. ولكن لم يأتي من فراغ ولم يكن وليد الحظة أنه ثمار عمل أيام و لليلي في طاعة الله فكان جزاء ذلك كله هو حسن الخاتمة فالرجل مات وكان أخر كلمه من الدنيا -لا آله إلا الله محمد رسول الله - ومن كان ذلك كلامه دخل الجنة كما أخبر بذلك رسول الله أما الزوجة فكان نصيبه الصبر والاحتساب وكان ذلك عند الصدمة الأولى وآجر ذلك عند الله كبير ...
              قصة مؤثرة فيها الكثير من الدروس والعبر ... ولك تحياتي وتقديري !!

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
              أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif, webp

              ماهو اسم المنتدى؟ (الجواب هو الديرة)

              يعمل...