عرف ابن حزمٍ الأندلسي (384 -456هـ ) بجهاده الفكري الواسع ضد المبالغة في تحكيم العقل في الدين ، مما جعله يمثل دوراً إصلاحياً قلّ نظيره ، وجعل فقهه إلى اليوم مثار إعجاب العلماء واهتمام الباحثين، ولم يجتمع ذلك لابن حزم إلاّ لأنه كان محدّثاً وأصولياً في وقت واحد .
ذكر المؤرخون أن ابن حزم صنف أربعمائة مجلد في قريب من ثمانين ألف ورقة ، ولم يوجد باب من أبواب العلم إلاّ وخاض فيه ، فقد كتب في الأدب ، وبحث في علوم الفلسفة والمنطق والتاريخ ، والحديث ، والملل والنحل والفرق .
كتب عن ابن حزمٍ الكثير ، ولكنه ما يزال جديراً بالاحتفاء والدرس ، ولعلّ هذا ما دفع معهد التراث العلمي العربي في جامعة حلب ، بالاشتراك مع جمعية العاديات بحلب ومعهد ثربانتس الإسباني ( دمشق ) لإقامة ندوة دولية عن ابن حزم الأندلسي مؤخراً بمشاركة33 باحثاً من سوريا وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا والمغرب والعراق ومصر والسعودية والأردن ولبنان وتونس وموريتانيا وفلسطين .
وفي افتتاحية المؤتمر ـ في جامعة حلب ـ قال وزير التعليم العالي الدكتور حسان ريشة إن أهمية هذه الندوة تنبثق من كونها تتناول بالدراسة والبحث واحداً من أعظم رجالات الفكر الإنساني في عصوره المتلاحقة ، وهو المفكر الأندلسي الكبير ابن حزم ، الذي قدم مساهمات فكرية هامة جداً في مختلف العلوم، وقدم أعمق دراسة نقدية في علم الأديان ، ما تزال تحظى بالاهتمام المتزايد ، إذ لم تفقد قيمتها بعد .
وأكدت كلمات الافتتاحية أن الاحتفال بالعالم الموسوعي ابن حزم يمثل احتفالاً بالأفق الحضاري الممتد عبر القرون بين جناحي المتوسط الذي تربطه وشائج متماسكة من الثقافة والتاريخ وتخليداً لمرحلة تاريخية من مراحل العطاء الحضاري الذي مرّت به الأمة الإسلامية والتي أنارت الطريق لغيرها من الأمم لتخرجها من ظلمات الجهل إلى عصور النور والنهضة .
ولم يفت المتكلمين الإشارة إلى أن انعقاد الندوة الدولية عن ابن حزم بمشاركةٍ أوروبية يؤكد تكامل الحضارات وتواصلها في زمن سادت فيه لغة التصادم والصراع ، الأمر الذي يتطلب من النخب الثقافة مسؤولية التصحيح والتصويب ومدِّ جسور التواصل الثقافي بين الأمم والحضارات .
افتتحت جلسات المؤتمر بعرض المؤرخ اللبناني المعروف نقولا زيادة عصر ابن حزم وحياته الشخصية ، فيما درس الدكتور هشام النعسان (سوريا) مصادر علم ابن حزم ومؤلفاته، وخلص إلى أن ابن حزم جمع بين ضروب العلم المختلفة ، وخاض في علوم الفلسفة والمنطق، وكان جريئاً فيها كما كان جريئاً في غيرها، فهو يخطئ أرسطو في منطقه، وينهج في المنطق منهجاً يخالفه ، ويتقصى التاريخ ويدونه بموضوعية ، وهو بذلك المؤرخ العميق النظرة ، والمحدث العظيم الذي يجمع أشتات الحديث والفقه ، الذي أحيا علم الظاهر ، أو بعبارة أدق دلالةً: أحيا علم الكتاب والسنة ، وهو فوق ذلك العالم بالملل والنحل في غير الإسلام ، والعليم بالفرق الإسلامية، وهو الذي ناقش الفلاسفة ( سابقاً الغزالي إلى مناقشتهم ) وبيَّن بطلان اعتقادهم بأدلةٍ منطقية من جنس أدلتهم .
الدكتور نشأة حمارنة ( الأردن ) بحث في « النهضة المعرفية أيام ابن حزم الظاهري » وأكد أن الإسلام أقام دولةً تمثلّت الحضارات السابقة حيث استوعبتها (...) وأما الحوافز الداخلية والرسالة السامية التي أتى بها الإسلام فقلما عرف لها التاريخ مثيلاً ، لذلك نجد من الطبيعي أنه حينما هضم العرب علوم من قبلهم قدموا إسهاماتهم العظيمة .
الباحث د. علي دياب ( دمشق ) درس موقف المستشرقين من ابن حزم، وخصوصاً سانتش البورنت ورينهارت دوزي، قال فيه « لقد وجدنا في أحاديث فِرَق الاستشراق التي تحدثت عن ابن حزم ما يهدف إلى تثبيت بعض المفاهيم [ الخاطئة ] والسلبية عن العرب واختلاق الأخبار ، وتزوير الحقائق التاريخية ، ومنها ما كان منصفاً على الرغم من قلتها » وأورد الباحث عدداً من أسماء هؤلاء المستشرقين الأوروبيين، ثم تحدث عن تباين آراء الباحثين المحدثين من مستشرقين وعرب في نسبه . وتوقف عند رأي بعض المستشرقين الذي رأى أن ابن حزمٍ عربي إسباني أو أنه إسباني تعرَّب ثقافةً !.
الباحث الإسباني فرناندو بالدلس درس طوق الحمامة الكتاب الشهيرلابن حزم ليكشف من خلاله عن الحياة والآثار العمرانية في قرطبة، تحت عنوان « قرطبة ابن حزم: قراءة أثرية لطوق الحمامة » وبحثت الدكتورة سعاد الحكيم (لبنان) في «القيم الأخلاقية والجمال عند ابن حزم» فيما بحث الدكتور فلوريال سناغوستان (فرنسا) «الناحية الأخلاقية في تفكير ابن حزم».
سالم يفوت (الباحث المغربي) تناول فكر ابن حزم ـ من خلال بناء «مدخل نظري لقراءته»، حيث قدم فيه الملامح النظرية العامة والخطوط العريضة للنظام الفكري الحزمي، عن طريق الكشف عن المفاهيم الأساسية التي تستند إليها الممارسة النظرية (الذهنية) الحزمية فتتصف بصفة النظام أو النسق النظري المتكامل. وقال يفوت: «إن غايتنا من هذا البحث إبرازالركائز المفاهيمية للمشروع النظري الحزمي وإخراجها إلى وضح النهار، وقد أوقفتنا متابعتنا لنصوص ابن حزمٍ على خمسة مفاهيم اعتبرت مفاتيح أساسية لكل قراءة متكاملة » وأشار إلى أنه ثم ثلاثة نصوص حزمية تتعذر قراءتها انطلاقاً من تلك المفاهيم لأنها كتبت بإملاء من تجربة ذاتية شخصية، وليس بإملاء من تجربة مفاهيمية نظرية ..
الدكتور محمود عكام (حلب) قدم بحثاً بعنوان « أصول المذهب الظاهري الكلامي الحزمي» خلص فيه إلى أن: «للمذهب الظاهري تجليات: أحدهما مشرقي والثاني مغربي ، وقد اقترن الأول باسم مؤسسة داود الظاهري (202-270هـ) والثاني باسم صاحبه ابن حزم (384-456هـ). ولعل جلّ الدراسات تحيل إلى اعتبار ابن حزم استمراراً لداوود ، لكننا وحسب معطيات الواقع نرى خلاف ذلك ، فداوود الظاهري تحددت أطر مذهبه بالدفاع عن المنقول وتحصينه تحصيناً يضيق الخناق على الرأي ويحول دون تسرُّبه ، وهو المرمى نفسه الذي كان يقصده الإمام أحمد ابن حنبل معاصر داوود رحمها الله .
وما مذهب داوود هذا إلاّ استجابةً لضرورة مواجهة نشاط القياس المستفحل في مختلف المجالات ولا سيما قياس الحنفية الواسع العريض، ويضاف إلى هذا ضرورة مواجهة المد الباطني الصوفي ذي التأويل اللامضبوط .
وأهم ما يميز المذهب الظاهري الحزمي أمران:
1- إعادة تأسيس العلاقة بين المنقول والمعقول والاعتراف لكل منهما بشرعيته ومشروعيته ..
2- تمحور المذهب الحزمي الظاهري على إشكالية بناء الشرع على القطع (اليقين) دون الظن، ودعم المنقول بالمعقول.
وإذا كان الشق الأول من هذه الإشكالية هو الذي يسمح بنقد قياس الفقهاء والنحويين والمتكلمين لعدم قطعيته ، فإن الشق الثاني هو الذي يسمح باحتواء علم أرسطو وفلسفته ، وجعل منها ركناً وأساساً داخل المذهب الظاهري في مواجهة الفلسفة الفيضية التي كانت منتشرة في الأندلس والقيروان».
ودرس الباحثون « النزوع الصوفي في فكر ابن حزم الأندلسي» و« موقع السنة من القرآن الكريم عند ابن حزم المحدث الأصولي الفقيه » و« مكانة المرأة في دراسات ابن حزم » و«التجديد الفقهي عند الإمام ابن حزم» و«شاعرية ابن حزم» و« القضايا اللغوية عند ابن حزم » و« موقف ابن حزم من الفلسفة » و«أفكار فلسفة ابن حزم حول العلم» و«المنهج التاريخي عند ابن حزم ».
هذا وقد أصدرت الندوة توصيات في ختام جلساتها دعت إلى ضرورة متابعة إصدار الموسوعة ( موسوعة ابن حزم الفقهية) التي بدأت بها كلية الشريعة بجامعة دمشق في الستينيات من القرن الماضي . وإصدار كتاب يضم مؤلفات ابن حزم المطبوعة والمُخطوطة ، يعرّف بكلٍّ منها. والإفادة من فقه ابن حزم في المذكرات الإيضاحية للقوانين الخاصة ، ولا سيما قانون الأحوال الشخصية في البلدان العربية والإسلامية ، وترجمة أعمال ابن حزم الإنسانية إلى اللغات الحية عبر المؤسسات الأكاديمية، وإنشاء موقع باسم «ابن حزم» على الإنترنت تتولاه جامعة حلب وجمع مؤلفات ابن حزم المطبوعة والمخطوطة كافةً في مكتبة معهد التراث العلمي العربي في حلب .
ذكر المؤرخون أن ابن حزم صنف أربعمائة مجلد في قريب من ثمانين ألف ورقة ، ولم يوجد باب من أبواب العلم إلاّ وخاض فيه ، فقد كتب في الأدب ، وبحث في علوم الفلسفة والمنطق والتاريخ ، والحديث ، والملل والنحل والفرق .
كتب عن ابن حزمٍ الكثير ، ولكنه ما يزال جديراً بالاحتفاء والدرس ، ولعلّ هذا ما دفع معهد التراث العلمي العربي في جامعة حلب ، بالاشتراك مع جمعية العاديات بحلب ومعهد ثربانتس الإسباني ( دمشق ) لإقامة ندوة دولية عن ابن حزم الأندلسي مؤخراً بمشاركة33 باحثاً من سوريا وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا والمغرب والعراق ومصر والسعودية والأردن ولبنان وتونس وموريتانيا وفلسطين .
وفي افتتاحية المؤتمر ـ في جامعة حلب ـ قال وزير التعليم العالي الدكتور حسان ريشة إن أهمية هذه الندوة تنبثق من كونها تتناول بالدراسة والبحث واحداً من أعظم رجالات الفكر الإنساني في عصوره المتلاحقة ، وهو المفكر الأندلسي الكبير ابن حزم ، الذي قدم مساهمات فكرية هامة جداً في مختلف العلوم، وقدم أعمق دراسة نقدية في علم الأديان ، ما تزال تحظى بالاهتمام المتزايد ، إذ لم تفقد قيمتها بعد .
وأكدت كلمات الافتتاحية أن الاحتفال بالعالم الموسوعي ابن حزم يمثل احتفالاً بالأفق الحضاري الممتد عبر القرون بين جناحي المتوسط الذي تربطه وشائج متماسكة من الثقافة والتاريخ وتخليداً لمرحلة تاريخية من مراحل العطاء الحضاري الذي مرّت به الأمة الإسلامية والتي أنارت الطريق لغيرها من الأمم لتخرجها من ظلمات الجهل إلى عصور النور والنهضة .
ولم يفت المتكلمين الإشارة إلى أن انعقاد الندوة الدولية عن ابن حزم بمشاركةٍ أوروبية يؤكد تكامل الحضارات وتواصلها في زمن سادت فيه لغة التصادم والصراع ، الأمر الذي يتطلب من النخب الثقافة مسؤولية التصحيح والتصويب ومدِّ جسور التواصل الثقافي بين الأمم والحضارات .
افتتحت جلسات المؤتمر بعرض المؤرخ اللبناني المعروف نقولا زيادة عصر ابن حزم وحياته الشخصية ، فيما درس الدكتور هشام النعسان (سوريا) مصادر علم ابن حزم ومؤلفاته، وخلص إلى أن ابن حزم جمع بين ضروب العلم المختلفة ، وخاض في علوم الفلسفة والمنطق، وكان جريئاً فيها كما كان جريئاً في غيرها، فهو يخطئ أرسطو في منطقه، وينهج في المنطق منهجاً يخالفه ، ويتقصى التاريخ ويدونه بموضوعية ، وهو بذلك المؤرخ العميق النظرة ، والمحدث العظيم الذي يجمع أشتات الحديث والفقه ، الذي أحيا علم الظاهر ، أو بعبارة أدق دلالةً: أحيا علم الكتاب والسنة ، وهو فوق ذلك العالم بالملل والنحل في غير الإسلام ، والعليم بالفرق الإسلامية، وهو الذي ناقش الفلاسفة ( سابقاً الغزالي إلى مناقشتهم ) وبيَّن بطلان اعتقادهم بأدلةٍ منطقية من جنس أدلتهم .
الدكتور نشأة حمارنة ( الأردن ) بحث في « النهضة المعرفية أيام ابن حزم الظاهري » وأكد أن الإسلام أقام دولةً تمثلّت الحضارات السابقة حيث استوعبتها (...) وأما الحوافز الداخلية والرسالة السامية التي أتى بها الإسلام فقلما عرف لها التاريخ مثيلاً ، لذلك نجد من الطبيعي أنه حينما هضم العرب علوم من قبلهم قدموا إسهاماتهم العظيمة .
الباحث د. علي دياب ( دمشق ) درس موقف المستشرقين من ابن حزم، وخصوصاً سانتش البورنت ورينهارت دوزي، قال فيه « لقد وجدنا في أحاديث فِرَق الاستشراق التي تحدثت عن ابن حزم ما يهدف إلى تثبيت بعض المفاهيم [ الخاطئة ] والسلبية عن العرب واختلاق الأخبار ، وتزوير الحقائق التاريخية ، ومنها ما كان منصفاً على الرغم من قلتها » وأورد الباحث عدداً من أسماء هؤلاء المستشرقين الأوروبيين، ثم تحدث عن تباين آراء الباحثين المحدثين من مستشرقين وعرب في نسبه . وتوقف عند رأي بعض المستشرقين الذي رأى أن ابن حزمٍ عربي إسباني أو أنه إسباني تعرَّب ثقافةً !.
الباحث الإسباني فرناندو بالدلس درس طوق الحمامة الكتاب الشهيرلابن حزم ليكشف من خلاله عن الحياة والآثار العمرانية في قرطبة، تحت عنوان « قرطبة ابن حزم: قراءة أثرية لطوق الحمامة » وبحثت الدكتورة سعاد الحكيم (لبنان) في «القيم الأخلاقية والجمال عند ابن حزم» فيما بحث الدكتور فلوريال سناغوستان (فرنسا) «الناحية الأخلاقية في تفكير ابن حزم».
سالم يفوت (الباحث المغربي) تناول فكر ابن حزم ـ من خلال بناء «مدخل نظري لقراءته»، حيث قدم فيه الملامح النظرية العامة والخطوط العريضة للنظام الفكري الحزمي، عن طريق الكشف عن المفاهيم الأساسية التي تستند إليها الممارسة النظرية (الذهنية) الحزمية فتتصف بصفة النظام أو النسق النظري المتكامل. وقال يفوت: «إن غايتنا من هذا البحث إبرازالركائز المفاهيمية للمشروع النظري الحزمي وإخراجها إلى وضح النهار، وقد أوقفتنا متابعتنا لنصوص ابن حزمٍ على خمسة مفاهيم اعتبرت مفاتيح أساسية لكل قراءة متكاملة » وأشار إلى أنه ثم ثلاثة نصوص حزمية تتعذر قراءتها انطلاقاً من تلك المفاهيم لأنها كتبت بإملاء من تجربة ذاتية شخصية، وليس بإملاء من تجربة مفاهيمية نظرية ..
الدكتور محمود عكام (حلب) قدم بحثاً بعنوان « أصول المذهب الظاهري الكلامي الحزمي» خلص فيه إلى أن: «للمذهب الظاهري تجليات: أحدهما مشرقي والثاني مغربي ، وقد اقترن الأول باسم مؤسسة داود الظاهري (202-270هـ) والثاني باسم صاحبه ابن حزم (384-456هـ). ولعل جلّ الدراسات تحيل إلى اعتبار ابن حزم استمراراً لداوود ، لكننا وحسب معطيات الواقع نرى خلاف ذلك ، فداوود الظاهري تحددت أطر مذهبه بالدفاع عن المنقول وتحصينه تحصيناً يضيق الخناق على الرأي ويحول دون تسرُّبه ، وهو المرمى نفسه الذي كان يقصده الإمام أحمد ابن حنبل معاصر داوود رحمها الله .
وما مذهب داوود هذا إلاّ استجابةً لضرورة مواجهة نشاط القياس المستفحل في مختلف المجالات ولا سيما قياس الحنفية الواسع العريض، ويضاف إلى هذا ضرورة مواجهة المد الباطني الصوفي ذي التأويل اللامضبوط .
وأهم ما يميز المذهب الظاهري الحزمي أمران:
1- إعادة تأسيس العلاقة بين المنقول والمعقول والاعتراف لكل منهما بشرعيته ومشروعيته ..
2- تمحور المذهب الحزمي الظاهري على إشكالية بناء الشرع على القطع (اليقين) دون الظن، ودعم المنقول بالمعقول.
وإذا كان الشق الأول من هذه الإشكالية هو الذي يسمح بنقد قياس الفقهاء والنحويين والمتكلمين لعدم قطعيته ، فإن الشق الثاني هو الذي يسمح باحتواء علم أرسطو وفلسفته ، وجعل منها ركناً وأساساً داخل المذهب الظاهري في مواجهة الفلسفة الفيضية التي كانت منتشرة في الأندلس والقيروان».
ودرس الباحثون « النزوع الصوفي في فكر ابن حزم الأندلسي» و« موقع السنة من القرآن الكريم عند ابن حزم المحدث الأصولي الفقيه » و« مكانة المرأة في دراسات ابن حزم » و«التجديد الفقهي عند الإمام ابن حزم» و«شاعرية ابن حزم» و« القضايا اللغوية عند ابن حزم » و« موقف ابن حزم من الفلسفة » و«أفكار فلسفة ابن حزم حول العلم» و«المنهج التاريخي عند ابن حزم ».
هذا وقد أصدرت الندوة توصيات في ختام جلساتها دعت إلى ضرورة متابعة إصدار الموسوعة ( موسوعة ابن حزم الفقهية) التي بدأت بها كلية الشريعة بجامعة دمشق في الستينيات من القرن الماضي . وإصدار كتاب يضم مؤلفات ابن حزم المطبوعة والمُخطوطة ، يعرّف بكلٍّ منها. والإفادة من فقه ابن حزم في المذكرات الإيضاحية للقوانين الخاصة ، ولا سيما قانون الأحوال الشخصية في البلدان العربية والإسلامية ، وترجمة أعمال ابن حزم الإنسانية إلى اللغات الحية عبر المؤسسات الأكاديمية، وإنشاء موقع باسم «ابن حزم» على الإنترنت تتولاه جامعة حلب وجمع مؤلفات ابن حزم المطبوعة والمخطوطة كافةً في مكتبة معهد التراث العلمي العربي في حلب .