ضرائب الوعي
المثقفون في كل مجتمع هم جزء منه وهم المطالبون بتحسين وعيه وضخ القيم فيه في طريق طويل أمده (حتى يأتيك اليقين)، وكما يرى المثقفون المجتمع فإن المجتمع يراهم بنفس المسافة أو تزيد مع اختلاف في وحدة القياس، وشر الشرين ألا يحسن المثقفون قياس المسافات فيخطّون على الرمل ويكتبون في الهواء، أما غير المثقفين فقد استراحوا وإن لم يُريحوا، ولهذا يلتزم المثقفون بتسديد الضرائب في مكاتب التحصيل المنتشرة على امتداد الطريق المؤدي إلى المجتمع – الموقر – ولعل من الفكاهي في الأمر أن الضرائب التي يتم تحصيلها من المثقفين لا تعود كسباً وربحاً للمستريحين عقلياً بل تعود غنيمة باردة لصنفين من الناس أحدهما:
المصطفون في الطابور الخامس. وثانيهما : أهل المنزلة بين المنزلتين.
والضرائب التي يدفعها المثقفون تختلف من مجتمع لآخر، وأكثر ما يكون الجهد والمجاهدة عندما يثبت المثقف وعياً عالي الجودة في مجتمع لم يسمع بهذا النوع من الوعي في مشايخه الأولين، وهنا تضاعف الضريبة على أخينا المثقف، وفي هذا المحك يتبين صدق الولاة للمعين الثقافي والمبدأ الإصلاحي وينقسم المثقفون قسمين :
01 الثابتون في المقامات، الصابرون في السراء والضراء وحين البأس، المراجعون للصواب الصادرون عنه ( أولئك الذين هداهم الله فبهداهم) .
02 الوارثون تعصيباً المكثرون للسواد – زعموا- المنصاعون للوصاية يتقون بالمصلحة المزعومة.
وكلا الصنفين تُحصًّل منهما الضرائب لكن فريق يدفع الحد الأدنى ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) .
والمعنى بالحديث في هذه الأسطر هم أهل المقامات العالية والمواقف الصادقة- زادهم الله إحساناً وتوفيقاً – فإلى بيان بعض الضرائب المتوجب عليهم دفعها:
01 التسفيه والتنقص وحط الأقدار في سلسلة مظلمة من القذائف والتهم شأنهم في ذلك شأن العظماء وتاجهم نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم -.
02 تنحي الكثرة عنهم مع اجتهادهم في دعوة العالمين، لكن يبقى المؤمنون قلة ( وقليل من عبادي الشكور) ( فشربوا منه إلا قليلاً منهم) ( ولكن أكثرهم يجهلون).
03 الاستعداء عليهم، وأقبح ما يكون الحال حين تستعدأ السلطة العلمية لتصدر بياناً بمنع الكاتب الفلاني وعدم تداوله، ويضح المجانين حين يغيب عن المتسلطين علمياً أنه لا مجال لك لكلمة (ممنوع) في عالم الاتصال والمعلوماتية .
04 مفارقة الأوطان بحثاً عن بيئة تكون أكثر وعياً وصلاحاً ليمارس المثقف فيها حياته ولو نسبياً .
05 الاضطرار إلى إخفاء بعض العلم وطي بعض الرأي مما حرم الأمة عقولاً مبدعة وأفكاراً نيرة، وما اضطرّ القوم إلى ما صنعوا خوف الغوغاء ولا طلب الرضا منهم، ولكنهم قدّروا المصلحة وآثروا الاجتماع على الفرقة والخلاف .
هذه بعض الضرائب ومن اكتوى بنار الغوغاء وارتمى في أفواه السفهاء دفع ضرائب قسائمها غير مرئية ولكن الذي يطمئن أمور من أهمها:
01 أن هذا سبيل العظماء وما درب العظمة بالهوينى، وأن العاقبة للتقوى
02 أنه ليست ثمة بديل لهذا الطريق.
03 أن أي عصر لا يخلو ممن يعيش على هامشه، بل هم كثر ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين).
04 أن المصلح لا يدعو لذاته ولا يرجو من أحد أجراً ( وما أسألكم عليه من أجر) وبالتالي فهو متواصل غير منقطع.
منقول / مع تحيات أخوكم الفقيه
المثقفون في كل مجتمع هم جزء منه وهم المطالبون بتحسين وعيه وضخ القيم فيه في طريق طويل أمده (حتى يأتيك اليقين)، وكما يرى المثقفون المجتمع فإن المجتمع يراهم بنفس المسافة أو تزيد مع اختلاف في وحدة القياس، وشر الشرين ألا يحسن المثقفون قياس المسافات فيخطّون على الرمل ويكتبون في الهواء، أما غير المثقفين فقد استراحوا وإن لم يُريحوا، ولهذا يلتزم المثقفون بتسديد الضرائب في مكاتب التحصيل المنتشرة على امتداد الطريق المؤدي إلى المجتمع – الموقر – ولعل من الفكاهي في الأمر أن الضرائب التي يتم تحصيلها من المثقفين لا تعود كسباً وربحاً للمستريحين عقلياً بل تعود غنيمة باردة لصنفين من الناس أحدهما:
المصطفون في الطابور الخامس. وثانيهما : أهل المنزلة بين المنزلتين.
والضرائب التي يدفعها المثقفون تختلف من مجتمع لآخر، وأكثر ما يكون الجهد والمجاهدة عندما يثبت المثقف وعياً عالي الجودة في مجتمع لم يسمع بهذا النوع من الوعي في مشايخه الأولين، وهنا تضاعف الضريبة على أخينا المثقف، وفي هذا المحك يتبين صدق الولاة للمعين الثقافي والمبدأ الإصلاحي وينقسم المثقفون قسمين :
01 الثابتون في المقامات، الصابرون في السراء والضراء وحين البأس، المراجعون للصواب الصادرون عنه ( أولئك الذين هداهم الله فبهداهم) .
02 الوارثون تعصيباً المكثرون للسواد – زعموا- المنصاعون للوصاية يتقون بالمصلحة المزعومة.
وكلا الصنفين تُحصًّل منهما الضرائب لكن فريق يدفع الحد الأدنى ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) .
والمعنى بالحديث في هذه الأسطر هم أهل المقامات العالية والمواقف الصادقة- زادهم الله إحساناً وتوفيقاً – فإلى بيان بعض الضرائب المتوجب عليهم دفعها:
01 التسفيه والتنقص وحط الأقدار في سلسلة مظلمة من القذائف والتهم شأنهم في ذلك شأن العظماء وتاجهم نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم -.
02 تنحي الكثرة عنهم مع اجتهادهم في دعوة العالمين، لكن يبقى المؤمنون قلة ( وقليل من عبادي الشكور) ( فشربوا منه إلا قليلاً منهم) ( ولكن أكثرهم يجهلون).
03 الاستعداء عليهم، وأقبح ما يكون الحال حين تستعدأ السلطة العلمية لتصدر بياناً بمنع الكاتب الفلاني وعدم تداوله، ويضح المجانين حين يغيب عن المتسلطين علمياً أنه لا مجال لك لكلمة (ممنوع) في عالم الاتصال والمعلوماتية .
04 مفارقة الأوطان بحثاً عن بيئة تكون أكثر وعياً وصلاحاً ليمارس المثقف فيها حياته ولو نسبياً .
05 الاضطرار إلى إخفاء بعض العلم وطي بعض الرأي مما حرم الأمة عقولاً مبدعة وأفكاراً نيرة، وما اضطرّ القوم إلى ما صنعوا خوف الغوغاء ولا طلب الرضا منهم، ولكنهم قدّروا المصلحة وآثروا الاجتماع على الفرقة والخلاف .
هذه بعض الضرائب ومن اكتوى بنار الغوغاء وارتمى في أفواه السفهاء دفع ضرائب قسائمها غير مرئية ولكن الذي يطمئن أمور من أهمها:
01 أن هذا سبيل العظماء وما درب العظمة بالهوينى، وأن العاقبة للتقوى
02 أنه ليست ثمة بديل لهذا الطريق.
03 أن أي عصر لا يخلو ممن يعيش على هامشه، بل هم كثر ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين).
04 أن المصلح لا يدعو لذاته ولا يرجو من أحد أجراً ( وما أسألكم عليه من أجر) وبالتالي فهو متواصل غير منقطع.
منقول / مع تحيات أخوكم الفقيه