Unconfigured Ad Widget

تقليص

جـنــــيـن

تقليص
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أبو وليد
    عضو نشيط
    • Dec 2001
    • 689

    جـنــــيـن

    شعر : د.عبدالرحمن صالح العشماوي
    5/3/1423هـ




    خبِّريْنا يا قلوبَ الوالهينْ

    عن جراحٍ ودموعٍ وأنين
    خبِّريْنا عن جريحٍ لم يزلْ
    يلفظ الأنفاسَ بين الراحلينْ
    وعن الأجساد لما أصبحت
    قِطَعاً تُغْمَس في ماءٍ وطينْ
    وعن الرُّعب الذي نُبصرُهُ
    كلَّ يومٍ في وجوه النازحينْ
    عن صغارٍ أصبحوا في فَزَعٍ
    تحت زخَّاتِ رصاص الغاصبينْ
    وعن الأنقاضِ ماذا تحتَها
    من ضحايا قُتِلُوا مُسْتَبسلينْ
    وقفوا وِقْفةَ حُرّ صامدٍ
    يتلقَّون رصاصَ المعتدينْ
    سألوا عنّا فلَّما علموا
    أننا نحيا حياة الغافِلينْ
    قدَّموا أنفسهم في جولةٍ
    صمدوا فيها صمودَ الفاتحينْ
    ربحوا فيها حياةً حُرَّةً
    عند من يرفعُ قدرَ الصادقينْ
    خبِّريْنا عن بقايا دُورِهِم
    ما الذي تُخفيه في أرض جِنينْ
    خبِّريْنا يا قلوبَ الوالهينْ
    عن بطولاتِ رشيدٍ وأَمينْ
    خبِّريْنا عن فتاةٍ فَجَّرتْ
    نفسَها. هزَّتْ قلوبَ الواهمينْ
    هي في عمر الصَّبايا خَرجتْ
    حرَّةً من نظرات الحالمينْ
    غرَّدتْ للموت لمَّا أبصرتْ
    قومَها بين قتيلٍ وسَجينْ
    ورأتْ جُرحَ أخيها نازفاً
    غسلتْهُ الأُمُّ بالدمعِ السَّخينْ
    أَنِفَتْ أنْ تُسْنِدَ الأمرَ إلى
    وَعْد شُذَّاذِ اليهودِ الخائنينْ
    أو إلى تدبيرِ غَرْبٍ لم يزلْ
    يجد العُذْرَ لشارونَ اللَّعينْ
    يَدُها الناعمةُ امتدَّتْ إلى
    جَذْوةٍ تَشوي وجوهَ الحاقدينْ
    قدَّمتْ زَهْوَ صِبَاها ثمناً
    غالياً في نُصْرَةِ المستضعفينْ
    ما دَهاها؟، اسألوا عن حالِها
    حزنها القاسي على الشعب الرَّهينْ
    من رأى الأشلاءَ مِنْ أَحبابِهِ
    أصبح الموتُ له خيرَ قرينْ
    رُبَّ ظُلْمٍ حوَّلَ الظَّبْيَ إلى
    أسدٍ مُفترسٍ للظالمينْ
    خبِّريْنا يا قلوبَ الوالهينْ
    عن بطولاتِ الأُباةِ الصَّامدينْ
    عن سؤالٍ حائرٍ، يُشعِلُهُ
    أَلَمٌ قاسٍ، ووجدٌ، وحَنينْ
    أين ليلى؟ ما بها لم تَلْتَفِتْ
    لصغيرٍ عمرُه بضْعُ سنينْ؟
    ما لها قد أعرضتْ عن طفلها
    وهو يُلقي صَرْخة الباكي الحزينْ؟
    أين ليلى؟، جُثَّةٌ هامدةٌ
    بين آلافِ الضَّحايا البائسينْ
    أقسم الفجرُ الذي أَبصرها
    دون رِجْلٍ وذراعٍ وجبينْ:
    أنَّها كانتْ مثالاًً صادقاً
    لهدوء الطبع والعقل الرَّزينْ
    قتلوها، هَدَموا منزلَها
    والدُّجَى يخفي وجوه الغادرينْ
    سرقوا العِقْدَ الذي قدَّمَهُ
    زوجُها رَمْزَ وفاءِ العاشقينْ
    آهِ منّا يا قلوبَ الوالهينْ
    آهِ منا كيف صرْنا حائرينْ
    آهِ من ضعفٍ، أرى أُمَّتَنا
    رضيتْ في ظلِّه أََنْ تَستكينْ
    يا قلوبَ الوالهينَ الصامِدِينْ
    لا تَتِيهي بينَ غَثّ ٍوسمينْ
    ذكّري الليلَ بما تبصرهُ
    مُقْلَةُ المؤمِن من فجر اليقينْ
    حدِّثي الدنيا حديثاً صادقاً
    يسْتِقي من مَنْبعِ الوحي المبينْ:
    لَمْ يَمُتْ مَنْ ماتَ يحمي دينَه
    هو حيٌّ عند ربِّ العالمين


    المصدر: مجلة العصر
  • القيصر
    عضو نشيط
    • Mar 2002
    • 490

    #2
    أبو ولــــــــــــــــــيد حفظه الله

    الف هلا وغلا بيك يا غالي


    مشكور على المشاركة والنقل وتوكيد المصدر

    بارك الله فيك يا غالي

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
    أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif, webp

    ماهو اسم المنتدى؟ (الجواب هو الديرة)

    يعمل...