Unconfigured Ad Widget

تقليص

أنت من يؤخر النصر عن هذه الأمة

تقليص
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أبو عبدالله
    شاعر
    • Mar 2002
    • 1136

    أنت من يؤخر النصر عن هذه الأمة





    بينما كنت مهموما أتابع أخبار المسلمين وما أصابهم من مصائب، خاطبتني نفسي قائلة: يا هذا، أنت من يؤخر النصر عن هذه الأمة، بل وأنت سبب رئيس في كل البلاء الذي نحن فيه !

    قلت لها: أيا نفسي كيف ذاك وأنا عبد ضعيف لا أملك سلطة ولا قوة، لو أمرت المسلمين ما ائتمروا ولو نصحتم ما انتصحوا ..

    فقاطعتني مسرعة، إنها ذنوبك ومعاصيك التي ملّ وكلّ ملك الشمال في تدوينها، إنها معاصيك التي بارزت بها الله ليل نهار .. إنه زهدك عن الواجبات وحرصك على المحرمات ..

    قلت لها: وماذا فعلت أنا حتى تلقين عليّ اللوم في تأخير النصر ..

    قالت: يا عبدالله والله لو جلست أعد لك ما تفعل الآن لمضى وقت طويل، فهل أنت ممن يصلون الفجر في جماعة؟

    قلت: نعم أحيانا، ويفوتني في بعض المرات ..

    قالت مقاطعة: هذا هو التناقض بعينه، كيف تدّعي قدرتك على الجهاد ضد عدوّك، وقد فشلت في جهاد نفسك أولا، في أمر لا يكلفك دما ولا مالا، لا يعدو كونه دقائق قليلة تبذلها في ركعتين مفروضتين من الله الواحد القهار ..كيف تطلب الجهاد، وأنت الذي تخبّط في أداء الصلوات المفروضة، وضيّع السنن الراتبة، ولم يقرأ ورده من القرآن، ونسي أذكار الصباح والمساء، ولم يتحصّن بغض البصر، ولم يكن بارّا بوالديه، ولا واصلا لرحمه ؟

    واستطردت: كيف تطلب تحكيم شريعة الله في بلادك، وأنت نفسك لم تحكمها في نفسك وبين أهل بيتك، فلم تتق الله فيهم، ولم تدعهم إلى الهدى، ولم تحرص على إطعامهم من حلال، وكنت من الذين قال الله فيهم: "يحبون المال حبا جما"، فكذبت وغششت وأخلفت الوعد فاستحققت الوعيد ..

    قلت لها مقاطعا: ومال هذا وتأخير النصر؟ أيتأخر النصر في الأمة كلها بسبب واحد في المليار ؟

    قالت: آه ثم آه ثم آه، فقد استنسخت الدنيا مئات الملايين من أمثالك إلا من رحم الله.. كلهم ينتهجون نهجك فلا يعبأون بطاعة ولا يخافون معصية وتعلّل الجميع أنهم يطلبون النصر لأن بالأمة من هو أفضل منهم، لكن الحقيقة المؤلمة أن الجميع سواء إلا من رحم رب السماء .. أما علمت يا عبدالله أن الصحابة إذا استعجلوا النصر ولم يأتهم علموا أن بالجيش من أذنب ذنبا .. فما بالك بأمة واقعة في الذنوب من كبيرها إلى صغيرها ومن حقيرها إلى عظيمها .. ألا ترى ما يحيق بها في مشارق الأرض ومغاربها ؟

    بدأت قطرات الدمع تنساب على وجهي، فلم أكن أتصوّر ولو ليوم واحد وأنا ذاك الرجل الذي أحببت الله ورسوله وأحبببت الإسلام وأهله، قد أكون سببا من أسباب هزيمة المسلمين .. أنني قد أكون شريكا في أنهار الدماء المسلمة البريئة المنهمرة في كثير من بقاع الأرض ..
    لقد كان من السهل عليّ إلقاء اللوم، على حاكم وأمير، وعلى مسؤول ووزير، لكنني لم أفكر في عيبي وخطأي أولا .. ولم أتدبّر قول الله تعالى: { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم }

    فقلت لنفسي: الحمد لله الذي جعل لي نفسا لوّامة، يقسم الله بمثلها في القرآن إلى يوم القيامة .. فبماذا تنصحين ؟

    فقالت: ابدأ بنفسك، قم بالفروض فصل الصلوات الخمس في أوقاتها وادفع الزكاة وإياك وعقوق الوالدين، تحبّب إلى الله بالسنن، لا تترك فرصة تتقرّب فيها إلى الله ولو كانت صغيرة إلا وفعلتها، وتذكر أن تبسّمك في أخيك صدقة، لا تدع إلى شيء وتأت بخلافه فلا تطالب بتطبيع الشريعة إلا إذا كنت مثالا حيا على تطبيقها في بيتك وعملك، ولا تطالب برفع راية الجهاد وأنت الذي فشل في جهاد نفسه، ولا تلق اللوم على الآخرين تهرّبا من المسؤولية، بل أصلح نفسك وسينصلح حال غيرك، كن قدوة في كل مكان تذهب فيه .. إذا كنت تمضي وقتك ناقدا عيوب الناس، فتوقّف جزاك الله خيرا فالنقّاد كثر وابدأ بإصلاح نفسك .. وبعدها اسأل الله بصدق أن يؤتيك النصر أنت ومن معك، وكل من سار على نهجك، فتكون ممن قال الله فيهم: { إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقداكم } .. واعلم أن كل معصية تعصي الله بها وكل طاعة تفرّط فيها هي دليل إدانة ضدّك في محكمة دماء المسلمين الأبرياء ..

    فرفعت رأسي مستغفرا الله على ما كان مني ومسحت الدمع من على وجهي ..
    وقلت يا رب .. إنها التوبة إليك .. لقد تبت إليك ..
    ولنفتح صفحة حياة جديدة .. بدأتها بركعتين في جوف الليل .. أسأل الله

    أن يديم عليّ نعمتهما ..



  • أبو صالح
    عضو مميز
    • Oct 2001
    • 1199

    #2
    فرفعت رأسي مستغفرا الله على ما كان مني ومسحت الدمع من على وجهي .. وقلت يا رب .. إنها التوبة إليك .. لقد تبت إليك ..
    ولنفتح صفحة حياة جديدة .. بدأتها بركعتين في جوف الليل .. أسأل الله
    أن يديم عليّ نعمتهما .. !
    أخي العزيز أبو عبد الله رائع وليت كل وأحد منا يقف مع نفسه ويحاسبه عن كل شئ وخصوصاً هذا السؤال ( أنت من يؤخر النصر عن هذه الأمة، بل وأنت سبب رئيس في كل البلاء الذي نحن فيه ! )
    الله المستعان أن ما يحدث للأمة الإسلامية اليوم السبب الأساسى له هو تخلى المسلمين عن دينهم وأخلاقهم ومعتقداتهم وفعلاً ( لا عز لنا إلا بالإسلام ) ..فمهما أبتغينا العزة بفير الإسلام الذلنا الله .
    لك تحياتي وتقديري !!

    تعليق

    • أبو عبدالله
      شاعر
      • Mar 2002
      • 1136

      #3
      أخي الحبيب ابو صالح بارك الله فيك وفي امثالك وجعلنا الله واياك هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين

      تعليق

      • عبدالرحمن
        • Dec 2000
        • 4525

        #4
        صدقت والله، انها وقفة مع النفس تغيّر مجرى الحياة كلياً.
        جزاك الله خيراً على تذكيرنا.
        sigpic

        تعليق

        • أبو ماجد
          المشرف العام
          • Sep 2001
          • 6289

          #5
          أخي أبو عبدالله ..........سلمه الله

          هذا هو بيت القصيد ..{ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } .

          فهل غيرنا ما بأنفسنا من حب المعاصي والتكاسل عن الطاعات ؟؟؟
          هل غيرنا ما بأنفسنا من طلب النصر من غير الله ؟؟؟ وإذا طلبناه منه عز وجل فهل نحن أهل للنصر المطلوب وهل تستجاب دعوتنا ؟؟؟.

          اللهم انصرنا على أنفسنا وأهوائها وانصرنا على أعدائنا إنك ولي ذلك والقادر عليه .

          ------------------- أخوكم : أبو ماجد --------------------

          تعليق

          • السروي
            عضو مميز
            • Mar 2002
            • 1584

            #6

            الأخ الفاضل أبا عبدالله

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

            جزاك الله خير الجزاء على هذه التذكرة ، ولتعلم أخي بأنه لو حاسب كل منا نفسه في كل يوم بل في كل اسبوع ، ودعنا نقول في كل شهر مرة ، لما استمر عاصٍ على معصيته ، ولو تدبر كل منا فيما يقرأه لعدنا إلى الله عوداً طيباً ، ولو علم كل منا أنه محاسب على كل عمل مهما كان صغيراً ، كما أن الإستهانة بالصغائر من النوب لهي موصلة إلى الكبائر ، وإليك أخي الحبيب هذه الأبيات :

            امنع جفونك ان تذوق مناما

            وذَرِ الدموع على الخدود سجاما

            واعلم بأنك ميت ومحاسـب

            يا من على سخـــط الجليل أقاما

            لله قومٌ أخلصوا في حبه

            فرضى بهم واختصـــــهم خداما

            قومٌ إذا جن الظلام عليهم

            باتوا هنالك سجـــداً و قيـــــــاما

            الشرح في هذا الموضوع يطول ، لكنني والله أكتب على عجل ، مع العلم بأنني قد أخرت الرد عليك لكي أفي الموضوع حقه ، ولكن أخيراً قلت بعض الشيء أفضل من لاشيء والله الموفق .



            اللهم يا منزل الكتاب ويا مجري السحاب، أهزم اليهودواقذف الرعب في قلوبهم اللهم فرق جمعهم وشتت شملهم وخالف بين آرائهم,اللهم أذل شارون ودمره وأنصاره ومستشاريه،اللهم أهلك جيشه وشعبه ومزقهم كل ممزق ولا تدع منهم حياً يرزق،اللهم عليك ببوش وعصابته من لصوص الأوطان والثروات،اللهم أرسل عليهم الرياح العاتية والأعاصير الفتاكة , والقوارع المدمرة ،اللهم أتبعهم بأصحاب الفيل وأجعل كيدهم في تضليل،اللهم صب عليهم العذاب صباً،اللهم أقلب البحر عليهم ناراًوالجو شهباً وإعصاراًاللهم أسقط طائراتهم ودمر مدمراتهم ياكريم .

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
            أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif, webp

            ماهو اسم المنتدى؟ (الجواب هو الديرة)

            يعمل...