الإخوة والأخوات الأعزاء ، هذه إحدى المعلقات التي نقشها الشعراء العرب على جدار الزمن ، لتتوارثها الأجيال ماتعاقبت السنين ، وهذه المعلقة لطرفة بن العبد ، وسأقوم إن شاء الله بإنزال جميع المعلقات في هذه الصفحة ، لكي تكون استراحة لكل من أراد قراءة الماضي ، واستجلاء الفكر النير الذي كان يعيشة عباقرة العصر الجاهلي ، ومدى حفاظهم على اللغة العربية الفصحى التي أضعناها بلهجاتنا المحلية والمتنوعة ، ولكي يجد القاري مايشبع نهمه من خلال قراءة وتمعن مفردات هذه المعلقات ، إلى جانب المحسنات التي لاتخلو منها أي قصيدة .. بل كل بيت من أبيات كل معلقة والله الموفق .
........................... معلقة طرفة بن العبد
لِخَوْلَةَ أَطْلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهَمَدِ **** تَلُوْحُ كَبَاْقي الوَشْمِ في ظاْهِرِ اليَدِ
بِرَوْضَةِ دُعْمِيٍّ فَأكْناْفِ حَاْئِلٍ **** ظَلِلْتُ بِهَاْ أَبْكِيْ وَأَبْكِيْ إلى الغَدِ
وُقُوْفَاً بِهَا صَحْبيْ عَلَيَّ مَطِيَّهُمْ **** يَقُوُلُوْنَ لاْ تَهْلِكْ أسىً وتَجَلَّدِ
كَأَنَّ حُدُوْجَ الماْلِكِيَّةِ غُدْوَةً **** خَلَاْيَاْ سَفِيْنٍ بِالنَّواْصِفِ مِنْ دَدِ
عُدُوْليَّةٌ أَوْ مِنْ سَفِينِ ابْنِ يَاْمِنٍ **** يَجُوْرُ بِهَاْ الملاَّحُ طَوْرَاً ويَهْتَدِيْ
يَشُقُّ حَبَابَ الماْءِ حَيْزُوْمُها بِهَاْ **** كَمَاْ قَسَمَ التُرْبَ المُفَاْيِلِ بالْيَدِ
وَفيْ الحيِّ أَحْوَى يَنْقُضُ المَرْدَ شَاْدِنٌ **** مُظَاْهِرُ سِمْطِيْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدِ
خَذُوْلٌ تُراعِىْ رَبْرَباً بِخَمِيْلةٍ **** تَنَاوَلُ أَطْراْفَ البَرِيْرِ وَتَرْتَدِيْ
وَتَبْسِمُ عَنْ أَلْمى كَأَنَّ مُنوِّراً **** تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٌ لَهُ نَدِ
سَقتْهُ إِيَاْةُ الشَّمسِ إلاَّ لِثَاْثِهِ **** أُسِفَّ ولَمْ تَكْدِمْ عَلَيْهِ بِإِثْمِدِ
وَوَجْهٍ كَأَنَّ الشَّمْسَ أَلْقَتْ رِدَاْءهَا **** عَلَيْهِ نَقِيِّ اللَّوْنِ لمْ يَتَخَدَّدِ
وَإنِّيْ لَأَقْضِيْ الهَمَّ عِنْدَ احْتِضَاْرِهِ **** بِعَوْجَاْءَ مِرْقَاْلٍ تَرُوْحُ وتَغْتَدِيْ
أَمُوْنٍ كَأَلْواحِ الإِرَاْنِ نَسَأْتُها **** عَلَى لَاْحِبٍ كَأَنَّهُ ظَهْرُ بُرْجُدِ
جَمَالِيَّةٌ وجَناْءُ تَرْدِيْ كَأَنَّها **** سَفَنَّجةٌ تَبْريْ لأَزْعَرَ أَرْبَدِ
تُبَاْرِيْ عِتَاْقَاً نَاْجِيَاْتٍ وَأَتْبَعَتْ **** وَظِيْفاً وَظِيْفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعَبَّدِ
تَرَبَّعَتِ القَفَّيْنِ في الشَّوْلِ تَرْتَعِيْ **** حَدَاْئِقَ مَوْلِيٍّ الأَسِرَّةِ أَغْيَدِ
تُرِيْعُ إِلَى صَوْتِ المُهِيْبِ وتَتَّقيْ **** بِذِيْ خُصَلٍ رَوْعَاْتِ أَكْلَفَ مُلْبَدِ
كَأَنَّ جَنَاْحَيْ مَضْرَجِيٍّ تَكَنَّفَاْ **** حَفَاْفَيْهِ شُكَّا في العَسِيْبِ بِمَسْرَدِ
فَطَوْراً بِهِ خَلْفَ الزَّميْلِ وَتَاْرَةً **** عَلى حَشَفٍ كالشَّنِّ ذَاْوٍ مُجَدَّدِ
لَهَاْ فَخِذَاْنِ أُكْمِلَ النَّحْضُ فيهِمَا **** كَأَنَّهما بَابَا مُنِيْفٍ مُمرَّدِ
وَطَيٌّ مَحَاٍل كَالْحِنَيِّ خُلُوْقُهُ **** وَأَجْرِنَةٌ لُزَّتْ بِدَأْيٍ مُنَضَّدِ
كَأنَّ كِنَاْسَيْ ضَاْلَةٍ يَكْنُفاْنِها **** وَ أطْرَ قِسيٍّ تَحْتَ صُلْبٍ مُؤَيَّدِ
لَهَاْ مِرْفَقانِ أَفْتَلاْنِ كأَنَّها **** يَمُرُّ بَسَلْمَيْ دَاْلَجٍ متشدِّد
كَقَنْطَرةِ الرُّوْمِيِّ أَقَسَمَ رَبُّها **** لَتُكَتَنَفَنَّ حتَّى تُشَاْدَ بقَرْمدِ
صُهَاْبِيَّةَ العُثْنُونِ مُوْجَدةُ الفَرا **** بَعيْدَةُ وَخْدِ الرِّجْلِ موَّارَةُ اليَدِ
أمَّرتْ يَداْهَا فَتْلَ شزْرٍ و أجْنِحَتْ **** لَهَاْ عَضُدَاهَا في سَقِيْفٍ مُسَنَّدِ
جَنُوحٌ دِفَاْقٌ عَنْدك ثمَّ أفْرِغَتْ **** لَها كَتِفَاْها في مُعَالَى مُصَعَّدِ
كَأَنَّ عُلُوْبَ النَّسْعِ في وَ أيْاْتِها **** مَوَاْرِدُ مِنْ خَلْقَاْءَ في ظهْرِ قَرْدَدِ
تَلَاْقَى وَ أَحْيَاْناً تَبِيْنُ كَأنّها **** بَنَاْئِقُ غُرُّ في قَمِيْصٍ مُقَدَّدِ
وَ أَتْلَعُ نَهَّاضٌ إذَاْ صَعَّدَتْ بِهِ **** كَسُكَّانِ بُوْصِيٍّ بِدِجْلَةَ مُصْعَدِ
و جُمْجُمةٍ مِثْلُ الفَلَاةِ كأنّما **** وَعَى المُلْتَقَى مِنْها إلى حَرْفِ مِبْرَدِ
وَخَدُ كَقُرْطَاْسِ الشَّآمي و مِشْفرٌ **** كَسِبْتَ اليَماْني قَدُّه لَمْ يُجرَّدِ
وَ عَيْنانِ كالماَوِيتَّيْنِ اسْتَكنَّتَا **** بَلَهْفَيْ حجْاجَيْ صَخْرةٍ قَلْتِ مَوْرِدِ
طَحُورانِ عُوَّارَ القَذَى فَتَرَاْهُما **** كَمكْحُوْلَتَيْ مَذْعُوْرَةٍ أَمِّ فَرْقَدِ
وَ صَاْدِقَتَا سمْعِ التَّوجُّسِ للسُّرَى **** لِهَجْسِ خَفِيٍّ أَوْ لِصَوْتِ مُنَدِّدِ
مُؤَلَلَتَانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فِيْهِما **** كَسَاْمِعَتيْ شَاْةٍ بِحَوْمَلَ مُفْرَدِ
وَ أَرْوَعُ نَبَّاضٌ أَحَدُّ مُلَمْلمٌ **** كَمِرْدَاْةِ صَخْرٍ في صَفِيْحٍ مُصَمَّدِ
وَ إِنْ شِئْتَ سَاْمَى وَاْسِطَ الكُوْرِ رَأْسُها **** وَ عَامَتْ بضَبْعَيْها نَجاْءَ الخفَيْددِ
و إِنْ شِئْتُ لَمْ تُرقِلْ و إنْ شِئْتُ أَرْقلَتْ **** مَخَافَةَ مَلْوِيِّ من القَدِ مُحْصَدِ
وَ أَعْلَمُ مَحْزوتٌ مِنَ الأنْفِ مَاْرِنٌ **** عَتِيْقُ متى تَرْجُمْ بِهِ الأرضَ تَزْدَدِ
إِذَاْ أَقْبَلَتْ قَالُوا تَأَخَّر رَحْلُها **** وإِنْ أَدْبَرَتْ قَالُوا تَقَدَّمَ فَاْشدُدِ
وَتُضْحيْ الجِبَاْلُ الحُمْرُ خَلْفِي كأَنَّها **** مِنَ البُعْدِ حُفَّتْ بالمُلَاْءِ المُعَضَّدِ
وَتَشْربُ بِالقَعْبِ الصَّغيرِ وإنْ تُقَد **** بِمِشْفَرهَا يَوْماً إلى اللَّيلِ تَنْقَدِ
عَلَى مِثْلِها أَمْضِي إذا قاْلَ صَاْحِبيْ **** أَلَاْ لَيْتَنيْ أَفْدِيْك مِنْها وأَفْتَدِيْ
وَجَاْشَتْ إِليْهِ النَّفْسُ خَوْفاً وخَاْلَهُ **** مُصَاْباً ولو أمْسَى عَلى غَيْرِ مَرْصَدِ
إِذاْ القَوْمُ قَاْلوُا مَنْ فَتىً ؟خِلْتُ أننيِّ **** عُنيْتُ فكمْ أَكْسَلْ وَلَمْ أَتبَلَّدِ
أحَلْتُ عَلَيها بالْقَطِيعِ فأَجْذَمَتْ **** وَقَدْ خَبَّ آلُ الأمْعَزِ المتوقِّدِ
فَذَاْلَتْ كَماْ ذَاْلَتْ وَليْدةُ مجْلِسٍ **** تُرِيْ رَبَّها أذْيَاْلَ سَحْلٍ مُمدَّدِ
وَلَسْتُ بحَلاَّلِ التِّلاعِ مَخَافَةً **** وَلكنْ مَتى يَسْتَرفِدِ القَوْمُ أَرْفِدِ
وَإِنْ تَبْغِنِيْ في حَلْقَةِ القَوْمِ تَلْقَنِيْ **** وإِنْ تَقتنصنِيْ في الحوانِيْتِ تَصْطَدِ
مَتَى تَأْتِني أَصْبَحْكَ كَأْساً رَوِيَّةً **** وَإِنْ كُنْتَ عَنْها غَاْنِياً فاْغْنَ وازْدَدِ
وَإِنْ يلْتَقِ الحيُّ الجَميْعُ تُلاقِنيْ **** إلَى ذِرْوَةِ البيْتِ الكَريْم المصَمَّدِ
نَداْمَايَ بِيْضُ كالنُّجومِ وقِينةٌ **** تَرُوحُ عَلَيْنا بَيْنَ بُرْدٍ وَمَجْسَدِ
رَحيْبُ قَطَابِ الجَيْبِ مِنْها رقِيْقةٌ **** بِجَسِّ النَّدَامى بَضَّةُ المُتَجَرِّدِ
إِذَاْ نَحْنُ قُلْنَا أسْمِعيْنا اْنْبَرتْ لَنَاْ **** عَلَى رِسْلِها مَطْرُوْقَةً لمْ تَشَدَّدِ
إِذَاْ رَجَّعْتَ في صَوْتِها خِلْتَ صَوْتَها **** تَجاوُبَ آظْآرٍ على رُبَعٍ رَدِ
وَما زَاْلَ تِشْرَابيْ الخمُورَ ولَذَّتِيْ **** وَبَيْعيْ وإنْفَاقِي طَرِيْفِي وَمَتْلَدِيْ
إِلى أَنْ تَحامَتْنِي العَشِيْرَةُ كلُّها**** وَأُفْرِدْتُ إفْرادَ البَعيْر المُعبَّدِ
رَأَيْتُ بَنيْ غَبْراءَ لا يُنْكَرَوْنَني **** وَلَاْ أهَلْ هَذاْكَ الطِّرافِ الممدَّدِ
أَلَاْ أَيُّهذا اللاَّئِمِي أحْضرَ الوَغَى **** وَأَنْ أَشْهَدَ اللَّذاتِ هلْ أَنْتَ مُخْلِدِيْ
فَإِنْ كُنْتَ لَاْ تَسْطِيْع دَفْعَ منيَّتي **** فَدَعْنِيْ أُبَاْدرَهَا بِمَاْ مَلَكَتْ يَدِيْ
وَلَوْلَاْ ثَلَاثٌ هُنَّ مِنْ عِيْشَةِ الفَتَى **** وَجَدِّكَ لَمْ أَحْفِلْ مَتى قَاْمَ عُوَّدِيْ
فَمِنْهُنَّ سَبْقِيْ العَاْذِلاْتِ بشَرْبَةٍ **** كُميْتٍ مَتى ما تُعلَ بالْماْء تُزْبِدِ
وَكَرِّيٌ إذَا نَاْدَى المُضَاْفُ محَنَّباً **** كَسِيْدِ الفَضَاْ نبَهْتَهُ المُتَورّدِ
وَ تقْصِيْرُ يَوْمِ الدَّجْنِ وَ الدَّجْنُ مُعْجِبٌ **** بَبَهْكنَةٍ تَحْتَ الخِبَاْءِ المُعَّمدِ
كَأنَّ البُرَيْنَ و الدَّمَالِيْجُ غُلِّقَتْ **** على عُشَرٍ أو خِرْوَعٍ لمْ يُحَضَّدِ
ذَرِيْنيْ أُرَوِّيْ هَاْمَتِيْ في حَيَاْتِها **** مَخَافَةَ شُرْبٍ في الحَياْةِ مُصَرَّدِ
كَرِيمٌ يُرَّوِّيْ نفسَهُ في حَياتِهِ **** سَتَعْلَمُ : إِنْ مِتْنَا غَداً أيُّنا الصَّدِيْ
أَرَىْ قَبْرَ نَخَّامٍ بِخيْلٍ بمَاْلِهِ **** كقبْرِ غَويٍّ في البَطاْلَةِ مُفْسِدِ
تَرى جَثَوتيْنِ مِنْ تُراْبٍ عَلَيْهما **** صَفاَئحُ صُمٌّ مِنْ صَفيْحٍ مُنَضَّدِ
أرَى الموْتَ يْعَتَاْمُ الكِرَاْمَ وَ يَصْطَفِي **** عَقَيلَةَ ماْلِ الفاْحشِ المتشدِّدِ
أرَى الموْتَ يَعْتادُ النّفوسَ و لا أرى **** بَعيداً غَداً ما أقْرَبَ اليومَ من غَدِ
أَرَى العَيْشَ كَنْزاً ناقِصاً كُلَّ ليلةٍ **** و ما تنقِصِ الأيّامُ و الدَّهْرُ يَنْفَدِ
لَعَمْرُكَ إِنَّ الموْتَ مَاْ أَخْطَأَ الفتى**** لكالطِّوَل المرْخَى و ثِنْياهُ باليَدِ
مَتَى مَاَ يَشَأْ يوماً يَقُدْهُ لحتْفِهِ **** وَ مَنْ يكُ في حَبْلِ المنيَّةِ ينْقَدِ
فمَا ليْ أَرَاْني و ابْنَ عَمِيَّ مالِكَاً **** متى أدْنُ منْهُ نيأَ عنيِّ و يبْعُدِ
يَلُوْمُ وَ مَاْ أَدْرِيْ عَلَاْمَ يَلُوْمُنِيْ **** كَما لَاْمَنِيْ فِي الحيِّ قُرْطُ بنُ مَعْبدِ
و أَيْأسَنِيْ مِنْ كُلِّ خيْرٍ طَلَبْتُهُ **** كأنَّا وَضَعْناهُ إلى رَمْسِ مُلْحَدِ
عَلَى غَيْرِ ذَنْبٍ قُلْتُهُ غَيْرَ أنّني **** نَشَدْتُ فَلَمْ أغفلْ حمولةَ معبَدِ
وَ قَرَّبْتُ بالقُربى وَ جَدِّكَ إنّني **** مَتى يَكُ أمْرٌ للنكيثةِ أَشْهَدِ
و إِنْ أُدْعَ للجُّلَّى أكُنْ مِنْ حُماتِها **** و إِنْ يأتِكَ الأعداءُ بالجهدِ أجْهَدِ
وَ إِنْ يَقْذِفُوا بالقَذْعِ عِرضِكَ أَسْقِهِمْ **** بِكَأْسِ حِياضِ الموْتِ قَبْلَ التهدُّدِ
بِلا حَدَثٍ أَحْدَثْتُهُ و كمحدَثٍ **** هِجَاْئي و قَذْفي بالشكاةِ وَ مُطْرَدِيْ
فَلو كانَ مولايَ امْرَءاً هَوَ غَيْرُهُ **** لفَرَّجَ كَرْبي أوْ لأنْظَرني غَدي
وَ لكنَّ مَوْلَاْي امرؤ هُوَ خانِقيْ **** عَلى السكْرِ و التّسآلِ أوْ أنا مفتدِ
وَ ظُلْمُ ذَوِيْ القُرْبى أشَدُّ مضَاْضَةً **** على المرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسامِ المهَّندِ
فَذَرْني و خُلْقِي إنّني لَكَ شاكِرٌ**** وَ لَوْ حَلَّ بَيْتي نائِياً عِنْدَ ضَرْغَدِ
فلَوْ شَاْءَ رَبِّي كنْتُ قَيْسَ بنَ خالدٍ **** و لَوْ شاءَ ربِّي كنْتُ عَمروَ بنَ مَرْثَدِ
فَأصبَحْتُ ذَاْ مالٍ كثيٍر وَ زارَني **** بَنونٌ كِرامٌ سادةٌ لمسَوَّدِ
أَنَاْ الرَّجل الضَّرْبُ الذي تَعْرِفونَهُ **** خَشاشٌ كرأْسِ الحيَّةِ المتوقِّدِ
فَآلَيْتُ لا ينفَكُّ كشْحِي بِطَاْنةً **** لعَضْبٍ رَقيْقٍ الشَّفْرتيِن مًهَنَّدِ
حُسَامٌ إذَاْ ما قمْتُ مُنْتَصِراً بِهِ **** كفَى العَوْذَ فيْهِ البَدْء ليسَ بمعْضَدِ
أَخِيْ ثِقَةٍ لا يَنْثَنِيْ عَنْ ضَرِيبةٍ **** إذا قِيْلَ مهْلاً قَاْلَ حاجِزُهُ قِدِيْ
إِذَاْ ابْتَدَرَ القَوْمُ السِّلاحَ وجَدْتَنِيْ **** مَنِيْعاً إِذَاْ ابْتَلَّتْ بقَاْئِمِهِ يَدِيْ
وَبِرْكِ هُجُوْدٍ قَدْ أَثَاْرَتْ مخافَتِيْ **** بَوَاْدِيَها أمْشِيْ بعَضَبٍ مُجَرَّدِ
فمرَّت كَهَاْةُ ذاْتُ خَيْفٍ جُلالَةٌ **** عَقِيلَةُ شَيْخٍ كاْلوَبِيْلِ يِلَنْدَدِ
يقُولُ وقَدْ ثَرَّ الوَظِيفُ وسَاْقُهَا **** ألَسْتَ تَرَى أن قد أتيْتَ بمؤْيدِ
وقالَ : أَلَاْ مَاذا ؟ تَرَوْنَ بِشَارِبٍ **** شَدِيْدٍ عَلَيْنا بَغْيَهُ مُتَعَمَّدِ
وقاْلَ ذَرُوْهُ إنَّما نَفْعُها لَهُ **** وإلاَّ تَكفُّوا قَاْصيَ البَرْكِ يزْدَدِ
فظَلَّ الإمَاْءُ يمتَلِلْنَ حُوَارَهَا **** وَيُسْعَى بها بالسَّدِيْفِ المُسَرْهَدِ
فإِنْ مِتُّ فَاْنْعِنِيْ بِمَاْ أنَاْ أهْلُهُ **** وشُقِّي عليَّ الجيْبَ يا ابنَةَ معْبَدِ
وَلَاْ تَجْعَلِيْني كاْمرِيء ليْسَ هُّمُه **** كهَمِّي ولا يُغْنيْ غَنَاْئي ومَشْهَدِيْ
بطِيء عَنِ الجلَّى سَرِيْعٍ إلى الخَنَا **** ذلولٍ بأجْماعِ الرِّجالِ مُلَهَّدِ
فلَوْ كُنْتَ وغْلاً في الرَّجالِ لضرَّنيْ **** عداوةُ ذي الأصْحَابِ والمُتَوَحِّدِ
ولكنْ نَفَى الأعَاْدِيْ جُرأتِيْ **** عَلَيْهِمْ وإقْداميْ وصِدْقي ومَحتَدِيْ
لعَمْرُكَ ما أَمْريْ عَلَيَّ بغُمَّةٍ **** نَهَارِيْ وَلَاْ لَيْليْ عَلَيَّ بِسَرْمَدِ
وَيَوْمٍ حَبَسْتُ النَّفْسَ عِنْدَ عِرَاْكِهِ **** حِفَاْظَاً على عَوْراْتِهِ والتَّهَدُّدِ
عَلَىْ مَوْطِنٍ يَخْشَىْ الفَتَى عِنْدَهُ الرَّدى **** مَتى تَعْتَرِكْ فِيْهِ الفَراْئِصُ تُرعد
أَرَى المَوْتَ لَاْ يَرْعَى عَلَى ذِيْ جَلَاْلَةٍ **** وَإِنْ كَاْنَ في الدُّنْيا عَزِيْزاً بِمَقْعَدِ
وَأَصْفَرَ مَضْبُوْحٍ نَظَرْتُ حِوَاْرَهُ **** عَلَى النَّاْرِ واْسْتَوْدَعَتْهُ كَفَّ مُجْمِدِ
سَتُبْدِيْ لَكَ الأَيَّامُ مَاْ كُنْتَ جَاْهِلاً **** وَيَأْتِيْكَ بالأَخْبارِ مَنْ لَمْ تُزَوَّدِ
وَيَأْتِيْكَ بِالأَخْبارِ مَنْ لَمْ تَبِعْ لَهُ **** بَتَاْتاً وَلَمْ تَضْرِبْ لَهُ وَقْتَ مَوْعَدِ
لَعَمْرُكَ مَاْ الأَيَّامُ إلاَّ مُعَارَةٌ **** فَمَاْ اسْطَعْتَ مِنْ مَعْروفِهَا فَتَزَوَّدِ
وَلَاْ خَيْرَ فيْ خَيْرٍ تَرى الشَرَّ دُونَهُ **** وَلَاْ نَاْئِلٍ يَأْتِيْك بَعْدَ التَّلَدُّدِ
عَنِ المَرْءِ لَاْ تَسْأَلْ وَأَبْصِرْ قَرِيْنَهُ **** فإِنَّ القَرِيْنَ بالمَقَاْرَنِ يَقْتَدِيْ
لعَمُركَ مَاْ أَدْرِيْ و إنيِّ لَوَاْجِلُ **** أَفِيْ اليَوْمِ إِقْدَاْمُ المنَّيةِ أَمْ غَدِ ؟
فإنْ تَكُ خَلْفِيْ لا يَفُتْها سَوادِيا **** و إِنْ تَكُ قُدَّامي أَجِدْها بِمَرصَدِ
إِذَاْ أَنْتَ لَمْ تَنْفَعْ بِوِدِّكَ أَهْلَهُ **** و لَمْ تَنْكَ بالبُؤْسَى عَدُوَّكَ فابْعُدِ
ولَاْ يَرْهَبُ ابْنُ العَمِّ مَاْ عِشْتُ صَوْلَتِيْ **** وَ لَاْ أَخْتَنِيْ مِنْ صَوْلَةٍ المُتَهدِّدِ
وَ إِنِّيْ وَ إنْ أَوْعَدْتهُ أوْ وَعَدْتهُ **** لَمُخلِفٌ إيْعَادِيْ و مُنْجِزُ مَوْعِدِيْ
تعليق