Unconfigured Ad Widget

تقليص

فليهنك العلم أباالسمح

تقليص
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د.علي الزهراني

    فليهنك العلم أباالسمح

    بسم الله الرحمن الرحيم
    (( فليهنك العلم أبا السمح ))
    الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى وعلى آله ومن لسنته وهديه اقتفى أما بعد :
    عجبت من مقال تسامح فيه أبو السمح ولعله تطرف فيما ذهب إليه في زاويته محاولات في صحيفة عكاظ صحيفة الملايين من القرَّاء وذلك في عددها الصادر في يوم السبت الموافق 21/10/1422هـ ولا أدري متى أصبحت عقيدتنا قابلة للمحاولات بل ومتى أصبحت ثوابتنا قابلة للمتغيرات،متى أصبحت العقيدة يؤصل لها من ليس له باعٌ فيها ، كيف يُقذف بعقيدتنا البيضاء النقية في بؤرة ما يسمى بالتطرف الذي يدندن حوله أبو السمح،وإنني على يقين أن فهم معنى التطرف قد أعيا صاحبنا فخرج ذلك المقال المحموم ، فصاحبه لم يكلف نفسه بمراجعة ركائز العقيدة الإسلامية في مظانها،ومراجعة مفهوم توحيد الألوهية الذي يقول الكاتب إنه درسه قبل خمسين سنة فما أقوى ذاكرته التي صمدت نصف قرن، ولعل وقت الكاتب لا يساعده لمراجعة الآيات الكريمة التي بيَّنت أن الولاء والبراء من أسس ديننا الحنيف مع أن قراءة القرآن هي ربيع للقلوب فاسمع ما قال ربنا تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين )) ( المائدة 51) واستمع لقوله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق )) الآية ( الممتحنة 1) 0 ولعل وقته لا يساعده أيضاً لمراجعة أقوال رسولنا الكريم حينما رسَّخت تلك العقيدة في نفوس الصحابة رضوان الله عليهم فأصبحوا لا يوالون إلا من والى الله ورسوله ودين الإسلام وأصبحوا يتبرأون من المشركين ومن اليهود والنصارى ، حتى أن أحد الصحابة رضوان الله عليهم جميعاً يستأذن الرسول صلى الله عليه وسلم في قتل والده لأنه أصبح يدين بغير دينه بل إن بعضهم قتل أباه في غزوة أحد وهو أبو عبيدة عامر بن الجراح حيث قتل والده ، وعمر قتل خاله العاص بن هشام يوم بدر حتى قال أهل العلم : إن ذلك هو سبب نزول قول الله تعالى : (( لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون ))( المجادلة 22) ( أسباب النزول للواحدي ص 236 وتفسير ابن كثير ج 4 ص 352) ،و البعض الآخر يقول لوالدته حينما هددته بالإضراب عن الطعام لأنه دخل في دين الله فمنعته من ذلك : والله لو كانت لك مائة نفس تخرج الواحدة تلو الأخرى ما تركت ديني،وهاهي أم المؤمنين رملة بنت أبي سفيان (( أم حبيبة رضي الله عنها )) تمنع والدها من الجلوس على فراش رسول الله لأن والدها كافر،وهي مؤمنة ، إيمانها جعلها تمنع جلوس الكافر على مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أنه والدها ،فلما سألها عن سبب ذلك قائلاً : ((يا بنية ما أدري أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني ؟ قالت : بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت رجل مشرك نجس ولم أحب أن تجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم000)) ( سيرة ابن هشام ج4ص 55 ، والسيرة النبوية لمهدي رزق الله ص 559) فما الذي جعلها تفعل ذلك التصرف وتقول بذلك القول ؟ إنه الولاء والبراء يا أبا السمح،لماذا هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ولم يتعايش مع المجتمع المشرك،لماذا قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم المشركين ،ألم تقرأ أيها الكاتب عن غزواته صلى الله عليه وسلم وجهاده ضد الكفار ألم تقرأ قوله تعالى : (( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير )) ،ألم تقرأ ما قاله الرسول الكريم في الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن جرير بن عبدالله البجلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بايعه فقال له : ((00وأن تنصح لكل مسلم وتبرأ من الكافر )) ( المسند 4/357) وقوله عليه الصلاة والسلام فيما رواه ابن أبي شيبة (( أوثق عُرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله )) ( الإيمان لابن أبي شيبة ص 45) وقوله عليه الصلاة والسلام فيما رواه الطبراني في الكبير عن ابن عباس رضي الله عنهما : (( أوثق عُرى الإيمان الموالاة في الله ، والمعاداة في الله ، والحب في الله ، والبغض في الله )) ذكره السيوطي في الجامع الصغير 1/69 0
    عجيب أمرك أبا السمح ! هل تريد أن تنسف عقيدة الولاء والبراء التي غرسها ربُّ العزة والجلال في قلوب عباده والتي أصبحت كالجبال الراسيات لا تتزحزح من نفوس المؤمنين ، إن تصرفات الناس سواء كانت صحيحة أم سقيمة لا تجعلنا نتبرأ من عقيدتنا ، بل نتبرأ من التصرفات والأفعال الخاطئة ، ولكن عقيدتنا تبقى ثابتة في نفوسنا ولا ننظر لعقيدتنا من خلال أفعال البشر حسنت أم قبحت ،ولا نجعل تلك الأفعال هي الحكم التي نحاكم عقيدتنا إليه ، ونزنها بميزانه بل العقيدة هي الحكم ، وهي الميزان ، نعرض عليها أعمال البشر فما حكمت به عقيدتنا الإلهية نأخذ به وهذا دأب سلفنا الصالح رضوان الله عليهم على مرِّ العصور وكر الدهور ، فهاهم الخوارج حينما خرجوا لم نر أحداً من السلف أنكر عقيدة الولاء والبراء وتنكر لها بل وقال عنها كما قلت يا أبا السمح بأنها (( فكرة الولاء والبراء )) أو ، (( ما يسمى بعقيدة الولاء والبراء))، أو نظرية الولاء والبراء )) وحينما ظهرت تصرفات وأعمال مخالفة من قِبَل فرق أخرى لم يتنازل المسلمون عن عقيدتهم خوفاً من أن يتهمهم من خالفهم في الدين بأنهم أهل تطرف أو إرهاب بل صمدوا وثبتوا على عقيدتهم 0
    فعقيدة الولاء والبراء يا أبا السمح ليست فكرة، أو نظرية ،أو تسمية حديثة ،بل هي عقيدة ثابتة راسخة منذ أن خلق الله أبانا آدم إلى قيام الساعة ، فالله أمر آدم وزوجه المؤمنين باتخاذ الفاسق ،الكافر، المستكبر ،العاصي لربه ،عدواً ،والله أمر نوحاً عليه السلام بالبراء من ابنه مع أنه فلذة كبده لأن نوحاً مؤمنٌ وابنه كافر،في حين أمر نوحاً أيضاً بموالاة المؤمنين الذين اتبعوه فكانوا عند نوح عليه السلام أعظم منزلة من ابنه،بل إن الله نهى نوحاً وأغلظ عليه حينما طلب من الله نجاة ابنه ، قال تعالى : (( ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين * قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين )) ، وإبراهيم عليه السلام عادى قومه لأنهم أهل شرك وعبدة أوثان فحطَّم أصنامهم فما كان منهم إلا أن قذفوه في النار 0وموسى عليه السلام عادى فرعون مع أنه تربى في قصره و عاش في منزله فلم يتعايش موسى عليه السلام ويرضى بسكن القصور التي تجري من تحتها الأنهار ،لم يرض بذلك لأن فرعون وقومه كفار فكان البراء من موسى عليه السلام لفرعون ، أليس ذلك ولاء وبراء، وسير الأنبياء مليئة بذلك فصلوات ربي وسلامه عليهم جميعاً0
    وإنني أعجب يا أبا السمح من أعدائنا – أعداء ملة الإسلام – حينما يجعلوا الولاء والبراء من صلب عقيدتهم التي هي باطلة قطعاً، ونحن أهل حق ودين إلهي ارتضاه لنا ربنا نتخلى عن تلك العقيدة الربانية القوية التي تشعر المسلم بالعزَّة والرفعة والمكانة وتجعله مرفوع الرأس مهيب الجناب 0
    نعم إن أعداءنا وكل من خالفنا لا نراه إلا يدين بتلك العقيدة التي ترى أنت أنها (( أضيفت بتعسف )) إلى عقيدتنا فبالله عليك يا أبا السمح هل ترى أن اليهود يحبون المسلمين ويحبونك ، هل ترى أنهم لا يعتقدون بالولاء والبراء 0وهل ترى أن النصارى قد شغفهم حب المسلمين 0إن كنت ترى ذلك فارجع إلى كتاب ربك واقرأ قوله تعالى : (( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ))0وهل ترى أن عبَّاد البقر تقرُّ أعينهم برؤية المسلمين وهم يصلون أو يطوفون أو يحجون أو يضحون وخاصة حينما تكون الأضحية بقرة يقوم بذبحها أبو السمح تقرباً إلى الله تعالى 0
    يا أبا السمح :- لماذا أوقد الكفار لإبراهيم عليه السلام النار ، ولماذا قُتل يحيى عليه السلام ، ولماذا أراد النصارى قتل المسيح عليه السلام ، ولماذا أُخرج محمد صلى الله عليه وسلم من مكة وقاتله الكفار وتآمروا عليه ،واجتمعوا في دار الندوة وأجمعوا على قتله،أتدري لماذا ؟ لاختلاف الدين فقد أصبحت المسألة ولاء وبراء ، حبٌ وعداء 0
    إن أعداءنا الذين تطالبنا يا أبا السمح بأن نذيب عقيدة الولاء والبراء لأجلهم هم يعاملونك بعكس ما تدعو إليه 0
    ولعلك بعد هذا علمت أيها الكاتب أن عقيدة الولاء والبراء لم تكن دخيلة علينا بل أساس ديننا وفعل نبينا ، وهي ما دعا إليه سلفنا يقول الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله عن الولاء والبراء : (( إنه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم – أي الولاء والبراء – بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده ))(النجاة والفكاك ص 14) 0
    واعلم أن دولتنا رعاها الله لم تقم إلا على تلك العقيدة الربانية الصحيحة فهاهو الإمام محمد بن سعود رحمه الله والإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله يعقدان العزم على ذلك فيدعوان إلى التوحيد وإلى نبذ الشرك والخرافات وإلى موالاة من والى الله ورسوله،ومعاداة من عادى الله ورسوله وهاهو الإمام محمد بن سعود رحمه الله يضع يده في سبيل القيام بدين الله وتحقيق تلك العقيدة التي أدرك أهميتها وانعقد عليها قلبه ،يضع يده في يد الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ويسيران على بركة الله تعالى في سبيل رضا ربهما ومولاهما0
    وحينما كتب الإمام محمد بن عبدالوهاب عن عقيدة الولاء والبراء نجد أن الإمام محمد بن سعود شجعه ونصره فنصرهما الله فقامت هذه الدولة التي نحن الآن ننعم بالأمن والإيمان فيها 0وننعم بذلك الأصل الذي قامت عليه إنه التوحيد، إنه العقيدة الإسلامية التي من ركائزها الولاء والبراء 0يقول الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى حينما تحدث عن بعض المسائل من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((000إن الإنسان لا يستقيم له إسلام ولو وحَّد الله وترك الشرك إلا بعداوة المشركين والتصريح لهم بالعداوة والبغض كما قال تعالى : (( لا تجدوا قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوآدّون من حاد الله ورسوله 00)) الآية 0فإذا فهمت هذا فهماً جيداً عرفت أن كثيراً من الذين يدَّعون الدين لا يعرفونها ، وإلا فما الذي حمل المسلمين على الصبر على ذلك والعذاب والأسر والضرب والهجرة إلى الحبشة ،مع أنه صلى الله عليه وسلم أرحم الناس : لو يجد لهم رخصة لأرخص لهم ، فكيف وقد أنزل الله تعالى : (( ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله )) فإذا كانت هذه الآية فيمن وافقهم بلسانه فكيف بغير ذلك)) 0انتهى كلام الشيخ المجدد محمد بن عبدا لوهاب رحمه الله تعالى 0( انظر مجموعة التوحيد ص 308) وفي الكتاب نفسه من الصفحة ( 316 ) بين الشيخ رحمه الله أن الرسول صلى الله عليه وسلم قاتل الكفار وأباح أموالهم واستحل نساءهم بسبب شركهم في توحيد الألوهية ، فهذا هو إسلامنا يا أبا السمح يأمرنا بالتبرؤ ومعاداة ومحاربة الكفار والتغليظ والتضييق عليهم حينما نعد العدة والقوة التي نرهبهم بها وهذا الذي فهمه ولاة الأمر من الحكام والعلماء بدءاً بالإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب رحمهما الله تعالى اللذين كانا يعتقدان أن الله سينصرهما طالما كانا يدعوان إلى العقيدة الصحيحة وقد غرسا ذلك في نفوس أبنائهم في هذا البلد فأثمر ذلك الغرس بحمد الله تعالى فأصبحنا نجني ثمره ، على مستوى الحاكم والمحكوم ، والراعي والرعية ، فاقرأ كتب كبار علمائنا حينما تحدثوا عن الولاء والبراء 0اقرأ تلك النماذج الرائعة التي سطرها أولئك الأفذاذ ، اقرأ ما كتبه الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله في مؤلفاته عن الولاء والبراء حيث يقول رحمه الله تعالى : (( ومن الإيمان بالله الحب في الله والبغض في الله والموالاة في الله والمعاداة في الله ، فيحب المؤمن المؤمنين ويواليهم ويبغض الكفار ويعاديهم 00)) ( العقيدة الصحيحة وما يضادها ونواقض الإسلام لابن باز ص 20) ،واقرأ ما كتبه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله حينما تحدث عن توحيد الألوهية وعدم إقرار المشركين حيث قال : (( وهذا القسم من التوحيد هو الذي خالف فيه المشركون رسول الله وأنكروه عليه وقالوا له : (( أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب )) وقد استباح النبي صلى الله عليه وسلم دماء هؤلاء المشركين ونساءهم وذرياتهم وأموالهم ، وقاتلهم على ذلك أشد المقاتلة حتى يعبدوا الله عز وجل أو يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون )) ( الجواب المفيد في بيان أقسام التوحيد لابن عثيمين ص 17 ) ويقول الشيخ عبدالرزاق عفيفي رحمه الله في حديثه عن الولاء والبراء (( وإنهما من أصول الإسلام وهما مظهران من مظاهر إخلاص المحبة لله ، ثم لأنبيائه وللمؤمنين ، والبراء مظهر من مظاهر كراهية الباطل وأهله 0وهذا أصل من أصول الإيمان 00)) ( الولاء والبراء في الإسلام من مفاهيم عقيدة السلف لمحمد بن سعيد القحطاني ، تقديم الشيخ عبدالرزاق عفيفي عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية رحمه الله ) وأختم أقوال العلماء بقول فضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية في كتابه (( كتاب التوحيد )) ص11 حيث يقول وفقه الله ورعاه : (( إن المشرك حلال الدم والمال – قال تعالى : (( فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد )) التوبة 5، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : -(( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها )) رواه البخاري ومسلم )) تلك هي كتب علمائنا يا أبا السمح استقيت من الكتاب والسنة حثتنا على الولاء والبراء،ولولا خشية الإطالة لكتبت ماتقر به الأعين وتشتهيه الأنفس المؤمنة من تلك الدرر التي سطرها لنا علماؤنا ، ومن الغرابة أن تدعو يا أبا السمح المثقفين وأهل الرأي أن ينظروا في كتب علمائنا الأفذاذ ، ألا تعلم أن المثقفين وغيرهم ماهم إلا عالة على علمائنا الجهابذة فكيف تريد من فاقد الشيء أن يعطيه 00غريب أمرك أيها الكاتب0
    وقد سار ولاة أمورنا من حكامنا وفقهم الله على ذلك فهاهو خادم الحرمين الشريفين وفقه الله ينبه على العقيدة الإسلامية وتطبيقها ويبين أن هذه الدولة قامت عليها ، ولم نسمع في يوم من الأيام أنه فصل عقيدة الولاء والبراء عن العقيدة الإسلامية، وهاهو ولي عهده وفقه الله يبين ويبرهن أنه لا مساومة على العقيدة مهما أراد أن ينال منها الأعداء،ولا مساومة على وطننا المؤمن الذي فيه مقدساتنا ،فيه المسجد الحرام والمسجد النبوي والمشاعر المقدسة أبداً أبداً ، بل إننا نراه في زيارته للدول الأخرى ينبه على عقيدة الولاء والبراء بقوله : إن كنتم ملياراً فنحن المسلمين أكثر منكم ،فالمسألة ولاء وبراء ، وإيمان وكفر0 فهكذا ينبغي أن يكون المسلم معتزاً من بعد الله تعالى بدينه،ولا ينهزم أمام العدو مهما كلفه ذلك ، ولعل الكاتب هداه الله قد رأى الحملة الشرسة التي تشنها علينا الصحف الغربية وسأل نفسه لماذا كل ذلك إنه الولاء والبراء الذي يعتقدونه 0
    وليتك يا أبا السمح جعلت قلمك غصة في حلوق أعداء الله فقمت بالرد عليهم في حملتهم تلك على الإسلام والمسلمين لاسيما وأن المسئولين في بلادنا قاموا بالحث على ذلك0
    وأخيراً أنصح الكاتب بتقوى الله فيما يريد أن يكتبه ، وإذا أراد أن يكتب في أمر العقيدة فعليه مراجعة مسائلها في كتبها الصحيحة وأن يسأل علماءنا في هذه البلاد الطيبة ، ويقدر مسئولية الكلمة ويتذكر قوله تعالى( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ))، وقوله عز وجل : (( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا )) ، وقوله تعالى : (( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب )) الآية ، فراجع نفسك وصحح مسارك فالفرصة أمامك قبل أن يأتيك هادم اللذات ومفرق الجماعات 0وأرجو من صحيفة عكاظ أن تجعل لمقالي هذا اهتماماً وأن تقوم بنشره مشكورة ، فالرأي الآخر والاهتمام به من العدل والمصداقية 0
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    كتبه :
    الدكتور / علي بن موسى الزهراني/ رئيس قسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بتبوك
  • عبدالله الزهراني
    إداري ومؤسس
    • Dec 2000
    • 1542

    #2
    من أين وكيف نحييك ؟ فلك منا سلام الله لك منا تحية وإكبار وحياك الله وبياك نزلت إهلا ووطئت سهلا .
    ليت الكواكب تدنو لي فانظمها * عقود مدح وما أرضى لكم كلم
    يأهلا بك بين ذويك وحياك الله من مشارك وحياك الله من فارس وحياك الله يا أهل العقيدة والبيان ,
    لقد عجزت عن الكتابة ولو كتبت وكتبت فوالله إنك منا ولمنا بمكان .
    طرح رائع ونقاش يشد ويرد كل ضال ويبين الطريق لكل حائر ولكن ( ألهم أعين يبصرون بها ) ( إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) .
    والله إنا نحبك ويشهد الله على ذلك
    أخوك ومحبك /// عبد الله الزهراني .

    تعليق

    • ابو نزار
      عضو مميز
      • Jan 2002
      • 722

      #3
      شكرا هي اقل ما استطيع ان اقوله
      لك يا دكتور علي وجزاك الله كل خير
      على هذا الرد وكم نحن بحاجه الى امثالك
      نسأل الله ان يوفقك الى ما يحب ويرضى

      ومرحبا بك في منتدى الديره
      اللهــم اجعل اخـــر كلامـي لا الــه الا اللـه

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
      أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif, webp

      ماهو اسم المنتدى؟ (الجواب هو الديرة)

      يعمل...