Unconfigured Ad Widget

تقليص

يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه

تقليص
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • رحيق مختوم
    عضو
    • Apr 2009
    • 18

    يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه

    اَلْحَمْدُ لِلهِ مِلْءَ السَّمَوَاتِ وَمِلْءَ الْاَرَضِينَ وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا وَمِلْءَ مَاشَاءَ مِنْ شَيْءٍ بَعْد؟ اَلْحَمْدُ لِلهِ حَمْداً طَيِّباً كَثِيراً مُبَارَكاً فِيهِ؟ كَمَا يَنْبَغِي لِجَلَالِ وَجْهِهِ وَلِعَظِيمِ سُلْطَانِه؟ نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَسْتَغْفِرُهُ؟ وَنَتُوبُ اِلَيْهِ تَوْبَةً نَصُوحَا؟ وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شُرُورِ اَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّآتِ اَعْمَالِنَا{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ؟ وَمَنْ اَسَاءَ فَعَلَيْهَا؟ وَمَارَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيد{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ اَوْ اُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَة؟ وَلَنَجْزِيَّنَهُمْ اَجْرَهُمْ بِاَحْسَنِ مَاكَانُوا يَعْمَلُون}وَنُوصِي اَنْفُسَنَا جَمِيعاً بِتَقْوَى اللهِ الْعَظِيمِ وَطَاعَتِه؟ وَنُحَذّرُهَا مِنْ مُخَالَفَتِهِ وَعِصْيَانِ اَوَامِرِه؟ لَهُ الْعُتْبَى حَتَّى يَرْضَى؟ وَلَاحَوْلَ وَلَاقُوَّةَ اِلَّا بِه؟ وَاَشْهَدُ اَنْ لَااِلَهَ اِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَه؟ اَوْصَى النَّاسَ جَمِيعاً بِقَوْلِه{وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ اُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَاِيَّاكُمْ اَنِ اتَّقُوا الله؟ وَاِنْ تَكْفُرُوا فَاِنَّ لِلهِ مَافِي السَّمَوَاتِ وَمَافِي الْاَرْض}وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُه؟ قَالَ لَهُ رَبَّهُ{يَااَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ الله}اَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلّمْ وَبَارِكْ عَلَى هَذِهِ النَّفْسِ الزَّكِيَّة؟ وَعَلَى آلِهِ الْاَطْهَار؟ وَاَصْحَابِهِ الْاَخْيَار؟ وَاَزْوَاجِهِ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَات؟ وَعَلَى كُلِّ مَنْ تَمَسَّكَ بِهَدْيِهِ وَاسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ اِلَى يَوْمِ الدِّين؟ وَسَلّمْ تَسْلِيماً كَثِيراً يَارَبَّ الْعَالَمِين؟ اَمَّا بَعْدُ عِبَادَ الله{يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَاتَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَة؟ فَاَمَّا مَنْ اُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَهْ؟ اِنِّي ظَنَنْتُ اَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ؟ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَة؟ فِي جَنَّةٍ عَالِيَة؟ قُطُوفُهَا دَانِيَة؟ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا اَسْلَفْتُمْ فِي الْاَيَّامِ الْخَالِيَة(نَعَمْ اَخِي {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُون(وَلَابُدَّ لِلْعَرْضِ مِنْ زَمَانٍ وَمَكَان؟ فَمَتَى الزَّمَان؟ اِنَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَة؟ وَاَيْنَ مَكَانُ الْعَرْض؟ اِنَّهُ فِي اَرْضِ الْمَحْشَر{يَوْمَ تُبَدَّلُ الْاَرْضُ غَيْرَ الْاَرْضِ وَالسَّمَوَات؟ وَبَرَزُوا لِلهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّار( نَعَمْ اَخِي؟ اِنَّهَا اَرْضُ الْمَحْشَر؟ مَرْكَزُهَا الدَّائِرِيُّ فِي بِلَاد الشَّام؟ وَتَمْتَدُّ هَذِهِ الْاَرْضُ؟ فَتَزُولُ جِبَالُهَا؟ وَتَصِيرُ مُلْتَوِيَةً بَارِزَةً؟ لَايَسْتَطِيعُ فِيهَا اَحَدٌ اَنْ يَخْتَبِىءَ مِنْ اَحَد؟ نَعَمْ اَخِي اِنَّهُ الْعَرْض؟ وَعَلَى مَنْ سَيَكُونُ هَذَا الْعَرْض؟ يَالَهُ مِنْ مَشْهَدٍ مَهِيب؟ يَالَهُ مِنْ مَشْهَدٍ مَرْهُوبٍ رَهِيب؟ فَلِمَنْ سَيَكُونُ هَذَا الْعَرْض؟ نَعَمْ سَيَكُونُ لِهَذِهِ الْاَجْيَالِ الْمُتَعَاقِبَةِ الَّتِي عَاشَتْ كُلُّهَا عَلَى هَذِهِ الْاَرْض؟ وَالَّتِي تَنَقَّلَتْ بَيْنَ جَنَبَاتِهَا؟ فَهَلْ تَسَعُهَا هَذِهِ الْاَرْض؟ نَعَمْ؟ لِاَنَّ اَلْاَرْضَ سَتُمَدُّ يَوْمَ الْقِيَامَة؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ؟ وَاَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ؟ وَاِذَا الْاَرْضُ مُدَّتْ؟ وَاَلْقَتْ مَافِيهَا وَتَخَلَّتْ؟ وَاَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ(فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذِهِ الْاَرْضِ الَّتِي سَيَمُدُّهَا اللهُ حَتَّى تَسَعَ الْمَخْلُوقَاتِ جَمِيعاً مِنْ اِنْسٍ؟ وَمِنْ جِنٍّ؟ وَمِنْ حَيَوَانَاتٍ؟ وَمِنْ مَلَائِكَةٍ تَصْعَدُ وَتَنْزِلُ اِلَى الْاَرْض؟ نَعَمْ اِنَّهَا الْاَرْض؟ اِنَّهَا هَذَا الْكَوْكَبُ الَّذِي عِشْنَا عَلَيْهِ فَتْرَةً زَمَنِيَّةً طَوِيلَةُ جِدّاً؟ هَاهِيَ الْيَوْمَ؟ سَيَمُدُّهَا اللهُ مَدّاً؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ تَسَعَ هَذِهِ الْمَخْلُوقَاتِ جَمِيعاً؟ وَكَاَنِّي بِهَذِهِ الْاَرْضِ؟ وَقَدْ اَصْبَحَتْ كَالْحَشَرَاتِ الَّتِي تَنْسَلِخُ عَنْ جِسْمِهَا؟ ثُمَّ تَرْمِي بِقِشْرَتِهِ وَتَتَخَلَّى عَنْه؟ وَكَاَنِّي بِهَا تُلْقِي مَافِيهَا مِنْ مُكَوِّنَاتِهَا؟ وَتَتَخَلَّى عَنْ جِبَالِهَا وَنُتُوءَاتِهَا وَالْتِوَائِهَا وَاعْوِجَاجِهَا وَتَضَارِيسِهَا الَّتِي تُعَرْقِلُ اجْتِمَاعَ النَّاسِ فِيهَا؟ حَتَّى تُصْبِحَ طَرِيقاً مَكْشُوفاً مِمَّا يُسَمَّى اُوتُوسْتْرَاد اَمَامَ النَّاسِ جَمِيعاً؟ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ اِلَى بَعْضٍ؟ مِنْ دُونِ اَيِّ حِجَابٍ مِنَ الرُّؤْيَة؟ نَعَمْ اَخِي؟ اِنَّهَا اَجْيَالٌ مُتَعَاقِبَةٌ مِنَ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ وَالْحَيَوَانَاتِ وَالْمَلَائِكَةِ؟ عَاشَتْ عَلَى هَذِهِ الْاَرْضِ؟ مُنْذُ مَلَايِينِ السِّنِينَ؟ مِنْ آدَمَ حَتَّى قِيَامِ السَّاعَة؟ وَتَصَوَّرْ مَعِي اَخِي هَذِهِ الْاَجْيَالَ عَلَى كَثْرَتِهَا؟ وَهِيَ تَقِفُ فِي عَرْضٍ مَهِيبٍ؟ لَيْسَ كَالْعَرْضِ الْجَنَائِزِيّ؟ وَلَا كَالْعَرْضِ الْعَسْكَرِيِّ بِمَا فِيهِ مِنْ مَرَاسِيمَ وَسَجَّادٍ اَحْمَرَ مِنْ اَجْلِ اسْتِقْبَالِ الرُّؤَسَاء؟ وَلَا كَالْعَرْضِ الرِّيَاضِيّ؟ وَلَاكَعُرُوضِ الْاَزْيَاءِ الْفَاضِحَة؟ بَلْ اِنَّهُ عَرْضٌ اَفْضَحُ مِنْهَا بِكَثِير؟ حِينَمَا يَقِفُ النَّاسُ رِجَالاً وَنِسَاءً؟ حُفَاةً عُرَاةً؟ لَايَجِدُونَ مَايَسْتُرُ اَجْسَامَهُمْ؟ وَلَايَجِدُونَ مَايَسْتُرُ فَضَائِحَهُمْ وَاَعْمَالَهُمُ الْمُخْزِيَةَ الَّتِي كَانُوا يَتَجَرَّؤُونَ بِهَا عَلَى اللهِ وَرُسُلِهِ وَعِبَادِه؟ اِنَّهُ الْعَرْضُ الْمَهِيبُ؟ فِي الْمَكَانِ الْمَهِيبِ اَيْضاً؟ اِنَّهُ الْعَرْضُ الْاَهْيَبُ عَلَى الْاِطْلَاق؟ حِينَمَا يَكُونُ عَرْضاً لِاَعْمَالِنَا عَلَى الله{يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوه؟ فَاَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ؟ اَكَفَرْتُمْ بَعْدَ اِيمَانِكُمْ؟ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُون؟ وَاَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ؟ فَفِي رَحْمَةِ الله؟ هُمْ فِيهَا خَالِدُون؟ تِلْكَ آيَاتُ اللهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقّ؟ وَمَااللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعَالَمِين(نَعَمْ اَخِي؟ اِنَّهُ الْعَرْضُ الَّذِي يُخْرِجُ مَافِي نَفْسِكَ وَمَا فِي النُّفُوسِ الْبَشَرِيَّةِ؟ لِتُعْرَضَ عَلَناً مَكْشُوفَةً لَاخَبَاءَ فِيهَا وَلَاتَسَتُّرَ وَلَا اِخْفَاءَ لِلْحَقَائِق؟ فَيَالَهُ مِنْ يَوْمٍ مَهِيب{يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَاتَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَة(ثُمَّ اَنْتُمْ يَاهَؤُلَاءِ؟ يَامَنْ لَمْ تَحْسَبُوا حِسَاباً لِهَذَا الْيَوْم؟ يَامَنْ كَفَرْتُمْ بِيَوْمِ الْحِسَاب؟ هَلْ تَعْتَقِدُونَ حَقّاً اَنَّ اللهَ خَلَقَكُمْ؟ هَلْ كُنْتُمْ تَعْتَقِدُونَ ذَلِكَ عَلَى ضَوْءِ هَذِهِ الْآيَة{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ(هَلْ كُنْتُمْ حَقّاً تُؤْمِنُونَ اَنَّ الَّذِي خَلَقَ هُوَ الَّذِي يُمِيتُ سُبْحَانَه؟ وَاَنَّ الَّذِي اَمَاتَ هُوَ الَّذِي يُحْيِي عَزَّ وَجَلّ؟ وَهُوَ الَّذِي يَبْعَثُكُمْ وَهُوَ الَّذِي اِلَيْهِ تُرْجَعُون{وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُون{لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْم؟ لِلهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّار{لِلهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْاَرْض(فَاَيْنَ الْمُلُوكُ الَّذِينَ مَلَكُوا؟ اَيْنَ الْمُلُوكُ الَّذِينَ اسْتَبَدُّوا وَظَلَمُوا وَبَغَوْا؟ اَيْنَ قَارُون؟ اَيْنَ هَامَان؟ اَيْنَ فِرْعَوْن؟ اَيْنَ قَوْمُ مُوسَى وَعِيسَى؟ اَيْنَ قَوْمُ هُودٍ وَصَالِحٍ؟ اَيْنَ قَوْمُ نُوح؟ اَيْنَ اَيْنَ اَيْنَ وَاَيْن؟ اَلْكُلُّ مِنْ هَؤُلَاءِ؟ سَيَقِفُونَ اَذِلَّاءَ بَيْنَ يَدَيِ الله؟ لِاَنَّ الْمُلْكَ يَوْمَئِذٍ لِلهِ وَحْدَه{لِلهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْاَرْض( فَمَنْ هُوَ الرَّابِحُ يَارَبّ؟ وَمَنْ هُوَ الْخَاسِرُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَارَبّ؟ اَلْقُرْآنُ يُجِيب{وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُون( نَعَمْ؟ فَالْخَاسِرُونَ هُمُ الْمُبْطِلُونَ مِنْ اَهْلِ الْبَاطِل؟ وَالرَّابِحُونَ هُمْ اَهْلُ الْحَقّ؟ نَعَمْ اَخِي؟ هُنَاكَ الرِّبْحُ الْعَظِيم؟ وَمَهْمَا رَبِحْتَ اَخِي فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا؟ فَمَاذَا تَرْبَح؟ هَلْ تَرْبَحُ جَنَّاتٍ دُنْيَوِيَّة؟ هَلْ تَرْبَحُ قُصُوراً شَاهِقَة؟ هَلْ تَمْلِكُ بَوَاخِرَ مَاخِرَةً تَمْخُرُ عُبَابَ الْبِحَار؟ هَلْ تَمْلِكُ طَيَّارَاتٍ طَائِرَة؟ هَلْ تَمْلِكُ الْاَرْضَ وَمَا فَوْقَهَا وَمَا تَحْتَهَا؟ مَاذَا تَمْلِكُ اَخِي؟ وَمَاذَا تَرْبَحُ بِالْقِيَاسِ مَعَ رِبْحِكَ لِلْجَنَّةِ وَمُلْكِكَ لَهَا؟ بِمَا فِيهَا مِمَّا لَاعَيْنٌ رَاَتْ؟ وَلاَاُذُنٌ سَمِعَتْ؟ وَلَاخَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَر؟ وَلَكِنْ لِمَنْ اَعَدَّهَا اللهُ وَاَعْتَدَهَا وَهَيَّاَهَا وَجَهَّزَهَا؟ اِنَّهَا لِعِبَادِهِ الصَّالِحِين؟ وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يَشْكُرُونَ اللهَ وَالْوَالِدَيْنِ وَعِبَادَهُ الْفُقَرَاءَ وَالْمَرْضَى وَالْجَرْحَى؟ عَلَى هَذِهِ النِّعَمِ مِنَ الْبَوَاخِرِ وَالطَّائِرَاتِ وَغَيْرِهَا؟ وَيُسَاعِدُونَ فِي نَقْلِهِمْ بِهَا؟ اِلَى اَمَاكِنَ آمِنَة؟ مِنْ اَجْلِ تَاْمِينِ عِلَاجِهِمْ؟ نَعَمْ؟ وَهَذَا الْكَلَامُ لَيْسَ مِنْ عِنْدِي؟ وَاِنَّمَا وَرَدَ فِي حَدِيثٍ قُدْسِيٍّ صَحِيحٍ يَقُولُ سُبْحَانَهُ فِيه [اَعْدَدْتُّ لِعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ مَالَاعَيْنٌ رَاَتْ؟ وَلَااُذُنٌ سَمِعَتْ؟ وَلَاخَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَر] نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ اَلْعَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ اَمْراً هَيِّناً؟ بَلْ اِنَّ لَهُ مَرَاسِيمَ وَتَحْضِيرَات؟ فَقَبْلَ اَنْ تُعْطَى كِتَابَكَ اَخِي الْاِنْسَان؟ فَهُنَاكَ مَرَاسِيمُ لَابُدَّ اَنْ تَحْدُث؟ وَهُنَالِكَ مُقَدِّمَات؟ وَهُنَاكَ اَيْضاً بْرُوتُوكُولَاتٌ؟ لَيْسَتْ كَبْرُوتُوكُولَاتِ حُكَمَاءِ صُهْيُونَ وَعُمَلَائِهِمُ الْخَوَنَة؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَكُلُّ ذَلِكَ يَحْدُثُ؟ قَبْلَ اَنْ تَاْخُذَ كِتَابَ اَعْمَالِكَ مِنْ حَسَنَاتِكَ وَسَيِّآتِك؟ فَمَاهِيَ هَذِهِ الْمُقَدِّمَات؟ وَمَا قِصَّةُ هَذِهِ الْمَرَاسِيم{وَلِلهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْاَرْض؟ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُون؟ وَتَرَى كُلَّ اُمَّةٍ جَاثِيَة؟ كُلُّ اُمَّةٍ تُدْعَى اِلَى كِتَابِهَا(نَعَمْ اَخِي؟ وَكَلِمَةُ جَاثِيَة مِنَ الْجُثُوِّ؟ وَهُوَ الْجُلُوسُ عَلَى الرُّكَبِ؟ حِينَمَا لَاتَحْمِلُكَ قَدَمَاكَ؟ بِسَبَبِ الْخَوْفِ الَّذِي يَتَمَلَّكُكَ؟ وَالَّذِي يَجْعَلُكَ رَغْماً عَنْكَ تَجْلِسُ جَاثِياً عَلَى رُكْبَتَيْك؟ نَعَمْ اِنَّهُ الْخَوْفُ وَمَا يَتْبَعُهُ مِنَ الْفَزَعِ الْاَكْبَرِ لِلنَّاسِ جَمِيعاً؟ اِلَّا الَّذِينَ{قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا؟ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ؟ اَلَّا تَخَافُوا وَلَاتَحْزَنُوا؟ وَاَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُون؟ نَحْنُ اُوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة؟ وَلَكُمْ فِيهَا مَاتَشْتَهِي اَنْفُسُكُمْ؟ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُون؟ نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيم{اِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى اُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُون؟ لَايَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِيمَا اشْتَهَتْ اَنْفُسُهُمْ خَالِدُون؟ لَايَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْاَكْبَرُ؟ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ؟ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُون؟ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ؟ كَمَا بَدَاْنَا اَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُه؟ وَعْداً عَلَيْنَا اِنَّا كُنَّا فَاعِلِين؟ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذّكْرِ اَنَّ الْاَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُون(فَهَلْ مَازَالَ يَقِينُكُمْ وَاِيمَانُكُمْ بِوَعْدِ اللهِ لَكُمْ ضَعِيفاً اَيُّهَا الشَّعْبُ السُّورِيُّ الْعَظِيم؟ وَقَدْ{كَتَبَ اللهُ لَاَغْلِبَنَّ اَنَا وَرُسُلِي(فِي الذّكْرِ وَهُوَ تَوْرَاةُ مُوسَى{اِنَّا اَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُور( قَبْلَ اَنْ يَكْتُبَهُ سُبْحَانَهُ فِي زَبُورِ دَاوُودَ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَام{وَعَدَ الله(بِشَرْط؟ وَهُوَ اَنْ تَكُونُوا مِنَ{الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ؟ مِنْكُمْ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْاَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ؟ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ؟ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ اَمْنَا(بِشَرْطٍ آخَر {يَعْبُدُونَنِي لَايُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً(مِنَ الْآلِهَةِ الْمُزَيَّفَةِ الْخَطِيرَةِ؟ وَاَخْطَرُهَا هُوَ اتِّبَاعُ الْهَوَى غَيْرِ الْاِسْلَامِيّ؟ وَهُوَ الْهَوَى الصَّلِيبِي الْيَهُودِي الْمَاسُونِي الْعَلْمَانِي اللّيبْرَالِي الشِّيعِي الشُّيُوعِي الْاِلْحَادِي الْكُفْرِي؟ الَّذِي يَخْرُجُ جَمِيعُهُ مِنْ مِلّةٍ وَاحِدَة؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[ وَاللِه لَايُؤْمِنُ اَحَدُكُمْ؟ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ؟ تَبَعاً لِمَا جِئْتُ بِهِ] نَعَمْ اَخِي{وَتَرَى كُلَّ اُمَّةٍ جَاثِيَة؟ كُلُّ اُمَّةٍ تُدْعَى اِلَى كِتَابِهَا{وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْاَرْضَ بَارِزَةً؟ وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ اَحَدَا؟ وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفّاً؟ لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ اَوَّلَ مَرَّة؟ بَلْ زَعَمْتُمْ اَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدَا؟ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيه؟ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَايُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَاكَبِيرَةً اِلَّا اَحْصَاهَا؟ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرَا؟ وَلَايَظْلِمُ رَبُّكَ اَحَدَا(نَعَمْ اَخِي؟ وَكَيْفَ يَكُونُ هَذَا الْعَرْض؟ كُلُّ رَسُولٍ يَقِفُ اَمَامَ اُمَّتِه؟ وَيَالَهَا مِنْ سَاعَةِ انْتِظَار؟ لِاَنَّكَ اَخِي فِي هَذِهِ اللَّحْظَةِ الْحَسَّاسَةِ الْحَرِجَةِ؟ سَتَعْلَمُ مَصِيرَك؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَكُلُّ هَذِهِ الْجُمُوعِ الْهَائِلَةِ؟ تَنْقَسِمُ اِلَى قِسْمَيْن ِفَقَطْ؟ وَهُمَا اَهْلُ الْحَقِّ؟ وَاَهْلُ الْبَاطِل{فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ؟ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِير(وَلَايُوجَدُ قِسْمٌ آخَرُ؟ وَلَاتُوجَدُ مَنْزِلَةٌ ثَالِثَة؟ فَاِمَّا جَنَّةُ النَّعِيم؟ وَاِمَّا نَارُ الْجَحِيم؟ نَعَمْ اَخِي؟ اِنَّهُ خَوْفٌ عَظِيمٌ لَامَثِيلَ لَه؟ وَحِينَمَا كُنَّا طُلّاباً فِي الْمَدْرَسَةِ؟ كُنَّا قَبْلَ اَنْ تَظْهَرَ نَتِيجَةُ امْتِحَانَاتِنَا؟ نَرْتَجِفُ مِنَ الْخَوْف؟ وَالْاِنْسَانُ مِنَّا كَمَا تَعْلَمُونَ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ اِذَا رَسَبَ اَوْ سَقَطَ فِي الِامْتِحَانِ الْمَدْرَسِيّ؟ فَمِنَ الْمُمْكِنِ جِدّاً اَنْ يَسْتَدْرِكَ ذَلِكَ فِي الْمُسْتَقْبَل؟ بِنَجَاحٍ بَاهِرٍ قَدْ يُعَوِّضُهُ عَنْ فَشَلِهِ الذَّرِيعِ فِي الْمَاضِي؟ وَاَمَّا الرُّسُوبُ هُنَاك؟ وَاَمَّا الْفَشَلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَاِنَّهُ رُسُوبٌ وَفَشَلٌ اَبَدِيٌّ؟ لَايُمْكِنُ اسْتِدْرَاكُهُ اَبَداً وَلَاتَعْوِيضُهُ؟ مُنْذُ طُلُوعِ الرُّوحِ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{حَتَّى اِذَا جَاءَ اَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُون؟ لَعَلّي اَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ؟ كَلَّا اِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا؟ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ اِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون( نَعَمْ اِنَّهُ السُّقُوطُ الْاَكْبَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ وَالَّذِي قَدْ يَكُونُ اَبَدِيّاً فِي مَدْرَسَةِ الْجَحِيمِ؟ فِي نَارِ جَهَنَّمَ الَّتِي تَحْوِي عَلَى اَسَاتِذَةٍ وَاَطِبَّاءَ وَجَرَّاحِينَ مَاهِرِينَ؟ اَمْهَرُ مِنْ بَشَّار بِمَا يُعَادِلُ مَابَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالْاَرْضِ؟ فِي اِذْلَالِهِ وَاِهَانَتِهِ وَتَعْذِيبِهِ وَحَرْقِهِ؟ اِنْ لَمْ يَتُبْ اِلَى اللهِ تَوْبَةً صَادِقَةَ نَصُوحاً؟ اِنَّهُمْ عَبَاقِرَةٌ فِي تَجْدِيدِ خَلَايَا الْجِلْدِ؟ بَعْدَ التَّخَلُّصِ مِنَ الْخَلَايَا السَّرَطَانِيَّةِ الْهَرِمَةِ وَالْمَحْرُوقَةِ؟ وَاِبْدَالِهَا بِخَلَايَا فَتِيَّة جَدِيدَة طَازَجَة؟ وَعَلَى طَرِيقَةِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارَا؟ كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا؟ لِيَذُوقُوا الْعَذَاب(نَعَمْ اَخِي؟ هَذَا هُوَ الرُّسُوبُ الْحَقِيقِيُّ وَالْفَشَلُ الذَّرِيعُ الْمُخْزِي فِي نَارِ جَهَنَّم؟ وَاَمَّا الفَوْزُ وَالنَّجَاحُ الْحَقِيقِيّ؟ فَهُوَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَاُدْخِلَ الْجَنَّةَ؟ فَقَدْ فَازَ{فِي جَنَّةٍ عَالِيَة؟ قُطُوفُهَا دَانِيَة؟ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا اَسْلَفْتُمْ فِي الْاَيَّامِ الْخَالِيَة(كَمَا سَيَاْتِي؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَتَخَيَّلْ مَعِي جَمِيعَ الْاَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ؟ وَكَيْفَ اَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ اَيْضاً سَيَجْثُو وَيَجْلِسُ عَلَى رُكْبَتَيْه؟ سَوَاءٌ كَانَ نَبِيَّنَا اَوْ غَيْرَهُ مِنْ اَنْبِيَاءِ اللهِ وَرُسُلِه؟ اَلْكُلُّ سَيَتَخَوَّفُ وَيَفْزَعُ فَزَعاً شَدِيدَا؟ هُنَاكَ حِينَمَا تَزْفُرُ جَهَنَّمُ زَفْرَةً مُنْكَرَةً مِنْ زَفَرَاتِهَا؟ فَلَايَبْقَى نَبِيٌّ وَلَا وَلِيٌّ وَلَاصِدِّيقٌ؟ وَلَا شَهِيدٌ وَلَا صَالِحٌ اِلَّا جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ بِقَوْلِهِ اَللَّهُمَّ سَلّمْ سَلّمْ؟ اَللَّهُمَّ لَااَسْاَلُكَ اُمِّي مَرْيَم؟ بَلْ اَسْاَلُكَ نَفْسِي نَفْسِي؟ اِلَّا نَبِيَّنَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ؟ فَاِنَّهُ يَسْتَغِيثُ اِلَى اللهِ بِقَوْلِهِ؟ اَللَّهُمَّ اَسْاَلُكَ اُمَّتِي؟ وَهُنَا يَسْاَلُ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى رُسُلَه{مَاذَا اُجِبْتُم(اَيُّهَا الرُّسُلُ مِنْ اَقْوَامِكُمْ؟ مَاذَا كَانَ جَوَابُهُمْ لَكُمْ عَلَى دَعْوَتِكُمْ اِلَى اللهِ الْوَاحِد؟ فَمَاذَا يَقُولُ هَؤُلَاءِ الرُّسُلُ مِنْ شِدَّةِ شَفَقَتِهِمْ وَخَوْفِهِمْ عَلَى اَنْفُسِهِمْ وَاَقْوَامِهِمْ؟ مِمَّا يَنْتَظِرُالْكَافِرِينَ مِنْهُمْ وَالْعُصَاةَ الْفَاسِقِينَ اَصْحَابَ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ مِنْ عَذَابِ الْجَحِيم{قَالُوا لَاعِلْمَ لَنَا؟ اِنَّكَ اَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوب(لَاعِلْمَ لَنَا يَارَبّ؟ وَاَنْتَ تَعْلَم ذَلِك؟ وَلِذَلِكَ نُرِيدُ مِنْكَ سُبْحَانَكَ اِعْفَاءَنَا مِنَ الْجَوَابِ عَنْ هَذَا السُّؤَال؟ نَعَمْ اَخِي؟ حَتَّى الرُّسُلُ لَايَسْتَطِيعُونَ فِي هَذَا الْمَوْقِفِ الْعَصِيبِ الرَّهِيبِ اَنْ يُجِيبُوا؟ مِمَّا يَتَمَلَّكُهُمْ مِنَ الْخَوْفِ وَالرُّعْبِ؟ قَبْلَ اَنْ يَاْتِيَ اِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ بِقَوْلِهِمْ لَهُمْ وَلِاَتْبَاعِهِمْ مِنَ الْمُؤْمِنِين{اَلَّا تَخَافُوا وَلَاتَحْزَنُوا؟ وَاَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُون(اِلَى دَرَجَةِ اَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَقُولُ نَفْسِي نَفْسِي؟ فَاِذَا كَانَ هَؤُلَاءِ هُمُ الرُّسُل؟ وَاِذَا كَانَ هَذَا هُوَ حَالُ الرُّسُلِ؟ مِنَ الْخَوْفِ وَالْفَزَعِ الرَّهِيبِ الَّذِي يَنْتَابُهُمْ؟ مِنْ هَذَا الْمَوْقِفِ الْعَصِيب؟ فَمَا هُوَ حَالُكُمْ؟ وَمَابَالُكُمْ اَيُّهَا الظَّالِمُونَ الْعُتَاةُ الْبُغَاةُ الطَّوَاغِيتُ الْمُجْرِمُونَ الْمُعْتَدُون؟ مَابَالُكُمْ وَكُلُّ رَسُولٍ يَبْرُكُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ؟ وَاُمَّتُهُ مِنْ وَرَائِهِ تَبْرُكُ عَلَى رُكْبَتَيْهَا{وَتَرَى كُلَّ اُمَّةٍ جَاثِيَة؟ كُلُّ اُمَّةٍ تُدْعَى اِلَى كِتَابِهَا؟ هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقّ؟ اِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَاكُنْتُمْ تَعْمَلُون(نَعَمْ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ؟ وَلَاوُجُودَ لِلْبَاطِلِ اَبَداً هُنَاك؟ بَلْ اِنَّهُ يَقِفُ ذَلِيلاً حَقِيراً خَاضِعاً لِلْحَقِّ سُبْحَانَه؟ نَعَمْ لَيْسَ هُنَاكَ كَذِب؟ لَيْسَ هُنَاكَ تَزْوِيرٌ وَلَاغِشٌّ وَلَا تَدْلِيس؟ لَايُوجَدُ هُنَالِكَ وَاسِطَات؟ لَيْسَ هُنَالِكَ ابْنُ جَارِيَة؟ وَلَا ابْنُ سَيِّدَة؟ هُنَاكَ يَكُونُ النَّاسُ جَمِيعاً سَوَاسِيَة؟ وَلَايُمَيِّزُهُمْ اِلَّا تَقْوَى اللهِ وَالْاِيمَانُ بِالله؟ نَعَمْ{هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ بِالْحَقّ؟ اِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَاكُنْتُمْ تَعْمَلُون(نَعَمْ كُنَّا نَطْلُبُ مِنْ رُسُلِنَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ؟ اَنْ تَكْتُبَ عَلَيْكُمْ اَعْمَالَكُمْ وَاَفْعَالَكُمْ وَاَقْوَالَكُمْ؟ بَلْ وَاِشَارَاتِكُمْ وَحَرَكَاتِكُمْ؟ وَكُلُّ ذَلِكَ مَكْتُوبٌ وَمُسَطَّرٌ لَكُمْ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ؟ اَوْ عَلَيْكُمْ مِنْ سَيِّآتِكُمْ؟ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ غَافِلِينَ عَنْ ذَلِكَ كُلّهِ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَحْصَاهُ اللهُ وَنَسُوه(وَقَدْ تَنْسَى اَخِي؟ اَوْ تَتَنَاسَى مَاعَمِلْتَهُ مِنْ هَذِهِ الْاَعْمَال؟ فَتَقُولُ لَكَ الْمَلَائِكَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُذْ كِتَابَكَ؟ وَانْظُرْ هُنَا؟ اَنْتَ كَدَحْتَ هُنَا فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدنيا؟ وَكُلُّنَا سَيَكْدَحُ؟ وَكُلُّنَا كَادِحٌ لِيَصِلَ اِلَى النَّتِيجَة{يَااَيُّهَا الْاِنْسَانُ اِنَّكَ كَادِحٌ اِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيه(نَعَمْ اَلْمُؤْمِنُ كَادِح؟ وَالْكَافِرُ كَادِح؟ وَالطَّائِعُ كَادِح؟ وَالْعَاصِي كَادِح؟ سَوَاءٌ كَانَ كَدْحاً عَضَلِيّاً مِنْ هَؤُلَاءِ جَمِيعاً؟ اَوْ كَانَ كَدْحاً فِكْرِيّاً وَشُعُورِيّاً؟ اَلْكُلُّ يَكْدَح؟ وَالْكُلُّ سَيَلْقَى الله؟ وَلَكِنْ فَرْقٌ بَيْنَ كَدْحٍ تَعْقُبُهُ الرَّاحَةُ الْاَبِدِيَّةُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيم؟ وَبَيْنَ كَدْحٍ يَعْقُبُهُ كَدْحٌ آخَرُ اَشَدُّ مِنْهُ فِي جَحِيمٍ جَهَنَّمِيَّةٍ اَبَدِيَّة؟ نَعَمْ؟ وَلِمَاذا يَعْقُبُهُ اَوْ يَتْبَعُهُ كَدْحٌ اَشَدُّ مِنْهُ شَقَاءً وَبُؤْساً وَتَعَاسَةً وَذُلَّاً وَاِهَانَةً وَخِزْياً وَعَاراً وَنَدَامَةً وَشِدَّةَ عِقَابٍ وَعَذَابٍ وَتَنْكِيلٍ وَانْتِقَامٍ وَغَيْظٍ جَهَنَّمِيٍّ لَاحُدُودَ لَهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظ(لِاَنَّهُمْ كَدَحُوا فِي الدُّنْيَا فِي مَعْصِيَةِ الله؟ وَتَحَرَّكُوا فِي الْاَرْضِ لِيُظْهِرُوا فِيهَا الْفَسَادَ؟ لِيَقْتُلُوا؟ وَلِيَهْدِمُوا؟ وَلِيَحْرِقُوا؟ وَلِيُفَجِّرُوا؟ وَلِيُدَمِّرُوا الْبُيُوتَ عَلَى رُؤُوسِ الْاَبْرِيَاءِ الْآمِنِين؟ وَلِيَفْعَلُوا مَايَشَاؤُونَ؟ وَلِيَكْدَحُوا شَرّاً فِي عِبَادِ اللهِ؟ بِمَا يَطَالُونَ مِنْهُمْ مِنْ اَنْفُسِهِمْ وَاَمْوَالِهِمْ وَاَعْرَاضِهِمْ؟ نَعَمْ لَقَدْ كَدَحُوا هُنَا فِي تَعْذِيبِ النَّاسِ وَتَجْوِيعِهِمْ وَقَتْلِ مَنْ يُسْعِفُهُمْ وَاِهْدَارِ كَرَامَتِهِمْ وَانْتِهَاكَاتِهِمْ لِحُقُوقِ الْاِنْسَانِ الْمُسْلِمِ وَغَيْرِ الْمُسْلِمِ وَجَرَائِمِهِمُ الَّتِي لَاتَنْتَهِي؟ وَلَكِنَّهُمْ سَيَكْدَحُونَ هُنَاكَ اَيْضاً فِي جَحِيمِ جَهَنَّمَ رَغْماً عَنْهُم اِنْ لَمْ يَتُوبُوا؟ كَمَا اَرْغَمُوا عِبَادَ اللهِ عَلَى ذُلّهِمْ وَقَهْرِهِمْ وَاِرْهَابِهِمْ وَاِجْرَامِهِمْ؟ وَلَايُوجَدُ فِي الْكَوْنِ كُلّهِ قُوَّةٌ تَشْفَعُ لَهُمْ اَوْ تَمْنَعُ عَذَابَ الْمُنْتَقِمِ الْجَبَّارِ شَدِيدِ الْعِقَابِ عَنْهُمْ؟ نَعَمْ هَذَا الْعَذَابُ الَّذِي يَجْعَلُهُمْ يَكْدَحُونُ وَيَكْدَحُون بِلَاجَدْوَى وَلَافَائِدَة؟ وَقَدْ كَانُوا فِي الدُّنْيَا يَسِيلُ لُعَابُهُمْ عَلَى الْحَرَام؟ وَلِذَلِكَ كَانُوا يَجِدُونَ لَذّةً عَظِيمَةً فِي تَحَمُّلِ اَشَدِّ اَنْوَاعِ الْعَذَابِ السَّادِيِّ وَعَنَائِهِ وَتَعَبِهِ وَمَا سَيَجْلِبُهُ لَهُمْ مِنْ اَمْوَالٍ حَلَالٍ اَوْ حَرَام وَلَايَهُمُّهُمْ ذَلِكَ الْحَرَامُ وَالظُّلْمُ لِعِبَادِ اللهِ اَبَداً؟ وَاَمَّا فِي الْآخِرَةِ فَلَايَنْفَعُهُمْ هَذَا التَّحَمُّلُ لِعَذَابِ اللهِ؟ وَلَا هَذَا الصَّبْرُ عَلَيْهِ؟ وَلَا هَذَا الْعَنَاءُ مِنْ اَجْلِهِ؟ لِاَنَّهُ لَانَتِيجَةَ مُفِيدَةً لَهُمْ وَمَرْجُوَّةً مِنْ بَعْدِهِ مِنْ أيِّ رِبْحٍ مَادِّيٍّ اَوْ مَعْنَوِيٍّ اَوْ رَاحَةٍ اَوْ نَعِيمٍ؟ بَلْ اِنَّهُمْ لَايَحْصَلُونَ عَلَى ثَانِيَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ مِنَ الرَّاحَةِ مِنْ عَذَابِ اللهِ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِصْبِرُوا اَوْ لَاتَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ {قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا اَجَزِعْنَا اَمْ صَبَرْنَا مَالَنَا مِنْ مَحِيص{اِنَّهُ مَنْ يَاْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً؟ فَاِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَايَمُوتُ فِيهَا وَلَايَحْيَا؟ وَمَنْ يَاْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ؟ فَاُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى؟ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْاَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا؟ وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى(وَكَلِمَةُ تَزَكَّى بِمَعْنَى تَطَهَّرَ مِنْ اِجْرَامِهِ بِتَوْبَتِهِ النَّصُوحِ الصَّادِقَةِ الْمَقْبُولَةِ عِنْدَ اللهِ بِشُرُوطِهَا؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَاَمَّا اَصْحَابُ الْحَقّ{فَاَمَّا مَنْ اُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ؟ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيرَا؟ وَيَنْقَلِبُ اِلَى اَهْلِهِ مَسْرُورَا(قَالَتْ اُمُّ الْمُؤْمِنِينَ وَاُمُّنَا عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؟ كَيْفَ يَكُونُ هَذَا الْحِسَابُ يَسِيراً يَارَسُولَ الله؟ فَقَالَ يُعْرَضُ عَلَيْهِ كِتَابُ اَعْمَالِهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ وَسَيِّآتِهِ دُونَ اَنْ يُنَاقَش(بِمَعْنَى مِنْ دُونِ تَحْقِيقٍ وَمِنْ دُونِ سِين سُؤَال وَجِيم جَوَاب[فَمَنْ نُوقِشَ عُذّب(بِمَعْنَى اِذَا نَاقَشَهُ اللهُ تَعَالَى فِي اَعْمَالِهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ وَذُنُوبِهِ وَسَيِّآتِهِ؟ فَاِنَّهُ يُعَذّبُ فِي حَرِيقِ جَهَنَّم]نَعَمْ اَخِي؟ وَهَذَا الْكِتَابُ كَيْفَ يُؤْخَذ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي تَاْخُذُهُ بِيَمِينِكَ بِشَرْط؟ اَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الصَّالِحِينَ الَّذِينَ يَاْخُذُونَهُ بِاَيْمَانِهِمُ الصَّادِقَةِ غَيْرِ الْفَاجِرَةِ اَيْضاً؟ وَلِذَلِكَ{فَاَمَّا مَنْ اُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ؟ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيرَا(بِمَعْنَى اَنَّكَ اَخِي تَنْظُرُ اِلَى كِتَابِ اَعْمَالِكَ؟ فَتَرَى الْحَسَنَةَ فَيُضَاءُ لَهَا وَجْهُكَ؟ وَتَرَى السَّيِّئَةَ فَيَكْفَهِرُّ وَجْهُكَ وَيَمْتَقِعُ لَوْنُهُ؟ ثُمَّ يُوحَى اِلَيْكَ فِي حَدِيثٍ نَفْسِيّ؟ اَنَّكَ فَعَلْتَ السَّيِّئَةَ؟ ثُمَّ تُبْتَ اِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً؟ فَمُحِيَتْ عَنْكَ؟ وَبَدَّلَهَا اللهُ لَكَ حَسَنَة؟ وَسَتَرَهَا اللهُ عَلَيْكَ؟ وَلَمْ يَعُدْ يُبَالِي بِهَا؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً؟ فَاُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّآتِهِمْ حَسَنَاتٍ؟ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيمَا{مَايَفْعَلُ اللهُ بِعَذَابِكُمْ اِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ(نَعَمْ؟ اَخَذْتَ كِتَابَكَ اَخِي وَاَنْتَ مَسْرُورٌ؟ كَمَا اَنَّ الطَّالِبَ النَّاجِحَ فِي الْمَرْحَلَةِ الِابْتِدَائِيَّةِ يَاْخُذُ صَحِيفَةَ اَعْمَالِهِ فِي جَمِيعِ الْمَوَادِّ الدِّرَاسِيَّةِ وَهُوَ مَايُسَمَّى بِالْجَلَاءِ الْمَدْرَسِيّ؟ فَاِذَا كَانَتْ دَرَجَاتُهُ مُرْتَفِعَةً فِي جَمِيعِ الْمَوَادِّ الدِّرَاسِيَّةِ؟ فَاِنَّهُ يَخْرُجُ مِنَ الْمَدْرَسَةِ اِلَى الشَّارِعِ فِي طَرِيقِهِ اِلَى الْبَيْتِ؟ ثُمَّ يَقُولُ لِكُلِّ مَنْ يُقَابِلُهُ فِي الشَّارِعِ؟ اُنْظُرْ اِلَى جَلَائِي وَصَحِيفَةِ اَعْمَالِي؟ مِنْ شِدَّةِ فَرَحِهِ وَهُوَ مُسْتَبْشِرٌ مَسْرُورٌ؟ حَتَّى يَنْقَلِبَ وَيَصِلَ اِلَى بَيْتِ اَهْلِهِ وَيَرْجِعَ اِلَيْهِمْ؟ فَيَزْدَادَ سُرُوراً عَلَى سُرُور{فَاَمَّا مَنْ اُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ؟ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً؟ وَيَنْقَلِبُ اِلَى اَهْلِهِ مَسْرُورَا(نَعَمْ يَنْقَلِبُ اِلَى اَهْلِهِ فِي الْجَنَّةِ؟ وَيَجْمَعُ اللهُ تَعَالَى الشَّمْلَ فِي الْجَنَّةِ؟ ثُمَّ يَقُولُ لَهُمْ مَاوَرَدَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{ وَاَمَّا مَنْ اُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ؟ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَه(وَكَلِمَة هَاؤُمُ هِيَ اِسْمُ فِعْلِ اَمْرٍ بِمَعْنَى خُذُوا اِقْرَؤُوا كِتَابِيَه مُفْتِخَراً بِنَتِيجَتِي؟ مُفْتَخِراً بِمُسْتَقْبَلِي؟ مُفْتَخِراً وَمَسْرُوراً وَرَاضِياً بِمَآلِي وَمَاآلَتْ اِلَيْهِ الْاُمُورُ مَعِي {اِنِّي ظَنَنْتُ اَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَه(وَكَلِمَة ظَنَنْتُ لَيْسَتْ هُنَا بِمَعْنَى اَنَّهُ اجْتَمَعَ عِنْدِي الشَّكُّ مَعَ الْيَقِين وَتَرَجَّحَ الشَّكُّ اَوْ تَرَجَّحَ الْيَقِين لَا؟ وَلَكِنَّهَا بِمَعْنَى الْيَقِينِ التَّامِّ مِنْ دُونِ اَدْنَى ذَرَّةِ شَكّ؟ بِمَعْنَى اَنِّي اعْتَقَدْتُّ وَتَاَكَّدْتُّ مُنْذُ اَنِ اعْتَنَقْتُ الْاِسْلَامَ فِي الدُّنْيَا؟ اَنَّ اللهَ سَيُحَاسِبُنِي عَلَى خَيْرِي خَيْراً؟ وَعَلَى شَرِّي شَرّاً؟ فَمَاذَا كَانَتِ النَّتِيجَة{فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَة؟ فِي جَنَّةٍ عَالِيَة؟ قُطُوفُهَا دَانِيَة؟ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا اَسْلَفْتُمْ فِي الْاَيَّامِ الْخَالِيَة(نَعَمْ اَخِي؟ اِنَّهَا بُيُوتُ الْقُصُورِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ الَّتِي بَنَاهَا اللهُ تَعَالَى لِهَؤُلَاءِ الصَّالِحِين؟ وَكُلُّ قُصُورِ الدُّنْيَا سَتُهْدَمُ وَتَزُولُ وَسَتُصْبِحُ هَبَاءً مَنْثُوراً؟ وَتَبْقَى قُصُورُ الْجَنَّةِ لِمَنْ عَمِلَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا صَالِحاً؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ اَلْجَنَّةُ دَارُ اَمْنٍ وَسَلَام{اُدْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِين؟ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ؟ اِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِين؟ لَايَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ؟ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِين؟ نَبِّىءْ عِبَادِي اَنِّي اَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيم؟ وَاَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْاَلِيم(اِيَّاكَ اَخِي اَنْ تَغُرَّنَّكَ رَحْمَةُ اللهِ فِي مَعْصِيَتِه؟ حَتَّى لَايُقَالَ لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَة{يَااَيُّهَا الْاِنْسَانُ مَاغَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ؟ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَك؟ فِي أيِّ صُورَةٍ مَاشَاءَ رَكَّبَك؟ كَلَّا بَلْ تُكَذّبُونَ بِالدِّين؟ وَاِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِين؟ كِرَاماً كَاتِبِين؟ يَعْلَمُونَ مَاتَفْعَلُون؟ اِنَّ الْاَبْرَارَ لَفِي نَعِيم؟ وَاِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيم؟ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّين؟ وَمَاهُمْ عَنْهَا بِغَائِبِين؟ وَمَااَدْرَاكَ مَايَوْمُ الدِّين؟ ثُمَّ مَااَدْرَاكَ مَايَوْمُ الدِّين؟ يَوْمَ لَاتَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئَا؟ وَالْاَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِله}نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ اَلْمُؤْمِنُ لَايَكْذِب؟ اَلْمُؤْمِنُ لَايَقْتُلُ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ اِلَّا بِالْحَقّ؟ اَلْمُؤْمِنُ لَايُخَرِّبُ اقْتِصَادَ بَلَدِه؟ اَلْمُؤْمِنُ لَايَغْتَالُ الْاَبْرِيَاء؟ اَلْمُؤْمِنُ يُحَارِبُ هَؤُلَاءِ الْاِرْهَابِيِّين؟ لَكِنَّهُ لَايَسْتَعْمِلُ حَقَّهُ فِي مُكَافَحَةِ الْاِرْهَابِ بِشَكْلٍ تَعَسُّفِيٍّ هَمَجِيٍّ ظَالِمٍ مُتَمَثّلاً فِي قِصَاصٍ غَيْرِ عَادِل؟ وَاِلَّا فَاِنَّهُ يَصِيرُ اِرْهَابِيّاً مُجْرِماً اَكْثَرَ مِنْهُمْ؟ لِاَنَّهُ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ يَاْخُذُ اَكْثَرَ مِنْ حَقّه؟ وَلِذَلِكَ وَجَبَ عَلَى هَؤُلَاءِ الْاِرْهَابِيِّينَ الْقِصَاصَ مِنْهُ عَلَى الزِّيَادَةِ الَّتِي اَخَذَهَا مِنْ حَقّهِمْ؟ لَا عَلَى مَااَخَذَهُ كَافِياً وَافِياً مِنْ حَقّهِ مِنْهُمْ؟ وَلِذَلِكَ{وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَان(فَاِذَا كَانَ مِيزَانَ عَدْلٍ وَاِحْسَانٍ؟ فَاِنَّ اللهَ سَيَرْفَعُهُ وَيَرْفَعُ اَصْحَابَهُ الَّذِينَ يُكَافِحُونَ الْاِرْهَابَ بِقِصَاصٍ عَادِلٍ وَدِيَةٍ وَعَفْوٍ مِنَ الْاِحْسَانِ اِلَى مُسْتَوَى هَذِهِ السَّمَاء؟ بَلْ اِلَى فَوْقِ مُسْتَوَاهَا فِي جَنَّاتِ النَّعِيم؟ وَاَمَّا اِذَا كَانَ الْعَكْسُ؟ فَاِنَّ اللهَ سَيَخْسِفُ بِهَذَا الْمِيزَانِ وَاَصْحَابِهِ مِمَّنْ يَدَّعُونَ اَنَّهُمْ يُكَافِحُونَ الْاِرْهَابَ اِلَى قَعْرِ الْجَحِيمِ بِاَثْقَالِهِمْ وَاَثْقَالِ غَيْرِهِمْ مِنَ الْاَبْرِيَاءِ وَالْاِرْهَابِيِّينَ الْمَظْلُومِينَ وَعَلَى قَدْرِ مَاظَلَمُوهُمْ وَلَوْ كَانَ بِمِقْدَارِ مَابَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مِنْ شَعْرَة؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَيَحْمِلُنَّ اَثْقَالَهُمْ وَاَثْقَالاً مَعَ اَثْقَالِهِمْ(نَعَمْ اَخِي يَجِبُ عَلَى اَلْمُؤْمِنِ اَنْ يُحَارِبَ هَؤُلَاءِ الْاِرْهَابِيِّينَ الْمُنْدَسِّينَ مِنَ الشَّبِّيحَةِ وَالْبَلْطَجِيَّةِ الَّذِينَ اَفْسَدُوا الْاَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا؟ وَالَّذِينَ تَسْتَعِينُ بِهِمُ الدَّوْلَةُ الرَّادِيكَالِيَّةُ الْمُجْرِمَةُ فِي قَمْعِ الْمُظَاهَرَاتِ بِوَحْشِيَّةٍ مُنْقَطِعَةِ النَّظِير؟ فَيَارَبّ عَلَيْكَ بِكُلِّ مَنْ يُدَمِّرُ الْبُيُوتَ فَوْقَ رُؤُوسِ الْآمِنِينَ بِحُجَّةِ اَنَّهُمْ يُؤْوُونَ هَؤُلَاءِ الْاِرْهَابِيِّين؟ وَمَاذَا يَسْتَطِيعُ اَنْ يَفْعَلَ هَؤُلَاءِ الْآمِنِينَ الْمَسَاكِينَ الَّذِينَ لَاعَلَاقَةَ لَهُمْ بِمَا يَجْرِي وَاَسْلِحَةُ الْاِرْهَابِيِّينَ الْخَاطِفِينَ دَائِماً مُسَلَّطَةٌ فَوْقَ رُؤُوسِهِمْ تُهَدِّدُهُمْ وُتُوعِدُهُمْ مِنْ جِهَة؟ وَمِنْ جِهَةٍ اُخْرَى نَرَى اَسْلِحَةَ النِّظَامِ الْمُجْرِمِ اَيْضاً تُدَمِّرُهُمْ دَمَاراً شَامِلاً؟ مَاهُوَ ذَنْبُ هَؤُلَاءِ وَهُمْ وَاقِعُونَ بَيْنَ طَرَفَيْ كَمَّاشَةٍ مِنْ اَسْلِحَةِ تَهْدِيدٍ وَوَعِيد؟ وَمِنْ اَسْلحَةِ نِظَامٍ مُجْرِمٍ وَغْدٍ حَقِيرٍ سَافِلٍ لَايَرْحَمُ وَيَقْتُلُ وَيُبِيد؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة ؟ هَلْ تُوَافِقُونَ الْجَرَّاحَ الْمَاهِرَ الْمُجْرِمَ الْوَغْدَ الْحَقِيرَ؟ اَنْ يَغْمِسَ يَدَيْهِ بِالدِّمَاءِ؟ مِنْ اَجْلِ اِجْرَاءِ عَمَلِيَّةٍ جِرَاحِيَّةٍ نَاجِحَةٍ؟ يَقْتُلُ فِيهَا جَمِيعَ الْمَخْطُوفِينَ فِي طَائِرَةٍ مَخْطُوفَةٍ مَثَلاً؟ فِيهَا كَثِيرٌ مِنَ الْاَطْفَال؟ بِحُجَّةِ اَنَّ الْخَاطِفِينَ قَدْ يُرَوِّعُونَ جَمِيعَ الْآمِنِينَ فِي الطَّائِرَة وَفِي الْبَلَدِ الَّذِي خُطِفَتْ فِيهِ اَيْضاً؟ اَسْاَلُ اللهَ اَنْ يُسَلّطَ غَرْغَرِينَا قَاتِلَة عَلَى هَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ الْاَثِيمَتَيْنِ الْمُجْرِمَتَيْنِ الْقَذِرَتَيْن؟ وَيَارَبّ عَلَيْكَ بِكُلِّ مَنْ يُدَمِّرُ اقْتِصَادَنَا مِنْ هَؤُلَاءِ اللُّصُوصِ وَالْحَرَامِيَّةِ الْمُجْرِمين؟ عَلَيْكَ بِكُلِّ مَنْ يَهْدِمُ بُنْيَانَك؟ عَلَيْكَ بِكُلِّ مَنْ يَنْتَهِكُ اَعْرَاضَك؟ عَلَيْكَ بِكُلِّ مَنْ يَسْفِكُ دِمَاءَ خَلْقِك؟ عَلَيْكَ بِهَؤُلَاءِ الْاِرْهَابِيِّينَ الْمُنْدَسِّينَ مِنْ عُمَلَاءِ الْيَهُودِ الْاِيرَانِيِّينَ الْمُجْرِمِينَ؟ الَّذِينَ خَرَقُوا الْاَرْضَ مِنْ شَيَاطِينِهِمْ؟ فَمَلَؤُوهَا فَسَاداً وَقَتْلاً وَدِمَاء؟ عَلَيْكَ بِهِمْ يَااَللهُ؟ فَلَقَدْ اَتْعَبُونَا؟ وَلَقَدْ اَرْهَقُونَا؟ وَقَدْ آلَمُونَا؟ فَيَجِبُ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَنْ نَقِفَ جَمِيعاً مُتَّحِدِينَ ضِدَّ هَؤُلَاءِ الْخَوَنَةِ الْكِلَاب؟ حَتَّى لَايُنَفّذُوا مُؤَامَرَاتِهِمْ وَاَهْدَافَهُمْ وَاَغْرَاضَهُمُ الدَّنِيئَةَ فِي تَسْلِيمِ سُورِيّا اِلَى اَعْدَائِهَا اِذَا شَعَرُوا بِضَعْفِهِمْ فِي مُوَاجَهَةِ الْمُؤْمِنِين؟ نَعَمْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُحَطّمُونَ رُؤُوسَ الْمُؤْمِنِين؟ اَلَا تَرَوْنَ اَيُّهَا الْاِخْوَة اِلَى مَايَفْعَلُونَهُ اَيْضاً بِاِخْوَانِنَا السُّنَّةِ وَالشِّيعَةِ الْعَرَبِ فِي الْاَحْوَاز؟ نَعَمْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُحْرِقُونَ النَّاسَ؟ وَيُحْرِقُونَ مَصَافِي النَّفْطِ؟ وَيُفَجِّرُونَ الْاَنَابِيبَ؟ مِنْ اَجْلِ تَدْمِيرِ اقْتِصَادِنَا وَتَجْوِيعِ النَّاس؟ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَغْتَالُونَ الْعُلَمَاءَ وَالْحُكَمَاءَ وَالْاَبْرِيَاء؟ عَلَيْكَ بِهِمْ يَا مُنْتَقِمُ يَاجَبَّار؟ اَلَا يَخْشَى هَؤُلَاءِ مِنْ دُولَابِ الزَّمَان؟ وَهُمْ يَعْلَمُونَ جَيِّداً اَنَّ الْاَيَّامَ دُوَل؟ يَوْمٌ لَهُمْ وَيَوْمٌ عَلَيْهِمْ؟ فَعَنْ أيِّ مُسْتَقْبَلٍ مُظْلِمٍ مُوحِشٍ مُعْتِمٍ يَبْحَثُون؟ اَلَا يَخْشَوْنَ اللهَ اِنْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ حَقّاً؟ اَلَا يَعْلَمُونَ اَنَّ مَنْ اَعَانَ عَلَى قَتْلِ اِنْسَانٍ بَرِيءٍ وَلَوْ بِنِصْفِ كَلِمَة مِنْ قَوْلِهِ اُقْتُلْ وَلَوْ بِقَوْلِهِ اُقْ؟ فَفَهِمَ مِنْهُ الْمُجْرِمُ اَنَّهُ يُريدُ اَنْ يَقْتَل؟ اَوْ اَشَارَ اِلَيْهِ؟ فَفَهِمَهَا مِنْهُ الْمُجْرِمُ؟ فَقَتَلَ اِنْسَاناً بَرِيئاً؟ فَجَاءَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ مَكْتُوبٌ عَلَى جَبِينِهِ آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ الله؟ فَمَاذَا يَسْتَفِيدُ هَذَا الْمُجْرِم؟ وَمَاذَا يَسْتَفِيدُ مَنْ اَشَارَ عَلَيْهِ بِالْاِجْرَامِ بِكَلِمَةٍ؟ اَوْ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ؟ اَوْ بِخَائِنَةِ اِحْدَى عَيْنَيْهِ بِتَحْرِيكِهَا بِغَمْزَةٍ مَثَلاً؟ اَوْ بِاِشَارَةٍ مِنْ اِحْدَى يَدَيْهِ بِتَصْفِيقٍ اَوْ بِغَيْرِهِ؟ فَمَاذَا يَسْتَفِيدَانِ وَقَدْ يَدْخُلُ كُلٌّ مِنْهُمَا فِي مَحْظُورٍ خَطِيرٍ جِدّاً مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّهُ لَايَيْاَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ اِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُون(وَكُلُّ هَذِهِ الْمَصَائِبِ الْمُهْلِكَةِ؟ وَقَدْ تَكُونُ اَبَدِيَّة؟ تَحْصَلُ بِسَبَبِ غَمْزَةِ عَيْنٍ خَائِنَةٍ خَفِيفَةٍ جِدّاً لَايَتَجَاوَزُ وَقْتُهَا لَمْحَ الْبَصَر؟ فَيَنْتَقِمُ اللهُ مِنْ صَاحِبِهَا الْخَائِنِ شَرَّ انْتِقَام؟ وَيَحْرِمُهُ مِنْ رَحْمَتِه؟ نَعَمْ اِنَّهُ الْمُنْتَقِمُ الْجَبَّارُ شَدِيدُ الْعِقَابِ الَّذِي{يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْاَعْيُنِ وَمَاتُخْفِي الصُّدُور(سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ فَمَابَالُكَ اَخِي بِمَنْ يَقْتُلُونَ الْعَشَرَاتِ وَالْمِئَاتِ وَالْآلَافِ؟ وَمَابَالُكَ بِمَنْ يَقْتُلُونَ الْمَلَايِينَ اِنْ لَمْ يَتُوبُوا اِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحَا؟ وَقَدْ سَاَلَنِي اَحَدُ هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمِين؟ مَاهُوَ الدَّلِيلُ الشَّرْعِيُّ؟ عَلَى اَنَّ اللهَ يَقْبَلُ تَوْبَتِي؟ وَقَدْ قَتَلْتُ الْعَشَرَاتِ مِنَ الْاَبْرِيَاء؟ فَقُلْتُ لَهُ؟ اَلدَّلِيلُ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْبُرُوجِ عَنِ الْمُجْرِمِينَ الَّذِينَ اَحْرَقُوا الْمُؤْمِنِينَ بِالْآلَاف{اِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ؟ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا؟ فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ؟ وَلُهُمْ عَذَابُ الْحَرِيق{اِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً؟ فَاُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّآتِهِمْ حَسَنَات؟ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيمَا(فَيَارَبّ غَيْرَةً عَلَى خَلْقِك؟ غِيْرَةً عَلَى اَوْلِيَائِك؟ غَيْرَةً عَلَى بِلَادِك؟ غَيْرَةً عَلَى الْمُوَاطِنِينَ فِيهَا؟ غَيْرَةً عَلَى الصَّالِحِين؟ غَيْرَةً عَلَى الْاَوْفِيَاءِ الْمُخْلِصِينَ لَكَ الرُّبُوبِيَّةَ وَالْعُبُودِيَّةَ وَالْوَحْدَانِيَّةَ يَااَلله؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ يَجِبُ عَلَيْنَا اَنْ نَحْتَاطَ لِلْاَمْرِ كَثِيراً؟ وَنَحْنُ دَائِماً نُحَاوِلُ فِي رِسَائِلِنَا اِلَى جَمِيعِ النَّاسِ؟ اَنْ نَلْتَزِمَ التَّهْدِئَة؟ وَاَلَّا تَحْدُثَ الْمَشَاكِلُ بَيْنَهُمْ؟ لَكِنْ لَايَكُونُ ذَلِكَ عَلَى حِسَابِ الْحَقِّ وَالسُّكُوتِ عَنْ جَرَائِمِ الظَّالِمِينَ وَحُقُوقِ الْمَظْلُومِين؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ؟ فَاُولَئِكَ مَاعَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيل؟ اِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْاَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقّ(وَقَدْ طَلَبْنَا مِنَ الْمُصَلّينَ فِي الْمَسْجِدِ؟ اَنْ يَذْهَبَ كُلُّ اِنْسَانٍ اِلَى بَيْتِهِ بَعْدَ انْتِهَاءِ الصَّلَاة؟ وَقَدِ الْتَزَمَ اَكْثَرُهُمْ بِذَلِكَ وَوَفَّى مَا وَعَدَنَا بِهِ وَالْحَمْدُ لِله؟ لَكِنْ اَنْ نَرَى رِجَالَ الْاَمْنِ يَقْبِضُونَ عَلَى مَنْ شَتَمَ بَشَّار؟ وَلَايَلْتَفِتُونَ اِلَى مَنْ يَشْتُمُ اللهَ مِنْ رُوَّادِ الْمَقَاهِي الَّذِينَ كَانُوا يَسْتَمِعُونَ اِلَى خُطْبَةِ الْجُمُعَةِ عَبْرَ مُكَبِّرَاتِ الصَّوْتِ الْخَارِجِيَّة؟ وَيَبْدُو اَنَّهَا اَغَاظَتْهُمْ كَثِيراً؟ فَهَذَا مَالَانَسْمَحُ بِهِ اَبَداً؟ وَنَحْنُ لَانُؤَيِّدُ الشَّتْمَ مِمَّنْ هَبَّ وَدَبَّ مِنَ النَّاسِ؟ سَوَاءٌ كَانَ هَذَا الشَّتْمُ بِحَقِّ بَشَّار؟ اَوْ بِحَقِّ خَالِقِه؟ وَخَاصَّةً اِذَا كَانَ هَذَا الشَّاتِمُ مِنْ عَوَامِّ النَّاسِ الْجُهَّال؟ وَاَمَّا نَحْنُ الْعُلَمَاءَ؟ فَاِنَّنَا حِينَمَا نَشْتُمُ بَشَّارَ اَوْ غَيْرَهُ مِنْ زُعَمَاءِ الْعَرَبِ الْخَوَنَة؟ فَاِنَّنَا نَشْتُمُهُمْ عَنْ عِلْم؟ وَاَمَّا غَيْرُنَا؟ فَاِنَّهُمْ يَشْتُمُونَهُمْ عَنْ جَهْل؟ فَقَدْ يَتَقَبَّلُ بَشَّارُ شَتِيمَتَهُ مِنْ اُمِّهِ مَثَلاً؟ لَكِنَّهُ لَايَتَقَبَّلُ الشَّتِيمَةَ مِنَ النَّاسِ جَمِيعاً؟ وَقَدْ يَتَقَبَّلُ بَشَّارُ اَنْ يَقْسُوَعَلَى وَلَدِهِ بِشَيْءٍ مِنَ التَّرْبِيَةِ وَالتَّاْدِيبِ وَالضَّرْبِ الْخَفِيف؟ لَكِنَّهُ لَايَتَقَبَّلُ اَنْ يَقُومَ اَحَدٌ آخَرُ غَيْرُهُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ اَبَداً؟ وَلِذَلِكَ كَمَا يَتَقَبَّلُ بَشَّارُ الشَّتِيمَةَ مِنْ اُمِّهِ اَنِيسَة؟ سَوَاءٌ كَانَتْ مَازِحَةً مَعَهُ اَوْ جَادَّة؟ وَيَحْتَرِمُهَا وَيَخْفِضُ لَهَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ كَمَا اَمَرَهُ الله؟ فَعَلَيْهِ اَيْضاً اَنْ يَتَقَبَّلَ الشَّتِيمَةَ مِنْ عَالِمٍ اَوْ عَالِمَة؟ لِاَنَّهُمَا يَقُومَانِ مَقَامَ الْاَبِ وَالْاُمِّ الرُّوحِيَّيْنِ لَهُ؟ بَلْ اِنَّ حَقَّهُمَا عَلَيْهِ اَعْظَمُ مِنْ حَقِّ وَالِدَيْهِ عَلَيْهِ؟ لِاَنَّهُمَا مِنَ الْعُلَمَاءِ وَرَثَةِ الْاَنْبِيَاء؟ وَلِاَنَّ الْاَنْبِيَاءَ وَوَرَثَتَهُمْ لَهُمْ حَقٌّ عَلَيْنَا وَعَلَى بَشَّار؟ اَعْظَمُ مِنْ حُقُوقِ الْوَالِدَيْنِ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لِعُمَرَ رضي الله عنه بِمَا مَعْنَاه؟ يَاعُمَر؟ وَاللهِ لَاتَكُونُ مُؤْمِناً حَقّاً عِنْدَ اللهِ؟ حَتَّى تُحِبَّنِي اَكْثَرَ مِنْ حُبِّكَ لِنَفْسِكَ؟ وَاَكْثَرَ مِنْ حُبِّكَ لِوَالِدَيْكَ وَزَوْجَتِكَ وَاَوْلَادِكَ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ بَشَّارَ يَعْلَمُ جَيِّداً؟ اَنَّهُ لَابُدَّ مِنْ وُجُودِ حَاشِيَةٍ وَبِطَانَةٍ مِنَ الْخَيْرِ تَنْصَحُهُ وَلَاتَغُشُّه؟ وَقَدْ تُضْطَّرُّ اِلَى الْقَسْوَةِ عَلَيْهِ فِي الْكَلَامِ اَحْيَاناً حَتَّى تُقَوِّمَ اعْوِجَاجَهُ بِحَدِّ اللّسَانِ؟ وَحَتَّى لَاتَصِلَ الْاُمُورُ مَعَهُ اِلَى مُنْعَطَفٍ خَطِيرٍ جِدّاً؟ قَدْ يَحْتَاجُ مَعَهُ اِلَى تَقْوِيمِهِ بِحَدِّ السَّيْفِ وَالسِّنَانِ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِ اَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ اِنْ رَاَيْتُمْ فِيَّ خَيْراً فَاَعِينُونِي؟ وَاِنْ رَاَيْتُمْ فِيَّ اعْوِجَاجاً فَقَوِّمُونِي؟ فَقَالُوا اِنْ رَاَيْنَاهُ فِيكَ قَوَّمْنَاكَ بِحَدِّ السَّيْف؟ فَرَضِيَ مِنْهُمْ هَذَا الْكَلَامَ وَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِمْ رَضِيَ اللهُ عَنْه؟وَلِذَلِكَ اَقُولُ لِلزُّعَمَاءِ الْعَرَبِ الْخَوَنَة وَمِنْهُمْ بَشَّار؟ اِنَّ مَنْ يَنْهَالُ عَلَيْكُمْ بِالسِّبَابِ وَالشَّتَائِمِ رَشّاً اَوْ دِرَاكاً لَهُ فَضْلٌ كَبِيرٌ عَلَيْكُمْ جِدّاً مِنْ حَيْثُ لَاتَشْعُرُون؟ لِاَنَّهُ يُهْدِي اِلَيْكُمْ حَسَنَاتِهِ اِنْ كُنْتُمْ فِعْلاً لَاتَسْتَحِقّونَ سِبَابَهُ وَشَتَائِمَهُ الَّتِي تَرْجِعُ عَلَيْهِ فِي هَذِهِ الْحَالَة؟ وَلِاَنَّهُ اَيْضاً يُرْشِدُكُمْ اِلَى وَصِيَّةٍ جَامِعَةٍ مَانِعَةٍ جَمَعَ اللهُ فِيهَا الْحِكْمَةَ كُلَّهَا فِي قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام حِينَمَا سَاَلَهُ رَجُلٌ عَنْ وَصِيَّةٍ فِيهَا جِمَاعُ الْخَيْرِ كُلِّهِ وَالِابْتِعَادُ عَنِ الشَّرِّ كُلّهِ وَهِيَ الْمِفْتَاحُ الْوَحِيدُ لِحَلِّ الْاَزْمَةِ السُّورِيَّةِ فِي قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لِهَذَا الرَّجُلِ[لَاتَغْضَبْ[لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرْعَة؟ وَاِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَب(وَلِاَنَّهُ اَيْضاً بِسِبَابِهِ وَشَتَائِمِهِ لَكُمْ يَجْعَلُكُمْ تَحْصَلُونَ عَلَى حَظّ عَظِيمٍ جِدّاً مِنْ مَحَبَّةِ اللهِ لَكُمْ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين{وَلَاتَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَة(وَالْحَسَنَةُ هُنَا هِيَ كَظْمُ غَيْظِكُمْ وَعَفْوُكُمْ عَنْ اِسَاءَةِ النَّاسِ اِلَيْكُمْ؟ بَلْ وَاِحْسَانُكُمْ اِلَيْهِمْ اَيْضاً؟ وَاَمَّا السَّيِّئَةُ فَهِيَ السِّبَابُ وَالشَّتَائِم؟ فَمَنْ هُوَ الرَّجُلُ مِنْكُمْ بِكُلِّ مَالِهَذِهِ الْكَلِمَةِ مِنْ مَعَانِي الرُّجُولَةِ وَالَّذِي يَسْتَطِيعُ اَنْ يَبْلُغَ هَذِهِ الدَّرَجَةَ الْعَظِيمَةُ عِنْدَ اللهِ فِي قَوْلِهِ{اِدْفَعْ بِالَّتِي هِيَ اَحْسَنُ السَّيِّئَة{اِدْفَعْ بِالَّتِي هِيَ اَحْسَنُ فَاِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَاَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيم؟ وَمَا يُلَقَّاهَا اِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا اِلَّا ذُو حَظّ عَظِيمٍ(مِنْ مَحَبَّةِ اللهِ لَهُ بِسَبَبِ صَبْرِهِ وَصَبْرِكُمْ وَطُولِ بَالِهِ وَبَالِكُمْ عَلَى السِّبَابِ وَالشَّتَائِم؟وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْوَاجِبَ عَلَى قِوَى الْاَمْنِ اِذَا سَمِعُوا مَنْ يَشْتُمُ اللهَ؟ اَنْ يَمْنَعُوهُ؟ وَاَنْ يُعَاقِبُوهُ بِمَا يَسْتَحِقُّ مِنْ عُقُوبَة؟ وَلِذَلِكَ كَمَا ذَكَرْتُ لَكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ نَحْنُ لَانُؤَيِّدُ الشَّتْمَ اِلَّا فِي حَالَاتٍ خَاصَّةٍ مُلِحَّةٍ ضَرُورِيَّة؟ وَلَكِنَّنَا غَالِباً لَانُؤَيِّدُ الشَّتْمَ؟ وَلَانَشْتُمُ حَجَراً؟ وَلَاشَجَراً؟ وَلَاحَيَوَاناً؟ وَلَانَشْتُمُ اِنْسَاناً عَادِيّاً؟ وَلَا نَشْتُمُ مَلِكاً؟ وَلَانَشْتُمُ رَئِيساً؟ وَهَذَا هُوَ دِينُنَا عَلَى حَقِيقَتِهِ؟ يُحَرِّمُ الشَّتْمَ وَاللَّعْنَ غَالِباً؟ اِلَّا فِي حَالَاتٍ خَاصَّةٍ يَاْمُرُ بِهَا سُبْحَانَهُ فِي قَوْلِهِ{وَلَايَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً اِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِح(وَقَدْ كَانَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَنَالُ مِنْ اَعْدَاءِ اللهِ فِي هِجَاءٍ قَاسٍ جِدّاً فِي شِعْرِهِ الْمُمْتَلِىءِ بِسِبَابِهِ وَشَتَائِمِهِ لَهُمْ؟ وَهَذِهِ حَالَةٌ خَاصَّة كَمَا ذَكَرْتُ لَكُمْ؟ وَاَمَّا فِيمَا عَدَا ذَلِكَ؟ فَقَدْ كَانَ فِرْعَوْنُ مِنْ اَشَدِّ اَعْدَاءِ اللهِ؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ قَالَ اللهُ لِمُوسَى وَهَارُونَ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ لَاتَبْدَؤُوا مَعَ فِرْعَوْنَ بِالْكَلَامِ الْقَاسِي؟ بَلْ{قُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً؟ لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ اَوْ يَخْشَى(فَمَابَالُكَ اَخِي بِمَنْ يَشْتُمُ اللهَ الرَّحْمَنَ الرَّحِيمَ الَّذِي جَعَلَ لِمَنْ شَتَمَهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَاناً وَشَفَتَيْن؟ فَهَلْ جَعَلَ لَهُ كُلَّ ذَلِكَ حَتَّى يَشْتُمَهُ بِهِ؟ اَخْزَى اللهُ تَعَالَى كُلَّ مَنْ يَشْتُمُه؟ وَاَخْزَاكَ اللهُ اَيُّهَا الْوَغْدُ الْحَقِيرُ الْقَذِرُ السَّافِلُ الْمُنْحَطّ؟ وَاَهَانَكَ وَاَذَلَّكَ وَمَرَّغَكَ وَمَرَّغَ اَنْفَكَ وَاَرْغَمَكَ وَاَرْغَمَهُ فِي التُّرَاب؟ هَلْ مِثْلُ اللهِ يُشْتَمُ اَيُّهَا الْكَلْبُ الْخِنْزِير؟ فَمَا بَالُكَ اِذَا عَلِمْتَ اَنَّهُ سُبْحَانَهُ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ( فِي كُلِّ شَيءٍ؟ فِي رَحْمَتِهِ بِكَ سُبْحَانَه؟ وَفِي حِلْمِهِ عَلَيْكَ عَزَّ وَجَلّ؟ وَفِي اِحْسَانِهِ اِلَيْكَ جَلَّ جَلَالُه؟ وَفِي اِنْعَامِهِ عَلَيْكَ بِنِعَمِهِ الَّتِي لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى؟ قَاتَلَكَ الله؟ وَلَا وَاللهِ؟ اِنَّنَا نَظْلِمُ الْكَلْبَ؟ وَنَظْلِمُ الْخِنْزِير؟ لِاَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يُسَبِّحُ بِحَمْدِ اللهِ وَلَايَشْتُمُهُ اَبَداً؟ هَلْ تَشْتُمُ اللهَ بِلِسَانِكَ اَيُّهَا الْحُثَالَةُ النَّجِسُ؟ وَلَوْ شَاءَ لَاَخْرَسَكَ سُبْحَانَه؟ فَمَنِ الَّذِي جَعَلَ لَكَ لِسَاناً تَنْطِقُ بِهِ سِوَاهُ سُبْحَانَه؟ هَلْ جَعَلَهُ لَكَ حَتَّى تَشْتُمَهُ بِهِ اَيُّهَا النَّذْلُ اللَّئِيم؟ مَنْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى اِخْرَاسِكَ سِوَاهُ عَزَّ وَجَلّ؟ مَنِ الَّذِي يُطْعِمُك؟ مَنِ الَّذِي يَسْقِيك؟ مَنِ الَّذِي يُمْرِضُك؟ مَنِ الَّذِي يَشْفِيك؟ مَنِ الَّذِي يُمِيتُك؟ مَنِ الَّذِي يُحْيِيك؟ مَنِ الَّذِي يُعَذّبُك؟ مَنِ الَّذِي يَرْحَمُك؟ هَلْ تُرِيدُ اَنْ تَسْتَفِزَّهُ اَيُّهَا الْقَذِرُ وَهُوَ الْحَلِيمُ سُبْحَانَه؟ اَمَا عَلِمْتَ اَنَّهُ قَدْ يَهْتَزُّ عَرْشُهُ خَوْفاً مِنْ غَضَبِهِ عَلَيْكَ وَعَلَى الْكَوْنِ كُلّهِ بِمَنْ فِيه؟ وَلَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ يَبْقَى كَالْجَبَلِ الَّذِي لَايَهُزُّهُ رِيح؟ وَلَكِنَّهُ قَدْ يَغْضَبُ؟ وَلَكِنَّ غَضَبَهُ لَايَسْرِي مَفْعُولُهُ اِلَّا عَلَى مَنْ يَسْتَحِقُّ اَنْ يَغْضَبَ عَلَيْهِ اَوْ مِنْ اَجْلِه؟ وَاَنْتَ حَشَرَةٌ تَافِهَة؟ وَاَنْتَ صَرْصَارٌ حَقِيرٌ يُدَاسُ بِالْاَحْذِيَةِ فِي أيِّ وَقْتٍ يَحْلُو لَهُ سُبْحَانَه؟ فَكَيْفَ تَسْتَحِقُّ حَشَرَةٌ تَافِهَةٌ اَنْ يَغْضَبَ اللهُ بِسَبَبِهَا وَلَاوَزْنَ لَهَا عِنْدَ الله؟ فَلِمَاذَا تُعْطِي لِنَفْسِكَ وَزْنَ الْفِيلِ وَاَنْتَ لَاتُسَاوِي بَعُوضَةً حَقِيرَةً عِنْدَ الله؟ اَللَّهُمَّ اِلَّا اِذَا كَانَ اللهُ يُرِيدُ اَنْ يُعْطِيَكَ فُرْصَةً قَدْ تَكُونُ الْاَخِيرَةَ مِنْ اَجْلِ التَّوْبَة؟ اَللَّهُمَّ اِلَّا اِذَا كُنْتَ مَظْلُوماً؟ فَاِنَّ اللهَ يَغَارُ عَلَيْكَ؟ وَلَايَرْضَى بِظُلْمِكَ؟ بَلْ يَنْتَصِرُ لَكَ عَلَى مَنْ ظَلَمَكَ حَتَّى وَلَوْ كُنْتَ تَشْتُمُهُ اَيُّهَا اللَّئِيمُ الْوَغْدُ الْخَسِيس؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ نَحْنُ لَانُرِيدُ الْمَشَاكِل؟ وَلَقَدْ اَضْمَنُ لَكُمْ مِنْ اَحْبَابِي وَاِخْوَانِي التَّهْدِئَة؟ لِاَنَّ كُلَّ شَيْءٍ يُؤَدِّي اِلَى الْاِثَارَةِ يُؤْذِينِي؟ وَنَحْنُ نَعْلَمُ فِي الْقَوَاعِدِ الشَّرْعِيَّةِ وَالدُّسْتُورِيَّةِ؟ اَنَّ الْاَصْلَ فِي أيِّ اِنْسَانٍ مُسْلِمٍ كَانَ اَوْ غَيْرَ مُسْلِمٍ هُوَ الْبَرَاءَة؟ بِمَعْنَى اَنَّ اَصْلَ الْاِنْسَانِ مُنْذُ نُعُومَةِ اَظْفَارِهِ؟ اَنَّ اللهَ خَلَقَهُ بَرِيئاً؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْقَاعِدَةَ الدُّسْتُورِيَّةَ تَقُول؟ كُلُّ مُتَّهَمٍ بَرِيءٌ حَتَّى تَثْبُتَ اِدَانَتُهُ رَغْماً عَنْ كُلِّ الْخَوَنَةِ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ اَنَّهُمْ يُحَارِبُونَ الْاِرْهَاب؟ وَنَحْنُ نَعْلَمُ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ؟ اَنَّ الدُّسْتُورَ هُوَ اَبُو الْقَوَانِين؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ لَايَجُوزُ لِاَيِّ قَانُونٍ اَوْ تَصَرُّفٍ اَنْ يُخَالِفَ الدُّسْتُور؟ وَاَمَّا فِي دِينِنَا الْاِسْلَامِي؟ فَاِنَّ الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ وَالسُّنَّةَ الشَّرِيفَةَ يَقُومَانِ مَقَامَ الدُّسْتُور؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ وَالسُّنَّةَ هُمَا اَبَوَانِ لِلتَّشْرِيعِ الَّذِي يَقُومُ مَقَامَ الْقَانُون؟ وَلِذَلِكَ لَايَجُوزُ لِاَحَدٍ اَنْ يُخَالِفَهُمَا فِي أيِّ تَشْرِيع؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ وَلَقَدْ قُمْنَا بِتَهْدِئَةِ الْمَشَاعِرِ؟ وَتَحَمَّلْنَا فِي سَبِيلِ ذَلِكَ بَعْضَ الِانْتِقَادَاتِ مِنَ النَّاسِ؟ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ اَنَّنَا نُشَدِّدُ عَلَى جِهَةٍ مِنَ النَّاسِ؟ وَنَسْتَرْخِي مَعَ جِهَةٍ اُخْرَى مِنْهُمْ؟ فَهَلْ نَحْنُ نَخَافُ مِنَ الْجِهَةِ الْاُخْرَى؟ وَاَقُولُ لِهَؤُلَاءِ لَا وَالله؟ لَانَخَافُ اِلَّا مِنَ الله؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّنَا كَمَا نَدْعُو اِخْوَانَنَا فِي دَاخِلِ الْمَسْجِدِ اِلَى التَّهْدِئَة؟ فَاِنَّنَا اَيْضاً نَرْجُو مِمَّنْ فِي خَارِجِ الْمَسْجِدِ؟ اَلَّا تَحْصَلَ اَيَّةُ اِثَارَة؟ وَنَطْلُبُ مِنْ اِخْوَانِنَا الَّذِينَ يَسْمَعُونَنَا الْآنَ مِنْ رِجَالِ الْاَمْنِ؟ اَلَّا يَقِفُوا عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ عِنْدَ خُرُوجِ الْمُصَلّينَ مِنَ الْمَسْجِدِ؟ بَلْ قِفُوا بَعِيداً عَنْ بَابِ الْمَسْجِدِ؟ وَاتْرُكُوا النَّاسَ يَخْرُجُونَ بِحُرِّيَّتِهِمْ؟ وَاِذَا خَالَفَ اَحَدٌ مِنَ الْمُصَلّينَ هَذِهِ التَّعْلِيمَاتِ؟ فَلَكُمُ الْحَقُّ اَنْ تَاْخُذُوهُ؟ حَتَّى لَايُحْدِثَ جَلَبَةً وَضَوْضَاءَ وَفَوْضَى عَارِمَة اَثْنَاءَ خُرُوجِ الرِّجَالِ ثُمَّ النِّسَاءِ مِنَ الْمَسْجِدِ؟ وَفِي هَذَا قِلَّةُ اَدَبٍ وَعَدَمُ احْتِرَامٍ لِحُرْمَةِ الْمَسْجِدِ وَحُرْمَةِ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ الْخَارِجِينَ مِنْهُ؟ وَلِذَلِكَ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ؟ فَلْيَحْتَرِمْ بَعْضُنَا بَعْضاً مِنْ رِجَالِ الْاَمْنِ وَمِنَ الْمُصَلّينَ اَيْضاً؟ اِحْتِرَاماً مُتَبَادَلاً؟ فَنَحْنُ جَمِيعاً نَشْتَرِكُ فِي اَنَّنَا اِنْسَانِيُّونَ رَغْماً عَنَّا؟ لِاَنَّ الْاِنْسَانَ اَخُو الْاِنْسَانِ؟ بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ دِينِهِ وَانْتِمَائِهِ وَلَوْنِ تَفْكِيرِه؟ نَعَمْ نَحْنُ جَمِيعاً نَشْتَرِكُ فِي اَنَّنَا مِنْ وَطَنٍ وَاحِدٍ لَانُفَرِّق؟ وَيَشْهَدُ اللهُ اَنَّنَا لَانُفَرِّقُ بَيْنَ اِنْسَانٍ وَآخَرَ اَبَداً؟ وَنَحْنُ نُحَارِبُ الطَّائِفِيَّةَ؟ وَنُحَارِبُ نَعَرَاتِهَا؟ وَنُحَارِبُ الْمَذْهَبِيَّةَ الْمُتَعَصِّبَة؟ نَعَمْ نَحْنُ نُحَارِبُ كُلَّ ذَلِكَ؟ وَنَحْنُ جَمِيعاً اِخْوَةٌ فِي الْوَطَنِ الْوَاحِدِ؟ فَلْيَحْتَرِمِ الصَّغِيرُ الْكَبِير؟ وَلْيَرْحَمِ الْكَبِيرُ الصَّغِير؟ نَعَمْ اَخِي الصَّغِير؟ عَلَيْكَ اَنْ تَحْتَرِمَ الْكَبِير؟ وَاَنْتَ اَيُّهَا الْكَبِيرُ صَاحِبُ الْمَرْتَبَةِ الْعَالِيَةِ؟ اِرْحَمْنِي وَارْحَمِ الصَّغِير؟ وَسَاَحْتَرِمُكَ وَيَحْتَرِمُكَ الصَّغِير؟ نَعَمْ اَخِي الْكَبِير صَاحِبَ الْمَرْتَبَةِ الْعَالِيَة؟ اِذَا كَانَ لَدَيْكَ اِنْسَانٌ مُشَاغِبٌ عَلَى قَائِمَةِ الْمَطْلُوبِينَ؟ فَخُذْهُ وَاقْبِضْ عَلَيْهِ بِاَدَب؟ وَحَاوِلْ اَنْ تَسْتَعْمِلَ مَعَهُ الْاَدَبَ اَطْوَلَ فَتْرَةٍ مُمْكِنَة؟ وَاقْرَاْ عَلَيْهِ حُقُوقَهُ كَمَا يَفْعَلُونَ فِي الْغَرْب؟ فَاِذَا اسْتَعْصَى عَلَيْكَ فَهَذَا اَمْرٌ آخَر؟ لَكِنْ مَاذَا يَضُرُّكَ اِذَا كَانَ هَذَا الْمُشَاغِبُ قَدْ يَنْفَعُ مَعَهُ الْاَدَب؟ فَقَدْ يَكُونُ مَرِيضَ سُكَّر؟ فَاِيَّاكَ اَخِي اَنْ تَسْتَعْمِلَ الضَّرْبَ اَوِ الْعُنْفَ مَعَهُ؟ حَتَّى لَاتَتَوَرَّطَ بِاِصَابَتِهِ بِمُضَاعَفَاتٍ خَطِيرَةٍ قَدْ تَقْضِي عَلَى حَيَاتِه؟ وَوَعْدٌ مِنَ اللهِ لَكَ اَخِي اِذَا رَحِمْتَ مَنْ فِي الْاَرْضِ؟ اَنْ يَرْحَمَكَ مَنْ فِي السَّمَاء؟ وَهَنِيئاً لَكَ اَخِي بِالنَّعِيمِ الْكَبِيرِ فِي جِنَانِ النَّعِيمِ الَّذِي وَرَدَ فِي سُورَةِ الْاِنْسَانِ اِذَا اَحْسَنْتَ اِلَى الْاَسِيرِ وَاَطْعَمْتَهُ وَلَوْ كَانَ عَدُوّاً لَك؟ وَهَنِيئاً لَكَ اِذَا دَاوَيْتَ جِرَاحَهُ؟ لِاَنَّ اللهَ سَيُسَخِّرُ لَكَ مَنْ يُدَاوِي جِرَاحَكَ مِنْ خَارِجِ جِسْمِكَ وَمِنْ دَاخِلِهِ اَيْضاً؟ لِاَنَّ اللهَ جَبَّارَ الْخَوَاطِرِ؟ سَيَجْبُرُ خَاطِرَكَ بِوَلَدِكَ وَزَوْجِكَ وَاَخِيكَ وَخَاصَّتِكَ وَعَامَّةِ النَّاس؟ وَسَيَرْزُقُكَ رَاحَةَ الْبَالِ وَالنَّفْسِ وَالضَّمِيرِ وَالْوُجْدَان؟ وَسَتَرْتَاحُ مِنْ مُعَانَاتِكَ مِنَ الْآلَامِ وَالْجِرَاحَاتِ النَّفْسِيَّةِ وَالْجَسَدِيَّة؟ فَاِيَّاكَ اَخِي اَنْ تَسْتَعْمِلَ الْقَسْوَةَ مَعَ اَمْثَالِ هَؤُلاَءِ الْمَطْلُوبِين؟ لِاَنَّ قُلُوبَهُمْ اِذَا مَلَاْتَهَا اَخِي غَيْظاً؟ فَاِنَّهَا سَتَنْفَجِرُ يَوْماً مِنَ الْاَيَّامِ؟ لِاَنَّ الضَّغْطَ كَمَا نَعْلَمُ يُوَلّدُ الِانْفِجَار؟ وَنَحْنُ نُرِيدُ الْهُدُوء؟ وَاُرِيدُ مِنْ اَبْنَائِي وَاِخْوَانِي فِي الْمَسْجِدِ اَنْ يَكُونُوا هَادِئِين؟ وَنُرِيدُ مِنْكُمْ يَامَنْ اَنْتُمْ فِي خَارِجِ الْمَسْجِدِ مِنْ اِخْوَانِنَا مِنْ رِجَالِ الْاَمْنِ اَنْ تَكُونُوا اِنْسَانِيِّين؟ نَعَمْ لِاَنَّ الْاِنْسَانَ مُحْتَرَمٌ عِنْدَ الله؟ بَلْ هُوَ مُقَدَّسٌ عِنْدَهُ سُبْحَانَه؟ فَهَلْ تَعْلَمُ اَخِي رَجُلَ الْاَمْنِ؟ اَنَّكَ حِينَمَا تُهِينُ اَخَاكَ الْاِنْسَانَ؟ فَاِنَّكَ تُهِينُ نَفْسَك؟ لِاَنَّ النَّاسَ جَمِيعاً اِخْوَةٌ مِنْ اَبٍ وَاحِدٍ وَهُوَ آدَم؟ وَمِنْ اُمٍّ وَاحِدَةٍ وَهِيَ حَوَّاءُ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَلِذَلِكَ وَخَاصَّةً فِي هَذِهِ الْبَلْدَةِ؟ نَحْنُ اتَّفَقْنَا عَلَى ذَلِكَ؟ وَاتَّفَقْنَا عَلَى التَّهْدِئَة؟ وَلَكِنَّ هَذِهِ التَّهْدِئَةَ يَجِبُ اَنْ تَكُونَ مِنَ الْكُلّ؟ مِنَ الدَّوْلَةِ وَمِنَ الشَّعْبِ مَعاً؟ وَلَيْسَ مِنْ طَرَفٍ وَاحِدٍ فَقَطْ؟ وَاِلَّا كَانَتْ{اِسْتِكْبَاراً فِي الْاَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّءِ؟ وَلَايَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّءُ اِلَّا بِاَهْلِه} فَلْنَتَّقِ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ اَلَسْنَا مُؤْمِنِين؟ بَلَى؟ اَلَسْنَا مُسْلِمِين؟ بَلَى؟ اَلَسْنَا نُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْقِيَامَة؟ بَلَى نُؤْمِنُ بِكُلِّ هَذَا؟ فَمَادُمْتَ اَخِي مُؤْمِناً وَلَوْ كَانَ عِنْدَكَ ذَرَّةٌ صَغِيرَةٌ مِنْ اِيمَان؟ فَاِنَّكَ تُؤْمِنُ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ وَاَنَّ اللهَ اَعْدَلُ الْعَادِلِين؟ وَاَنَّهُ اَحْكَمُ الْحَاكِمِين؟ وَاَنَّهُ الْمُنْتَقِمُ الْجَبَّارُ؟ وَاَنَّهُ تَعَالَى قَالَ{فَكُلّاً اَخَذْنَا بِذَنْبِهِ؟ فَمِنْهُمْ مَنْ اَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ؟ وَمِنْهُمْ مَنْ اَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً؟ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْاَرْضَ؟ وَمِنْهُمْ مَنْ اَغْرَقْنَا(فَكَانَ الْهَلَاكُ الْحَتْمِيُّ لِلظَّالِمِينَ مِنْ اَصْحَابِ الذُّنُوبِ وَالْكَبَائِرِ هَؤُلَاء؟ وَمَاهُوَ مِنَ الظَّالِمِينَ فِي اَيَّامِنَا بِبَعِيد؟ وَبِاَلْوَانٍ اُخْرَى مَجْهُولَةٍ وَمُفَاجِئَةٍ مِنَ الْعَذَابِ الْاَلِيمِ؟ لَايَشْعُرُونَ بِهَا؟ وَلَاتَخْطُرُعَلَى بَالِ اِنْسَان؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ وَرِسَالَتُنَا الْآنَ هِيَ الِاحْتِرَامُ الْمُتَبَادَلُ بَيْنَ الطَّرَفَيْنِ؟ وَبَيْنَ الْجِهَتَيْنِ مِنَ الشَّعْبِ وَالدَّوْلَةِ وَاَجْهِزَتِهَا الْاَمْنِيَّةِ؟ وَبِذَلِكَ تَسْتَقِرُّ الْاُمُورُ وَتَسْتَقِرُّ اَحْوَالُنَا؟ اَللَّهُمَّ اِنِّي قَدْ بَلَّغْتُ؟ اَللَّهُمَّ فَاشْهَدْ؟ وَلْيَشْهَدِ الْجَمِيعُ اَنَّنَا لَانُرِيدُ اِلَّا الْاَمْنَ وَالْاَمَانَ؟ وَاَنْ نَعِيشَ اِخْوَةً مُتَحَابِّينَ؟ اَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَاَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ؟ اَلْحَمْدُ لِلهِ وَحْدَه؟ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَانَبِيَّ بَعْدَه؟ سَيِّدُنَا وَنَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ؟ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ؟ وَعَلَى جَمِيعِ اِخْوَانِهِ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِين؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ يَجِبُ اَنْ نَتَعَامَلَ فِيمَا بَيْنَنَا عَلَى الْمَوَدَّةِ فِي دَاخِلِ الْمَسْجِدِ وَفِي خَارِجِهِ اَيْضاً؟ وَنُسَلّمَ عَلَى مَنْ عَرَفْنَاهُ وَعَلَى مَنْ لَمْ نَعْرِفْهُ؟ كَمَا اَوْصَى بِذَلِكَ نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَسَلَفُنَا الصَّالِح؟ وَاُكَرِّرُ وَصِيَّتِي لِرِجَالِ الْاَمْنِ؟ اَنَّ أيَّ اِنْسَانٍ تَسْمَعُونَهُ يَتَكَلَّمُ بِكَلِمَةٍ فِيهَا اِسَاءَةٌ لِلْخَالِقِ؟ فَيَجِبُ اَنْ تُعَاقِبُوهُ عَلَى مَاقَالَ فَوْراً؟ وَاِلَّا فَاِنَّ اللهَ سَيَنْتَقِمُ مِنَّا جَمِيعاً نِ انْتِقَاماً شَدِيداً؟ وَلَايُمْكِنُ اَنْ تَهْدَاَ الْاُمُورُ فِي سُورِيّا اَبَداً حَتَّى نُوقِفَ هَؤُلَاءِ الْحُثَالَةَ الْاَوْغَادَ الْحَقِيرِينَ عِنْدَ حَدِّهِمْ؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ اِنِّي دَاعِيَةٌ فَاَمِّنُوا؟ اَللَّهُمَّ يَارَبّ؟ هَانَحْنُ فِي بَيْتِك؟ هَانَحْنُ سَاجِدُونَ لَك؟ هَانَحْنُ خَاشِعُونَ لَك؟ هَانَحْنُ آيِبُونَ اِلَيْك؟ هَانَحْنُ فُقَرَاءُ اِلَيْك؟ فَيَامُغِيثُ اَغِثْنَا؟ وَيَامُجِيرُ اَجِرْنَا؟ وَيَامُجِيبُ اسْتَجِبْ دُعَاءَنَا؟ وَيَاكَرِيمُ اَكْرِمْنَا؟ وَيَانَاصِرُ وَيَانَصِيرُ انْصُرْنَا؟ وَيَاصَاحِبَ الْحَقِّ؟ وَيَامَنْ اَنْتَ الْحَقّ؟ اُنْصُرِ الْحَقّ؟ وَيَامَنْ تَكْرُهُ الْبَاطِلَ وَاَهْلَه؟ اُهْزُمِ الْبَاطِلَ وَاَهْلَه؟ اَللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِالْجَبَّارِين؟ عَلَيْكَ بِالْمُعْتَدِين؟ عَلَيْكَ بِالسَّفَّاحِينَ وَسَفَّاكِي الدِّمَاء وَكلِّ مَنْ يَدْعَمُهُمْ وَيَسْكُتُ عَنْ اِجْرَامِهِمْ؟ عَلَيْكَ بِمُخَرِّبِي الِاقْتِصَادِ مِنَ الْمُرَابِينَ وَالْمُقَامِرِينَ وَالْمُخَامِرِينَ وَالْمُرْتَشِينَ وَالْغَشَّاشِينَ وَالْمُحْتَكِرِينَ وَاللُّصُوصِ الْبَلْطَجِيَّةِ وَالشَّبِّيحَةِ الْمُجْرِمِين؟ عَلَيْكَ بِالْمُغْتَالِين؟ عَلَيْكَ بِكُلِّ جَبَّارٍ اَفَّاكٍ عَنِيدٍ يَااَلله؟ اَنْتَ وَلِيُّنَا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة؟ تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ؟ وَاَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِين؟ وَاجْعَلْنَا مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ؟ يَارَبَّ مَنْ اَرَادَ بِلَادَنَا وَاُمَّتَنَا وَدِينَنَا وَاَوْطَانَنَا وَاَهْلِينَا وَاَعْرَاضَنَا وَاَمْوَالَنَا وَضُعَفَاءَنَا وَاَبْرِيَاءَنَا وَفُقُرَاءَنَا وَمَسَاكِينَنَا وَاَيْتَامَنَا وَاَرَامِلَنَا بِخَيْرٍ فَوَفّقْهُ اِلَى كُلِّ خَيْر؟ وَمَنْ اَرَادَ بِذَلِكَ سُوءاً فَخُذْهُ يَااَللهُ اَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِر؟ يَامَنْ جَاَرَتْ لَكَ الْاَصْوَات؟ يَامَنْ لَاتَخْتَلِطُ وَلَاتَخْتَلِفُ عَلَيْكَ الْاَصْوَاتُ وَاللُّغَاتُ وَاللَّهَجَات؟ اَنْتَ رَبُّنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الظَّالِمِين؟ وَاغْفِرْ اللَّهُمَّ لَنَا وَلِاَجْدَادِنَا وَلِوَالِدِينَا وَلِاَبْنَائِنَا وَاِخْوَانِنَا وَاَخَوَاتِنَا وَاَعْمَامِنَا وَعَمَّاتِنَا وَاَخْوَالِنَا وَخَالَاتِنَا وَاَبْنَائِهِمْ جَمِيعاً وَلِعُلَمَائِنَا وَمَشَايِخِنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا؟ وَاهْدِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ اِلَى مَاتُحِبُّهُ وَتَرْضَاه؟عِبَادَ الله{اِنَّ اللهَ يَاْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْاِحْسَانِ وَاِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى؟ وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ؟ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون{فَهَلْ عَسَيْتُمْ اِنْ تَوَلَّيْتُمْ اَنْ تُفْسِدُوا فِي الْاَرْضِ وَتُقَطّعُوا اَرْحَامَكُمْ؟ اُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَاَصَمَّهُمْ وَاَعْمَى اَبْصَارَهُمْ{وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْاَرْحَام{وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَاتُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ اِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى[وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَاَصِلَنَّ مَنْ وَصَلَكِ وَلَاَقْطَعَنَّ مَنْ قَطَعَكِ(فَلَاتَنْتَصِرُ اُمَّةٌ فِيهَا قَاطِعُ رَحِمٍ اَبَداً؟ وَقَبْلَ اَنْ اَخْتِمَ هَذِهِ الْمُشَارَكَة؟ اُجِيبُ عَنْ بَعْضِ الْاَسْئِلَةِ؟ وَاَسْاَلُ اللهَ التَّوْفِيقَ وَالسَّدَادَ وَاِصَابَةَ الْحَقِّ؟ وَمِنْهَا سُؤَالٌ مِنْ اِحْدَى الْاَخَوَاتِ الْفَاضِلَاتِ تَقُول؟ هَلْ يُؤَثِّرُ طَلَاءُ الْاَظَافِرِ وَهُوَ مَايُسَمَّى بِالْمَنَاكِير؟ وَهَلْ تُؤَثّرُ الْحِنَّاءُ الْمَعْرُوفَةُ اَيْضاً عَلَى صِحَّةِ الْوُضُوء؟ وَاَقُولُ لَكِ اُخْتِي؟ اَمَّا بِالنِّسْبَة لِلْحِنَّاء؟ فَاِنَّهَا لَاتُؤَثّرُ عَلَى صِحَّةِ الْوُضُوءِ؟ لِعَدَمِ وُجُودِ جُرْمٍ اَوْ جِسْمٍ عَازِلٍ فِي الْحِنَّاء يَعْزِلُ اَوْ يَمْنَعُ وُصُولَ الْمَاءِ اِلَى الْجِسْمِ الْمَطْلُوبِ غَسْلُهُ اَوْ مَسْحُهُ مِنْ اَجْلِ الْوُضُوء؟ وَاَمَّا الْمَنَاكِير الَّتِي تَطْلِينَ بِهَا اَظَافِرَكِ اُخْتِي؟ فَاِنَّهَا تُشَكِّلُ جُرْماً اَوْ جِسْماً اَوْ مَادَّةً عَازِلَةً تَمْنَعُ وُصُولَ الْمَاءِ اِلَى الْاَظَافِرِ مِنْ اَجْلِ غَسْلِهَا مَعَ يَدَيْكِ اللَّتَيْنِ فَرَضَ اللهُ غَسْلَهُمَا اِلَى مِرْفَقَيْكِ؟ لِاَنَّ غَسْلَ الْيَدَيْنِ فِي الْوُضُوءِ يُعْتَبَرُ رُكْناً مِنْ اَرْكَانِ الْوُضُوء؟ وَالْيَدُ فِي الْوُضُوءِ تَشْمَلُ رُؤُوسَ الْاَصَابِعِ بِمَا فِيهَا مِنْ جَمِيعِ الْاَظَافِرِ مَعَ الْكَفَّيْنِ وَالسَّاعِدَيْنِ وَالذّرَاعَيْنِ وَالْمِرْفَقَيْنِ حَتَّى يَبْلُغَ الْمَاءُ اِلَى الْوَسَطِ تَقْرِيباً بَيْنَ الْكُوعَيْنِ وَالْكَتِفَيْن وَهَذَا هُوَ الْمَطْلُوبُ فَقَطْ فَي غَسْلِ الْيَدَيْن؟ فَمَنْ اَرَادَ الزِّيَادَة {وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ(حَتَّى يَصِلَ بِالْمَاءِ اِلَى الْكَتِفَيْنِ وَيَحْصَلَ عَلَى حِلْيَةِ الْجَنَّةِ فِي قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[تَبْلُغُ الْحِلْيَةُ مِنَ الْمُؤْمِنِ فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ يَبْلُغُ مَاءُ الْوُضُوء(اَوْ كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام بِشَرْط؟ اَنْ يَغْسِلَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَلَايَزِيد؟ وَاَلَّا يُؤْذِيَ نَفْسَهُ بِاَمْرَاضِ الْبَرْدِ الَّتِي تَنْتُجُ عَنِ ابْتِلَالِ ثِيَابِهِ اَوْ اَكْمَامِهَا بِالْمَاء؟ وَلِذَلِكَ اُخْتِي؟ فَاِنَّ أيَّ جُزْءٍ مَطْلُوبٍ غَسْلُهُ فِي الْيَدَيْنِ وَلَايَصِلُ اِلَيْهِ الْمَاءُ؟ فَاِنَّ وُضُوءَكِ يُعْتَبَرُ بَاطِلاً شَرْعاً؟ سَوَاءً كَانَ اَظَافِرَكِ الَّتِي تُطْلَى بِالْمَنَاكِيرِ الَّذِي يَمْنَعُ وُصُولَ الْمَاءِ اِلَيْهَا؟ اَوْ غَيْرَهَا مِنْ اَجْزَاءِ يَدَيْكِ؟ وَهَذَا مِنَ النَّاحِيَةِ الْفِقْهِيَّة؟ وَاَمَّا مِنَ النَّاحِيَةِ الصِّحِّيَّةِ؟ فَاِنَّ اَظَافِرَكِ اُخْتِي تَتَنَفَّسُ كَمَا تَتَنَفَّسُ مَسَامُّ جِلْدِكِ؟ فَحِينَمَا تَطْلِينَ اَظَافِرَكِ اُخْتِي بِهَذِهِ الْمَادَّةِ مِمَّا يُسَمَّى مَنَاكِير؟ فَاِنَّهَا تَمْنَعُ الْاَظَافِرَ مِنَ التَّنَفُّسِ؟ وَفِي هَذَا ضَرَرٌ كَبِيرٌ عَلَى سَلَامَةِ اَصَابِعِكِ؟ فَلَا دَاعِيَ اُخْتِي لِهَذِهِ الزِّينَةِ مِنْ هَذَا الْمَنَاكِير؟ لَكِنْ لَوْ تَوَضَّاْتِ ثُمَّ بَعْدَ اَنْ تَوَضَّاْتِ طَلَيْتِ اَظَافِرَكِ بِالْمَنَاكِير ثُمَّ صَلَّيْتِ؟ فَاِنَّ صَلَاتَكِ صَحِيحَة؟ لَكِنْ اِذَا انْتَقَضَ وُضُوؤُكِ وَاَرَدْتِّ اَنْ تَتَوَضَّئِي مَرَّةً ثَانِيَة؟ فَعَلَيْكِ اَنْ تُزِيلِي هَذِهِ الْمَادَّةَ مِنَ الْمَنَاكِير؟ وَاِلَّا فَاِنَّ وُضُوءَكِ بَاطِلٌ وَصَلَاتُكِ بَاطِلَةٌ اَيْضاً؟ وَفِي هَذَا اُخْتِي مِنَ التَّشَدُّدِ عَلَى نَفْسِكِ مَافِيهِ؟ فَاِنَّكِ تُوقِعِينَ نَفْسَكِ فِي الْحَرَجِ الشَّدِيد؟ لِاَنَّكِ كُلَّمَا اَرَدْتِّ الْوُضُوءَ مِنْ جَدِيد؟ فَاِنَّكِ تَجِدِينَ نَفْسَكِ مُضْطَّرَّةً لِاِزَالَةِ هَذَا الطّلَاءِ مِنَ الْمَنَاكِيرِ؟ مِمَّا قَدْ يَجْعَلُكِ تَكْرَهِينَ الْوُضُوءَ وَالْعِبَادَة؟ وَلِذَلِكَ فَلَا دَاعِيَ لِهَذَا الْمَنَاكِيرِ مِنْ اَصْلِهِ؟ اِلَّا اِذَا اَصَرَّ زَوْجُكِ عَلَيْهِ؟ فَيَحِقُّ لَهُ اَنْ تَتَزَيَّنِي اَمَامَهُ بِهَذَا الْمَنَاكِيرِ وَاَحْمَرِ الشّفَاهِ وَالْكُحْلِ وَاَصْبَاغِ الْوَجْهِ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي الْاُسْبُوعِ فَقَطْ؟ وَفِي جَمِيعِ اَيَّامِ الْحَيْضِ وَالنّفَاس يُمْكِنُهُ اَيْضاً اَنْ يَسْتَمْتِعَ بِزِينَتِكِ وَفِي كُلِّ عُضْوٍ مِنْ جِسْمِكِ جَمَالِيّاً وَجِنْسِيّاً؟ اِلَّا فَرْجَكِ فَهُوَ حَرَامٌ عَلَيْهِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى {فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ؟ وَلَاتَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْن(وَاَمَّا شَرْجُكِ فَهُوَ حَرَامٌ عَلَيْهِ حُرْمَةً اَبَدِيَّة؟ وَلَايَحِقُّ لَهُ اَنْ يَسْتَمْتِعَ بِهِ اِلَّا بِالنَّظَرِ اِلَيْهِ؟ اِلَّا اِذَا خَشِيَ عَلَى نَفْسِهِ الْوُقُوعَ فِي اللّوَاطِ الْاَصْغَرِ بِنِكَاحِ شَرْجِكِ؟ فَيَحْرُمُ عَلَيْهِ النَّظَرُ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ حُرْمَةً صَارِمَة؟ فَاِذَا شَعَرْتِ اُخْتِي اَنَّهُ يَكَادُ يَنْزَلِقُ بِعُضْوِهِ الذَّكَرِيِّ شَيْئاً فَشَيْئاً مِنْ اَجْلِ الْوُصُولِ اِلَى شَرْجِكِ؟ فَعَلَيْكِ اَنْ تَبْصُقِي فِي وَجْهِهِ احْتِقَاراً لِمَا يَفْعَلُهُ مَعَكِ؟ وَلَايَجُوزُ لَكِ اَنْ تُمَكِّنِيهِ مِنَ النَّظَرِ اِلَى شَرْجِكِ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ اَبَداً؟ فَاِذَا اَصَرَّ عَلَى ذَلِكَ فَاطْلُبِي مِنْهُ التَّوْبَةَ النَّصُوحَ اِلَى الله؟ فَاِذَا اَبَى اِلَّا اللّوَاطَ الْاَصْغَرَ مَعَكِ فَاطْلُبِي مِنْهُ الطَّلَاق؟ فَاِذَا رَفَضَ الطَّلَاقَ فَارْفَعِي عَلَيْهِ دَعْوَى فِي الْمَحَاكِمِ مِنْ اَجْلِ الطَّلَاق؟ وَاِلَّا فَاِنَّكِ لَسْتِ شَرِيفَةً اَبَداً؟ لِاَنَّ مَنْ يَتَجَرَّاُ عَلَى نِكَاحِ امْرَاَةٍ فِي دُبُرِهَا؟ قَدْ يَتَجَرَّاُ عَلَى نِكَاحِ رَجُلٍ مِثْلِهِ فِي دُبُرِهِ اَيْضاً اِذَا رَاقَتْ لَهُ هَذِهِ الْعَادَةُ الْقَذِرَةُ مَعَ زَوْجَتِه؟ فَاِيَّاكِ اُخْتِي اَنْ تَخْلِطِي بَيْنَ الْحَلَالِ وَبَيْنَ الْحَرَامِ وَمَابَيْنَهُمَا مِنْ شَعْرَة؟ لِاَنَّ مُعْظَمَ نَارِ الشَّهْوَةِ الْجِنْسِيَّةِ الْحَرَامِ يَاْتِي مِنْ مُسْتَصْغَرِ الشَّرَرِ؟ فَاِيَّاكِ اُخْتِي اَنْ تُمَكِّنِيهِ مِنْ لِوَاطِهِ الْاَصْغَرِ مَعَكِ وَتَجْعَلِي مِنْهُ مِفْتَاحاً لِلْوُصُولِ اِلَى اللّوَاطِ الْاَكْبَرِ وَفَكِّ اَقْفَالِ الْفَضِيلَةِ الَّتِي فَرَضَهَا اللهُ عَلَيْكُمَا مِنْ اَجْلِ الِانْطِلَاقِ اِلَى الْاِبَاحِيَّةِ الْبَغِيضَةِ الَّتِي تُوقِعُكُمَا فِي حَبَائِلِ الشَّيْطَانِ الْخَانِقَةِ لِاَنْفَاسِكُمَا وَالْمَسْعُورَةِ حَتَّى الْمَوْتِ وَمَا بَعْدَ الْمَوْتِ مِنْ عَذَابٍ اَلِيم؟ وَاَمَّا فِيمَا عَدَا اَيَّامِ الْحَيْضِ وَالنّفَاسِ الَّتِي يَجُوزُ لَهُ فِيهَا اَنْ يُجَامِعَكِ؟ فَلَايَحِقُّ لَهُ اَنْ يُرْغِمَكِ عَلَى اَكْثَرَ مِنْ مَرَّة فِي الْاُسْبُوعِ مِنْ اَجْلِ الزّينَةِ بِالْمَنَاكِيرِ وَاَحْمَرِ الشّفَاهِ وَاَصْبَاغِ الْوَجْهِ وَغَيْرِهِ؟ لِاَنَّكِ اَيْضاً مُضْطّرَّةٌ اِلَى اِزَالَةِ الْاَصْبَاغِ وَاَحْمَرِ الشّفَاهِ عِنْدَ كُلِّ وُضُوء؟ لِاَنَّ الشّفَاهَ جُزْءٌ مِنَ الْوَجْهِ الَّذِي اَمَرَ اللهُ بِغَسْلِهِ؟ وَلِذَلِكَ حَرِيٌّ بِالْمَرْاَةِ الْمُسْلِمَةِ؟ اَلَّا تَسْتَعْمِلَ هَذَا الطّلَاءَ مِنَ الْمَنَاكِير؟ وَغَالِباً مَايَكُونُ عَلَى اَظَافِرَ طَوِيلَة؟ وَالنَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اَمَرَ الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ اَقَلَّ مَايَكُونُ بِتَقْلِيمِ الْاَظَافِرِ مَرَّةً فِي الْاُسْبُوعِ لِغَيْرِ الْمُحْرِمِ؟ اِلَّا كَانَ مُتَمَتِّعاً مُتَحَلّلاً مِنَ الْعُمْرَة؟ فَاِذَا كَانَ مُحْرِماً بِهِمَا اَوْ بِالْحَجِّ فَقَطْ فَقَصَّ اَظَافِرَهُ بِمَعْنَى قَلَّمَهَا عَامِداً مُتَعَمِّداً وَهُوَ لَايَجْهَلُ الْحُكْمَ الشَّرْعِيّ؟ فَقَدِ ارْتَكَبَ مُخَالَفَةً وَاِثْماً وَذَنْباً عَظِيماً يَسْتَوْجِبُ عَلَيْهِ الِاسْتِغْفَارَ مَعَ التَّوْبَةِ النَّصُوح؟ اِلَّا اِذَا كَانَ جَاهِلاً بِالْحُكْمِ الشَّرْعِيّ اَوْ كَانَ مَرِيضاً مَعْذُوراً يَحْتَاجُ اِلَى قَصِّ شَعْرِهِ اَوْ اَظَافِرِهِ بِسَبَبِ مَرَضٍ مَا يَضْطَّرُّهُ اِلَى هَذَا الْقَصِّ؟ فَلَا اِثْمَ عَلَيْه؟ لَكِنْ فِي الْحَالَتَيْن سَوَاءٌ كَانَ مَعْذُوراً اَوْ غَيْرَ مَعْذُور؟ فَاِنَّ عَلَيْهِ اَنْ يَخْتَارَ مَايَسْتَطِيعُ فِعْلَهُ مِمَّا وَرَدَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً اَوْ بِهِ اَذىً مِنْ رَاْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ؟ اَوْ صَدَقَةٍ؟ اَوْ نُسُك(لَكِنْ يَنْبَغِي عَلَيْهِ اَنْ يُقَلّمَ اَظَافِرَهُ قَبْلَ اَنْ يُحْرِمَ مِنَ الْمِيقَات سَوَاءٌ كَانَ مُفْرِداً اَوْ قَارِناً اَوْ مُتَمَتِّعاً؟ وَلَايَسْتَطِيعُ اَنْ يَسْتَدْرِكَ مَافَاتَهُ مِنْ قَصِّ اَظَافِرِهِ نَاسِياً اِلَّا الْمُتَمَتِّعُ حِينَمَا يَتَحَلَّلُ مِنَ الْعُمْرَةِ اِلَى اَنْ يُحْرِمَ بِالْحَجِّ فِي يَوْمِ التَّرْوِيَةِ مِنْ مِنَى فِي الثَّامِنِ مِنْ ذِي الْحِجَّة؟ وَاَمَّا الْمُفْرِدُ وَالْقَارِنُ؟ فَعَلَيْهِمَا اَنْ يَنْتَظِرَا حَتَّى يَوْمِ النَّحْرِ الَّذِي يَحْصَلُ فِيهِ التَّحَلُّلُ الْاَصْغَرُ مِنْ اَجْلِ قَصِّ الْاَظَافِرِ اَوْ حَلْقِ الشَّعْرِ اَوْ تَقْصِيرِهِ؟ وَالْحَلْقُ اَفْضَلُ بِالنِّسْبَةِ لِلرَّجُل؟ وَاَمَّا الْمَرْاَةُ فَاِنَّهَا تُظْهِرُ جَدْلَةً صَغِيرَةً وَاحِدَةً فَقَطْ مِنْ جَدْلَاتِ شَعْرِهَا وَتَقُومُ بِقَصِّ شَيْءٍ صَغِيرٍ مِنْ شَعْرِ جَدْلَتِهَا بِيَدِهَا لَابِيَدِ غَيْرِهَا مِنَ الرِّجَالِ اَوِ النِّسَاء؟ وَلَايَجُوزُ لَهَا اَنْ تَتَكَشَّفَ اِلَّا بِهَذِهِ الْجَدْلَةِ الصَّغِيرَةِ مِنْ شَعْرِهَا اَمَامَ الْاَغْرَابِ لِلضَّرُورَةِ فَقَطْ؟ نَعَمْ اُخْتِي؟ وَفِي الْقَرْنِ الْمَاضِي اَذَاعَتْ اِذَاعَةُ لَنْدَن هَذَا الْخَبَر؟ وَهُوَ اَنَّ فِي بَعْضِ الْمُسْتَشْفَيَاتِ؟ شُوهِدَ وَلُوحِظَ اَنَّ الْمُمَرِّضَاتِ فِيهِنَّ يُصَبْنَ بِاَمْرَاضٍ فِي اَصَابِعِهِنَّ؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ وَبَعْدَ التَّدْقِيقِ؟ عُلِمَ اَنَّ اَظَافِرَ هَؤُلَاءِ الْمُمَرِّضَاتِ طَوِيلَةٌ؟ وَاَنَّهُنَّ حِينَمَا يُشَارِكْنَ فِي الْعَمَلِيَّاتِ الْجِرَاحِيَّةِ؟ تَنْتَقِلُ الْجَرَاثِيمُ اِلَى اَيْدِيهِنَّ؟ وَمَهْمَا اسْتَعْمَلْنَ مِنْ مُعَقّمَاتٍ؟ فَلَا يُمْكِنُهُنَّ الْقَضَاءُ عَلَى الْجَرَاثِيمِ الَّتِي تَتَكَدَّسُ تَحْتَ اَظَافِرِهِنّ؟ وَلِذَلِكَ اَصْدَرَتْ وَزَارَةُ الصِّحَّةِ الْبَرِيطَانِيَّةِ قَرَاراً يُلْزِمُهُنَّ بِتَقْلِيمِ اَظَافِرِهِنَّ فِي الْاُسْبُوعِ مَرَّةً وَاحِدَةً عَلَى الْاَقَلّ وَانْتَهَتْ هَذِهِ الْمُشْكِلَةُ الْجُرْثًومِيَّةُ مَعَهُنّ؟ وَهَذَا مَا اَمَرَ بِهِ الْاِسْلَامُ وَقَدْ سَبَقَ وَزَارَةَ الصِّحَّةِ الْبَرِيطَانِيَّةِ بِذَلِكَ قَبْلَ مِئَاتِ السِّنِين؟ وَلِذَلِكَ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ حَرِيٌّ بِنَا اَنْ نَتَّبِعَ سُنَّةَ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَالَّذِي جَعَلَ تَقْلِيمَ الْاَظَافِرِ مِنَ الْفِطْرَةِ السَّلِيمَة؟ وَمَعَ الْاَسَفِ؟ فَاِنَّ بَعْضَ النَّاسِ يُسَوِّلُ لَهُ الشَّيْطَانُ اَنْ يُقَلّمَ اَظَافِرَهُ؟ وَلَكِنَّهُ يَتْرُكُ ظُفْراً طَوِيلاً فِي اِصْبَعِهِ الْاَصْغَرِ وَهُوَ الْخُنْصُر؟ بِحُجَّةِ اَنَّ ذَلِكَ يُسَاعِدُهُ فِي عَدِّ الْاَمْوَالِ الْمُكَدَّسَةِ وَالَّتِي تَتَكَدَّسُ فِيهَا الْجَرَاثِيمُ اَيْضاً؟ لِاَنَّهَا مُتَدَاوَلَةٌ وَمُتَنَقّلَةٌ بَيْنَ مِئَاتِ الْاَيَادِي النَّظِيفَةِ وَغَيْرِ النَّظِيفَة؟ وَكُلُّ ذَلِكَ اَخِي مِنْ تَزْيِينِ الشَّيْطَان؟ وَلِذَلِكَ سَوَاءً كَانَ هَذَا التَّزْيِينُ وَالْوَسْوَاسُ وَالتَّسْوِيلُ الشَّيْطَانِيُّ لِرَجُلٍ اَوِ امْرَاَة؟ فَعَلَيْهِمَا اَنْ يُقَلّمَا اَظَافِرَهُمَا؟ لِاَنَّ ذَلِكَ مِنْ سُنَنِ الْفِطْرَةِ السَّلِيمَةِ الَّتِي يَكْرَهُهَا الشَّيْطَانُ الْمُنْحَرِفُ عَنْ طَرِيقِهَا الْمُسْتَقِيم؟ فَعَلَيْكَ اَخِي اَنْ تَفْعَلَ كُلَّ مَايَكْرَهُهُ عَدُوُّكَ الشَّيْطَان؟ وَكُلَّ مَايُحِبُّهُ حَبِيبُكُ اللهُ وَرَسُولُهُ؟ مِنْ تَقْلِيمِ هَذِهِ الْاَظَافِرِ وَقَصِّهَا بِشَكْلٍ سَلِيمٍ فِي الرِّجْلَيْنِ وَفِي الْيَدَيْنِ؟ حَتَّى لَاتُؤْذِيَ نَفْسَكَ بِالْمُبَالَغَةِ فِي قَصِّهَا؟ وَخَاصَّةً اِذَا كُنْتَ مَرِيضاً بِدَاء ِالسُّكَرِي؟ لِاَنَّ قَصَّهَا بِشَكْلٍ غَيْرِ سَلِيم؟ قَدْ يُؤَدِّي اِلَى نَزِيفٍ مِنَ الدِّمَاءِ لَايَتَوَقّف؟ وَقَدْ يَمْضِي وَقْتٌ طَوِيلٌ جِدّاً قَبْلَ شِفَاءِ الْجُرُوحِ اَيْضاً عِنْدَ مَرْضَى السُّكَّر؟ بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ يَقُولُ فِيهِ اَنَّهُ يَتَوَضَّاُ وَيَتَطَهَّرُ تَطَهُّراً تَامّاً كَامِلاً؟ ثُمَّ يَشْتَكِي وَهُوَ وَاقِفٌ فِي الصَّلَاةِ؟ اَنَّهُ يَشْعُرُ اَنَّ نُقْطَةً مِنَ الْبَوْلِ تَنْزِلُ مِنْهُ وَهُوَ يُصَلّي؟ فَمَا حُكْمُ ذَلِكَ شَرْعاً؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ اَرْجُو اَلَّا يَكُونَ ذَلِكَ الَّذِي تَشْعُرُ بِهِ مِنْ بَابِ الْوَسْوَسَةِ وَبِسَبَبِهَا؟ وَهِيَ مَايُسَمِّيهِ الْعَوَامُّ بِالسَّرْسَبَةِ اَوْ التْسُرْسُب؟ بِمَعْنَى اَنَّكَ اِنْسَانٌ مُسَرْسَب؟ لِاَنَّ مَرَضَ الْوَسْوَسَةِ يَتَسَلَّطُ عَلَى الْاِنْسَانِ؟ فَيُوهِمُهُ اَنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ اَشْيَاءَ وَقَدْ فَعَلَهَا فِعْلاً؟ وَالْعَكْسُ صَحِيح؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ قَدْ يُوهِمُهُ اَيْضاً اَنَّهُ فَعَلَ اَشْيَاءَ وَهُوَ فِي حَقِيقَةِ الْاَمْرِ لَمْ يَفْعَلْهَا؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ عَلَى مَنْ اُصِيبَ بِمَرَضِ الْوَسْوَاسِ اَوِ السَّرْسَبَةِ؟ اَنْ يُعَالِجَ نَفْسَهُ بِنَفْسِهِ هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْء؟ وَفِقْهُنَا الْاِسْلَامِيّ السُّنِّيّ وَلِلهِ الْحَمْدُ؟ فِقْهٌ وَاسِعٌ اِنْسَانِيٌّ وَطِبِّيٌّ وَنَفْسِيٌّ وَحَضَارِيٌّ بِكُلِّ مَعْنَى الْكَلِمَة؟ بَلْ هُوَ قِمَّةُ الْحَضَارَةِ الْاِنْسَانِيَّةِ الرَّاقِيَةِ الْمُحْتَرَمَةِ بِكُلِّ مَا لِهَذِهِ الْكَلِمَةِ مِنْ مَعْنَى؟ وَلِذَلِكَ فَاِنِّي اَعْشَقُ اَهْلَ السُّنَّةِ وَاُحِبُّهُمْ بِكُلِّ مَالِهَذِهِ الْكَلِمَةِ مِنْ مَعْنَى اَيْضاً؟ بِسَبَبِ هَذَا الْفِقْهِ الرَّاقِي الْحَضَارِي فِي الصَّغِيرَةِ وَالْكَبِيرَة؟ وَخَسِىءَ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ اَنَّ ذَلِكَ مِنَ التَّرْبِيَةِ الْحَدِيثَة؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم؟ اَنِّي بَعْدَ بَحْثٍ وَتَدْقِيقٍ وَتَمْحِيصٍ وَتَحْقِيقٍ طَوِيلٍ شَاقٍّ مُضْنِي؟ لَمْ اَجِدْ شَيْئاً اَبَداً مِمَّا يَزْعُمُونَ اَنَّهُ مِنَ التَّرْبِيَةِ الْحَدِيثَةِ؟ اِلَّا وَقَدْ سَبَقَهُمْ اِلَيْهِ الْاِسْلَامُ بِمِئَاتِ السِّنِين؟ بَلْ اُقْسِمُ بِرَبِّ الْعَالَمِين؟ اَنَّهُمْ سَرَقُوهُ وَاقْتَبَسُوهُ مِنَ الْاِسْلَام؟ ثُمَّ نَحَلُوهُ وَاَعْطَوْهُ بِالْمَجَّانِ؟ اِلَى اَدْعِيَاءِ الْحَضَارَةِ وَالتَّرْبِيَةِ الْحَدِيثَة؟ وَلِذَلِكَ صَدِّقُونِي؟ فَاِنِّي لَااُسْنِدُ ظَهْرِي اِلَى حَائِطٍ اَبَداً؟ اِحْتِرَاماً لِعِلْمِهِمْ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ الْاِمَامُ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ الله؟ فَسُبْحَانَ مَنْ اَخْرَجَنِي مِنَ الظُّلُمَاتِ اِلَى نُورِ عِلْمِهِمْ؟ وَلِذَلِكَ قَالَ الْفُقَهَاء؟ اِذَا شَكَكْتَ اَخِي مَثَلاً فِي وُضُوئِكَ هَلْ غَسَلْتَ يَدَيْكَ اثْنَتَيْنِ اَوْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَتَكَرَّرَ ذَلِكَ مَعَكَ فِي كُلِّ وُضُوءٍ حَتَّى صَارَ مِنَ الْوَسْوَاسِ الْمُرَافِقِ لَكَ دَائِماً؟ فَعَلَيْكَ اَخِي هُنَا اَنْ تَعْتَبِرَ نَفْسَكَ اَنَّكَ غَسَلْتَهَا ثَلَاثاً؟ لِاَنَّ غَسْلَ الْيَدَيْنِ ثَلَاثاً لَيْسَ رُكْناً مِنْ اَرْكَانِ الْوُضُوء؟ وَاِنَّمَا الرُّكْنُ الْمَفْرُوضُ فِي غَسْلِهَا هُوَ مَرَّةٌ وَاحِدَةٌ فَقَطْ؟ وَمَازَادَ عَلَيْهِ فَهُوَ مِنَ التَّنَفُّلِ اَوِ التَّطَوُّعِ اَوِ السُّنَّةِ فِي الْوُضُوء وَلَكَ الْاَجْرُ الزَّائِدُ وَالثَّوَابُ الْعَظِيمُ عِنْدَ اللهِ اَخِي بِكُلِّ زِيَادَة؟ لَكِنْ لَايَجُوزُ لَكَ اَنْ تَتَعَدَّاهَا اِلَى اَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِ مَرَّات؟ لِاَنَّ الْمَرَّةَ الْاُولَى فِي غَسْلِكَ يَدَيْكَ اَخِي هِيَ فَرْضُ عَيْنٍ مُؤَكَّد؟ وَاَمَّا الْمَرَّةُ الثَّانِيَةُ فَهِيَ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَة؟ وَاَمَّا الثَّالِثَةُ فَهِيَ سُنَّةٌ مُسْتَحَبَّة؟ فَمَنْ زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَم؟ لِاَنَّهُ ابْتَدَعَ مِنْ عِنْدِهِ بِدْعَةً لَمْ تَرِدْ عَنْ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَة؟ وَالضَّلَالَةُ وَصَاحِبُهَا الظَّالِمُ فِي النَّار؟ فَحِينَمَا تَشُكُّ اَخِي هَلْ غَسَلْتَهَا ثَلَاثاً اَوِ اثْنَتَيْنِ؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تَعْتَبِرَ نَفْسَكَ اَنَّكَ غَسَلْتَهَا ثَلَاثاً؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ اِذَا كَانَتْ فِعْلاً هَذِهِ النُّقْطَةُ مِنَ الْبَوْلِ تَنْزِلُ مِنْكَ اَخِي وَاَنْتَ وَاقِفٌ تُصَلّي وَمِنْ دُونِ وَسْوَاسٍ وَلَاخَنَّاس؟ فَهَذِهِ تُسَمَّى عِنْدَ الْفُقَهَاءِ بِالنُّقْطَةِ الْهَابِطَة؟ بِمَعْنَى اَنَّكَ اَخِي حِينَمَا كُنْتَ فِي الْمِرْحَاضِ وَقَدْ قُمْتَ بِحَرَكَاتٍ كَثِيرَةٍ رَافِعاً رِجْلَكَ الْيُمْنَى وَرَافِعاً رِجْلَكَ الْيُسْرَى وَاَنْتَ تَرُوحُ جِيئَةً وَذَهَاباً مِنْ اَجْلِ التَّنَزُّهِ مِنَ الْبَوْلِ مُخَالِفاً لِلنَّصَارَى وَشِعَارِهِمْ فِي عَدَمِ التَّنَزُّهِ مِنَ الْبَوْل؟ وَمَعَ ذَلِكَ بَقِيَتْ هَذِهِ النُّقْطَةُ مِنَ الْبَوْلِ عَنِيدَةً وَلَمْ تَخْرُجْ مِنْكَ اِلَّا حِينَمَا كُنْتَ وَاقِفاً فِي الصَّلَاة؟ لِاَنَّهَا لَاتَخْرُجُ اِلَّا بِحَرَكَاتٍ كَثِيرَةٍ كَصُعُودِ السَّلَالِمِ مَثَلاً؟ فَمَا هُوَ الْحُكْمُ الشَّرْعِيُّ هُنَا؟ اَبْشِرْ اَخِي؟ فَقَدْ قَالَ الْفُقَهَاءُ؟ اِنَّ النُّقْطَةَ الْهَابِطَةَ لَاتَنْقُضُ الْوُضُوء؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ صَلَاتَكَ اَخِي صَحِيحَة؟ وَاَبْشِرْ؟ فَاِنَّ ثَوْبَكَ اَيْضاً لَايَنْجُسُ بِهَا وَلَا بِسَبَبِ خُرُوجِهَا؟ وَقَدْ تَشْعُرُ بِهَا اَخِي وَاَنْتَ تَتَوَضَّا؟ وَقَدْ تَشْعُرُ بِهَا بَعْدَ انْتِهَائِكَ مِنَ الْوُضُوء؟ وَفِي الْحَالَتَيْنِ فَاِنَّ وُضُوءَكَ صَحِيحٌ وَلَايَتَاَثَّرُ بِهَذِهِ النُّقْطَةِ الْهَابِطَة؟ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى عَفَا عَنْهَا؟ وَدِينُنَا الْاِسْلَامِيُّ دِينُ الْيُسْرِ وَلَيْسَ دِينَ الْعُسْر؟ وَلِذَلِكَ فَمَنْ شَدَّدَ عَلَى نَفْسِهِ بِهَذَا الْوَسْوَاسِ الَّذِي يَاْتِيهِ دَائِماً فَاَعَادَ الصَّلَاةَ ثُمَّ اَعَادَ الْوُضُوءَ فِي كُلِّ مَرَّةٍ يَاْتِيهِ الْوَسْوَاسُ فِيهَا؟ شَدَّدَ اللهُ عَلَيْه؟ فَعَلَيْكَ اَخِي اَنْ تَجْعَلَ مِنَ الْوَسْوَاسِ خَنَّاساً يَتَرَاجَعُ عَنْكَ بِاسْتِعَاذَتِكَ بِاللهِ مِنْ شَرِّهِ وَكَيْدِهِ وَعَدَاوَتِهِ الشَّدِيدَةِ وَوَسْوَاسِهِ الْقَاتِل؟ وَلِذَلِكَ اَخِي عَلَيْكَ اَنْ تَاْخُذَ الدِّينَ بِيُسْرٍ وَبِرِفْق؟ وَاَمَّا اَنْ تَسْمَحَ لِلْوَسْوَسَةِ اَنْ تُسَلّطَ اَوْهَامَهَا عَلَيْكَ؟ فَهَذَا يُؤَدِّي اِلَى مَرَضٍ نَفْسِيٍّ قَدْ يُودِي بِكَ اِلَى الْجُنُونِ اَخِي؟ نَسْاَلُ اللهَ لَكَ وَلَنَا السَّلَامَةَ وَالْعَافِيَة وَالْعَيَاذُ بِاللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ وَلَقَدْ عَرَفْتُ كَثِيراً عَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ اُصِيبُوا بِالْوَسْوَاسِ؟ اَنَّ اَحَدَهُمْ يَبْقَى يَتَوَضَّاُ سِتِّينَ دَقِيقَة سَاعَة كَامِلَة وَلَايَنْتَهِي مِنَ الْوُضُوء؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ لِي بَعْضُهُمْ؟ اِنَّهُ فِي بَاحَةِ الْجَامِعِ يُوجَدُ بِرْكَةٌ مِنَ الْمَاءِ؟ فَيَذْهَبُ اِلَيْهَا بَعْدَ سَاعَةٍ كَامِلَةٍ مِنَ الْوُضُوءِ وَيَغْطُسُ فِيهَا وَلَاحَوْلَ وَلَاقُوَّةَ اِلَّا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيم؟ فَرَآهُ مَرَّةً بَعْضُ الْعُلَمَاءِ؟ فَقَالَ لَهُ لَاحَرَجَ عَلَيْكَ اَلَّا تَتَوَضَّا؟ فَقَالَ لَهُمْ لِمَاذَا؟ فَقَالُوا لِاَنَّكَ فَقَدْتَّ عَقْلَكَ وَاَصْبَحْتَ مَجْنُوناً؟ وَالْمَجْنُونُ غَيْرُ مُكَلَّفٍ بِوُضُوءٍ وَلَا صَلَاة؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذِهِ الدَّرَجَةِ الَّتِي وَصَلَ اِلَيْهَا هَذَا الْاِنْسَانُ مِنَ التَّعَنُّتِ وَالتَّشَدُّدِ عَلَى نَفْسِهِ؟ بِسَبَبِ هَذَا الْمَرَضِ مِنَ الْوَسْوَاسِ الَّذِي يَاْتِي غَالِباً فِي عِبَادَةِ الْوُضُوء؟ وَنَحْنُ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ نُؤْمِنُ بِعِلْمِ النّفْسِ بِمَا يَتَّفِقُ مِنْهُ مَعَ شَرِيعَتِنَا الْاِسْلَامِيَّةِ فَقَطْ؟ لِاَنَّ بَعْضَ عُلَمَاءِ النَّفْسِ يَقُولُونَ مَثَلاً؟ اِذَا وَجَدَ الْاِنْسَانُ رَاحَتَهُ النَّفْسِيَّةَ فِي مُمَارَسَةِ الْجِنْسِ الْمِثْلِيّ؟ فَلَيْسَ عَلَيْهِ حَرَجٌ اَنْ يَفْعَلَهُ وَالْعَيَاذُ بِالله؟ فَهَلْ تُؤْمِنُونَ بِهَذَا الْكَلَامِ مِنْ هَؤُلَاءِ السُّفَهَاءِ الْحَمْقَى الْوَقِحِينَ مِنْ عُلَمَاءِ النَّفْسِ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ وَاللهُ تَعَالَى يَقُول{وَعَسَى اَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ(وَلِذَلِكَ فَنَحْنُ نُؤْمِنُ بِمَا يَتَّفِقُ فَقَطْ مِنْ عِلْمِ النَّفْسِ مَعَ شَرْعِنَا الْاِسْلَامِي؟ وَنُؤْمِنُ كَذَلِكَ بِالْاُمُورِ الْغَيْبِيَّة؟ وَمِنْهَا مَا قَالَهُ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اِنَّ لِلْعِبَادَةِ اَوْ لِلْوُضُوءِ شَيْطاناً يُسَمَّى الْوَلْهَان(يَجْعَلُكَ دَائِماً اَخِي فِي وَلَه؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ يَجْعَلُكَ دَائِماً فِي حَيْرَةٍ مِنْ اَمْرِك؟ وَلِذَلِكَ عَلَيْكَ اَخِي اَنْ تَقْطَعَ عَلَيْهِ الطَّرِيقَ مِنْ اَوَّلِهِ وَاِلَّا سَيْطَرَ عَلَيْكَ بِهَذَا الْمَرَضِ النِّفْسِيِّ مِنَ الْوَسْوَاس؟ وَقَدْ يَتَعَدَّى هَذَا الشَّيْطَانُ الْوَلْهَانُ بِوَسْوَاسِهِ اِلَى غَيْرِ الْعِبَادَة؟ وَلَقَدْعَرَفْتُ فِيمَا مَضَى امْرَاَةً عَفَا اللهُ عَنْهَا وَقَدْ تُوُفّيَتْ؟ وَقَدْ كَانَتْ فِي آخِرِ حَيَاتِهَا لَاتَاْكُلُ شَيْئاً اِلَّا الْمَوْز؟ فَسَاَلْتُهَا لِمَاذَا؟ فَقَالَتْ لِاَنَّ الْمَوْزَ هُوَ الشَّيْءُ الْوَحِيدُ الطَّاهِرُ مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ الْاَطْعِمَة؟ وَاَمَّا مَاعَدَاهُ مِنَ الْاَطْعِمَةِ فَهُوَ نَجِس؟ فَقُلْتُ لَهَا لِمَاذَا؟ فَقَالَتْ لِاَنَّ هَذَا الْمَوْزَ لَهُ قِشْرَةٌ وَاقِيَةٌ تَمْنَعُ وُصُولَ الْاَيَادِي النَّجِسَةِ اِلَيْه؟ وَتَمْنَعُ وُصُولَ يَدِي النَّجِسَةِ اِلَيْهِ اَيْضاً؟ فَاَنَا حِينَمَا اُقَشِّرُهُ اَضَعُ يَدِي عَلَى قِشْرَتِهِ فَلَاتَصِلُ نَجَاسَتُهَا اِلَيْهِ وَآكُلُهُ طَاهِراً؟ فَقُلْتُ لَهَا سَامَحَكِ الله؟ لَقَدْ قَلَبْتِ الْقَاعِدَةَ الشَّرْعِيَّةَ اِلَى عَكْسِهَا تَمَاماً؟ فَقَالَتْ وَمَاهِيَ هَذِهِ الْقَاعِدَةُ الشَّرْعِيَّة؟ فَقُلْتُ لَهَا؟ اَلْاَصْلُ فِي الْاَشْيَاءِ الطَّهَارَةُ وَلَيْسَ النَّجَاسَة؟ فَاَنَا مَثَلاً اُصَلّي عَلَى هَذِهِ الْاَرْضِ عِنْدَكِ مِنْ دُونِ سَجَّادَة؟ وَاُصَلّي عَلَى السَّجَّادَةِ عِنْدِي فِي بَيْتِي؟ وَاُصَلّي عَلَى الْبِلَاطِ عِنْدَكِ وَعِنْدِي؟ فَمَادَامَ اَنَّهُ لَيْسَ هُنَاكَ مِنْ دَلِيلٍ وَلَااَثَرٍ وَلَا رَائِحَةٍ عَلَى اَنَّ هَذِهِ الْاَرْضَ بِبِلَاطِهَا اَوْ بِغَيْرِ بِلَاطِهَا نَجِسَة؟ فَاِنَّهَا تُعْتَبَرُ شَرْعاً طَاهِرَة؟ فَالْاَصْلُ فِي الْاَشْيَاءِ اَخِي هُوَ الطَّهَارَة؟ وَاَمَّا النَّجَاسَةُ فَاِنَّهَا تَاْتِي طَارِئَةً عَلَى الطَّهَارَة؟ وَالشَّيْءُ الطَّارِىءُ لَايَثْبُتُ اِلَّا بِدَلِيلٍ مِنْ رَائِحَةٍ كَرِيهَةٍ اَوْ اَثَرٍ نَجِسٍ اَوْ غَيْرِ ذَلِك ؟ فَاِذَا لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ دَلِيل؟ فَيَبْقَى الشَّيْءُ عَلَى اَصْلِهِ فِي الطَّهَارَة وَهُوَ الْمَكَانُ الَّذِي اُرِيدُ الصَّلَاةَ فِيهِ؟ اَوِ الطَّعَامُ الَّذِي اُرِيدُ اَنْ آكُلَهُ؟ اَوْ جِسْمِي النّظِيف؟ اَوْ اَجْسَامُ النًّاسِ النَّظِيفَة؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَتْ زَوْجَتُكَ اَخِي حَائِضاً مَمْنُوعَةً مِنَ الصَّلَاةِ وَالصِّيَام؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ السَّجَّادَةَ الَّتِي تُنَاوِلُكَ اِيَّاهَا مِنْ اَجْلِ اَنْ تُصَلّيَ عَلَيْهَا طَاهِرَةٌ وَصَلَاتُكَ عَلَيْهَا صَحِيحَة؟ لِاَنَّ يَدَيْهَا طَاهِرَة وَلَوْ كَانَتْ حَائِضاً؟ فَقَدْ قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا نَاوِلِينِي الْخَمْرَةَ مِنَ الْمَسْجِد؟ فَقَالَتْ اِنِّي حَائِض؟ فَقَالَ اِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ وَاِنَّمَا تَكُونُ فِي فَرْجِكِ؟ وَالْخَمْرَةُ هِيَ سَجَّادَةُ الصَّلَاة؟ وَسُمِّيَتْ خَمْرَةً؟ لِاَنَّهَا تَسْتُرُ الْحَصَى فِي الْاَرْضِ مِنْ اَجْلِ الصَّلَاةِ عَلَيْهَا بِرَاحَةٍ وَمِنْ دُونِ اَذَى الْحَصَى؟ اَوْ بِمَعْنَى اَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَانَ يُصَلّي عَلَى خِمَارِ زَوْجَتِهِ وَهُوَ غِطَاءُ الرَّاْسِ؟ وَسُمِّيَ خِمَاراً؟ لِاَنَّهُ يَسْتُرُ الرَّاْسَ كَمَا اَنَّ الْخَمْرَ تَسْتُرُ الْعَقْلَ وَتُغَيِّبُهُ مُؤَقّتاً؟ وَقَدْ تَاْتِي الْخَمْرَةُ بِمَعْنَى غِطَاءِ الرَّاْسِ بِالنِّسْبَةِ لِلرِّجَالِ مِنْ اَجْلِ الصَّلَاة وَهُوَ مَايُسَمَّى بِالشِّمَاخِ الْمَعْرُوف؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّ الْاَصْلَ فِي الْاَشْيَاءِ الطَّهَارَة؟ وَلَاتَتَاَكَّدُ النَّجَاسَةُ اِلَّا بِدَلِيل؟ فَمَثَلاً اِذَا تَوَضَّاْتَ اَخِي وَانْتَهَيْتَ مِنَ وُضُوئِكَ وَتَاَكَّدْتَّ فِعْلاً اَنَّكَ مُتَوَضِّىٌء ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ وَفَجْاَةً شَكَكْتَ هَلِ انْتَقَضَ وُضُوؤُكَ اَوْ لَمْ يَنْتَقِضْ وَلَمْ تَسْتَطِعْ بَعْدَ ذَلِكَ اَنْ تُرَجِّحَ انْتِقَاضَ وُضُوئِكَ مِنْ عَدَمِه؟ فَاِنَّكَ اَخِي فِي هَذِهِ الْحَالَةِ الْحَرِجَةِ تُعْتَبَرُ مُتَوَضِّئاً شَرعاً لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْيَقِينَ يُزِيلُ الشَّكَّ؟ كَيْفَ ذَلِك؟ لِاَنَّكَ اَخِي تَوَضَّاْتَ يَقِيناً ثُمَّ شَكَكْتَ هَلِ انْتَقَضَ اَوْ لَمْ يَنْتَقِضْ؟ فَاَيُّهُمَا اَقْوَى اَخِي؟ هَلْ هُوَ يَقِينُكَ بِاَنَّكَ تَوَضَّاْتَ فِعْلاً؟ اَوْ شَكُّكَ بِاَنَّ وُضُوءَكَ قَدِ انْتَقَض؟ بَلْ اِنَّ يَقِينَكَ بِوُضُوئِكَ هُنَا اَقْوَى اَخِي؟ وَقَدْ يَكُونُ شَكُّكَ فِي غَيْرِ مَحَلّه؟ وَحَتَّى وَلَوْ كَانَ شَكُّكَ فِي مَحَلّهِ وَلَكِنَّكَ لَاتَدْرِي؟ فَرُبَّمَا يَكُونُ اَيْضاً فِي غَيْرِ مَحَلّهِ وَقَدْ اَصْبَحْتَ نَاسِياً فِي حَيْرَةٍ كُبْرَى مِنْ اَمْرِك؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاَبْشِرْ اَخِي؟ وَثِقْ بِالله يَابُو عُمَر وَبِاَخُوك بُو فَهِدْ مِنَ الْكُوَيْت اَنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ عَلَى مَايُسَمَّى حَسَنْ نَصْرُ الشَّيْطَان وَخَنَازِيرَه وَشَبِّيحَة بَشَّار وَخَنَازِيرَه وَمَلَالِي خُمْ وَطَهْرَان وَالنَّجَفْ وَالْهَالِكِي وَخَنَازِيرَه وَعُبَّادِ الصَّلِيب وَخَنَازِيرَه؟وَاَقُولُ لِاَبُو فَهِدْ مِنَ الْكُوِيت وَخَنَازِيرَه؟ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاء وَخَنَازِيرَه اَعْمَى قَلْب وَبَصَر وَبَصِيَرة؟ فَاِلَى مَتَى يَابُو فَهِد وَخَنَازِيَره؟ لَاتَغَارُونَ عَلَى عِبَادِ اللِه الْمَسَاكِين؟ مِنَ الشِّيعَةِ الْمُغَيَّبِين؟ ضَحَايَا الْمُتْعَةِ وَالزِّنَى وَالشِّرْكِ بِاللهِ وَثَارَاتِ الْحُسِين؟ اِلَى مَتَى سَتَبْقَى دَائِماً يَابُو فَهِد وَخَنَازِيرَهُ عَنْ هَؤُلَاءِ تَائِهِين؟وَ وَاقِعِينَ فِي مَحْظُورِ قَوْلِهِ تَعَالَى وَزِيَادَةٍ عَلَيْهِ فِي كَوْنِكُمْ مُسْتَكْبِرِينَ عَلَيْهِمْ وَمُتَعَالِين{عَبَسَ وَتَوَلَّى؟ اَنْ جَاءَهُ الْاَعْمَى؟ وَمَايُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى؟ اَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذّكْرَى(فَاِلى مَتَى وَنَحْنُ نَرَى قَوَافِلَ الْمُهْتَدِينَ مِنَ الشِّيعَةِ تُنَوِّرُ وَتُضِيءُ قَنَاةَ وِصَال حَقّ اَلَّتِي اَخْرَجَتِ الْعَشَرَاتِ مِنْ هَؤُلَاءِ مِنَ الظُّلُمَاتِ اِلَى النُّورِ بِتَوْبَةٍ نَصُوحٍ صَادِقَةٍ تَائِبِين؟ وَااَسَفَاهُ وَيَا حَرَّ قَلْبَاهُ وَيَالَوْعَتَاهُ وَيَاوَيْلَتَاهُ وَكَمْ اَرْثِي لِحَالِ الْمَظْلُومِين؟مِنْ قَوْمِي النُّصَيْرِيِّين؟ وَحُقَّ لِلْخَنْسَاءِ اَنْ تَبْكِيَ عَلَى اَخِيهَا الَّذِي مَاتَ كَافِراً دَهْراً طَوِيلاً وَسِنِين؟ مَاذَا فَعَلْنَا لِاَهْلِ السُّنَّةِ حَتَّى يُجَافُونَنَا فِي كُلِّ وَقْتٍ وَحِين؟ حَتَّى اَنَّهُمْ لَمْ يُكَلّفُوا خَاطِرَهُمْ فِي اِطْلَاقِ فَضَائِيَّةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ نَتَحَاوَرُ بِهَا مَعَهُمْ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَبِالَّتِي هِيَ اَحْسَنُ مِنْ قَوْلِ اللّين؟وَكَمْ نَحْسُدُهُمْ حِينَمَا نَسْمَعُ اِمَامَهُمْ فِي الصَّلَاةِ وَهُوَ يَقُولُ لَهُمْ لِينُوا بِاَيْدِي اِخْوَانِكُمْ قَبْلَ اَنْ تُحْرِمُوا مُصَلّين؟ فَلِمَاذَا لَايَكُونُ لَنَا نَحْنُ اَيْضاً نَصِيبٌ مِنْ هَذَا اللّين؟حَتَّى اَنَّ اَحَدَ قَوْمِي الْعَلَوِيِّين؟ قَالَ لِي وَهُوَ يَبْكِي بِدُمُوعِ الْعِين؟ دَخَلْتُ مَرَّةً لِاُصَلّيَ فِي مَسْجِدٍ لِاَهْلِ السُّنَّةِ وَاَتَعَلَّمَ مِنْهُمْ اُمُورَ الْفِقْهِ وَالدِّين؟ فَاَشَارَ اَحَدُهُمْ اِلَى الْآخَرِ بِقَوْلِهِ اُسْكُتْ اِنَّهُ نُصَيْرِيٌّ خَبِيثٌ لَئِيم؟ وَلَااَمَلَ مِنْ هِدَايَتِهِ اِلَى الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيم؟وَقَدْ كَانُوا يَظُنُّونَ اَنِّي لَااَسْمَعُهُمْ وَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِالْهَمْسِ فِي الْاُذُنِين؟ وَلَكِنِّي سَمِعْتُهُمْ بِكُلِّ وُضُوحٍ وَيَقِين؟ وَلَمْ اَكُنْ مُصَاباً فِي اُذُنَيَّ بِاَيِّ طَنِين؟ فَبِاللهِ عَلَيْكُمْ اِذَا بَقِيتُمْ عَلَى حَالِكُمْ هَكَذَا مَسِيئِين؟ وَعَنْ قَوْمِي وَهِدَايَتِهِمْ اِلَى الْحَقِّ مُدْبِرِين؟ وَلَاتُعْطُونَ رِيقاً حُلْواً مِنْ نُفُوسِكُمُ الْحَامِضَةِ الْمُرَّة وَلَازَبِيبَ وَلَاعَسَلَ وَلَاتِين؟ فَكَيْفَ سَيَتَوَقَّفُ قَوْمِي عَنِ الْكَيْدِ لَكُمْ وَعَدَاوَتِكُمْ وَذَبْحِكُمْ بِالسَّكَاكِين؟ وَاَنْتُمْ تَجْعَلُونَ الْحِقْدَ وَالضَّغِينَةَ تَاْكُلُ قُلُوبَهُمْ وَلَاتَتُوبُون؟ عَنْ هِجَاءٍ وَاسْتِفْزَازَاتٍ حَقِيرَةٍ لَاتَنْتَهِي وَلَاحَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ لَهَا وَلَا الْحُطَيْئَةُ وَلَاعَمْرُو بْنُ كُلْثُوم؟فَلِمَاذَا لَاتَتَّقُونَ شَرَّهُمْ وَقَدْ اَحْسَنْتُمْ اِلَيْهِمْ وَنَحْنُ لَانُنْكِرُ ذَلِكَ وَلاَ نَغْدِرُ وَلَا نَخُون؟ وَلَكِنَّنَا اَقَلّيَّةٌ نُصَيْرِيَّةٌ ضَعِيفَةٌ مُحِبَّةٌ لَكُمْ مِنْ بَيْنِ آلَافِ الْحَاقِدِين؟ لِمَاذَا لَاتُخَصِّصُونَ فِي بَرَامِجِكُمْ وَلَوْ سَاعَة وَاحِدَة فِي الْيَوْمِ مِنْ اَجْلِ اسْتِقْبَالِ هَوَاتِفِ قَوْمِي وَاتِّصَالَاتِهِمْ بِرَنِين؟وَاِلَى مَتَى سَيَبْقَى قَوْمِي يُعَانُونَ مِنْ تَجَاهُلِ اِعْلَامِكُمْ لَهُمْ وَقَطْعِ اتِّصَالَاتِكُمْ مَعَهُمْ وَالتَّعْتِيم؟ عَفْواً اَخِي خَرَجْتُ عَنِ الْمَوْضُوعِ قَلِيلاً اِلَى حَظِيرَةِ اَبُو فَهِد وَخَنَازِيرَه؟ وَاَعُودُ الْآنَ اِلَى حَدَائِقَ ذَاتِ بَهْجَةٍ وَمَعِينٍ فِي فِقْهِ السُّنَّةِ وَ الْقُرْآنِ وَتَفْسِيرِهِ وَتَرَاتِيلِه؟ وثِقْ بِاللهِ اَخِي اَنَّ وُضُوءَكَ صَحِيحٌ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اللهَ يَطْلُبُ مِنْكَ اَنْ تَقْطَعَ الطَّرِيقَ مِنْ اَوَّلِهِ عَلَى الشَّيْطَانِ الْوَلْهَان؟ حَتَّى لَاتَسْتَسْلِمَ لِوَسَاوِسِهِ وَمَا يُوهِمُكَ بِهِ مِمَّا يُسَوِّلُ لِنَفْسِكَ فِي كُلِّ مَرَّةٍ تَتَوَضَّاُ فِيهَا؟ حَتَّى يُفْقِدَكَ اَعْصَابَك وَقَدْ تُصْبِحُ مَجْنُوناً؟ وَقَدْ يُسَبِّبُ لَكَ انْهِيَاراً عَصَبِيّاً يَجْعَلُكَ تَنْفُرُ مِنَ الْعِبَادَةِ وَتَكْرَهُهَا؟ حَتَّى تُصْبِحَ الْعِبَادَةُ اَبْغَضَ شَيْءٍ اِلَى قَلْبِك؟ وَهَذَا هُوَ هَدَفُ الشَّيْطَانِ الْاَكْبَرُ مِنْ عَدَاوَةِ بَنِي آدَمَ؟ وَهُوَ اَنْ يَقْضِيَ عَلَى الْهَدَفِ الْاَكْبَرِ وَالْاَوْحَدِ الَّذِي خَلَقَنَا اللهُ مِنْ اَجْلِهِ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَمَاخَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْاِنْسَ اِلَّا لِيَعْبُدُون(وَالْعِبَادَةُ لَاتَكُونُ بِاَرْكَانِ الْاِيمَانِ وَالْاِسْلَامِ فَقَطْ؟ وَلَكِنَّهَا مِنْهَاجُ حَيَاةٍ مُتَكَامِلٍ يَتَدَخَّلُ فِي كُلِّ شَيْء؟ وَلَايَقْبَلُ التَّرْقِيعَ؟ وَلَايَقْبَلُ اَنْصَافَ الْحُلُول؟ وَاَمَّا اَعْدَاءُ اللهِ فَاِنَّهُمْ يُرِيدُونَ اللهَ حَاضِراً فِي قَاعَةِ الْكَنِيسَةِ وَ الْمَسْجِدِ فَقَطْ؟ وَلَايَقْبَلُونَ بِحُضُورِهِ اَبَداً فِي قَاعَةِ السِّيَاسَةِ وَالْمُؤَامَرَاتِ الَّتِي لَاتَهْدَاُ فِي اللَّيْلِ وَلَا فِي النَّهَارِ اَبَداً مِنْ اَجْلِ الْكَيْدِ لِلْاِسْلَامِ وَاَهْلِه؟ لِاَنَّ اَعْدَاءَ اللهِ جَهِلُوا تَمَاماً قَوْلَهُ تَعَالَى{وَهُوَ مَعَكُمْ اَيْنَمَا كُنْتُم{اِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً؟ وَاَكِيدُ كَيْدَا؟ فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ اَمْهِلْهُمْ رُوَيْدَا{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا اَنْزَلَ اللهُ فَاُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُون( لَكِنْ عَلَيْكَ اَخِي اَنْ تَنْتَبِهَ لِمَا سَاَقُولُهُ جَيِّداً؟ فَاِذَا تَوَضَّاْتَ اَخِي ثُمَّ شَكَكْتَ بَعْدَ ذَلِكَ هَلْ تَوَضَّاْتَ اَوْ لَمْ تَتَوَضَّاْ؟ فَاِنَّكَ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ تُعْتَبَرُ غَيْرَ مُتَوَضِّىءٍ شَرْعاً لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْاَصْلَ عِنْدَكَ اَخِي اَنَّكَ غَيْرُ مُتَوَضِّىء وَهَذَا مَايُسَمَّى فِي الْفِقْهِ الْاِسْلَامِيِّ بِالِاسْتِصْحَاب؟ وَلِذَلِكَ اِذَا شَكَّ اَحَدُنَا اَخِي اَنَّهُ تَوَضَّاَ اَوْ لَمْ يَتَوَضَّاْ؟ فَاِنَّهُ يَعْتَبِرُ نَفْسَهُ غَيْرَ مُتَوَضِّىء؟ اَمَّا اِذَا تَوَضَّاَ ثُمَّ شَكَّ هَلِ انْتَقَضَ وُضُوؤُهُ اَوْ لَمْ يَنْتَقِضْ؟ فَاِنَّهُ يُعْتَبَرُ مُتَوَضِّئاً كَمَا ذَكَرْتُ لَكَ اَخِي سَابِقاً؟ وَاَمَّا مَايُسَمَّى بِالِاسْتِصْحَابِ فَمَاهِيَ قِصَّتُه؟ اِنَّهُ اَخِي بِمَعْنَى اسْتِصْحَابُ حَالَةٍ مُعَيَّنَةٍ لَاتَزُولُ اِلَّا بِدَليلِ زَوَالِهَا؟ بِمَعْنَى اَنَّكَ اَخِي تَسْتَصْحِبُ الْاَصْلَ وَتَجْعَلُهُ مُرَافِقاً مَعَكَ دَائِماً وَهُوَ اَنَّكَ غَيْرُ مُتَوَضِّىء؟ وَلَايَزُولُ هَذَا الْاَصْلُ اِلَّا بِدَلِيلٍ قَاطِعٍ عَلَى اَنَّكَ قَدْ تَوَضَّاْتَ فِعْلاً؟ وَلَيْسَتِ الْوَسْوَسَةُ الْوَلْهَانَةُ مِنَ الدَّلِيلِ فِي شَيْءٍ اَبَداً عَلَى عَدَمِ وُضُوئِك؟ وَلِذَلِكَ اِذَا شَعَرْتَ اَخِي بِرُطُوبَةٍ اَوْ بَلَلٍ عَلَى اَعْضَائِكَ مِنْ يَدَيْكَ اَوْ رِجْلَيْكَ اَوْ وَجْهِكَ؟ فَاعْلَمْ اَنَّكَ مُتَوَضِّىءٌ فِعْلاً وَلَوْ كُنْتَ نَاسِياً اَنَّكَ تَوَضَّاْتَ فِعْلاً وَلَمْ تَعُدْ تَتَذَكَّر؟ مِثَالٌ آخَر؟ اِنْسَانٌ مَا غَابَ اَوْ خَرَجَ وَلَمْ يَعُدْ وَاَصْبَحَ مُخْتَفِياً عَنِ الْاَنْظَارِ مَفْقُوداً وَلَا يَعْرِفُ اَحَدٌ عَنْهُ شَيْئاً هَلْ هُوَ حَيٌّ اَوْ مَيِّتٌ كَمَا يَحْصَلُ لِلْمَفْقُودِينَ عِنْدَنَا فِي سُورِيّا الَّذِينَ لَايُرِيدُ النِّظَامُ الْمُجْرِمُ اَنْ يُعْطِيَ أيَّ مَعْلُومَاتٍ عَنْهُمْ؟ فَمَاذَا نَفْعَلُ فِي هَذِهِ الْحَالَة؟ وَمَاهُوَ الْحُكْمُ الشَّرْعِيُّ بِالنِّسْبَةِ لِهَؤُلَاءِ الْمَفْقُودِين؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ نَعْتَبِرُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ حَيّاً؟ اِلَّا اَنْ يَاْتِيَ دَلِيلٌ عَلَى اَنَّهُ قَدْ مَات؟ لِاَنَّ الْاَصْلَ فِي هَذَا الْاِنْسَانِ الْمَفْقُودِ هُوَ الْحَيَاة؟ لَكِنْ اِذَا طَالَتْ غَيْبَتُهُ حَتَّى بَلَغَتْ اَرْبَعَ سَنَوَات؟ فَمَاذَا يَفْعَلُ الْقَاضِي فِي الْمَحْكَمَةِ هُنَا اِذَا اَقَامَتْ زَوْجَتُهُ دَعْوَى اَمَامَ الْقَضَاءِ مَثَلاً اَنَّ زَوْجَهَا قَدْ غَابَ عَنْهَا هَذِهِ الْفَتْرَةَ الطَّوِيلَةَ وَلَاتَعْرِفُ اِنْ كَانَ حَيّاً اَوْ مَيِّتاً وَلَمْ تَعُدْ تَسْتَطِيعُ اَنْ تَصْبِرَعَلَى انْقِطَاعِهَا عَنِ الْجِمَاعِ الزَّوْجِيِّ الْجِنْسِيِّ الْمَعْرُوفِ فَتْرَةً طَوِيلَةً مُدَّتُهَا اَرْبَعُ سَنَوَات؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ عَلَى الْقَاضِي هُنَا اَنْ يَحْكُمَ بِمَوْتِهِ وَهَذَا مَايُسَمَّى بِالْمَوْتِ الْحُكْمِيّ؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْقَاضِي اَخِي وَلِاَنَّهُ لَايَعْلَمُ الْغَيْبَ يَحِقُّ لَهُ شَرْعاً اَنْ يَحْكُمَ بِمَوْتِهِ وَلَوْ لَمْ يَمُتْ حَقِيقَةً؟ كَمَا اَنَّهُ يَحِقُّ لِلْمَرْاَةِ اَنْ تَحْصَلَ عَلَى كَامِلِ مَهْرِهَا وَحُقُوقِهَا مِنْ قَاضِي لَايَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَايَعْلَمُ الصَّادِقَ مِنَ الْكَاذِبِ مِنَ الْمُتَلَاعِنَيْن هَلْ هِيَ اَوْ زَوْجُهَا؟ فَيَجِدُ الْقَاضِي نَفْسَهُ مُضْطَّرّاً فِي هَذِهِ الْحَالَةِ اَنْ يَحْكُمَ حُكْماً قَضَائِيّاً دُنْيَوِيّاً ظَالِماً لِلرَّجُلِ لِاَنَّ الْقَاضِي لَايَسْتَطِيعُ اَنْ يَحْكُمَ حُكْماً قَضَائِيّاً اِلَهِيّاً رَبَّانِيّاً؟ لِاَنَّهُ لَايَعْلَمُ الْغَيْبَ الَّذِي يَعْلَمُهُ اللهُ فِيهَا اِنْ كَانَتْ بَرِيئَةً مِنْ خِيَانَتِهَا لِزَوْجِهَا؟ اَوْ فِيهِ اِنْ كَانَ صَادِقاً فِي لِعَانِهِ بِحَقِّ زَوْجَتِهِ بِاَرْبَعِ شَهَادَاتٍ بِاللهِ اِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِين؟ وَالْخَامِسَةُ اَنَّ لَعْنَتَ اللهِ عَلَيْهِ اِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِين؟ فَاِذَا سَكَتَتِ الْمَرْاَةُ وَلَمْ تُدَافِعْ عَنْ نَفْسِهَا بِاَرْبَعِ شَهَادَاتٍ بِاللهِ اَيْضاً اِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِين؟ وَالْخَامِسَةَ اَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْهَا اِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِين(فَلَا حَقَّ لَهَا وَلَايَثْبُتُ لَهَا شَيْءٌ مِنْ حُقُوقِهَا اَبَداً؟ بَلْ يَثْبُتُ عَلَيْهَا حَدُّ اللهِ وَهُوَ الرَّجْمُ حَتَّى مَوْتِهَا؟ وَاَمَّا اِذَا دَافَعَتْ عَنْ نَفْسِهَا بِهَذِهِ الشَّهَادَاتِ مِنَ اللّعَانِ مِنْ لَعْنَةِ اللهِ وَغَضَبِهِ عَلَى الْكَاذِبِ مِنْهُمَا؟ فَاِنَّ كَامِلَ حُقُوقِهَا تَثْبُتُ لَهَا فِي حُكْمٍ قَضَائِيٍّ دُنْيَوِيٍّ لَايَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَوْ كَانَ زَوْجُهَا صَادِقاً فِي لِعَانِهِ لَهَا؟ وَلَايُمْكِنُ لِزَوْجِهَا اَنْ يَسْتَرْجِعَ حُقُوقَهُ مِنْهَا اِلَّا فِي مَحْكَمَةٍ اُخْرَى قَاضِيهَا رَبُّ الْعَالَمِينَ يَوْمَ الْقِيَامَة؟ وَكَذَلِكَ اِذَا طَلَّقَ الرَّجُلُ زَوْجَتَهُ وَلَايُوجَدُ شُهُودٌ عَلَى طَلَاقِهِ لَهَا؟ ثُمَّ ادَّعَى بَعْدَ ذَلِكَ اَنَّهُ لَمْ يُطَلّقْهَا؟ فَاِذَا مَاتَتْ فَاِنَّهُ يَرِثُهُا بِاَمْوَالٍ حَرَامٍ لَيْسَتْ مِنْ حَقّهِ فِي مَحْكَمَةِ الدُّنْيَا؟ وَاَمَّا فِي مَحْكَمَةِ الْآخِرَةِ؟ فَاِنَّ الْوَرَثَةَ الشَّرْعِيِّينَ يَسْتَرْجِعُونَ جَمِيعَ هَذِهِ الْاَمْوَالِ الْحَرَامِ الَّتِي اَخَذَهَا مِنْهُمْ بِغَيْرِ حَقٍّ مِنْ حَسَنَاتِه؟ فَاِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ؟ اَخَذَ مِنْ سَيِّآتِهِمْ وَخَفَّفَ عَنْهُمْ مِنْهَا وَاَنْقَصَهَا لَهُمْ عَلَى قَدْرِ مَاظَلَمَهُمْ لِيَحْتَرِقَ بِهَا عَنْهُمْ فِي نَارِ جَهَنَّم؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْفُقَهَاءَ الْمَالِكِيَّةَ يَقُولُونَ؟ اِنَّ الْقَاعِدَةَ الشَّرْعِيَّةَ تَقُولُ؟ اَنَّ الْاَصْلَ فِي الْاِنْسَانِ هُوَ الْحَيَاةُ لَا الْمَوْت؟ وَنَحْنُ لَانَسْتَطِيعُ اِلَّا اَنْ نَسْتَصْحِبَ حَيَاةَ هَذَا الْمَفْقُودِ مُرَافِقَةً لَنَا فِي اَحْكَامِنَا الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي يَسْرِي مَفْعُولُهَا عَلَيْهِ بِمَا يُوحِي لَنَا وَلِغَيْرِنَا اَنَّهُ مَازَالَ عَلَى قَيْدِ الْحَيَاة؟ لِاَنَّهُ لَايُوجَدُ دَلِيلٌ قَاطِعٌ عَلَى مَوْتِه؟ وَلِاَنَّ حَيَاتَهُ هِيَ حَالَةٌ مُعَيَّنَةٌ خَاصَّةٌ لَاتَزُولُ اِلَّا بِدَلِيلٍ قَوِيٍّ قَاطِعٍ عَلَى زَوَال ِحَيَاتِه؟ وَقَدْ بَحَثْنَا عَنْ هَذَا الدَّلِيلِ الْقَاطِعِ عَلَى مَوْتِهِ وَزَوَالِ حَيَاتِهِ طَوِيلاً وَلَمْ نَجِدْهُ؟ لَكِنْ اِذَا مَضَى اَرْبَعُ سَنَوَاتٍ؟ وَلَمْ يُعْرَفْ عَنْ هَذَا الْمَفْقُودِ شَيْءٌ؟ فَعَلَيْنَا اَنْ نَتَجَاوَزَ اَصْلَ حَيَاتِهِ اِلَى مَوْتِهِ مُضْطَّرِّين لِمَاذَا؟ لِاَنَّ لَهُ الْحَقُّ فِي الْحَيَاةِ حَتَّى وَلَوْ كَانَ مَفْقُوداً وَنَحْنُ لَانُنْكِرُ ذَلِك؟ لَكِنْ لَايَجُوزُ اَنْ نُعْطِيَ حَقَّ الْحَيَاةِ لِاَحَدٍ مِنَ النَّاسِ سَوَاءٌ كَانَ مَفْقُوداً اَوْغَيْرَ مَفْقُودٍ عَلَى حِسَابِ تَعَاسَةِ غَيْرِهِ مِنَ النَّاسِ وَشَقَائِهِ وَمُعَانَاتِهِ وَبُؤْسِهِ وَمِنْ هَؤُلَاءِ النَّاسِ زَوْجَتُه؟ فَقَدْ تَتَضَرَّرُجِنْسِيّاً اَوْعَاطِفِيّاً بِغِيَابِهِ؟ وَقَدْ تَقَعُ فِي الْحَرَام؟ وَحَتَّى لَايَحْصَلَ ذَلِكَ فَلَهَا كَامِلُ الْحَقِّ فِي اَنْ تَتَزَوَّجَ غَيْرَهُ؟ وَلَايَسْتَطِيعُ اَحَدٌ اَنْ يَلُومَهَا عَلَى ذَلِك؟ وَيَسْتَطِيعُ الْقَاضِي اَنْ يَخْلَعَهَا مِنْ عِصْمَتِهِ وَاَنْ يَفْسَخَ عَقْدَ زَوَاجِهَا مِنْهُ غِيَابِيّاً وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مَوْجُوداً؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّنَا نَعْتَبِرُ هَذَا الْمَفْقُودَ قَدْ مَاتَ وَلَوْ كَانَ عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ حَقِيقَةً؟ وَلَوْ كَانَ حُكْمُنَا عَلَيْهِ حُكْماً وَهْمِيّاً؟ لِاَنَّنَا فِي هَذِهِ الْحَالَةِ مَعْذُورُونَ بِسَبَبِ جَهْلِنَا فِي حَقِيقَةِ حَيَاتِهِ اَوْ مَوْتِهِ رَغْماً عَنَّا؟ وَلِاَنَّ زَوْجَتَهُ مَعْذُورَةٌ اَيْضاً وَنَحْنُ لَانَسْتَطِيعُ اَنْ نَحْجُرَ عَلَيْهَا اِلَى الْاَبَدِ وَنَمْنَعَهَا مِنَ الزَّوَاجِ بِغَيْرِهِ اِنْ اَرَادَتْ هَذَا الزَّوَاج؟ وَلَكِنْ لَايَكُونُ ذَلِكَ اِلَّا بِحُكْمِ الْقَاضِي الَّذِي يَبْذُلُ جَهْدَهُ وَيَجْتَهِدُ لِمَعْرِفَةِ الْحَقِيقَةِ؟ فَاِنْ اَصَابَ الْحَقِيقَةَ فَلَهُ اَجْرَان؟ وَاِنْ اَخْطَاَهَا فَلَهُ اَجْرٌ وَاحِد؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ اللهَ يَعْذُرُ الْجَاهِلَ اِذَا كَانَ جَهْلُهُ رَغْماً عَنْهُ؟ كَاَنْ يَكُونَ مَثَلاً اَعْمَى وَاَصَمَّ وَاَبْكَمَ؟ وَكَذَلِكَ فَاِنَّ اللهَ يَعْذُرُ الْجَاهِلَ اَيْضاً اِذَا كَانَ عِلْمُهُ مَحْدُوداً رَغْماً عَنْهُ كَالْقَاضِي مَثَلاً اِذَا كَانَ عِلْمُهُ مَحْدُوداً وَلَمْ تَتَوَفَّرْ لَدَيْهِ مِنَ الْاَدِلَّةِ الْكَافِيَةِ الَّتِي يَسْتَطِيعُ اَنْ يَدِينَ بِهَا مُجْرِماً قَاتِلاً مَا فَاَطْلَقَ سَرَاحَهُ لِعَدَمِ تَوَفُّرِ الْاَدِلَّةِ الْكَافِيَةِ ضِدَّهُ وَعَمَلاً بِالْقَاعِدَةِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي تَقُولُ اَنَّ الْاَصْلَ فِي الْاِنْسَانِ الْبَرَاءَة وَكُلُّ مُتَّهَمٍ بَرِيءٌ حَتَّى تَثْبُتَ اِدَانَتُهُ وَلَوْ كَانَ مَوْضُوعاً فِي قَفَصِ الِاتَّهَام؟ ثُمَّ يَقُولُ الْفُقَهَاءُ الْمَالِكِيَّة؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ اللهَ لَايُؤَاخِذُنَا عَلَى هَذَا الْمَفْقُودِ اِذَا حَكَمْنَا بِمَوْتِهِ حُكْماً وَهْمِيّاً غَيْرَ صَائِبٍ لِعَدَمِ تَوَفُّرِ الْاَدِلَّةِ الْكَافِيَةِ عَلَى حَيَاتِهِ؟ كَمَا اَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَايُؤَاخِذُ هَذَا الْقَاضِي الَّذِي حَكَمَ بِاِخْلَاءِ سَبِيلِ الْقَاتِلِ الْمُجْرِمِ حَقِيقَةً لِعَدَمِ تَوَفُّرِ الْاَدِلَّةِ الْكَافِيَةِ عَلَيْهِ وَغِيَابِ الْاَدِلَّةِ الَّتِي تُدِينُهُ وَتَعْتَبِرُهُ مُذْنِباً؟ وَالْقَاضِي لَايَعْلَمُ الْغَيْبَ الَّذِي يَعْلَمُهُ اللهُ مِنْ هَذِهِ الْاَدِلَّةِ الْغَائِبَة؟ وَالْقَاضِي اَيْضاً لَايَسْتَطِيعُ اَنْ يَحْكُمَ بِاَدِلَّةٍ غَيْبِيَّةٍ لَايَعْلَمُهَا اِلَّا الله؟ بَلْ لَايَسْتَطِيعُ اَنْ يَحْكُمَ بِعِلْمِهِ الْمُجَرَّد؟ فَاِذَا كَانَ الْقَاضِي يَعْلَمُ شَيْئاً؟ فَعَلَيْهِ اَنْ يَتَنَحَّى عَنِ الْقَضَاءِ مُؤَقّتاً مِنْ اَجْلِ اَنْ يُدْلِيَ بِشَهَادَتِهِ بِصِفَتِهِ شَاهِدَ اِثْبَاتٍ اَوْ نَفْيٍ؟ حَتَّى وَلَوْ رَاَى جَرِيمَةَ الْقَتْلِ بِعَيْنَيْه؟ فَلَايَسْتَطِيعُ اَبَداً اَنْ يَحْكُمَ بِعِلْمِهِ الْمُجَرَّدِ وَلَا بِاَدِلَّةٍ تَخْمِينِيَّةٍ غَيْبِيَّةٍ لَايَعْلَمُهَا اِلَّا الله؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَايُحَاسِبُكَ اَخِي عَلَى جَهْلِكَ رَغْماً عَنْكَ؟ وَلَكِنَّهُ يُحَاسِبُكَ عَلَى جَهْلِكَ بِرِضَاكَ بِهَذَا الْجَهْلِ وَاَخْتِيَارِكَ لَهُ وَقَبُولِكَ بِهِ دَائِماً وَاسْتِهْتَارِكَ فِي الْقَضَاءِ عَلَيْهِ؟ وَاَيْضاً فَاِنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اَخِي لاَيُحَاسِبُكَ عَلَى عِلْمِكَ الْمَحْدُودِ رَغْماً عَنْكَ فِي جَمِيعِ اَنْوَاعِ الْعُلُومِ وَلَوْ كَانَتْ عُلُوماً غَيْبِيَّة{وَمَااُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ اِلَّا قَلِيلَا( وَلَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ يُحَاسِبُكَ اَخِي عَلَى نَفَادِ صَبْرِكَ فِي تَعَلُّمِهَا؟ بِدَلِيلِ اَنَّ الرَّجُلَ الصَّالِحَ وَهُوَ الْخَضِرُ وَاللهُ اَعْلَم؟ قَدْ عَذَرَ مُوسَى مَبْدَئِيّاً فِي قِلَّةِ خِبْرَتِهِ بِهَذِهِ الْعُلُومِ وَلَوْ كَانَتْ غَيْبِيَّة؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَلَى لِسَانِهِ{قَالَ اِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرَا؟ وَكَيْفَ تَصْبِرُعَلَى مَالَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرَا(وَلَانَفْهَمُ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ اَبَداً اَنَّ الْخَضِرَ يُشَجِّعُ مُوسَى عَلَى الضَّجَرِ وَالْمَلَلِ وَالنُّفُورِ مِنْ مَسَائِلِ الْعِلْمِ وَاَنَّهُ يُرِيدُ مِنْهُ اَنْ يَبْقَى ضَعِيفَ الْخِبْرَةِ بِهَذِهِ الْعُلُومِ اِلَى الْاَبَد؟ بَلْ اِنَّهُ يُرِيدُ مِنْهُ اَنْ يَكْتَسِبَ هَذِهِ الْخِبْرَةَ بِشَرْط؟ اَنْ يَكُونَ صَبْرُهُ حَاضِراً دَائِماً فِي تَعَلُّمِهَا؟ مِنْ اَجْلِ اكْتِسَابِ الْمَهَارَةِ فِي هَذِهِ الْخِبْرَةِ مِنَ الْعِلْمِ وَالْحِكْمَةِ؟ فِي اُمُورٍعَجِيبَةٍ حَصَلَتْ فِي مِشْوَارِهِمَا مَعاً؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاة؟ اِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِين( وَلِذَلِكَ لَمْ يَعْذُرْهُ اَبَداً فِي نَفَادِ صَبْرِهِ وَانْعِدَامِهِ مِنْ اَجْلِ تَعَلُّمِهَا؟ وَلِذَلِكَ قَالَ لَهُ{فَاِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَاتَسْاَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى اُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرَا( وَكَانَ فِي كُلِّ مَرَّةٍ يُعَاتِبُهُ عَلَى اسْتِعْجَالِهِ وَ نَفَادِ صَبْرِهِ بِقَوْلِهِ{اَلَمْ اَقُلْ اِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرَا{اَلَمْ اَقُلْ لَكَ اِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرَا{وَخُلِقَ الْاِنْسَانُ عَجُولَا(وَقَدْ تَكُونُ الْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَان؟ وَقَدْ تَكُونُ الْعَجَلَةُ اَحْيَاناً مَطْلُوبَةً مِنَ الرَّحْمَن؟ كَاَنْ يَسْتَعْجِلَ الْعَامِلُ فِي مَجَالِ مُكَافَحَةِ الْحَرَائِقِ مَثَلاً فِي اِنْقَاذِ النَّاسِ قَبْلَ اَنْ تَلْتَهِمَهُمُ النِّيرَان؟ وَلِذَلِكَ فَارَقَهُ وَلَمْ يَعْذُرْهُ اَبَداً؟ لِمَا فِي هَذِهِ الْعُلُومِ مِنْ حِكْمَةٍ بَالِغَة{وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ اُوتِيَ خَيْراً كَثِيرَا(وَلِذَلِكَ فَارَقَهُ بِقَوْلِهِ{هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِك سَاُنَبِّئُكَ بِتَاْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرَا( وَفِي هَذِهِ الْآيَاتِ مَافِيهَا مِنْ تَرْبِيَةٍ لِمُوسَى وَلَنَا اَيْضاً؟ وَلَاحِظْ مَعِي جَيِّداً اَخِي هُنَا كَلِمَةَ تَسْتَطِع وَمَا فِيهَا مِنْ اِيقَاعٍ مُوسِيقِيٍّ ثَقِيل؟ وَكَاَنَّ الْخَضِرَ يَسْتَثْقِلُ عَلَى مُوسَى وَقَلْبِهِ وَعَقْلِهِ وَتَفْكِيرِهِ مَسْاَلَةً وَلَوْ كَانَتْ صَغِيرَةً مِنْ مَسَائِلِ الْعِلْم؟ وَاَمَّا حِينَمَا يُعَوِّدُ طَالِبُ الْعِلْمِ نَفْسَهُ عَلَى قُوَّةِ التَّحَمُّلِ الْفِكْرِيِّ اِلَى دَرَجَةِ عَدَمِ نَفَادِ صَبْرِهِ وَعَدَمِ نُفُورِهِ مِنْ مَسَائِلِ الْعِلْمِ؟ فَاِنَّهُ يَسْتَطِيعُ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ اَنْ يَحْمِلَ الْعِلْمَ وَمَسَائِلَهُ فِي قَلْبِهِ وَ تَفْكِيرِهِ وَعَقْلِهِ حِمْلاً خَفِيفاً سَهْلاً لَيِّناً كُلَّمَا تَعَلَّمَ شَيْئاً جَدِيداً لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُهُ مِنْ قَبْل؟ وَلِذَلِكَ قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ لِمُوسَى عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَام بَعْدَ اَنْ كَشَفَ لَهُ الْحَقِيقَة{هَذَا تَاْوِيلُ مَالَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرَا(نَعَمْ تَسْطِعْ بِاِيقَاعٍ وَجَرْسٍ مُوسِيقِيٍّ خَفِيف؟ فَاِيَّاكَ اَخِي اَنْ يَكُونَ الْعِلْمُ ثَقِيلاً عَلَى قَلْبِك؟ وَاِيَّاكَ اَنْ تَجْعَلَ دَوْرَتَكَ الدَّمَوِيَّةَ تَضُخُّ دِمَاءً ثَقِيلَةً عَلَى قَلْبِكَ مِنْ اَجْلِ حَرْقِهَا بِمُعَانَاةٍ شَدِيدَةٍ فِي تَعَبِ التَّفْكِيرِ مِمَّا يَجْعَلُكَ تَكْرَهُ مَسَائِلَ الْعِلْم؟ وَتَذَكَّرْ دَائِماً حِينَمَا تَكْرَهُ مَسَائِلَ الْعِلْمَ قَوْلَهُ تَعَالَى{وَعَسَى اَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ(وَتَذَكَّرْ دَائِماً اَنَّ الشَّيْطَانَ يُعْطِيكَ زَخَماً شَدِيداً وَقُوَّةً وَمُتْعَةً وَرَغْبَةً عَنْ مَسَائِلِ الْعِلْمِ اِلَى اللَّهْوِ وَاللَّعِبِ؟ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى اَنَّ اللهَ اَعْطَاكَ قُوَّةً فِكْرِيَّةً هَائِلَةً اِبْدَاعِيَّةً كَبِيرَةً يُرِيدُ مِنْكَ الشَّيْطَانُ اَنْ تَسْتَغِلَّهَا فِي غَيْرِ مَسَائِلِ الْعِلْم؟ فَلَيْسَ لَكَ حُجَّةٌ اَبَداً اَخِي فِي اِهْمَالِ مَسَائِلِ الْعِلْمِ؟ وَاِلَّا فَاِنَّكَ سَتَخْسَرُ خُسْرَاناً مُبِينَا؟ وَاَمَّا بِالنِّسْبَةِ لَهَذِهِ اللَّذَّةِ الشَّيْطَانِيَّةِ الَّتِي تَجِدُهَا فِي اللَّهْوِ وَاللَّعِبِ؟ فَاِنَّ اللهَ سَيُعَوِّضُكَ مَعَ مُرُورِ الْاَيَّامِ بِلَذّةٍ فِكْرِيَّةٍ وَرُوحِيَّةٍ وَنَفْسِيَّةٍ هَائِلَةٍ اَقْوَى مِنْهَا بِكَثِيرٍ هَائِلٍ جِدّاً؟وَذَلِكَ وَاضِحٌ فِيمَا نَجِدُهُ فِي قَوْلِ بَعْضِ الْعَارِفِينَ بِاللهِ؟ نَحْنُ فِي لَذّةٍ فِكْرِيَّةٍ وَرُوحِيَّةٍ وَنَفْسِيَّةٍ؟ لَوْ شَعَرَ بِهَا الْمُلُوكُ وَالْحُكَّامُ وَالْاُمَرَاءُ؟ لَقَاتَلُونَا عَلَيْهَا؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَنْتَزِعُوهَا مِنَّا وَيَنْعَمُوا بِهَا؟ وَلَكِنْ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ اَنْ يُعْطِيَ اللهُ هَذِهِ اللَّذَّةَ؟ اِلَّا اِلَى حَاكِمٍ عَادِلٍ يَجْعَلُ الْعُلَمَاءَ عِنْدَهُ مِنْ اَقْرَبِ حَاشِيَتِهِ الْمُقَرَّبِين؟ وَنَقُولُ لِلْفُقَهَاءِ الْمَالِكِيَّة؟ اَلَا تَعْتَقِدُونَ اَنَّ اَرْبَعَ سَنَوَاتٍ مِنَ الزَّمَنِ هِيَ فَتْرَةٌ غَيْرُ كَافِيَةٍ مِنْ اَجْلِ حَسْمِ قَضِيَّةِ هَذَا الْمَفْقُودِ بِحَيَاتِهِ اَوْ بِمَوْتِه؟ قَالُوا؟ بَلْ اِنَّهَا فَتْرَةٌ طَوِيلَةٌ جِدّاً؟ وَقَدْ تَكُونُ ظَالِمَةً لِلْمَرْاَةِ؟ لِاَنَّ اللهَ لَمْ يَسْمَحْ لِزَوْجِهَا غَيْرِ الْمَفْقُودِ بِاَكْثَرَ مِنْ اَرْبَعَةِ اَشْهُرٍ اِذَا غَضِبَ عَلَيْهَا وَحَلَفَ اَلَّا يَقْرَبَهَا دَهْراً طَوِيلاً وَلَايُمَارِسَ الْجِنْسَ الْحَلَالَ مَعَهَا وَلَايُجَامِعَهَا؟ فَكَيْفَ نَسْمَحُ لِزَوْجِهَا الْمَفْقُودِ بِاَرْبَعِ سَنَوَاتٍ مِنْ اَجْلِ حَسْمِ قَضِيَّةِ حَيَاتِهِ وَمَوْتِه؟ وَمَعَ الْاَسَفِ؟ فَاِنَّنَا نَخْشَى اَنْ يَكُونَ ذَلِكَ الْحَسْمُ بِاَرْبَعِ سَنَوَات اِجْتِهَاداً خَاطِئاً مِنَّا؟ وَنَحْنُ لَمْ نَسْمَحْ بِهِ اِلَّا تَجَاوُزاً؟ وَاَمَّا دَلِيلُنَا عَلَى الْاَشْهُرِ الْاَرْبَعَةِ الَّتِي قَيَّدَ اللهُ بِهَا زَوْجَهَا غَيْرَ الْمَفْقُودِ فِي امْتِنَاعِهِ عَنْ مُمَارَسَةِ الْجِنْسِ مَعَهَا فَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ اَرْبَعَةِ اَشْهُر؟ فَاِنْ فَاؤُوا فَاِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيم؟ وَاِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَاِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيم}وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اِخْوَانِهِ مِنَ جَمِيعِ الْاَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ وَعَلَى اَرْحَامِهِ وَقَرَابَتِهِ مِنْ اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِ بَيْتِهِ وَاَصْحَابِهِ؟ وَسَلَامُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ مِنْ اُخْتِكُمْ فِي الله غُصُون؟ وَآخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif, webp

ماهو اسم المنتدى؟ (الجواب هو الديرة)

يعمل...