ركوب الموجة
أحزن كثيرا ويعصرني الألم عندما أتأمّل وضع عالمنا العربي ،فلا أجد له أيإبداع ، فقط تقليدا أعمى وركوبا للموجة ، دونعلم إلى أين ستصل بهم .
فحتىّ في الثورات ضدّ الظّلم والطغيان لم يحرّكوا ساكناً ، رغم ما يحلّ بهم على مرّ السنين من الظلم والاستبداد والقهر والاستغلال ، إلا بعد أن أشعل النّار في نفسه شابٌ تونسيُ اسمه محمّد البو عزيزي ، عندها بدأت الشعوب تركب الموجة دون دراية ولا دراسة ، مماأوقع بعض الشعوب في أزمة مستمرة .
وحتى الشعارات التي رفعوها كانت تقليدا لم يحاول كل شعب أن يختار مايناسبه ، فإسقاط النظام ورحيل الرئيس لم تكن الأنسب ، بل ولا الصحيح ، إذ كان الأولى إسقاط رموز النظام وتنحيّ الرئيس ، ليبقى كي يحاسب ويحاكم ....!
وفي ناحية البناء والعمران ركب السعوديوين خصوصاً الموجة مقلّدين غيرمبدعين ولا حتى مفكّرين فيما يناسبهم ، حيث بدأوا باستبدال بيوتهم القديمة التي كانت تناسب البيئة والجو ، ببيوت من الإسمنت المسلّح ، وكانت نسخة من البيوت التي جآؤا منها المهندسين من مصر وبلادالشام ، فكانت الشّرُفات (البلكونات) هي السائدة في كل بيت يُبْنى ، مع أنها لا تصلح لهم ولا تناسبهم و لا يستطيعون استخدامها. بالإضافة إلى تصميم مجلس و(مقلّط ) فيكل بيت بما يعادل أحيانا ثلث المساحة مع أنه لم يعد هناك حاجة لها ، فلا يوجداليوم ما يسمى بالضيف الحقيقي ، بل معازيم لأغراض بناء علاقات تحسّباً للحصول على منافع ومصالح من المعزوم ذات يوم .
وإذا نظرنا إلى الألوان والأشكالالتي بنُيت فيها المنازل مثلا في منطقة الباحة لوجدناها شوّهت وجه المنطقة ،فالألوان مُنفّرة وغير مريحة للنّظر ، والأشكال لا يوجد فيها أي إبداع أو هندسة في الكتُلَ ، بل صناديق مربّعة مسحوبةبنسخ متشابهة ومتطابقة أحيانا كثيرة ! ولو كان لي من الأمر شيء لكنت اعتمدت أحجارالمنطقة للبناء على الأقل من الخارج ، وماعليكم إلا النظر والتأمّل والمقارنة بين البيوت القديمة التي بُنِيت بالحجروالحديثة التي بُنِيت بالإسمنت لتروا كم هو جميل ومريح منظر الأولى وكم هو قبيحومنفّر منظر الثانية .
وينسحب هذا الموضوع على كثير منطرق الحياة عندنا وللآسف الشديد ، فالمناسبات تكاد تكون تقليدا أعمى تُعْدم فيهعشرات الرؤوس من الأنعام دون حاجة ، فلاهو بكرم من صاحب المناسبة ولا هي بحاجة للمعازيم ، بل انسياق واستسلام لعادة مكتسبة رديئة ، تُرْمى فيهاالنّعمة في النفايات في الوقت الذي تموت فيه شعوب شقيقة من الجوع . ومع ذلك مستمرّين رغم عدم قناعة الأكثرية بما يحصل .
ولو راقبنا أو تأملنا اندفاع الناسللعمرة في رمضان واهتمامهم بصلاة التراويح لوجدنا أنها، في الغالب ،تقليدا وعادة وليست عبادة ، بدليل أن سلوكهم لا يتغير ولا يتأثر ، حتىأثناء الدخول والخروج والوقوف عند دور العبادة ، تزاحم وتشابك وعدم احترام للآخرين، ثم أنه لم يثبت أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم اعتمر في رمضان ولا تزاحم الصحابة بعده على العمرة في رمضان أيضاً، و السكن في (فنادق خمسة نجوم ) آنذاك حول الحرم ، ليزاحموا عباد الله الذين يأتون للعمرة منأماكن بعيدة ، بل بقيوا في المدينة وأماكن القيادة ، يديرون شؤون المسلمين ويتفقّدون أحوالهم .
وفي الحقيقة أنني لا أعرف ولم أقرأ أو اسمع عن أي مبدع عربي غيّر في طُرق المعيشة وأساليب الحياة ، إلا إذا كان خارج جغرافية ما كان يُسَمّى بالعالم العربي ، أما البقيّة فإننا كالأمّعات نتبع غيرنا ونقلّدهم في أشياء لا تصلح لنا ولسنا مقتنعين بها .وليس لي أمل في التغيير وانتهاج الواقعية واختيار ما يناسب ويصلح إلآ في الشباب الذين أصبح لديهم من الوعي والإدراك ما يجعلهم يقذفون هذه الأساليب والعادات التي تضيّع عليهم الوقت والجهد والمال وهم بأشد الحاجة إليها .
أحزن كثيرا ويعصرني الألم عندما أتأمّل وضع عالمنا العربي ،فلا أجد له أيإبداع ، فقط تقليدا أعمى وركوبا للموجة ، دونعلم إلى أين ستصل بهم .
فحتىّ في الثورات ضدّ الظّلم والطغيان لم يحرّكوا ساكناً ، رغم ما يحلّ بهم على مرّ السنين من الظلم والاستبداد والقهر والاستغلال ، إلا بعد أن أشعل النّار في نفسه شابٌ تونسيُ اسمه محمّد البو عزيزي ، عندها بدأت الشعوب تركب الموجة دون دراية ولا دراسة ، مماأوقع بعض الشعوب في أزمة مستمرة .
وحتى الشعارات التي رفعوها كانت تقليدا لم يحاول كل شعب أن يختار مايناسبه ، فإسقاط النظام ورحيل الرئيس لم تكن الأنسب ، بل ولا الصحيح ، إذ كان الأولى إسقاط رموز النظام وتنحيّ الرئيس ، ليبقى كي يحاسب ويحاكم ....!
وفي ناحية البناء والعمران ركب السعوديوين خصوصاً الموجة مقلّدين غيرمبدعين ولا حتى مفكّرين فيما يناسبهم ، حيث بدأوا باستبدال بيوتهم القديمة التي كانت تناسب البيئة والجو ، ببيوت من الإسمنت المسلّح ، وكانت نسخة من البيوت التي جآؤا منها المهندسين من مصر وبلادالشام ، فكانت الشّرُفات (البلكونات) هي السائدة في كل بيت يُبْنى ، مع أنها لا تصلح لهم ولا تناسبهم و لا يستطيعون استخدامها. بالإضافة إلى تصميم مجلس و(مقلّط ) فيكل بيت بما يعادل أحيانا ثلث المساحة مع أنه لم يعد هناك حاجة لها ، فلا يوجداليوم ما يسمى بالضيف الحقيقي ، بل معازيم لأغراض بناء علاقات تحسّباً للحصول على منافع ومصالح من المعزوم ذات يوم .
وإذا نظرنا إلى الألوان والأشكالالتي بنُيت فيها المنازل مثلا في منطقة الباحة لوجدناها شوّهت وجه المنطقة ،فالألوان مُنفّرة وغير مريحة للنّظر ، والأشكال لا يوجد فيها أي إبداع أو هندسة في الكتُلَ ، بل صناديق مربّعة مسحوبةبنسخ متشابهة ومتطابقة أحيانا كثيرة ! ولو كان لي من الأمر شيء لكنت اعتمدت أحجارالمنطقة للبناء على الأقل من الخارج ، وماعليكم إلا النظر والتأمّل والمقارنة بين البيوت القديمة التي بُنِيت بالحجروالحديثة التي بُنِيت بالإسمنت لتروا كم هو جميل ومريح منظر الأولى وكم هو قبيحومنفّر منظر الثانية .
وينسحب هذا الموضوع على كثير منطرق الحياة عندنا وللآسف الشديد ، فالمناسبات تكاد تكون تقليدا أعمى تُعْدم فيهعشرات الرؤوس من الأنعام دون حاجة ، فلاهو بكرم من صاحب المناسبة ولا هي بحاجة للمعازيم ، بل انسياق واستسلام لعادة مكتسبة رديئة ، تُرْمى فيهاالنّعمة في النفايات في الوقت الذي تموت فيه شعوب شقيقة من الجوع . ومع ذلك مستمرّين رغم عدم قناعة الأكثرية بما يحصل .
ولو راقبنا أو تأملنا اندفاع الناسللعمرة في رمضان واهتمامهم بصلاة التراويح لوجدنا أنها، في الغالب ،تقليدا وعادة وليست عبادة ، بدليل أن سلوكهم لا يتغير ولا يتأثر ، حتىأثناء الدخول والخروج والوقوف عند دور العبادة ، تزاحم وتشابك وعدم احترام للآخرين، ثم أنه لم يثبت أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم اعتمر في رمضان ولا تزاحم الصحابة بعده على العمرة في رمضان أيضاً، و السكن في (فنادق خمسة نجوم ) آنذاك حول الحرم ، ليزاحموا عباد الله الذين يأتون للعمرة منأماكن بعيدة ، بل بقيوا في المدينة وأماكن القيادة ، يديرون شؤون المسلمين ويتفقّدون أحوالهم .
وفي الحقيقة أنني لا أعرف ولم أقرأ أو اسمع عن أي مبدع عربي غيّر في طُرق المعيشة وأساليب الحياة ، إلا إذا كان خارج جغرافية ما كان يُسَمّى بالعالم العربي ، أما البقيّة فإننا كالأمّعات نتبع غيرنا ونقلّدهم في أشياء لا تصلح لنا ولسنا مقتنعين بها .وليس لي أمل في التغيير وانتهاج الواقعية واختيار ما يناسب ويصلح إلآ في الشباب الذين أصبح لديهم من الوعي والإدراك ما يجعلهم يقذفون هذه الأساليب والعادات التي تضيّع عليهم الوقت والجهد والمال وهم بأشد الحاجة إليها .
تعليق