أداءُ جُمَلِ (الأذان) و(الإقامة) في بعض اللهجات المحلية تصحيحًا وتحريفـًا من الوجهة اللغوية.
في هذا الموضوع لا نبحث في حكم الأذان والإقامة لجماعة الرجال، أو للمنفرد، أو حكم الأذان والإقامة للنساء
ولا نبحث كذلك في الزيادات البدعية والشركية في جُمَلُ (الأذان)، نحو:أشهد أنَّ عليًّا ولي الله ***أشهد أنَّ عليًّا حجة الله. و حَيَّ عَلىَ خير العَمَل. وعِترَة محمد. وحَيَّ عَلىَ العِتر
وزيادة جملة(لا ّإلهَ إلا َّالله) مرتين في آخر الأذان.
ولا نبحث أيضًا في النقص والحَذفِ لبعض جُمَلُ (الأذان)، نحو: (أشهدُ أنَّ مُحَمّدًا رَسُولُ الله)( أشهدُ أنَّ مُحَمّدًا رَسُولُ الله)؛ فقد حذف منهما جملة.
وفي حَذفِ الجملتين التاليتين كاملة: حَيَّ عَلىَ الصَّلاة *** *** حَيَّ عَلىَ الصَّلاة.
وإن كانت هذه المسائل مهمة، ويكفينا ما قاله الشيخ ابن باز في هذا الجانب:وبذلك يعلم أن ذكر هذه الألفاظ في الأذان بدعة، يجب تركها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم(من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))متفق على صحته، وفي رواية أخرى((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد))خرجه مسلم في صحيحه.. وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في خطبة الجمعة: ((أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة))وقد درج خلفاؤه الراشدون، ومنهم علي رضي الله عنه وهكذا بقية الصحابة رضي الله عنهم أجمعين على ما درج عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة الأذان ولم يحدثوا هذه الألفاظ.انتهى كلامه.
أقول: كل ما سبق لا نبحث فيه، وإنما نبحث في أداء جُمَل (الأذان) و(الإقامة) عند (السُّـنـُّة)في بعض اللهجات المحلية من الوجهة اللغوية تصحيحًا وتحريفـًا.
تأتي جُمَلُ (الأذان) على وجهين من الأداء:
.
أولا ً: أداء جُمَل (الأذان) و(الإقامة) صحيحًا بالحركات والسكنات على النحو التالي:
اللهُ أكبَرُ *** اللهُ أكبَرُ *** اللهُ أكبَرُ *** اللهُ أكبَرُ
أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلا َّالله *** أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلا َّالله
أشهدُ أنَّ مُحَمّدًا رَسُولُ الله *** أشهدُ أنَّ مُحَمّدًا رَسُولُ الله
حَيَّ عَلىَ الصَّلاة *** *** حَيَّ عَلىَ الصَّلاة
حَيَّ عَلىَ الفلاح *** *** حَيَّ عَلىَ الفلاح
اللهُ أكبَرُ *** اللهُ أكبَرُ
لا ّإلهَ إلا َّالله
.
ثانيًا: أداء جُمَل (الأذان) و(الإقامة) البعيد عن الصحة على النحو التالي:
نلاحظ ــ سماعًا ــ أداءاتٍ تختلفُ منْ مؤذِن لآخر، فيختلفُ المعنى تبعًا لاختلاف الأداء، وقد لا يكون لها معنى.
ونحن هنا نبحث فيما يُؤديه بعض المؤذنين الوطنيين، أما غيرهم من معظم الجنسيات الأخرى فحدّث ولا حَرَج.
1ــ نسمع:
الله واكبر *** الله واكبر *** الله واكبر *** الله واكبر
هذه الجملة غير صحيحة؛ والسبب: أنّ لفظ الجلالة(الله):مبتدأ لا خبر له؛ لأن لفظ (اكبر) معطوف بالواو.
والأدهى أن نسمع: لاه واكبر. وهذه الجملة لا معنى لها.
2ــ نسمع: أشهدُ أللايْلا هِللاه. وهذه الجملة لا معنى لها. ولا تعدُ شهادة َتوحيدٍ.
3ــ نسمع: أشهدُ أنَّ مَحَمّدَ الرَسُولُ الله ، وقد يقلب أحدهم السين من كلمة(الرَسُولُ)صادًا؛ فتصبح(الرَصُولُ). وقد يمدّ أحدهم كلمة (أشهدُ)؛ فيقول: أشهاد.
و هذه الجملة غير صحيحة؛ والسبب: أنّ لفظة (مَحَمّدَ):اسم (أنَّ)، وهو في الأصل مبتدأ، ولفظ (الرسول) بدل من اسم (أنَّ). وكان مِن المفترض أن يكونَ (رسول) خبر(أنَّ)، غير أنَّ الخبر على هذا الأداء في هذه الجملة هو لفظ الجلالة(الله).
فيكون معنى: أشهدُ أنَّ مَحَمّدَ ..... اللهُ : أنَّ مَحَمّدَ ..هو.. اللهُ.
وهذا الأمر باطل شرعًا.
4ــ نسمع : كذلك قلب (الحاء) من كلمة(حَيَّ) عيْنـًا؛ فيقال: (عَيَّ عَلىَ)
5ــ نسمع :في الختام تحريفـًا بدل (لا ّإلهَ إلا َّالله): ليْلا هللاه، وهذا الأداء بهذا اللفظ باطل شرعًا، ولا يعدُ كلمة َتوحيدٍ.
وقد نسمع أداءاتٍ كثيرة مختلفة، تختلف منْ مؤذِن لآخر؛ نحو: قِــدْ قامت الصلاة. بكسر القاف، والصواب: فتحه؛ لأنه حرف تحقيق بقيام الصلاة.وكذلك نسمع من بعض المؤذنين وخاصة بعد انتهاء أذان صلاة الفجر: نسمع : الحقوا الصلاة، الحقوا الصلاة، الصلاة هداكم الله. ونحوها، وهذه زيادات بدعية، ولا حاجة إليها؛ لأن الأذان هو النداء بألفاظ مسنونة، لا ينبغي الخروج عنها.
وتقع مسؤولية هذه التحريفات كاملة على المؤذنين؛ لأنهم هم المؤتمنون في المقام الأول، ثم على الوزارة، التي قامت بتعيينهم دون تدريب، ثم على أئمة المساجد، الذين يسمعون هذه الأداءاتِ النكراء، وقد لا ينكرونها. ثم على المصلين أخيرًا، فالواجب التناصُح ؛ لتأدية الأداء الصحيح.
تعليق