ابومحمد تحطط عليه التعب وأصيب باالتذراع في أطرافه من جراء الصرام وممازاد في معاناته إستخدام الحميرفي الدياس يشكو من ضياع الوقت في حشو الخيشة بالرفه يصنع السنام ....
الإبن: ليش هاذي الأكياس محشيه بالرفه ؟؟
الأب : يالـ خمّه هذا سنام للحماره .
الإبن : وليش الحميرخذ لنا ثور، ونشارك (نعتصب ) مع واحد من الجماعه وبلاش هذا التعب ...
الأب : يزفر وينعت الولد بقول أبورزق (ياحزن صدري مايفهم الهرج ماهلاَ يقلّب عيونه )....
خلك كما فلان: ودي بك بكره تهبط السوق تتقضى لحمه وشكوة وأمك تأخذ لها صماده... وإلا اقولك خل اللحمه اخاف يغشونك والله يعلمني واحد من الوادي يقول ذولا الجزاره مايخافون الله هبط واحد من شيباننا أستغلوا طيبته وطلبهم كيلومن لحمة الحسيل وهبوله شويه لحمه وثلاثة أرباع الوزن حطوله ذرع بقره ..الله لايبارك فيهم ....
ماتسمعين: وشلون الصماده ؟ بهواك .. كيف بهاويه ..اقلك خذي صفراء .. لا ابغى خضراء ... ياهذه الحرمه عكسي في كل شيء... أقولها أبغي العشا قرصان( بر) تسوي قرصان (بوسن )...حسبي الله عليها ..
فهمت ياولد لايضحكون عليك الجزاره .....
الله يوفق لك وانا أبوك .... طف الفانوس قبل ماترقد ...
محمد طارمن الفرحه الغامره وبعمله هذا (يهبط السوق) أكبررد لزملاءه الذين سبق أن وصفوه بالـ (خمّه ) ولا عليه تـُكّله ... انتبه الولد قبل الآذان وخرج فوق الرعش يشوف الثريا طلعت وإلا بعد سمع حكت المغراف في الصحن وخضضة الماء.... نزل يستكشف الأمرعرف سرالطلب الغريب من والده أن يطفأ الفانوس دون أن يقوم هو بذالك ..وقال :الحمد لله الوالد لم يشعربدمكت رجلي فوق الرعش ...
أشعل السيجاره وجلس على حافة العتبه شم الأب رائحة الدخان وعاجل أبنه بصفقه في خده الأيمن ورتحه بمشط قدمه في مؤخرته أسقطته على أنفه وعاتبه اشد العتاب وأحرمه من الذهاب إلى السوق ...
محمد يندب حظه العاثرياصباح الشامتين فرصة الذهاب للسوق صارت كما القطميرشالها معصارالذراه إلى مكان غير معروف فعلا أنا: خـمّه ...
بعد الديسه الأولى يذهب محمد بواحده من حميرالدياس يحمل فوق ضهرها القرب ..ويقابل صالح زميل الفصل بالمدرسه يشكي معاناته من دياس الحمير .. يصبره ويقول هانت كم بقي لكم من الدياس....
محمد : باقي ديستين الله يعين وأزف لك التهنئه من كل قلبي بنجاحك في المدرسه....
صالح : الله يبارك فيك وشد حيلك في الدورالثاني عشان ماصتي تكون بجنب ماصتك الله لايفرق بيننا...
محمد : دعواتك لي بالنجاح في مادة الرياضيات ...
همة ابو محمد قويه داس الدوايس وذرّاها في نصف شهرمواصلا العمل وعلى اقصى درجات من جهده وجهد عياله لأن موعد زواج أبنته سيكون اشتى الصيف .... فقد تمت خطبتها طرف السوق وتحت العرعره التقى بأبو سعيد والد العريس المجند في جيش بن سعود مبتدءا بالحمد والثناء لله وبالصلاة على النبي (تعرف يابو محمد ماانحن فاضين نجيكم مشاغلنا كثيره ومثلك يعرف المُشقّات وإلافغيرها طالبين بنتكم لولدنا ) وعلى عجاله وافق أبو محمد قبل ماينتهي أبوسعيد من علمه ( هااااااا قل والسلام ......الله يحيكم تحيات المطر وسعيد اعتبره من ذالحين رحيم وعاني )
صدر أبو محمد من السوق والفرح بادي على محياه .. وفي القريه الواقعه في طريق الهباطه مربرجل وزوجته وأبناءه االثلاثه لايعرفهم من قبل... يطينون سقف بيتهم الجديد بزافرين ...
ولأنه يركب ظهر حمارته القى عليهم التحيه مسبوقه (بتستوركم سلام عليكم ) ردوا عليه السلام وردد الرجل (يالله يامحيي العظام اللي هشيمه تقطع الرأس الذي مافيه شيمه ) الشيمه يارجال لنا نهارين في طينة السقف ....
أبومحمد :طيب وليش مااستفزعت بجماعتك يساعدونكم ؟...
والله انك صادق ولكن الجماعه ضاقوا من شهادتي على تغيير مكان الحد الذي بين أملاك قريتنا والقريه المجاوره وافسدت عليهم خططهم الظالمه ...والخليله صممت إلا نطين سقف بيتنا وحدنا هذا وماترى عينك تعبنا ونخاف من ضحكة الشامتين ...
ترجل عن حمارته قائلا: الله يثبتنا واياك على الحق لا نصيف ....وعفس بقدميه الطين وتناول وناول الزنابيل حتى تمت طينة السقف....
ـــــــــــــــــــــــــــ
بعدوضع حبوب الحنطه في الأكياس راحت العروس في حفل بسيط وقبل الغروب تناولوا العشاء وذهب كل إلى غايته مرت الأيام والشهوروالعروسين في أفضل حال حتى دخل الشيطان بين العروس وعمتها(أم سعيد) ... ودها تسافر مع زوجها تسكن معه في مقرعمله كاشفه تواطأ سعيد في تحقيق المراد ..
الأم ترفض بشده بدعوى من يساعدهم في الأعمال تكبر المشكله مع تدخل أم العروس السيئة المذهب المعكوسة الفكرأبو محمد زوجها اشتكى من عكاستها ....
أبوسعيد والد العريس وقف عاجزا عن حل الموضوع خاصة عندما عرف رغبة أبنه في ذلك ولعزة نفسه تركه وشأنه أن اراد الأستمرارأوالسفر بصحبتها ....
تشتكي الأم من قسوة الزمن عليها وتتفجر فيها موهبة الشعروأصبح شعرها حديث المجالس ....
ففي احد المرات المجالسيه تغنى راوي القريه بشعرأول مره يسمعه الجالسون حتى أنهم قالوا هذا شعرالخنساء عدله الرواي بتصرف إلى العاميه ...
نموذج من شعرها:
زفير قلبي مع مبدا القمروالثريا
واقول ياهم قلبي لاتزايد عليه
احرمتني النوم وسم (ن) في الكبد ماتزيله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ياونتي ونت المقتول ذا في جزيره
ماعنده الاطيور(ن) تتهاوى بلاياه
حكم علينا وحناماحسبنا عذابه
ولاحسبت الفلوس اللي مضت من يديه
أنا لي الّلـ هم ـ وأما الصيد يرعى فلاته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ينفض المجلس ويتعجب الحاضرون من المعاني التي فسرت صوراً شتى من قهرالديره ...جاءت واضحة البيان في أبيات شاعرة المعنى ..
تعليق