الكاتب/الشيخ رمضان بن عبدالله الكناني
اناس عرفتهم : الشيخ / احمد بن مرضي البرتاوي - رحمه الله -
الشيخ أحمد بن مرضي المكنى بابي ( عيضة ) أبنه الكبير عرفته صادقا صدوقا خلوقا محب لجماعته ولكل من عرفه كان معرفا لقريته بني عمار وإماما وخطيبا للقرية وكان جوادا أمينا بعيد عن كل خلق دنيء أحسبه كذلك رافقته في كثير من أسفاره فكان يسابق الشباب في خدمة مرافقيه في طهي الطعام وإحضار الحطب والماء وتقديم الطعام لمرافقيه .
سافر معي ذات مرة من مكة المكرمة إلى ديرتنا في ليلة مطيرة مطر شمل مكة والطائف وما بين الطائف ومنطقة الباحة مما أضطر سائقي السيارات اللوري حط رحالهم في ضفة وادي بوى الشمالية فاقبلنا عليهم في سيارة خاصة لي رباعية الدفع فحينما أقبلنا عليهم صاحوا علينا بأن نبقي معهم وألا نغامر بحياتنا بتجاوز الماء لخطورته .
ثم أقبل إليً احد سكان الوادي وأسر لي بأنه لا خطورة من الماء .
ثم أقبل إليً احد سكان الوادي وأسر لي بأنه لا خطورة من الماء .
فقال أبو عيضة : تريث قيلا ولا تستعجل وأنا سوف أقيس الماء وفعلا قام بحمل عصى طويلة ودخل في لجة الماء إلى نهايته ثم عاد وقال : لا خطورة من الماء فإن شئت مواصلة السفر فتوكل على الله وبالفعل قمت بتحريك سيارتي وقفزنا من عمق الوادي إلى بر الأمان . ثم قام ركاب السيارات الأخرى بثورة وتظاهروا على سائقيهم مطالبيهم بمواصلة السير قائلين هذه سيارة صغيرة تجاوزت وأنتم تريدون منا البقاء في هذا الوادي للبرد والجوع فاستجاب السائقون لمطالب الركاب وواصلوا سيرهم هذا الكلام قبل أن ينشا ألكبري وقبل أن يكون هناك مقاهي أيضا أو أسفلت .
ثم واصلنا سيرنا وفي وادي تربه وجدناه وكأنه بحر زاخر سفرنا هذا كان ليلا ثم احترنا في سلوك المكان المناسب وخفة المياه فأرشدنا الشيخ احمد بحكم خبرته إلى مكان منبسط ومتفرقة فيه المياه وهو رجل خبير بالطرق إذ كان يسافر بجمله مع بعض رفاقه من القبيلة . فكان يسير أمام السيارة هو أمام إحدى العجلات ورحيمي على عبد الله السيد رحمهما الله ، أمام الأخرى لئلا تسقط السيارة في إحدى الحفر .
فواصلنا حتى وصلنا بسلام سفرنا ذلك كان مغامرة الشاهد من هذا فتوة الشيخ احمد وقيامة بالخدمة المنقطعة النظير لمرافقيه .
فواصلنا حتى وصلنا بسلام سفرنا ذلك كان مغامرة الشاهد من هذا فتوة الشيخ احمد وقيامة بالخدمة المنقطعة النظير لمرافقيه .
كان سبقا لتقديم كل ما ينفع القرية من ماله وممتلكاته ومن ذلك السماح بشق الطرق الموصلة للقرية من أملاكه الخاصة والواقع المشاهد خير شاهد على ما ذكرت إن المكارم أخلاق مطهرة ولا ينالها كل أحد إلا القلة كان أمرا بالمعروف ناه عن المنكر محتسبا غيور على محارم الله فرحمه الله رحمة الأبرار وجمعنا وإياه في جنات النعيم وتحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله .
أسأل الله له الرحمة والمغفره وان يجمعنا به في جنات النعيم فلقد كان نعم الجد والاب والمربي والموجه لم تغفل عنا عينه حتى اتاه الاجل المحتوم
فشكرآ للكاتب أبا عبد العزيز على هذه السطور وليس بمستغرب عليه اسال الله ان يطيل في عمره على طاعته
المصدر
تعليق