قصة السيد ( د ) وزجه السيدة ( م ) والسيد ( س )
هذه القصة حقيقية حدثت في الستينات بين رجل وامرأته وعامل غريب من خارج القرية
كان هناك رجل يدعى ( س ) يعمل لدى بعض الأسر في منطقتنا وكان يعمل في رعي الموشي وحصاد الزراعة وكان به من الفقر ما الله به عليم كان منقطعا لا أهل ولا عشيرة ولا ولد وكان يعمل عند أهل القرية بملء بطنه ويسكن في غرفة متواضعة فراشها الخصف وهو فراش ولحاف وصابر على حالته هذه .
وكان في القرية رجل من أعيانها وقد رمزت لأسمه ب( د ) وله امرأة فيها من الجمال والكمال والعقل مما جعل زوجها يغار عليها غيرة مفرطة وقد رمزت لأسمها ب( م ) وكانت غريبة من خارج القبيلة وهي الأخرى ليس لها قرابة كلهم انقرضوا.
وكان زوجها السيد ( د ) من شدة غيرته عليها يتتبعها وينظر من يقابلها أو يتكلم معها وفي أحد الأيام صادف أن مر إلى جوارها رجل فسلم عليها وردت عليه السلام ولاحظ زوجها ذلك وفي الدار سألها زوجها قائلا : من الذي قابلك في الطريق وماذا قال لك ؟
فقالت : قابلني فلان من الناس ورد على السلام وذهب . قال لها أنت تكذبين ( أنت طالق ) وكررها ثلاث مرات ثم جمع أعيان قريته وأشهدهم على مقولته ولم يبدي لهم الأسباب ثم إنها انتقلت من بيت طليقها إلى غرفة عند أحد المحسنين في نفس القرية .
زوجها السيد ( د ) ندم لفراقها وتأسف وعلم أنه تسرع في فراقها وطلب من أولى ألحجي والرأي حلا لمشكلته فا رشدوه إلى أن يتفقوا مع ذلك الرجل السيد ( س ) المسكين الذي يعمل في القرية أن يتزوجها زواج تحليل فقط ثلاثة أيام ثم يفارقها وبعد ذلك يراجعها زوجها ويعيدها إليه وما كان من هذا المسكين إلا أن وافق على غير رغبة منه .
فذهبوا إليها وأخبروها بما عزموا عليه فوافقتهم بشروط أن يشتروا لها فراش ومهر قدره (300) ريال فاخبروا زجها السيد ( د ) بمطالبها فوافق ودفعوا لها الصداق .
ثم زفت إلى زوجها المؤقت إلا أنه طاب لها وطابت له وأنس كل واحد منهما بصاحبه فقالت له إذا طلبوا منك الطلاق فلا تجيبهم على طلبهم وقل لهم أمرها لها إن هي تريد ذلك فلا مانع لدي واترك لباقي علي .
وبقيت معه الثلاثة الأيام المتفق عليها فراجعوه وطلبوا منه فراقها فقال لهم : أسألوها أن كانت تريد ذلك فلا مانع لدي .
فذهبوا إليها وسألوها الوفاء بوعدها : فما كان منها إلا أن أخذت حفنة من تراب وحثته في وجوههم وقالت : أنا تزوجت هذا المسكين على سنة الله ورسوله وعلى غير رغبة مني فلن أفارقه .
فقالوا لها : زوجك سلم فلوس وخسر ولابد من إما تعودين إليه وإلا تعيدين له ماله الذي دفعه فقالت : أنا لم أطلب منكم زوج ولا غيره وليس لكم عندي إلا التراب .
فعادوا من عندها بخيبة الأمل . وقيل إنها عاشت عيشة هنئيه مع زوجها الجديد واشترت لها بقرة وتحسنت أحوالهما المعيشية إلا أنهما كانا عقيمان لا ينجبان .
وفي ذلك الزمن لم يتقدم علم الطب ولم يعرف أطفال الأنابيب واستنساخ أجهزة وأعضاء بشرية لنقلها إلى من يحتاج إليها عن طريق الأنابيب والأجهزة المختبرية كما هو المتعارف عليه في علم طب الجراحة السلالية اليوم .
تعليق