ذكرتني بقصة ذلك الشاب الذي سأل أحد الأثرياء كيف أصبحت ثريـًا ..؟
فقال : يا بني كنتُ معدمـًا ( على الحديدة ) ، حتى قوت يومي لا أجده إلا بعد معاناة ، وفي أحد الأيام وهبني واحدٌ من أهل الخير تفاحةً ، فأخذتها ومسحتها ولمعتها حتى أصبح من يراها لا يسيطر على ( لعابه ) ، فقلت فرصة أبيعها ، فبعتها بريال ، واشتريت بالريال تفاحتين ، وفعلت بهما ما فعلته بالأولى وبعتهما بأربعة ريالات ، ولم يأتِ نهاية الشهر إلا ومعي فوق الخمسين ..
والشاب يقول : هااه ، أكمل ..
قال : ومات أبو زوجتي وكان نصيبي من تركته عشرة ملايين وقلت ( فرصة ) أبدأ بها تجارتي ..
لا يكون أنك صدقت أنت ووجهك هذا الذي كأنه ( طفاية سجاير ) حكاية التفاحة ..؟

أبا أحمد :
ما أكثر الفرص ، لكن القليل هم الذين يوفقون في اقتناصها ..

حين جاءت مساهمات سوا قلت فرصة أنمي ( شقى ) عمري ، فراح أكثر من نصفه ، وحين سمعت عن الأسهم السعودية قلت فرصة أعوض ما راح ، فأكلت الباقي وقالت لي ( إلى الخلف در ) ، وحين درت ، قالت إلى ( الأمام سر ) ، فما توقفت إلا عند أكثر من عشرين سنةٍ مضت أو تزيد ..

حقـًا ، الفرص ترفع أناسـًا إلى أن تلامس بهم السماء ، وتخسف بآخرين إلى أن يستقروا تحت الأرض السابعة ..
وأنا من النوع الثاني ..

كالعادة جميلٌ في طرحك ..

ابن مرضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسعد الله أوقات الجميع بالمسرات . عزيزي كم من الفرص تضيع وأهم هذه الفرص فرصة العمر . يحينما يقول الإنسان (( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ))
أما الحياة فقد جاء في الحديث : أن لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها وإن أبطأ عليها فاتقوا الله أيها الناس وأجملوا فى الطلب ولا يحملنكم استبطاء شىء من الرزق أن تأخذوه بمعصية فإن الله لا يدرك ما عنده إلا بطاعته .
جاء في بعض الحكايات عل السن الحيوانات : أضاع صرصار زمن الصيف في اللهو واللعب ولم يدخر للشتاء ما يغنيه عن المسألة , ويقيه شر الذل . فلما جاء الشتاء افتقر إلى الغذاء , وعجز عن السعي لشدة البرد فقصد مسكن نملة , واستقرضها شيئا من القمح حتى إذا جاء الصيف رده . فقالت له : وما منعك أن تدخر مثلى وتسعى سعيي , ولا تعرض وجهك لذل المسألة . فقال : قد فرطت وندمت على ما فعلت . فقالت له : جزاء المفرط الإهمال ومقابلته بالأعراض , وليس عندي ما أستغني عنه وأدفعه إليك , فسل غيري , وتذكر موقفك هذا متى جاء الصيف . قال : يا أختاه قد سمعت مقالتك وقبلت نصيحتك , والآن لا أجد من يقرضني , فأجيبي سؤالي وكفاني ما رأيت , جزأك الله خيرا . فأعطته جزاء من القمح فتناوله ومضى كئيبا حزينا . وذلك جزاء المهملين .
اللهم أعنا على تأمين المستقبل الذي لامناص منه وعلى تأمين زاد ذلك المشوار الطويل المؤدي إلى طريقين لاثالث لهما .. دمتم جميع بخير وعافية ..!