وأنا أقرأ في ( أدب الإخوانيات ) قبل فترةٍ وجدت هذه الطرفة :
دخل الدكتور ( محمود أمين العالم ) بشعره الطويل المتهدل من الجوانب والخلف على ( الأستاذ عباس محمود العقاد ) في صالونه الأدبي ، وكان بينهما صداقة عميقة جدًا ومودة ، فقال ( العقاد ) يداعب ( العالم ) :
( أيوه والنبي افتكرتك يا محمود ست ) !
فضحك من في الصالون وحين هدأ ، ردّ ( العالم ) قائلاً : ( ومالو يا عباس يا فندم مش أنا افتكرتك راجل ) ؟!
ابتسمتُ وأنا أردد في نفسي :
ما أجمل أريحية من مضوا ، وما أصفى قلوبهم ، وما أسرع بديهتهم ..!
اليوم لو قال أحدُنا لآخر ( افتكرتك ست ) لجعل من وُصف بـ ( الست ) ما بين عيني القائل ( هدفـًا ) لما في يده ، ولصار فيها مجلس ( حقوق قبايل ) ومشايخ وموامين وعبرة وملفى ، وقد يصل الأمر إلى المحاكم الشرعية وربما يتعداها إلى مقام وزارة الداخلية ..!
لماذا ؟!
لأمرين :
الأول : النفوس ما عادت تتقبل ، والثقة فيها معدومة ، فالنقص يحيطها من جميع جهاتها الأربع ..!
والثاني : افتقاد الأغلبية لسرعة البديهة ، فالواحد من أجل أن يجد الرد المناسب يحتاج إلى ثلاثة أيام من التفكير المتواصل ، وقد يأتي رده ( من جنب القدة ) ..!
بعيدًا عن الطرفة السابقة ، ( أدب الإخوانيات ) نثرًا وشعرًا بـ ( عتابه وشكواه وطرفه ) ممتع ، لكنه يحتاج إلى أناسٍ من الرعيل الأول ..!
تعليق