فاجعة جُدَّة بين (الثواب) و(العقاب)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فيقول ربنا جلَّ وعلا في محكم التنزيل: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً)
قال ابن عباس رضي الله عنهما : عرضَ اللهُ الأمانةَ - وهي الفرائض - على آدم فقال: إن أحسنتَ جُوزيتَ، وإن أسأتَ عُوقبتَ.
بهذا المبدأ الرباني (الثواب والعقاب) تعامل خادم الحرمين الشريفين مع كارثة مدينة جُدة، وهو مبدأ عادل حكيم، تقوم عليه الشريعة الإسلامية في تعاملها ومعاملاتها،
كما هو مقرر في كتاب ربنا (هَلْ جَزَاء الإحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) (وَجَزاءُ سَيئةٍ سيئةٌ مِثْلُها)
ولذلك .. فإن الناظر في الأمر الملكي الكريم الصادر بشأن كارثة جدة ليجد مبدأ (الثواب) للمحسن و(العقاب) للمسيء من أبرز مظاهر هذا الأمر الكريم
وهذا تأسيسٌ نظري وتطبيقٌ عملي لما عاهد عليه خادم الحرمين الشريفين شعبه من أداء الأمانة، وأن يعمل وفق منهج الشريعة الغراء.
فهذا الأمر إنما هو امتثال لقوله صلى الله عليه وسلم: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وكُلُّكم مسؤولٌ عن رعيته).
ولما كان - حفظه الله - في مقام الولاية العظمى وما تستلزمه تلك الولاية من مسؤولية كبرى، قال - أعزه الله - عن موقفه من تلك الكارثة:
(واضطلاعاً بما يلزمنا واجب الأمانة والمسؤولية التي عاهدنا الله تعالى على القيام بها والحرص عليها تجاه الدين ثم الوطن والمواطن وكل مقيم على أرضنا
فإنه من المتعين علينا شرعاً التصدي لهذا الأمر).
ثم ذكر - رعاه الله - تقرير مبدأ (الثواب والعقاب) وتطبيقه عملياً على تلك الكارثة، فقال:
(والتصدي لهذا الأمر وتحديد المسؤولية فيه والمسؤولين عنه - جهاتٍ وأشخاصاً - ومحاسبة كل مقصر أو متهاون
بكل حزم دون أن تأخذنا في ذلك لومة لائم تجاه من يثبت إخلاله بالأمانة، والمسؤولية الملقاة عليه والثقة المناطة به، أخذاً في الاعتبار مسؤولية الجهات المعنية).
ثم بيَّن - حفظه الله - أن من أسلوب التأديب ( للجميع ): التشهير بالمخالف، فقال:
(مدركين أنه لا يمكن إغفال أن هناك أخطاءً أو تقصيراً من بعض الجهات، ولدينا الشجاعة الكافية للإفصاح عن ذلك والتصدي له بكل حزم).
واستدل - أيَّده الله - (بتبرؤ النبي صلى الله عليه وسلم من صنيع بعض أصحابه فيما ندبهم إليه).
والتأديب بالتشهير والنقد العلني أسلوب من أساليب التربية والسياسة النبوية، كما تقدَّم ذكر دليله،
ويؤيده أيضاً ما رواه البخاري في (الأدب المفرد) عن أبي هريرة أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن لي جارًا يؤذيني،
فقال: (انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق)
فانطلق فأخرج متاعه، فاجتمع الناس عليه فقالوا: ما شأنك؟ قال: لي جار يؤذيني،
فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق)،
فجعلوا يقولون: (اللهم العنه، اللهم اخْزِه)، فبلغه فأتاه، فقال: ارجع إلى منزلك، فو الله لا أؤذيك.
فهذا المؤذي لفرد واحد من أفراد المسلمين ارتدع بالتشهير! فكيف بمن تسبب في موت مئات المسلمين؟! وشرَّد الآلاف منهم؟!
اللهم سدِّد خادم الحرمين الشريفين في أقواله وأعماله..
منقول
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فيقول ربنا جلَّ وعلا في محكم التنزيل: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً)
قال ابن عباس رضي الله عنهما : عرضَ اللهُ الأمانةَ - وهي الفرائض - على آدم فقال: إن أحسنتَ جُوزيتَ، وإن أسأتَ عُوقبتَ.
بهذا المبدأ الرباني (الثواب والعقاب) تعامل خادم الحرمين الشريفين مع كارثة مدينة جُدة، وهو مبدأ عادل حكيم، تقوم عليه الشريعة الإسلامية في تعاملها ومعاملاتها،
كما هو مقرر في كتاب ربنا (هَلْ جَزَاء الإحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) (وَجَزاءُ سَيئةٍ سيئةٌ مِثْلُها)
ولذلك .. فإن الناظر في الأمر الملكي الكريم الصادر بشأن كارثة جدة ليجد مبدأ (الثواب) للمحسن و(العقاب) للمسيء من أبرز مظاهر هذا الأمر الكريم
وهذا تأسيسٌ نظري وتطبيقٌ عملي لما عاهد عليه خادم الحرمين الشريفين شعبه من أداء الأمانة، وأن يعمل وفق منهج الشريعة الغراء.
فهذا الأمر إنما هو امتثال لقوله صلى الله عليه وسلم: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وكُلُّكم مسؤولٌ عن رعيته).
ولما كان - حفظه الله - في مقام الولاية العظمى وما تستلزمه تلك الولاية من مسؤولية كبرى، قال - أعزه الله - عن موقفه من تلك الكارثة:
(واضطلاعاً بما يلزمنا واجب الأمانة والمسؤولية التي عاهدنا الله تعالى على القيام بها والحرص عليها تجاه الدين ثم الوطن والمواطن وكل مقيم على أرضنا
فإنه من المتعين علينا شرعاً التصدي لهذا الأمر).
ثم ذكر - رعاه الله - تقرير مبدأ (الثواب والعقاب) وتطبيقه عملياً على تلك الكارثة، فقال:
(والتصدي لهذا الأمر وتحديد المسؤولية فيه والمسؤولين عنه - جهاتٍ وأشخاصاً - ومحاسبة كل مقصر أو متهاون
بكل حزم دون أن تأخذنا في ذلك لومة لائم تجاه من يثبت إخلاله بالأمانة، والمسؤولية الملقاة عليه والثقة المناطة به، أخذاً في الاعتبار مسؤولية الجهات المعنية).
ثم بيَّن - حفظه الله - أن من أسلوب التأديب ( للجميع ): التشهير بالمخالف، فقال:
(مدركين أنه لا يمكن إغفال أن هناك أخطاءً أو تقصيراً من بعض الجهات، ولدينا الشجاعة الكافية للإفصاح عن ذلك والتصدي له بكل حزم).
واستدل - أيَّده الله - (بتبرؤ النبي صلى الله عليه وسلم من صنيع بعض أصحابه فيما ندبهم إليه).
والتأديب بالتشهير والنقد العلني أسلوب من أساليب التربية والسياسة النبوية، كما تقدَّم ذكر دليله،
ويؤيده أيضاً ما رواه البخاري في (الأدب المفرد) عن أبي هريرة أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن لي جارًا يؤذيني،
فقال: (انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق)
فانطلق فأخرج متاعه، فاجتمع الناس عليه فقالوا: ما شأنك؟ قال: لي جار يؤذيني،
فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق)،
فجعلوا يقولون: (اللهم العنه، اللهم اخْزِه)، فبلغه فأتاه، فقال: ارجع إلى منزلك، فو الله لا أؤذيك.
فهذا المؤذي لفرد واحد من أفراد المسلمين ارتدع بالتشهير! فكيف بمن تسبب في موت مئات المسلمين؟! وشرَّد الآلاف منهم؟!
اللهم سدِّد خادم الحرمين الشريفين في أقواله وأعماله..
منقول
تعليق