أخواني ليس لي تعليق ولكنيي في حالة ذهول وتعجب في نفس الوقت فهل تشاطرونني هذا التعجب وهذا الذهول مماقرأت أم نهمله كغيرة من المقالات الساخنه
تحياتي للجميع
العتب على قدر المحبة
الأحد, 22 نوفمبر 2009
د صالح بن بكر الطيار
نعلم أن منصب الوزير هو بالدرجة الأولى منصب سياسي وليس تكنوقراطياً ، وأن اعتبارات ذات علاقة بمصلحة الدولة أدت الى تعيين وزير في موقعه حتى وإن لم يكن يحمل اختصاص الحقيبة المسندة اليه كما نعلم ايضاً ان هذه الحالة سائدة في كل دول العالم المتحضرة او التي لا زالت في طور النمو . ونعلم ان الوزير يعتمد لتصريف اعمال وزارته على مستشارين وخبراء من ذوي الاختصاص ليكونوا له السند في اتخاذ القرار الصائب والنافع للمواطنين ولتقدّم الدولة وتطورها . وبذلك يصبح الوزير على علم بكل شاردة وواردة في وزارته ، ولا يسمح لنفسه بتوقيع أي قرار او مذكرة دون الإلمام بكل خلفياتها . هذا الواقع لا ينطبق على عدد قليل من الوزراء رغم كل التوجيهات التي تصدر عن ولي الأمر بهذا الخصوص وعلى وجه التحديد من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ومن ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني . وخير دليل على ذلك ان معالي وزير الخدمة المدنية لا يعلم ان هناك 180 الف مواطن ومواطنة يعملون بطرق غير نظامية بموجب بنود لم يكن يعلم بوجودها والتي يمكن ان يكون قد اكتشفها بمحض الصدفة . ومعالي وزير الزراعة لا يعلم ان لديه مهندسين وخبراء في وزارته يتقاضون راتباً شهرياً يبلغ نحو 1500 ريال أي اقل مما تتقاضاه خادمة اجنبية تعمل في منزل اي مواطن سعودي . ومعالي وزير العمل لايعلم ان رواتب السعوديين هي الأدنى في المنطقة حيث ان 80 % من الموظفين تبلغ رواتبهم الشهرية اقل من 5 الاف ريال فيما أي اجنبي في نفس الموقع لا يقبل براتب اقل من ثلاثة اضعاف راتب السعودي . ومعالي وزير الصحة الذي اراد ان يظهر للسعوديين ان لقاح انفلونزا الخنازير غير خطر وحقن نفسه بأول لقاح ، لا يعلم ان نظيرته السابقة في فنلندا كشفت عن معلومات خطيرة مفادها ان امريكا ضغطت على منظمة الصحة العالمية لكي تعتبر وباء انفلونزا الخنازير مميتا وذلك بهدف انعاش الأوضاع المالية لشركات الأدوية المتفرغة الآن لصنع مليارات اللقاحات . يعلم أصحاب المعالي ان وزراء كثرا في المجتمعات المتحضرة استقالوا من مناصبهم لا بسبب مسؤولية مباشرة لهم عن خطأ وقع ، انما لمجرد ان موظفا – في وزارته ارتكب تصرفات مشينة تسببت بكوارث ففضّل هو ان يتحمّل المسؤولية والمحاسبة نيابة عنها . وهذا لا يعني ان اصحاب المعالي غير مكترثين وغير مهتمين او غير ناجحين في مواقعهم ، لا بل ان كثرة مشاغلهم والتزاماتهم التي نعرفها عن كثب هي التي غيّبتهم عن الإلمام ببعض التفاصيل الأمر الذي من الطبيعي ان يترك انعكاسات سلبية على المواطنين الذين يعتبرون أن الناقد هو لسان حالهم فكان ان عرضنا في مقالنا هذا عتباً جاء على قدر ما نكنّ لأصحاب المعالي من محبة
جريدة الأحد 5/12/1430هـ
.
تعليق