الحمد الذي الذي له الحمد على كل حال والصلاة والسلام على سوله واله وصحبه خير صحب وآل وبعد:

فيا ساري البرق غاد القصر واسق به ** من كان صرف الهوى والود يسقينا
واسأل هنالك هل عنى تذكرنا ** إلفا تذكره امسى يعنينام
ويا نسم الصبا بلغ تحيتنا ** من لو على البعد حيا كان يحيينا
فهل أرى الدهر يقضينا مساعفة ** منه وإن لم غبا تقاضينا

على وقع إيقاع الصوت القادم من عمق قلب مكلوم طربت وعادني ما يشبه الأحلام يوم أحسست بهذه الكلمات تغمرني وتهز كياني كله, ابتعدت حتى آخر غرفة في المنزل وأغلقت الباب خلفي ثم ترنمت وزد ترنمي وعلى صوتي حتى أطلقت ضحكة صغيرة تحولت إلى قهقهة جنونية لا توصف سقطت خلالها دمعة تلتها أخرى على إثر شهقة ثم انخرطت بعدها في بكاء عميق بكاء بلغ في الإيلام حدا ليس لي وصفه ولو غصت أعمق مما تشتهون, ثم تلى ذلك صمت رهيب وتحديق مستمر على سطور وذكريات بعيدة غائرة لا ترى مما تكدس حولها من ظلام, يا لله هل هذه أحوالنا أحوال دنيانا من منا يسير بالآخر حنو حتفه هل نحن من يتلفها وما عليها أم هي من يتلفنا ومن معنا .
ما بين الأمس واليوم مسرحية كبرى نتابع تفاصيلها ننسى منها ما شاء الله أن ننساه, ونتذكر منها ما شاء الله أن نتذكر, نفرح لبعض الذكرى ونبتسم لها ونبكي الكثير والكثير مما فات ولم يعد, يا كم حالت أن أجرب قول الشاعر العامي المصري ( عايز ألملم قلبي .. واحضن نفسي وامش بعيد ) إلا أني أفشل في كل مرة فيصبح حالي كحال الجاهليين في وأد بناتهم يعصرهم الألم وهم يدفنون نفسا حيا عواطف دفاقة يكتم انفاسها والعيون في العيون والشفاة تتراقص ليس رغبة بل ألما وإحساسا يهز كزلزال مدمر , يا لله كم لذلك الشعور من وخز لا يطاق ولا يصبر عليه أحد .
يا سادة :
قد تكون الكتابة هي السبيل الوحيد لحظن القلب في معطف معنى وفرو عبارة حتى يحس بالدفء ولو لبرهة من زمن في ظل هذا الجمود الطاغي فلربما أحدثت تلك الحروف على الحروف فرقا, فأنا على أغلب الأحوال ما زلت أفكر وكلما تجاوزت مفترقا للطرق تراءت أمامي مفترقات .
ينظر البعض في حروفي وأحيانا تعبيرات وجهي وتصرفاتي فينطلقون في السؤال والحساب قبل يوم الحساب يحاسبونك على حزنك ويضيقون عليك منافذ الدنيا حتى لا تجد بدا من اعتزالهم أو كراهية نفسك, يفرضون عليك وجها من زجاج.. تضحك أمامهم فيقسمون بأن هذا منكر كيف يحدث , تبكي بعيدا عنهم فيدعون أنهم الأعلم بدواخلك..!! ويبقى سؤالهم يحاصرك هل انت حزين؟ هل أنت فرح ؟ ولا مجال للرد بالنفي فهم قد قرروا ذلك وابتدأ المشوار بين سين وجواب .
من المؤكد جدا أني لست وحدي
وذاك عزائي لنفسي
.
.
وفق الله الجميع