فايروس الخنازير
أعراضه مماثلة لأعراض الأنفلونزا الموسمية كارتفاع مفاجئ في الحرارة وسعال وألم في العضلات
تحقيق - عبدالله الشهري
شهد هذا العام اخطر وباء عالمي اعلنته منظمة الصحة العالمية ليصل حد التحذير منه الى الدرجة السادسة وهي الاعلى في العرف الصحي وفي ايام معدودة انتقل المرض الى بلادنا واصاب حتى الان قرابة 7 اشخاص في مناطق مختلفة كلهم قادمون من الخارج.
وبات يشكل هذا الفايرس مصدر قلق لكثير من المواطنين والمقيمين مما يتطلب المبادرة للحديث عن الفايرس وتعريفه ومحاطره واعراضه والوقاية منه بشكل يجعل القارئ على علم ودراية وذلك من خلال استضافة عدد من الاكاديميين المختصين للاجابة عن عدد من التساؤلات ذات العلاقة بالمرض.
يعرف المشرف العام للأمن الوقائي الحيوي بالإدارة العامة لشؤون الزراعة بالمنطقة الشرقية ورئيس لجنة مكافحة مرض أنفلونزا الطيور بالمنطقة الشرقية د . عبد الجبار محمد العبد رب الرضا أنفلونزا الخنازير (Swine influenza) هو أحد أمراض الجهاز التنفسي التي يسببها فيروسات أنفلونزا تنتمي إلى :
1. أسرة أورثوميكسوفيريداي (Orthomyxoviridae)
2. النوع أ ( Type A )
3. العترة «إتش 1 إن 1» ( H1N1 )
إعادة تشكيل فيروسين
وأشار الى ان الفيروس موجود ومنتشر في الخنازير على مدار العام ويصيب الخنازير بصورة دورية في عدد من الدول منها الولايات المتحدة والمكسيك وكندا وأمريكا الجنوبية وأوروبا وشرق آسيا والحالات الوبائية منه في الخنازير تحدث في أواخر الخريف والشتاء كما هو الحال لدى البشر وهي صفة عامة لفيروسات الأنفلونزا .وكان يعتقد أن الفيروس H1N1 المسبب للعدوى نتج من إعادة تشكيل أربعة أنواع من فيروس الأنفلونزا أ وهي اثنان يصيبان الخنازير وواحد مستوطن لدى الطيور وواحد يصيب البشر. لكن آخر الدراسات تشير إلى أن الفيروس نتج من إعادة تشكيل فيروسين مستوطنين لدى الخنازير.
التشكيل الجيني
وبين الدكتور عبدالجبار ان فيروسات الأنفلونزا تتميز بإعادة التشكيل الجيني وهي عبارة عن خلط المكونات الجينية المكونة لفيروسين متشابهين يصيبان نفس الخلية. وفيروس الأنفلونزا يتكون من ٨ نسخ من الرنا ( RNA ) حيث يتم تبادل أجزاء الرنا لتكوين فيروس ذي تركيبة جينية جديدة. وتحصل إعادة التشكيل عند إصابة إنسان أو حيوان بنوعين مختلفين من فيروس الأنفلونزا فينتج فيروس خليط بين الاثنين . وهذه العملية كانت سبباً لعدد من أوبئة الأنفلونزا كأنفلونزا هونغ كونغ وأنفلونزا الخنازير.
انتقال الفيروس
• واكد الدكتور رضا ان مصدر الفيروس الخنازير وينتقل الى الانسان عن طريق الاحتكاك المباشر بالحيوان المصاب .
ويعتقد أن الانتقال بين البشر يحدث بنفس طريقة الأنفلونزا الموسمية عن طريق ملامسة شيء ما به فيروسات أنفلونزا ثم لمس الفم أو الأنف ومن خلال السعال والعطس.
طرق الوقاية
وعن طرق الوقاية قال الدكتور عبدالجبار هي نفس طرق الوقاية المتبعة للأنفلونزا العادية الموسمية :
1. غسل الأيدي بالماء والصابون عدة مرات في اليوم.
2. تجنب الاقتراب من الشخص المصاب بالمرض.
3. ضرورة تغطية الأنف والفم بمناديل ورق عند السعال.
4. أهمية استخدام كمامات على الأنف والفم لمنع انتشار الفيروس.
5. تجنب لمس العين أو الأنف في حالة تلوث اليدين منعا لانتشار الجراثيم.
عند في البشر
وعن اعراضه عند البشر قال : أعراض أنفلونزا الخنازير في البشر مماثلة لأعراض الأنفلونزا الموسمية وتتمثل في ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة وسعال وألم في العضلات وإجهاد شديد مشيرا الى ان السلالة الجديدة تسبب مزيدا من الإسهال والقيء أكثر من الأنفلونزا العادية. ولا يمكن التفريق بين الأنفلونزا الشائعة وبين أنفلونزا الخنازير إلاّ عن طريق فحص مختبري يحدد نوع الفيروس.
التعافي سريعا
• وبين الدكتور عبدالجبار ان معظم المرضى يصلون إلى التعافي سريعا من دون مشاكل.. وإبقاء المريض في غرفة أخرى من المنزل ،وبعيدا عن الأشخاص الآخرين في المنزل لمدة لا تقل عن 7 أيام بعد أن تظهر علامات المرض على الشخص المصاب... إذا كان المريض بحاجة إلى التحرك في جميع أنحاء المنزل، يجب أن هذا الشخص يرتدي أكثر من قناع على الأنف والفم...الشخص المريض ، وجميع أفراد أسرته، لا ينبغي عليهم السفر على الطائرات أو الحافلات (أتوبيسات ميكروباصات) أو القطارات،
مرض تنفسي حاد
ويقول الدكتور محمود شرمان رئيس قسم العدوى بمستشفى الملك فهد التخصصي ان إنفلونزا الخنازير مرض تنفسي حاد وشديد الإعداء يصيب الخنازير ويسبّبه واحد أو أكثر من فيروسات إنفلونزا الخنازير من النمط A. ويتسم هذا المرض، عادة، بمعدلات مراضة عالية ومعدلات إماتة منخفضة %0.005 وينتشر الفيروس المسبّب للمرض بين الخنازير عن طريق الرذاذ والمخالطة المباشرة وغير المباشرة والخنازير الحاملة للمرض العديمة الأعراض. ويُسجّل وقوع فاشيات من هذا المرض بين الخنازير على مدار السنة، مع ارتفاع نسبة حدوثها في موسمي الخريف والشتاء في المناطق المعتدلة المناخ. وتميل كثير من البلدان إلى تطعيم أسراب الخنازير ضد هذا المرض بشكل روتيني.
الفيروس «المتفارز»
واضاف الدكتور شرمان ان فيروسات إنفلونزا الخنازير في معظم الأحيان تنتمي إلى النمط الفرعي H1N1، ولكنّ هناك أنماطاً فيروسية فرعية تدور أيضاً بين الخنازير (مثل الأنماط الفرعية H1N2 وH3N1 وH3N2). ويمكن أن يُصاب الخنازير كذلك بفيروسات إنفلونزا الطيور وفيروسات الإنفلونزا البشرية الموسمية وفيروسات إنفلونزا الخنازير. وكان البعض يعتقد أنّ البشر هم الذين تسبّبوا أصلاً في إدخال النمط الفيروسي H3N2 بين الخنازير. ويمكن أن يُصاب الخنازير، في بعض الأحيان، بأكثر من فيروس في آن واحد، ممّا يمكّن جينات تلك الفيروسات من الاختلاط ببعضها البعض. ويمكن أن يؤدي ذلك الاختلاط إلى نشوء فيروس من فيروسات الإنفلونزا يحتوي على جينات من مصادر مختلفة ويُطلق عليه اسم الفيروس «المتفارز». وعلى الرغم من أنّ فيروسات إنفلونزا الخنازير تمثّل، عادة، أنواعاً فيروسية مميّزة لا تصيب إلاّ الخنازير، فإنّها تتمكّن، أحياناً، من اختراق الحواجز القائمة بين الأنواع وإصابة البشر.
آثار هذا المرض على صحة البشر
وعن آثار هذا المرض على صحة البشر قال الدكتور شرمان لقد تم الإبلاغ، من حين لآخر، عن وقوع فاشيات وحالات متفرقة من العدوى البشرية بإنفلونزا الخنازير. وتتساوق الأعراض السريرية لهذا المرض، عادة، مع أعراض الإنفلونزا الموسمية، غير أنّ نطاق السمات السريرية المُبلغ عنها يتراوح بين عدوى عديمة الأعراض والتهاب رئوي وخيم يؤدي إلى الوفاة.
وقد تم، بسبب تشابه السمات السريرية النمطية لإنفلونزا الخنازير التي تصيب البشر مع الإنفلونزا الموسمية وغيرها من أنواع العدوى الحادة التي تصيب السبيل التنفسي العلوي، الكشف عن معظم الحالات بمحض الصدفة بفضل أنشطة ترصد الإنفلونزا الموسمية. ومن المحتمل أنّ الحالات المعتدلة أو العديمة الأعراض قد فلتت من عملية الترصد ولم يُكشف عنها؛ وعليه فإنّ الحجم الحقيقي لهذا المرض بين البشر لا يزال مجهولاً.
ادوية متوفرة
وبين الدكتور شرمان ان بعض البلدان تمتلك أدوية مضادة للفيروسات لمكافحة الإنفلونزا الموسمية وتلك الأدوية قادرة على توقي ذلك المرض وعلاجه بفعالية. وتنقسم تلك الأدوية إلى فئتين اثنتين هما: 1) الأدمانتان (الأمانتادين والريمانتادين، 2) مثبّطات نورامينيداز الإنفلونزا (الأوسيلتاميفير والزاناميفير).
والجدير بالذكر أنّ معظم حالات إنفلونزا الخنازير التي أُبلغ عنها سابقاً شُفيت تماماً من المرض دون أيّة رعاية طبية ودون أدوية مضادة للفيروسات.
واضاف ان تطوّر بعض فيروسات الإنفلونزا مقاومة إزاء الأدوية المضادة للفيروسات، ممّا يحدّ من نجاعة التوقية الكيميائية والعلاج. وقد تبيّن أنّ فيروسات إنفلونزا الخنازير التي تم عزلها من الحالات البشرية التي وقعت في الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً أبدت حسّاسية حيال الأوسيلتاميفير والزاناميفير ولكنّها أظهرت مقاومة تجاه الأمانتادين والريمانتادين. وهناك ما يكفي من المعلومات لإصدار توصية بشأن استعمال الأدوية المضادة للفيروسات في توقي وعلاج العدوى بفيروس إنفلونزا الخنازير. ولابدّ للأطباء اتخاذ القرارات في هذا الشأن استناداً إلى التقييم السريري والوبائي والوزن بين الأضرار والمنافع المرتبطة بخدمات التوقية/العلاج التي تقدم للمريض. وفيما يخص فاشية إنفلونزا الخنازير التي تنتشر حالياً في الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك توصي السلطات الوطنية والمحلية باستخدام الأوسيلتاميفير والزاناميفير لعلاج وتوقي المرض بالاستناد إلى خصائص الحساسية التي يبديها الفيروس.
الحماية من المصابين
و عن كيفية حماية الشخص من اكتساب إنفلونزا الخنازير من أناس مصابين بالعدوى قال د. شرمان إنّ حالات إنفلونزا الخنازير التي سُجلت في الماضي بين البشر كانت معتدلة عموماً، ولكن من المعروف أنّ تلك العدوى تسبّبت في وقوع مرض وخيم مثل الالتهاب الرئوي. أفضل طريقة عن طريق تجنب الاختلاط المباشر للمصابين واتخاذ الاحتياطات اللازمة من غسيل اليدين وتغطية الفم والأنف عند العطس أو السعال.
تاريخ المرض وطبيعته:
ويقول الدكتور أحمد محمد اللويمي استاذ علم المناعة المشارك بجامعة الملك فيصل ورئيس الجمعية الطبية البيطرية السعودية : ان مرض انفلونزا الخنازير ليس مرضا واحدا بل انواعا كثيرة ومتعددة في الضراوة والحيوانات المصابة عادة ما تتماثل للشفاء بعد انتهاء مرحلة المرض . ومن الاجراءات الاحترازية المتبعة بين الخنازير هو التطعيم الدوري لها وعزل المصابين . وهو مرض تنفسي يصيب الخنازير، وينتشر بينها اعراض مرض شديدة، لكن الاصابات نادرا ما تكون مميتة. عادة ما تنتشر العدوى في الخريف والشتاء، لكنها تستطيع الظهور في أي وقت من السنة .
جائحة قاتلة
واضاف الدكتور اللويمي ان فيروس انفلونزا الخنازير هو من بقايا فيروس الجائحة الأسبانية الذي قتل ما ينيف على 20 مليون انسان عام 1918. تم عزل الفيروس والتعرف عليه في عام1930 م. اول اصابات بشرية بأنفلونزا الخنازير بعد الجائحة الأسبانية ظهرت في الولايات المتحدة عام 1976 في معسكر للجيش (فورت ديكس) بولاية نيو جيرسي مما اثار الذعر الشديد بين العلماء خوفا من ان يكون هذا الفيروس هو من ذرية فيروس الجائحة الأسبانية مما استدعى التوصية على تطعيم كافة الناس في الولايات المتحدة انذاك خوفا من ممما قد يسببه الفيروس من جائحة قاتلة تقضي على ارواح عديدة . منذ ديسمبر 2005 وحتى ظهور المرض سجلت اثنا عشرة حالة مصابة بأنفلونزا الخنازير في امريكا . اما صلة الخنازير بتطور وتشكل هذا النوع من الأنفلونزا فهو غير واضح إلا ان التكهنات العلمية تذهب الى ان الخنزير يعتبر حيوانا ملائما لتطوير وانتاج انواع جديدة من فصيلة H1N1 .
درجة الحرارة
وأكد الدكتور احمد انه بالرغم من ان المرض لا يختلف في اعراضه عن الأنفلونزا الموسمية قد يتميز عنها بارتفاع درجة الحرارة مما استدعى استخدام اجهزة في المطارات ذات تقنية قابلة للكشف عن المسافرين الذين يبدون ارتفاعا ملحوظا في الحرارة .
مستقبل المرض والاحتياطات اللازمة :
وعن مستقبل المرض والاحتياطات اللازمة قال الدكتور احمد ان انتشار المرض في مختلف انحاء العالم واستمراره في اصابات جديدة قد ينبئ ان العالم امام شتاء خطير مع احتمال تطور الفيروس ليكسب قدرة مرضية اكثر ضراوة تتمثل في اصابات واسعة وسريعة وارتفاع في عدد الوفيات . وقد لا يستطيع عقار التامفلو ان يصمد لمدة طويلة امام الفيروس لإمكانية تطويره لمقاومة للعقار . ويصبح توفر اللقاح في ظل هذه المخاطر امرا ضروريا وحيويا للحد من ضراوة الفيروس . والعامل المهم في تحقيق هذا الهدف هو العثور على النوع المناسب للفيروس مع نجاح تقنية الهندسة الحيوية في توفير ارضية لتطوير اللقاح كلما تغير الفيروس في تركيبه الوراثي . اما على الجانب اللوجستي فالتخطيط السليم يحتم علينا الاستفادة من التجارب السابقة خاصة أننا مررنا بتجارب لايمكن أن تمر مرور الكرام دون التوقف عندها وأخذ العبر منها. فكم عانينا من حمى الوادي المتصدع ولانزال, وانفلونزا الطيور وما أحدثته من رعب على المستوى الشعبي وتأثير على الاقتصاد الوطني. هناك تجارب للوزارات والهيئات الحكومية والأفراد الذين كانوا على تماس وبتعبير أدق كانوا على خط النار.
4 انواع مختلفة
وترى الدكتورة هدى بخاري استشارية الامراض المعدية في جامعة الملك فيصل أن الفيروس هو فيروس جديد من فيروسات الأنفلونزا من النمط الفيروسي يحتوي على مقاطع جينية من 4 انواع مختلفة من فيروسات:
•الخنازير امريكا الشمالية
•الطيور امريكا الشمالية
•البشر امريكا الشمالية
•الخنازير اوروبي اسيوي
وهذه السلالة الخاصة التي باتت تُعرف باسم H1N1 لم تكن معروفة بين البشر من قبل. ذلك أنّ الفيروس جديد كل الجدّة. وتشير البيّنات الراهنة إلى أنّ معظم المرضى لايعانون إلاّ من أعراض معتدلة ويتماثلون للشفاء الكامل بسرعة وبدون أيّ علاج طبي في غالب الأحيان.
والمُلاحظ أنّ عدد الوفيات التي سُجلت في جميع أنحاء العالم لا يزال ضئيلاً. وأنّ كل حالة وفاة تمثّل حدثاً مأساوياً وعلينا أن نعدّ أنفسنا لرؤية المزيد منها. غير أنّنا لا نتوقع حدوث طفرة مفاجئة وهائلة في عدد الإصابات الوخيمة أو القاتلة.
الاصابات والاعمار
وقالت الدكتورة هدى : نحن نعلم أنّ الفيروس H1N1 الجديد يصيب الأحداث بالدرجة الأولى. فقد لوحظ وقوع معظم الحالات، في جميع المناطق التي تشهد حدوث فاشيات كبرى ومتواصلة تقريباً، بين أشخاص تقلّ أعمارهم عن 25 عاماً وإن معظم العداوى الوخيمة والمميتة أصاب أشخاصاً بالغين تتراوح أعمارهم بين 30 عاماً و50 عاماً. وهذا النمط يختلف كثيراً عن النمط الذي شهدناه في أوبئة الأنفلونزا الموسمية حيث حدثت معظم الوفيات في صفوف أشخاص مسنين يعتريهم الضعف. وكثير من الحالات الوخيمة، وليس كلها، حدث بين أشخاص مصابين باعتلالات مزمنة مستبطنة وحسبما هو متاح من البيانات الأولية المحدودة فإن أشيع الاعتلالات المعنية تشمل أمراض الجهاز التنفسي، ولاسيما الربو، والأمراض القلبية الوعائية وداء السكري واضطرابات المناعة الذاتية والسمنة. وفي الوقت نفسه تجدر الإشارة إلى أن ما يتراوح بين ثلث ونصف العداوى الوخيمة والمميتة يصيب شباباً أو أشخاصاً في منتصف العمر كانوا يتمتعون بصحة جيدة. واشارات الدكتوره هدى الى ان الاعراض المرض المشابهة للانفلونزا هي حمى، سعال، التهاب الحلق، صداع، الم بالعضلات، في بعض الحالات: قيء واسهال.
نسأل لله أن يحفظ الجميع
أعراضه مماثلة لأعراض الأنفلونزا الموسمية كارتفاع مفاجئ في الحرارة وسعال وألم في العضلات
تحقيق - عبدالله الشهري
شهد هذا العام اخطر وباء عالمي اعلنته منظمة الصحة العالمية ليصل حد التحذير منه الى الدرجة السادسة وهي الاعلى في العرف الصحي وفي ايام معدودة انتقل المرض الى بلادنا واصاب حتى الان قرابة 7 اشخاص في مناطق مختلفة كلهم قادمون من الخارج.
وبات يشكل هذا الفايرس مصدر قلق لكثير من المواطنين والمقيمين مما يتطلب المبادرة للحديث عن الفايرس وتعريفه ومحاطره واعراضه والوقاية منه بشكل يجعل القارئ على علم ودراية وذلك من خلال استضافة عدد من الاكاديميين المختصين للاجابة عن عدد من التساؤلات ذات العلاقة بالمرض.
يعرف المشرف العام للأمن الوقائي الحيوي بالإدارة العامة لشؤون الزراعة بالمنطقة الشرقية ورئيس لجنة مكافحة مرض أنفلونزا الطيور بالمنطقة الشرقية د . عبد الجبار محمد العبد رب الرضا أنفلونزا الخنازير (Swine influenza) هو أحد أمراض الجهاز التنفسي التي يسببها فيروسات أنفلونزا تنتمي إلى :
1. أسرة أورثوميكسوفيريداي (Orthomyxoviridae)
2. النوع أ ( Type A )
3. العترة «إتش 1 إن 1» ( H1N1 )
إعادة تشكيل فيروسين
وأشار الى ان الفيروس موجود ومنتشر في الخنازير على مدار العام ويصيب الخنازير بصورة دورية في عدد من الدول منها الولايات المتحدة والمكسيك وكندا وأمريكا الجنوبية وأوروبا وشرق آسيا والحالات الوبائية منه في الخنازير تحدث في أواخر الخريف والشتاء كما هو الحال لدى البشر وهي صفة عامة لفيروسات الأنفلونزا .وكان يعتقد أن الفيروس H1N1 المسبب للعدوى نتج من إعادة تشكيل أربعة أنواع من فيروس الأنفلونزا أ وهي اثنان يصيبان الخنازير وواحد مستوطن لدى الطيور وواحد يصيب البشر. لكن آخر الدراسات تشير إلى أن الفيروس نتج من إعادة تشكيل فيروسين مستوطنين لدى الخنازير.
التشكيل الجيني
وبين الدكتور عبدالجبار ان فيروسات الأنفلونزا تتميز بإعادة التشكيل الجيني وهي عبارة عن خلط المكونات الجينية المكونة لفيروسين متشابهين يصيبان نفس الخلية. وفيروس الأنفلونزا يتكون من ٨ نسخ من الرنا ( RNA ) حيث يتم تبادل أجزاء الرنا لتكوين فيروس ذي تركيبة جينية جديدة. وتحصل إعادة التشكيل عند إصابة إنسان أو حيوان بنوعين مختلفين من فيروس الأنفلونزا فينتج فيروس خليط بين الاثنين . وهذه العملية كانت سبباً لعدد من أوبئة الأنفلونزا كأنفلونزا هونغ كونغ وأنفلونزا الخنازير.
انتقال الفيروس
• واكد الدكتور رضا ان مصدر الفيروس الخنازير وينتقل الى الانسان عن طريق الاحتكاك المباشر بالحيوان المصاب .
ويعتقد أن الانتقال بين البشر يحدث بنفس طريقة الأنفلونزا الموسمية عن طريق ملامسة شيء ما به فيروسات أنفلونزا ثم لمس الفم أو الأنف ومن خلال السعال والعطس.
طرق الوقاية
وعن طرق الوقاية قال الدكتور عبدالجبار هي نفس طرق الوقاية المتبعة للأنفلونزا العادية الموسمية :
1. غسل الأيدي بالماء والصابون عدة مرات في اليوم.
2. تجنب الاقتراب من الشخص المصاب بالمرض.
3. ضرورة تغطية الأنف والفم بمناديل ورق عند السعال.
4. أهمية استخدام كمامات على الأنف والفم لمنع انتشار الفيروس.
5. تجنب لمس العين أو الأنف في حالة تلوث اليدين منعا لانتشار الجراثيم.
عند في البشر
وعن اعراضه عند البشر قال : أعراض أنفلونزا الخنازير في البشر مماثلة لأعراض الأنفلونزا الموسمية وتتمثل في ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة وسعال وألم في العضلات وإجهاد شديد مشيرا الى ان السلالة الجديدة تسبب مزيدا من الإسهال والقيء أكثر من الأنفلونزا العادية. ولا يمكن التفريق بين الأنفلونزا الشائعة وبين أنفلونزا الخنازير إلاّ عن طريق فحص مختبري يحدد نوع الفيروس.
التعافي سريعا
• وبين الدكتور عبدالجبار ان معظم المرضى يصلون إلى التعافي سريعا من دون مشاكل.. وإبقاء المريض في غرفة أخرى من المنزل ،وبعيدا عن الأشخاص الآخرين في المنزل لمدة لا تقل عن 7 أيام بعد أن تظهر علامات المرض على الشخص المصاب... إذا كان المريض بحاجة إلى التحرك في جميع أنحاء المنزل، يجب أن هذا الشخص يرتدي أكثر من قناع على الأنف والفم...الشخص المريض ، وجميع أفراد أسرته، لا ينبغي عليهم السفر على الطائرات أو الحافلات (أتوبيسات ميكروباصات) أو القطارات،
مرض تنفسي حاد
ويقول الدكتور محمود شرمان رئيس قسم العدوى بمستشفى الملك فهد التخصصي ان إنفلونزا الخنازير مرض تنفسي حاد وشديد الإعداء يصيب الخنازير ويسبّبه واحد أو أكثر من فيروسات إنفلونزا الخنازير من النمط A. ويتسم هذا المرض، عادة، بمعدلات مراضة عالية ومعدلات إماتة منخفضة %0.005 وينتشر الفيروس المسبّب للمرض بين الخنازير عن طريق الرذاذ والمخالطة المباشرة وغير المباشرة والخنازير الحاملة للمرض العديمة الأعراض. ويُسجّل وقوع فاشيات من هذا المرض بين الخنازير على مدار السنة، مع ارتفاع نسبة حدوثها في موسمي الخريف والشتاء في المناطق المعتدلة المناخ. وتميل كثير من البلدان إلى تطعيم أسراب الخنازير ضد هذا المرض بشكل روتيني.
الفيروس «المتفارز»
واضاف الدكتور شرمان ان فيروسات إنفلونزا الخنازير في معظم الأحيان تنتمي إلى النمط الفرعي H1N1، ولكنّ هناك أنماطاً فيروسية فرعية تدور أيضاً بين الخنازير (مثل الأنماط الفرعية H1N2 وH3N1 وH3N2). ويمكن أن يُصاب الخنازير كذلك بفيروسات إنفلونزا الطيور وفيروسات الإنفلونزا البشرية الموسمية وفيروسات إنفلونزا الخنازير. وكان البعض يعتقد أنّ البشر هم الذين تسبّبوا أصلاً في إدخال النمط الفيروسي H3N2 بين الخنازير. ويمكن أن يُصاب الخنازير، في بعض الأحيان، بأكثر من فيروس في آن واحد، ممّا يمكّن جينات تلك الفيروسات من الاختلاط ببعضها البعض. ويمكن أن يؤدي ذلك الاختلاط إلى نشوء فيروس من فيروسات الإنفلونزا يحتوي على جينات من مصادر مختلفة ويُطلق عليه اسم الفيروس «المتفارز». وعلى الرغم من أنّ فيروسات إنفلونزا الخنازير تمثّل، عادة، أنواعاً فيروسية مميّزة لا تصيب إلاّ الخنازير، فإنّها تتمكّن، أحياناً، من اختراق الحواجز القائمة بين الأنواع وإصابة البشر.
آثار هذا المرض على صحة البشر
وعن آثار هذا المرض على صحة البشر قال الدكتور شرمان لقد تم الإبلاغ، من حين لآخر، عن وقوع فاشيات وحالات متفرقة من العدوى البشرية بإنفلونزا الخنازير. وتتساوق الأعراض السريرية لهذا المرض، عادة، مع أعراض الإنفلونزا الموسمية، غير أنّ نطاق السمات السريرية المُبلغ عنها يتراوح بين عدوى عديمة الأعراض والتهاب رئوي وخيم يؤدي إلى الوفاة.
وقد تم، بسبب تشابه السمات السريرية النمطية لإنفلونزا الخنازير التي تصيب البشر مع الإنفلونزا الموسمية وغيرها من أنواع العدوى الحادة التي تصيب السبيل التنفسي العلوي، الكشف عن معظم الحالات بمحض الصدفة بفضل أنشطة ترصد الإنفلونزا الموسمية. ومن المحتمل أنّ الحالات المعتدلة أو العديمة الأعراض قد فلتت من عملية الترصد ولم يُكشف عنها؛ وعليه فإنّ الحجم الحقيقي لهذا المرض بين البشر لا يزال مجهولاً.
ادوية متوفرة
وبين الدكتور شرمان ان بعض البلدان تمتلك أدوية مضادة للفيروسات لمكافحة الإنفلونزا الموسمية وتلك الأدوية قادرة على توقي ذلك المرض وعلاجه بفعالية. وتنقسم تلك الأدوية إلى فئتين اثنتين هما: 1) الأدمانتان (الأمانتادين والريمانتادين، 2) مثبّطات نورامينيداز الإنفلونزا (الأوسيلتاميفير والزاناميفير).
والجدير بالذكر أنّ معظم حالات إنفلونزا الخنازير التي أُبلغ عنها سابقاً شُفيت تماماً من المرض دون أيّة رعاية طبية ودون أدوية مضادة للفيروسات.
واضاف ان تطوّر بعض فيروسات الإنفلونزا مقاومة إزاء الأدوية المضادة للفيروسات، ممّا يحدّ من نجاعة التوقية الكيميائية والعلاج. وقد تبيّن أنّ فيروسات إنفلونزا الخنازير التي تم عزلها من الحالات البشرية التي وقعت في الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً أبدت حسّاسية حيال الأوسيلتاميفير والزاناميفير ولكنّها أظهرت مقاومة تجاه الأمانتادين والريمانتادين. وهناك ما يكفي من المعلومات لإصدار توصية بشأن استعمال الأدوية المضادة للفيروسات في توقي وعلاج العدوى بفيروس إنفلونزا الخنازير. ولابدّ للأطباء اتخاذ القرارات في هذا الشأن استناداً إلى التقييم السريري والوبائي والوزن بين الأضرار والمنافع المرتبطة بخدمات التوقية/العلاج التي تقدم للمريض. وفيما يخص فاشية إنفلونزا الخنازير التي تنتشر حالياً في الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك توصي السلطات الوطنية والمحلية باستخدام الأوسيلتاميفير والزاناميفير لعلاج وتوقي المرض بالاستناد إلى خصائص الحساسية التي يبديها الفيروس.
الحماية من المصابين
و عن كيفية حماية الشخص من اكتساب إنفلونزا الخنازير من أناس مصابين بالعدوى قال د. شرمان إنّ حالات إنفلونزا الخنازير التي سُجلت في الماضي بين البشر كانت معتدلة عموماً، ولكن من المعروف أنّ تلك العدوى تسبّبت في وقوع مرض وخيم مثل الالتهاب الرئوي. أفضل طريقة عن طريق تجنب الاختلاط المباشر للمصابين واتخاذ الاحتياطات اللازمة من غسيل اليدين وتغطية الفم والأنف عند العطس أو السعال.
تاريخ المرض وطبيعته:
ويقول الدكتور أحمد محمد اللويمي استاذ علم المناعة المشارك بجامعة الملك فيصل ورئيس الجمعية الطبية البيطرية السعودية : ان مرض انفلونزا الخنازير ليس مرضا واحدا بل انواعا كثيرة ومتعددة في الضراوة والحيوانات المصابة عادة ما تتماثل للشفاء بعد انتهاء مرحلة المرض . ومن الاجراءات الاحترازية المتبعة بين الخنازير هو التطعيم الدوري لها وعزل المصابين . وهو مرض تنفسي يصيب الخنازير، وينتشر بينها اعراض مرض شديدة، لكن الاصابات نادرا ما تكون مميتة. عادة ما تنتشر العدوى في الخريف والشتاء، لكنها تستطيع الظهور في أي وقت من السنة .
جائحة قاتلة
واضاف الدكتور اللويمي ان فيروس انفلونزا الخنازير هو من بقايا فيروس الجائحة الأسبانية الذي قتل ما ينيف على 20 مليون انسان عام 1918. تم عزل الفيروس والتعرف عليه في عام1930 م. اول اصابات بشرية بأنفلونزا الخنازير بعد الجائحة الأسبانية ظهرت في الولايات المتحدة عام 1976 في معسكر للجيش (فورت ديكس) بولاية نيو جيرسي مما اثار الذعر الشديد بين العلماء خوفا من ان يكون هذا الفيروس هو من ذرية فيروس الجائحة الأسبانية مما استدعى التوصية على تطعيم كافة الناس في الولايات المتحدة انذاك خوفا من ممما قد يسببه الفيروس من جائحة قاتلة تقضي على ارواح عديدة . منذ ديسمبر 2005 وحتى ظهور المرض سجلت اثنا عشرة حالة مصابة بأنفلونزا الخنازير في امريكا . اما صلة الخنازير بتطور وتشكل هذا النوع من الأنفلونزا فهو غير واضح إلا ان التكهنات العلمية تذهب الى ان الخنزير يعتبر حيوانا ملائما لتطوير وانتاج انواع جديدة من فصيلة H1N1 .
درجة الحرارة
وأكد الدكتور احمد انه بالرغم من ان المرض لا يختلف في اعراضه عن الأنفلونزا الموسمية قد يتميز عنها بارتفاع درجة الحرارة مما استدعى استخدام اجهزة في المطارات ذات تقنية قابلة للكشف عن المسافرين الذين يبدون ارتفاعا ملحوظا في الحرارة .
مستقبل المرض والاحتياطات اللازمة :
وعن مستقبل المرض والاحتياطات اللازمة قال الدكتور احمد ان انتشار المرض في مختلف انحاء العالم واستمراره في اصابات جديدة قد ينبئ ان العالم امام شتاء خطير مع احتمال تطور الفيروس ليكسب قدرة مرضية اكثر ضراوة تتمثل في اصابات واسعة وسريعة وارتفاع في عدد الوفيات . وقد لا يستطيع عقار التامفلو ان يصمد لمدة طويلة امام الفيروس لإمكانية تطويره لمقاومة للعقار . ويصبح توفر اللقاح في ظل هذه المخاطر امرا ضروريا وحيويا للحد من ضراوة الفيروس . والعامل المهم في تحقيق هذا الهدف هو العثور على النوع المناسب للفيروس مع نجاح تقنية الهندسة الحيوية في توفير ارضية لتطوير اللقاح كلما تغير الفيروس في تركيبه الوراثي . اما على الجانب اللوجستي فالتخطيط السليم يحتم علينا الاستفادة من التجارب السابقة خاصة أننا مررنا بتجارب لايمكن أن تمر مرور الكرام دون التوقف عندها وأخذ العبر منها. فكم عانينا من حمى الوادي المتصدع ولانزال, وانفلونزا الطيور وما أحدثته من رعب على المستوى الشعبي وتأثير على الاقتصاد الوطني. هناك تجارب للوزارات والهيئات الحكومية والأفراد الذين كانوا على تماس وبتعبير أدق كانوا على خط النار.
4 انواع مختلفة
وترى الدكتورة هدى بخاري استشارية الامراض المعدية في جامعة الملك فيصل أن الفيروس هو فيروس جديد من فيروسات الأنفلونزا من النمط الفيروسي يحتوي على مقاطع جينية من 4 انواع مختلفة من فيروسات:
•الخنازير امريكا الشمالية
•الطيور امريكا الشمالية
•البشر امريكا الشمالية
•الخنازير اوروبي اسيوي
وهذه السلالة الخاصة التي باتت تُعرف باسم H1N1 لم تكن معروفة بين البشر من قبل. ذلك أنّ الفيروس جديد كل الجدّة. وتشير البيّنات الراهنة إلى أنّ معظم المرضى لايعانون إلاّ من أعراض معتدلة ويتماثلون للشفاء الكامل بسرعة وبدون أيّ علاج طبي في غالب الأحيان.
والمُلاحظ أنّ عدد الوفيات التي سُجلت في جميع أنحاء العالم لا يزال ضئيلاً. وأنّ كل حالة وفاة تمثّل حدثاً مأساوياً وعلينا أن نعدّ أنفسنا لرؤية المزيد منها. غير أنّنا لا نتوقع حدوث طفرة مفاجئة وهائلة في عدد الإصابات الوخيمة أو القاتلة.
الاصابات والاعمار
وقالت الدكتورة هدى : نحن نعلم أنّ الفيروس H1N1 الجديد يصيب الأحداث بالدرجة الأولى. فقد لوحظ وقوع معظم الحالات، في جميع المناطق التي تشهد حدوث فاشيات كبرى ومتواصلة تقريباً، بين أشخاص تقلّ أعمارهم عن 25 عاماً وإن معظم العداوى الوخيمة والمميتة أصاب أشخاصاً بالغين تتراوح أعمارهم بين 30 عاماً و50 عاماً. وهذا النمط يختلف كثيراً عن النمط الذي شهدناه في أوبئة الأنفلونزا الموسمية حيث حدثت معظم الوفيات في صفوف أشخاص مسنين يعتريهم الضعف. وكثير من الحالات الوخيمة، وليس كلها، حدث بين أشخاص مصابين باعتلالات مزمنة مستبطنة وحسبما هو متاح من البيانات الأولية المحدودة فإن أشيع الاعتلالات المعنية تشمل أمراض الجهاز التنفسي، ولاسيما الربو، والأمراض القلبية الوعائية وداء السكري واضطرابات المناعة الذاتية والسمنة. وفي الوقت نفسه تجدر الإشارة إلى أن ما يتراوح بين ثلث ونصف العداوى الوخيمة والمميتة يصيب شباباً أو أشخاصاً في منتصف العمر كانوا يتمتعون بصحة جيدة. واشارات الدكتوره هدى الى ان الاعراض المرض المشابهة للانفلونزا هي حمى، سعال، التهاب الحلق، صداع، الم بالعضلات، في بعض الحالات: قيء واسهال.
نسأل لله أن يحفظ الجميع