السلام عليكم ورحمة الله :
لا تكاد تخلو مدينة من مدن المملكة إلا ويوجد في أطرافها مقاهي وكازينوهات
واستراحات يرتادها الكثير من مدمني شرب الشيشة وقد لفت نظري ألاف
السيارات في آخر الليل في الأسبوع الماضي عند مجموعة من الكازينوهات
فتساءلت مالذي يجمع هؤلاء الناس في هذه الأماكن فوجدت أن السبب الأول
هي انغام كركرة الشيشة . وحول هذه الظاهرة السيئة الشيشة أحببت إلقاء الضوء
على تاريخها وأضرارها وحكمها في الشرع وكيف التخلص منها ؟
وقد جمعت ونقلت هذا الموضوع من عشرات المواضيع وربطت بين عناصره ووضعت
له العناوين وحذفت واختصرت حتى خرج بهذه الصورة
لعل من أبتلي بشربها تكون سبباً في تركها والإقلاع عنها
أولاً : تاريخ ظهور الشيشة
ظهرت الشيشة خلال الحكم العثماني، منذ 400 عام وأتت من الهند ثم إيران
وتركيا ومنها لبلاد الشام و مصر وبقية العالم العربي ويذكر البعض أن بداية
هذه العادة السيئة بدأت عندما انكسرت جرة عسل أسود لتاجركانت مشحونة
على مركب يحمل - بجوار العسل - شحنة من أوراق التبغ واختلط العسل بالتبغ
وحزن صاحب الشحنة ثم حاول أن يجد حلا ينقذ به بعضا من خسارته فكان
أن حاول تدخين التبغ المختلط بالعسل فلم ينجح في إشعاله , فقام بتجريب
تدخينه عن طريق وضعه في حجر فخاري يوضع فوقه فحما مشتعلا ، فكانت
تلك بداية الشيشة أو النرجيلة
يقول الجبرتي في كتاب- عجائب الآثار في التراجم والأخبار- :
أن الشيشة عند ظهورها في مصر وتقريبا عام 1012 هـ أثارت خلافا بين
علماء الدين والسلطة الحاكمة وقتها وتمسك علماء الدين برأيهم بتحريمها .
حتى ان بعض الولاة الأتراك أصدروا فرمانات بتجريمها كما حدث بالفعل
عام 1156هـ ، وفى حادث شهيران امر الوالى محتسب الدولة وقتها بمعاقبة
من يثبت تدخينه لـ الشيشة بلسعه بالحجر الذى يدخنه او احيانا اطعامه به
ثانياً : مكونات الشيشة
فقد أثبتت أحد الدراسات على مدى أربع سنوات في المملكة العربية السعودية
بأن المعــسـل أو الجراك هو عبارة عن تبغ خالص مع كميات كبيرة من الأصباغ
والألوان والنكهات التي تخلط من غير أي رقابة صحية ويحتوي الجراك
على 15%من التبغ الذي يخلط ببعض العسل والفواكه والمضافات الكيمائية
التي تطبخ وتخمرولا تختلف هذه المكونات عن مكونات تبغ السجائر
ودخانها,حيث أن بها ما لا يقلعن 4000 مادة سامة, أهمها النيكوتين
وغاز أول أكسيد الكربون والقطران والمعادن الثقيلة والمواد المشعة
والمسرطنة والمواد الكيميائية الزراعية ومبيدات الحشرات وغيرها
ثالثاً : أضرارها الصحية والاجتماعيية
هناك اعتقاد لدى الكثيرين بأن تدخين " الشيشة " أقل ضرراً من السيجارة
وذلك بسبب الاعتقاد السائد بأن مرور الدخان من خلال الماء الموجود في
الشيشة يعمل على ترشيح الدخان من المواد الضارة وبالتالي تقليل الضرر
الناجم عن تدخين الشيشة ، وقد تبيَّن خطأ هذا الاعتقاد من خلال تحليل الدخان
الخارج من فم الشيشة على أنه يحتوي على نفس المواد الضارة ، والمسرطنة
الموجودة في دخان " السجائر " ، كما أثبتت الدراسات أن التدخين بالشيشة :
1. يسبِّب الإدمان .
2. يقلل من كفاءة أداء الرئتين لوظائفهما , ويسبب انتفاخ الرئة " الإنفزيما "
والالتهاب الشعبي المزمن ، وهذا المرض يحد من قدرة الإنسان لبذل أي مجهود
3. يؤدي إلى حدوث سرطانات الرئة ، والفم ، والمرئ ، والمعدة .
4. يؤدي إلى ارتفاع تركيز غاز أول أكسيد الكربون في الدم .
5. يؤدي إلى تناقص الخصوبة عند الذكور ، والإناث .
6. يساعد على ازدياد نسبة انتشار " التدرن الرئوي " عند مستخدمي الشيشة .
8. يسبب َبَحَّة الصوت واحتقان العينين وظهور تجاعيد الجلد والوجه وسواد في
الشفتين واللثة .
رأس واحد من الشيشة يعادل 70 سيجارة عادية
وأظهرت دراسة حديثة نشرت في المجلة الطبية السعودية أن محتوى النيكوتين
الموجود في رأس واحد من الشيشة غير المنهكة يعادل 70 سيجارة عادية
وقال د. محمد بن صالح الحجاج رئيس اللجنة التأسيسية للجمعية:
إن الباحثين حللوا محتوى النيكوتين لثلاثة عشر نوعاً تجارياً من الجراك
باستعمال تقنيات حديثة على مدى ثمانية أشهر، وأوضحت الدراسة أن هناك
فروقاً واسعة بين مختلف أنواع الجراك بالنسبة لمحتواها من النيكوتين
إلا أن المعدل يبلغ نحو 8.32 مج رأس، وأشار الحجاج إلى أن الدراسة
استنتجت أن رأساً واحداً غير منكه من الشيشة قد يصل في بعض الأنواع إلى
ما يعادل 70 سيجارة عادية.
الشيشة والإصابة بالدرن وسرطان الفم
توصلت طبيبة مصرية متخصصة بالأمراض الصدرية إلى أن حرص مدخني
الشيشة على استخدام مبسم او قطع خاصة بهم لا يحمي من احتمالات الإصابة
بالدرن، إذ أن ميكروب هذا المرض يستوطن الشيشة بالكامل وليس جزء
منها فقط وذكرت الدكتورة منال فريد أستاذ الأمراض الصدرية في جامعة
عين شمس فى ورقة بحثية أن الشيشة من أهم أسباب نقل العدوى والأمراض
البكتيرية خاصة الدرن، وأن استخدام المدخنين لأجزاء منها خاصة بهم
لا ينفع فى منع انتقال ميكروب الدرن من مستخدم إلى آخر، وحتى إلى
الأشخاص المجاورين له وحتى الى الممرضات في المستشفى. وقالت :
أن الميكروب ينتشر أيضا في الأماكن المغلقة سيئة التهوية
و تشير دراسة أجريت في كلية طب الأسنان بجامعة الأزهر
المصرية ونشرت في المجلة الدولية لأمراض الجلد عام 1999 م
إلى ان تدخين الشيشة والذي يتم عن طريق أنبوب من المطاط يرتبط
ارتباطا وثيقا ببعض حالات سرطان الفم.
رابعاً: حكمها في الشرع:
أفتى العلماء بتحريم تدخين الشيشة (النارجيلة) وغيرها من أنواع التدخين
وتحريم بيعها وشرائها لما في ذلك من الأضرار الدينية، والبدنية والمالية
والاجتماعية، والخلقية، والصحية، ومن مقاصد الشريعة: حفظ النفسوحفظ
العقل، وحفظ المال، والشرع والعقل يحتم على المسلم العاقل الابتعاد عنها
1- أنه مضر بالصحة الغالية وما كان كذلك يحرم استعماله قال الله تعالى
: { ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما } [النساء:29].
وفي الحديث : « من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة » [متفق عليه]
3- أنه مفتر ومخدر، وقد « نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر
وعن كل مخدّر ومفتّر » في الحديث الذي رواه الإمام احمد وأبو داود
4- انه من الخبائث المحرمة بنص القرآن الكريم، قال الله تعالى في وصف نبينا
محمد صلى الله عليه وسلم : { ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث }
5- أن رائحة هذه المشروبات تؤذي الناس الذي لا يستعملونها، بل وتؤذي
الملائكة الكرام، لأنها تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم، وقد حرم الله سبحانه وتعالى
أذية المسلم، قال تعالى : { والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا
فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا)
6- أن إنفاق المال في هذه المشروبات إسراف وتبذير وإضاعة للمال بالنار
ولو رأينا شخصا يحرق نقوده بالنار لحكمنا عليه بالجنون، فكيف بإحراق المال
والجسم والصحة جميعا؟! عافانا الله وإخواننا المسلمين من ذلك.
رأي علماء اللجنة الدائمة :
الشيشة ، والنرجيلة ، والدخان : من الخبائث ، وهي محرمة ؛ لما فيها من الأضرار
على البدن ، والمال ، قال الله تعالى في وصف نبيه محمد صلى الله عليه وسلم :
( وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ )
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا ضرر ولا ضرار )
فلا يجوز استعمال هذه الأمور ، ولا بيعها ولا ترويجها .
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ ، الشيخ عبد الله بن غديان
الشيخ صالح الفوزان ، الشيخ بكر أبو زيد . " فتاوى اللجنة الدائمة "
( 26 / 351 ) .
( 26 / 351 ) .
رأي الشيخ ابن عثيمين
وسئل فضية الشيخ/ محمد بن صالح العثيمين – يرحمه الله-:
أرجو من سماحتكم بيان حكم شرب الدخان والشيشة، مع ذكر الأدلة على ذلك.
الجواب: شرب الدخان محرم وكذلك الشيشة، والدليل على ذلك قوله تعالى :
{ ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما } [النساء: 29] ، وقوله تعالى :
{ ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة } [البقرة: 195].
وقد ثبت في الطب أن تناول هذه الأشياء مضر، وإذا كان مضرا كان حراما، ودليل
آخر قوله تعالى : { ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما }
فنهى عن إتيان السفهاء أموالنا لأنهم يبذرونها ويفسدونها، و بذل الأموال
في شراء الدخان و الشيشة تبذير وإفساد لها، فيكون منهيا عنه بدلالة هذه الآية
ومن السنة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم « نهى عن إضاعة المال »
[في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم] وبذل الأموال في هذه المشروبات
من إضاعة المال، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لا ضرر ولا ضرار »
وتناول هذه الأشياء موجب للضرر، ولأن هذه الأشياء توجب للإنسان أن يتعلق
بها فإذا فقدها ضاق صدره وضاقت عليه الدنيا، فأدخل على نفسه أشياء هو في
غنى عنها [عن رسالة صفة صلاة النبي وبعض الفتاوى المهمة].
استمع إلى مقطع للشيخ المنجد حول ضررها
[MEDIA]http://www.youtube-nocookie.com/v/h0OwgqPHVXI&hl=en&fs=1&rel=0&color1=0xcc2550&color2=0xe87a9f" type[/MEDIA]
يتبع إن شاء الله كيف نتخلص من الشيشة
تعليق