شهدت مدرسة أبي زيد الأنصاري المتوسطة والثانوية ظهر البارحة جريمة قتل مروعة ذهب ضحيتها المعلم فايز الشنبري، بعد أن أصابته ثلاث عيارات نارية أطلقها رجل في العقد الثالث من عمره، وأشارت المعلومات المتوافرة إلى أن القاتل تسلل إلى المدرسة وهو يخفي سلاحه وصعد إلى استراحة المعلمين في الطابق الثاني وسألهم عن زميلهم الراحل فأشاروا إليه أنه غادر قبل لحظات إلى الفناء، وهبط الجاني إلى أسفل والتقى بالضحية في سلم المبنى وسدد إليه طلقة نارية، وحاول المعلم الراحل النجاة بحياته وسارع راكضا إلى أسفل ولحقت به رصاصتين أصابتاه في مقتل، وفوجئ المعلمون بدوي الرصاص وسارعوا إلى مصدره على عجل ليجدوا زميلهم فايز ملقى على الأرض وسط بركة من الدماء، وحاولوا إسعافه قبل نقله إلى مستشفى الملك عبد العزيز في حي الزاهر، لكن محاولات الأطباء لم تفلح في إنقاذ حياته ففارق الحياة متأثرا بجراحه البالغة.
السلطات الأمنية التي تلقت خبر الحادث انتقلت إلى الموقع وتحفظت على القاتل بعد تهدئته، وانتزع رجال الأمن السلاح الناري من يده واقتادوه إلى شرطة جرول وبدأ المحققون في استجواب القاتل لمعرفة دوافع وأسباب فعلته، وتولى فريق أمني من خبراء الأدلة الجنائية وضباط التحقيق معاينة مسرح الجريمة وتصويرها ورفع البصمات، كما استمع المحققون إلى أقوال الشهود من معلمي المدرسة والطلاب، كما تحفظوا على سلاح الجريمة وفوارغ الرصاص وذكر المتحدث في شرطة العاصمة المقدسة الرائد عبد المحسن الميمان، أن فريقا متخصصا من هيئة التحقيق والادعاء العام سيتولى التحري مع المتهم.
وروى طلاب شهود عيان تفاصيل ما حدث، وقال طلال الغامدي «خرجت من الفصل بعد نداء معلم التربية الرياضية وعند نزولي من الدرج الداخلي شاهدت رجلا يعانق المعلم فايز توقعت أن يكون أحد أقاربه، رجع الرجل قليلا إلى الوراء وأخرج من جيبه مسدسا وعبأه أمام القتيل وتمتم بكلمات وأطلق النار على قدمه ثم كبر، ظللت أتابع المشهد المروع بقلق، وتراجع المعلم مصابا إلى الخلف وهاج المتهم وسدد ثلاثة طلقات في جسده والرابعة اخترقت جدار المبنى، أما الطالب سعد المطرفي فيروي آخر لحظت المعلم القتيل ويقول: حضرنا أمس لتسميع القرآن الكريم لدى المعلم فايز يرحمه الله، كان لزاما أن ننتهي من التسميع خلال الحصتين الثالثة وبينها الفسحة ثم الحصة الرابعة وطلب منا أن نسمع وننتهي قبل الرابعة، ثم أردف: لا نعلم ربما لا نعيش حتى الحصة الرابعة، وقبل خروجه قال أطلب منكم أن تسامحوني لو قسوت عليكم.
مشهد طالبين انخرطا في بكاء حاد أثار انتباه رجال الأمن أثناء التحقيق الميداني، واتضح أنهما أبناء للمعلم الراحل، أكبرهما أنس يدرس في ثالثة ثانوي قال لـ«عكاظ»: إنه فوجئ مثل رفاقه بدوي الرصاص ولم يتوقع أن يكون الضحيه والده وأضاف «صعقت عندما رأيته وسط بركة الدماء» وقال: إنه لا يعرف القاتل ولم يشاهده من قبل، مشيرا إلى أن والده عرف بالسعي إلى الخيرات ومعالجة الممسوسين والمرضى ولم تكن له خصومات أو عداوات مع أحد. إلى ذلك أشارت معلومات أن المعلم القتيل فايز الشنبري أشتهر بحسن السيرة والسلوك، وكان يقوم بالقراءة الشرعية على المرضى في مسجد الحي وكشفت مصادر أمنية لـ«عكاظ» أن القاتل في العقد الثالث من عمره، وبيت نيته لارتكاب جريمته وخطط لها قبل ليلة الحادث، وأشار في أقواله أن القتيل عالجه من مس أصابه الأمر الذي حرمه من النوم وقرر أن يتخلص منه.
وأضافت مصادر «عكاظ» أن جهات التحقيق راجعت قوائم الاتصالات والرسائل النصية في هاتف المعلم الراحل، وتبين أن معظمها من زملائه المعلمين وأسرته ورسائل بعثها الراحل يدعو خلالها للتبرع لصالح جمعية تحفيظ القرآن في الليث.
تعليق