بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في هذه الأيام يدور حديث المجالس والإعلام المحلي والمنتديات حول
الهزات التي وقعت مؤخرا في منطقة العيص شمال غرب المدينة ويسرني
أن أقدم هذه الوقفات السريعة لأحبتي في منتدى الديرة
من خلال ما سمعت وقرأت
الوقفة الأولى : تعريف الزلازل وأسبابها
يقول أهل الاختصاص أن الزلازل هزات أرضية تحدث في باطن القشرة الأرضية
نتيجة للضغوط الشديدة وكل ذلك بأمر الله
وحكمته وقد سئل ابن تيمية عن أسباب الزلازل فقال :
فمن أسبابه انضغاط البخار في جوف الأرض كما ينضغط الريح
والماء في المكان الضيق فإذا انضغط طلب مخرجا فيشق ويزلزل ماقرب
منه من الأرض .وقال ابن القيم: ولما كانت الرياح تجول فيها ( أي الأرض )
وتدخل في تجاويفها وتحدث فيها الأبخرة وتخفق الرياح
ويتعذر عليها المنفذ أذن الله سبحانه لهافي الأحيان بالتنفس
فتحدث فيها الزلازل العظام فيحدث من ذلك لعباده الخوف والخشية والإنابة
والإقلاع عن معاصيه والتضرع إليه والندم .
[BIMG]http://www.alriyadh.com/2009/05/05/img/055078.jpg[/BIMG]
الوقفة الثانية: جهل الإنسان بوقت الزلازل ومقياس ريختر
مهما أوتي الإنسان في الوقت المعاصر من وسائل حديثة إلا أن الله عز وجل
حجب عن علمهم وقت وقوع الزلزال لحكمة أرادها سبحانه وتعالى ويذكرون
أن الحيوانات تشعر بها قبل حدوثها ولذلك تهرب فمن الذي أخبرها ولم يخبر
الإنسان إنه الله عزوجل وقد توصلوا إلى معرفة درجة قوته
بعد حدوثه حيث تمكن علماء الزلازل بعد ذلك من اختراع مقياسين لمساعدتهم
في قياسهم الزلازل. أحدهما هو مقياس ريختر نسبة للعالم
تشارليز فرانسيس ريختر عام1317هـ وهو جهاز يقوم بقياس الطاقة المنبعثة
من بؤرة أو مركز الزلزال. وهذا الجهاز عبارة عن مقياس
لوغاريتمي من 1 إلى 9، حيث يكون الزلزال الذي قوته 7 درجات أقوى
عشر مرات من زلزال قوته 6 درجات، وأقوى 100 مرة
من زلزال قوته 5 درجاتوأقوى 1000 مرة من زلزال قوته 4 درجات وهكذا.
ويقدرعدد الزلازل التي يبلغ مقياس قوتها من 5 إلى 6 درجات
والتي تحدث سنويا على مستوىالعالم حوالي 800 زلزال
بينما يقع حوالي 50.000 زلزال تبلغ قوتها من 3 إلى 4 درجاتسنويا
كما يقع زلزال واحد
الوقفة الثالثة : هل الزلزال غضب من الله أم إنذار وتحذير أو هو بلاء ؟؟
الزلازل آية دالة على وحدانيته وقدرته سبحانه وتعالى والزلازل تخويفا
وعظمة من الله لعباده(وما نرسل بالآيات إلا تخويفا) وقد تكون غضبا وانتقاما
من الكافرين وقد تكون عذابا في الدنيا للمسلمين ورحمة لهم في الآخرة وابتلاء
لأهل القتل بالهدم وقد تكون تذكير أو إشارة ليوم القيامة يوم الزلزلة الكبرى .
قال الحافظ ابن حجر:
لما كان هبوب الريح الشديدة يوجب التخويف المفضي إلى الخشوع والإنابة
كانت الزلزلة ونحوها من الآيات أولى بذلك.
وقد تكون الزلازل عذاب في الدنيا وتطهيرا ورحمة للمسلمين .
فعن أي موسى قال : قال رسول الله أمتي هذه أمة مرحومة ليس بها عذاب
في الآخرة وعذابها في الدنيا الفتن والزلازل رواه أبو داوود.
وقد تكون ابتلاء لأهل القتل بالهدم . وقد دلت الأحاديث على أن صاحب
الهدم ترجو له الشهادة كما جاء في الحديث الشهداء خمسة المطعون
والمبطون والغرق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله )
[BIMG]http://www.alweeam.com/news/infimages/myuppic/4a136ce71069b.jpg[/BIMG]
الوقفة الرابعة :كثرة الزلازل من علامات قيام الساعة
ومن العلامات التي أخبر بها الرسول -صلى الله عليه وسلم-:
كثرة الزلازل، وظهور الخسف والقذف، والمسخ، وقد دل على هذا
الأحاديث الثابتة عنه -صلى الله عليه وسلم-
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
(لا تقوم الساعةحتى يقبض العلم وتكثر الزلازل)
وعن عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صلىالله عليه وسلم- أنه قال:
(يكون في آخر هذه الأمة خسف، ومسخ، وقذف
قالت: قلت: يارسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟
قال: نعم، إذا ظهر الخبث).
يقول الحافظ ابن حجر:
"وقد وقع في كثير من البلاد الشمالية والشرقية والغربية
"وقد وقع في كثير من البلاد الشمالية والشرقية والغربية
كثير من الزلازل، ولكنالذي يظهر أن المراد بكثرتها شمولها ودوامها".
وقد كثرت الزلازل في هذه الأيام فلا تكاد تسمع إلا بزلزال في أماكن كثيرة
الوقفة الخامسة: ماذا نعمل عند حدوث الزلازل ؟؟؟؟
قال شيخ الإسلام :
السنة في أسباب الخير والشر أن يفعل العبد عند أسباب الخير الظاهرة
والأعمال الصالحة ما يجلب الله به الخير وعند أسباب الشر الظاهرة
من العبادات ما يدفع الله به عنه الشر ..
ومن ذلك الصلاة عند الزلازل قال ابن قدامه يصلى للزلزلة كصلاة الكسوف .
وصلى ابن عباس للزلزلة بالبصرة . رواه البيهقي بسند صحيح.
ولكن لا تشرع لها الجماعة ولكن تصلى فرادى .
ومن ذلك التوبة والندم .إن ربكم يستعتبكم فاعتبوه .
ومن ذلك الذكر والدعاء والاستغفارقال القسطلاني ::
ويستحب لكل أحد أن يتضرع بالدعاء عند الزلازل
ونحوها كالصواعق والريح الشديدة والخسف .
وأيضآ قال: ومما يستحب عند الزلزلة الدعاء والتضرع .
ومما يشرع الصدقة .
فعن جعفر بن بركان قال قال كتب إلينا عمر بن عبدالعزيز
في زلزلة كانت بالشام أن أخرجوا يوم الاثنين من شهر كذ وكذا ومن استطاع
منكم أن يخرج صدقة فليفعل فإن الله تعالى يقول :
(قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى )
نسأل الله تعالى لإخواننا في العيص الأمن والأمان
والسلامة والعافية ولكل المسلمين .
تعليق