الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
فيا معشر القراء :
إن الحياة خيال جئت أعبره
جسر من الوهم لا خل ولا جار
نحو الحقيقة نمشي ليس يوقفنا
حزن ولا فرح والكل قد ساروا
في البدء:
سلام من الله عليكم أجمعين, سلام يعبر إلى قلوبكم يحمل في طياته أكسيرا للحياة والفأل والأمل طارد كل هم وحزن وألم, فأنتم أهل ودي منذ زمن بعيد ولا سلوة للخاطر حين تمضي بي الأيام دون أن أعرج غارساً فسيلة تنمو وتعمر فلعمري إن من بينكم من ينافس نفسي على الإثار والتقدير .
أحباب قلبي :
في داخل كل منا ألم يمزق أحشاءه, ويدمي قلبه ويفت كبده, وأمل يداوي ذاك الألم ويبرد حره, في داخل كل منا ذكرى يحاول جاهداً أن ينساها لكنه لا يستطيع ولن يستطيع, فبين الألم والأمل تمضي بنا الحياة حتى المستقر, وفي ظل الحقيقة هذه نتعمد دائماً تخدير وعينا بشتى الطرق وقد ننجح لكن سرعان ما نعود فنغرق مستسلمين فتلك هي الدنيا نعرف كيف تفعل فكل ما فيها من حزن وفرح وألم وأمل كفيلة بخلط أوراقنا ومحو أسطرنا وضغط ملفاتنا, ألا كم تمر بنا من العجائب والغرائب والدواهي؟ وكم يمر بنا من فرحة وسرور وسعادة وحبور ؟ وكلها تمضي مسرعة ليس لنا منها إلا الذكريات الملحة, تلك التي تثير في دواخلنا كل المشاعر الساكنة التي باتت كأنشودة مخنوقة تنتظر الفرج ليسمع صوتها في قاع الصدور, صوت كأني به غريب في بلاد ليس يعرفها ماله فيها سوى معالم باتت طلالا .
إن الذكريات أيها الأحباب : نسمة تبعث النشوة في قلوب الحالمين المحبين, وشجن يهز نفوس المتعبين, وحنين وأنين ودموع وابتسامات ما لها حد كلها روعة وبهاء, تدخل معها في جنان خضراء فتخرج منها حالفا أنك ما رأيت أحسن منها ولا أجمل, لتخطو بعدها في سفرة تطول وتقصر بصحراء جرداء يلفحك فيها الهجير لتقسم بالعليم البصير ما أنت إلا في ألم مقيم, فبين ذا وذاك ورقة خريف عاشت أجمل لحظاتها خضرة ونضرة وامتلاء ثم اصفرت وشحب لونها لتسقط وتتفتت وتذروها الرياح ما كأنها كانت ولا عاشت وروت وارتوت
الذكريات معي في كل زاوية
من أين أهرب والذكرى لها ثار
في النفس والأشياء في قلبي
وفي الحجارة أسماء وآثار
تلك أيها القارئ الحبيب ورقة خريف واحدة جمعت أجزاءها وتلمست خلاياها لأضعها بين يديك لعلك تنظر للحياة بالعين التي نظرت بها بعد أن تضع عليها بصمتك, فلي مع هذا المنتدى أروع الذكريات وأجمل الأصدقاء وأخلصهم وأصدقهم على الإطلاق وقد كنا على الطروس حبرا وأسطر ثم غدونا قلوبا متعانقة متجانسة إلا أنا في غمضة عين غدونا كورقة الخريف اصفررنا ونحن متعانقين ثم سقطنا واحدا تلو الآخر ولم يبق إلا القليل ممن لم تذروح الرياح فمن قرأ منهم حرفي هذا فهي تلويحة باليد تشير بالسلام في حب ووئام .
أيها الأحباب :
اهتز شوقا وأنتم في مرابعنا
فكيف حالي إذا مالبعد أمصار
.
.
.
.
دمتم بخير وعافية
في أمان الكريم
تعليق