قيل للأمير عن شوارع جدّة
الأحد, 19 أبريل 2009 الموافق 23//4/1430هـ بالدد16797
م. طلال القشقري
الأحد, 19 أبريل 2009 الموافق 23//4/1430هـ بالدد16797
م. طلال القشقري
إنْ تـفقّد أميرُ منطقة مكّة المكرمة شوارع جدّة ، فستُرافقه الأمانة ، فماذا ستقولُه ؟ إنْ قالت إنّ الخطّ الدائري سريع ، فسأقول إنه بطيء لتحمّله مروراً فوق طاقته ، وبازدحامه الشديد ليلاً ونهاراً يبدو كأنه في قلب جدّة لا في طرفها ، وإنْ قالت إنّ الوصول للخطّ من داخل جدّة ليُنطلق منه إلى مكّة يستغرقُ قليلاً ، فسأقول إنه قد يستغرق لازدحام الداخل ما تستغرقه المسافةُ منه إلى مكّة ، وهي (70 كِيلاً) ، وهذه حقيقة مُزعجة ، وإن قالت إنّ الجسور الجديدة ستُخفّف الازدحام ، فسأقول إنها شغلت الأمانة فتركت جسورها القديمة بلا صيانة نموذجية ، فهل قديمُ الأمانة ليس نديمها ولو جديدها أغناها ؟ وهل حقاً ستُغنيها الجسور الجديدة ؟ إنها طولية باتّجاهٍ وطابقٍ واحدٍ ، وهذا يُخفّف الازدحام على طول الشوارع المنفّذة عليها ، لكنه لا يُخفّفه في الشوارع المتقاطعة معها ذات نفس الكثافة المرورية ، وليتها صُمّمت كورقة برسيم (leaf Clover) بمخارج وطوابق متعدّدة لخدمة كافّة الاتجاهات ، كما هو الحال في المدن الراقية ، لكن تجري رياحُ الأمانة بما لا تشتهي السفنُ ، وإنْ قالت إنّ حقوق الشوارع الرئيسية والفرعية عندها متساوية ، فهلاّ زُرْتها أيها الأمير لتتأكّد من (تدليل) الرئيسية و(تذليل) الفرعية ، والفرقُ بين (د) و (ذ) نقطة ، لكنها دليلٌ صارخٌ على إيثار الرئيسية ، وإنْ قالت إنّ الشوارع وارفةٌ بأشجارها ، فسأقول إنها ما إن تبسُقُ عالياً حتى تُجْتثَّ وتُزرعَ أصنافٌ غيرها ، وما أشجار النيم والفيكاس عنا ببعيد ، وإنْ قالت إنّ الأرصفة ممشىً آمـنٌ للعالمين ، فسأقول: وكم من كاحلٍ لرداءتها الْتوى ، وإن قالت إنّ الازدحام يرجعُ لتنامي السكان ، فسأقول سبباً آخر هو التصريح للمنشآت العامّة بتجهيزات خارجية ناقصة ، وإن قالت إنها تُنسّقُ مع الجهات الخدمية لتجنـّب الحفريات ، فسأقول: وهكذا تنسيقٌ هو للشوارع تفتيقٌ ، وإن قالت إنّ أسماء الشوارع الفرعيّة سهلة الحفظ ، فسأقول: إذن فإنّ ذاكرةَ الناسِ بها إعياءُ ، وإن قالت إنها تُوفّر كهرباء الشوارع ، فسأقول: وهل في تأخير إطفاء أعمدة الإنارة الليلية توفير ؟ وإن قالت غيره فسأقول غيره ، والرأيُ للأمير ، عسى الله أن يُصلح به شوارع جدّة ، التي يُعاني منها البشرُ في البرّ والطيرُ في السماء والحيتانُ في البحر !.
تعليق