بخيت طالع الزهراني
.. الأهلي.. استطاع أن يواصل أولوياته - رغم ظروفه - حيث قص شريط التتويج بالبطولات في كرة القدم للموسم الرياضي الحالي 1429-1430هـ والذي يوشك على الانتهاء ، بعد أن نال بجدارة واستحقاق بطولة (كأس أندية الخليج لكرة القدم) فأراد أن يكون في أول الصفوف، وفي مقدمة من انتزع كأساً غالية، وضعها في (دواليبه) التي تترجم لكل من يزورها، إنه فعلاً (قلعة الكؤوس).
.. في تقديري الشخصي أن الأهلي، لو لم يحقق هذا الموسم سوى (بطولة الخليج للأندية) لكان ذلك كافياً، قياساً مع ظروفه، التي يعرفها البعيد قبل القريب من البيت الأهلاوي والتي تمحورت في تضاؤل الدعم الشرفي وخصوصاً في السنوات الأخيرة ، حتى صار مصدر دعمه الشرفي وحيداً تقريباً، في شخص رمزه الكبير، وقلبه النابض الوفي الأمير (خالد بن عبدالله) والذي صار خلال السنوات الأخيرة مضطلعاً لوحده بالدعم المادي للنادي الراقي ، عندما تخلَّى شرفيوه عن ضخ خزانة ناديهم بالأموال الضخمة التي عليها حال الأندية الأخرى الكبيرة المنافسة للأهلي.
.. لكن روح الأهلي لا تموت.. أبداً لا تموت، وتظل قادرة لوحدها على امتطاء الصعب، وعلى قهر الظروف، وتحقيق المستحيل، حتى في زمن (الإغراق المالي) الذي يحظى به المنافسون، تظل روح الأهلي أقوى، وأكبر هيبة، وأكثر قدرة على أن يكون لها حضور مميز في الحفلة، حفلة توزيع واقتسام بطولات الموسم.
.. ألا ترون أن الأهلي، ولونه الأخضر الفاتن، وروحه المهيبة، استطاعت، من بين كل فرق دوري المحترفين، وفي (انفراد مدهش) أن تسجل (أولوية) بهزيمة بطل دوري المحترفين، حيث لم يهزمه في أي مباراة سوى الأهلي.
.. ولذلك تظل مباريات الأهلي، والالتقاء به، حتى في المباريات الدورية العادية بطولة عند عدد من الأندية المنافسة، لأن الفوز على الأهلي بالنسبة لهم مذاق خاص، بل وبطولة في حد ذاتها.
.. وانظر إذا شئت كيف يفرحون بالفوز على الأهلي - إذا تم لهم الفوز - حتى ولو كانت المحصلة مجرد ثلاث نقاط ، وكيف يقرعون طبول البهجة، وهم في ذلك محقون، لأن (الأهلي.. مذاق مختلف)!!
.. روعة الأهلي دائماً أنه سهل ممتنع، وأنشودة عذبة، وتألق مختلف، ففي هذا الموسم كمثال حلَّ ثالثاً في سلم الترتيب، حتى وهو ينزف ألماً من ظروفه الصعبة، بمعنى أن (شعرة دقيقة) كانت تفصله عن بلوغ النهائيات المحلية، وهي (شعرة) الدعم المادي، والتي لو حضرت لرأينا كيف ستصطبغ النهائيات بألوان الفانلات الخضراء.
.. في تقديري أن ما قدمه الأهلي هذا الموسم (كجردة حساب) كان مقنعاً إلى حد ما لأنصاره ، الذين يتميزون بالرقي، كما هو اسم ناديهم النادي الراقي، وبالمناسبة فلم أتفاجأ عندما اعلنت صحيفة الوئام الاليكترونية قبل أيام عن فوز مشجع (يعمل اصلا معلما) من الدوادمي، فاز بالقرعة عندما توقع نتيجة مباراة الهلال والاتحاد على نهائي دوري المحترفين.
.. انظر إذا شئت مشجع متيم بالأهلي من الدوادمي، وما الغريب، أن يتجذر حُبّ الراقي إلى أنحاء متفرقة من وطننا الكبير، وكأني بالطيف (الأخضر والأبيض) البهي، يرفرف في كل ركن من البلاد.
.. اللافت أن ذلك المشجع الأهلاوي، توقع فوز النادي المنافس، في اشارة الى حضارية التفكير، والبعد عن التعصب، والقراءة المنطقية لكل منتسب للراقي.
.. وكلمة أخيرة.. ألا يظل الراقي والمنتسبون له مدرسة، يمكن الإفادة من فكرها، ومنطقية رؤاها.. فقط أسأل؟!!
bakeet8@hoamtil.com
جريدة البلاد 22/4/1430هـ
الموافق 18/04/2009م
تعليق