ابتســم ......!!!
الضحك المعتدل بلسم للهموم ومرهم للأحزان وله قوة عجيبة في فرح الروح وجذل القلب , حتى قال أبو الدرداء : أني لأضحك حتى يكون إجماماً لقلبي . وكان أكرم الناس صلى الله عليه وسلم يضحك أحياناً حتى تبدو نواجذه , وهذا ضحك العقلاء البصيرين بداء النفس ودوائها .
والضحك ذروة الانشراح وقمة الراحة ونهاية الانبساط ولكنه ضحك بلا إسراف (( لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب )) وليس الضحك الاستهزاء والسخرية { فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون } ومن الضحك نعيم أهل الجنة { فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون } وكانت العرب تمدح ضحوك السن وتجعله دليلاً على سعة النفس وجودة الكف وسخاوة الطبع وكرم السجايا ونداوة الخاطر :
تراه إذا ما جئته متهلّلاً .... كأنك تعطيه الذي أنت سائلهُ
ولا قيمة للبسمة الظاهرة إلا إذا كانت منبعثة مما يعتري طبيعة الإنسان .
والحقيقة أن الحزن من طبع البشر ولكن المقصود في قول ( لا تحزن .. لا تحزن . ) هو تخفيف الحزن والهم والغم أما قطع الحزن بالكلية فهذا في جنات النعيم ولذلك يقول المنعّمون في الجنة { الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن } .
سهرت أعين ونامت عيون ..... في شئون تكون أولا تكون
فدع الــهم , مـــا استطعت ..... فحمـــلانك الــهموم جــنونُ
إن ربّا كفاك ماكان بالأمس .... سيكفيك في غــدٍ ما يــكــون
.. عائض بن عبدالله القرني !
ولكم تحياتي .