بسم الله الرحمن الرحيم

كثيرة هي المناظر التي تثير الشجون ، خاصة البهم المتناثر كحبات اللؤلؤ على السندس الاخضر في سفوح الجبال، ومنظر العصيف وهو يتمايل طربا مع هبوب النسيم ، تهامه الخضراء مع شروق الشمس عندما ننظر لها من رؤوس الشفيان ،كثيرة جدا المناظر التي افتقدناها.

ولو أن قلبي بدأ( يتليس) مع مرور الزمن الا انه أحيانا يهتز وينبض مع بعض المناظر.

لا زال قلبك مخضرا واهنئك على ذلك،

ولي استفسار: هل يقصد الشاعر بالعناب الشفائف أم الانامل.

إبن مرضي

مدينٌ لك يا أبا زهير ! نعم . مدين لك بأشياء كثيرة . ليس أقلها مؤآنستي في هذا المنتدى الذي ترافقنا فيه لعدة سنوات لم أرَ منك إلا مايسر ويفيد .

البارحة قضيت قرابة الساعة في ضيافتك طرف جنابك . كادت عيني تدمع ! كيف نهجر مثل هذا الأرث ؟!

سيدي : تقول أنك ترى أن قلبي لا زال أخضر ..! ,أعترف لك بذلك ، وأزيد بأنه ليس أخضر فحسب ، بل وملونا بألونا كثيرة كثيرة ...! أكثر من الألوان التي كنا نعرفها أنا وأنت ، والتي لم تكن تتجاوز الألوان الرئيسية وألوان قوس قزح ..!


تذهب لتشتري شاشة كمبيوتر ، فتجد البائع يخبرك بأن هذه الشاشة فيها ملايين الألوان ! فتفتح فاك مندهشا ...!


بالأمس كنت أتأمل ألوان قلب ضحيتي (أقصد الخروف) ، فوجدته متتعدد الألوان ، ولم استطيع أن أعطه لونا معينا ، حيث قد حيروني أصحاب الحاسبات بتعدد الألوان وكثرتها !

وحتى ألوان قوس قزح الذي كنا نظنه قوسا كما نسميه . وجدته ليس قوسا بل دائرة . على شرط أن تراه من أعالي السماء ؛ من فوق الغيوم . ولو لم أجد أن زميلي الأمريكي الذي كان معي يعرف ذلك منذ زمن لكنت ظننت أنني صاحب اكتشاف جديد . ( لا تنسى أنني هذه الأيام أطارد الغيوم وأدخل إلى أعماقها ، ففيها من الأسرار ماعجز عن معرفتها حتى العلماء الذين أفنوا أعمارهم في دراستها )!


نعم أيها العزيز قلبي أخضر ، ولا تلومني على ذلك ، فقد نشأت في بيئة كلها خضراء ، أرعى البهم على قمم الجبال وفي سفوحها الخضراء ، وأحمل في يدي عطيفا وأكل عصيفا في كثيرمن الأوقات ، وإذا ما هزني الوجد عزفت (الصفريقا) وغنيت بطرق الجبل :" ياليتني عالف جمل .. وإلا متَنْبك ..." وأنت تعرف ما وراء هذا البيت وهذه الأمنية ...!


سيدي : قلت لك أنني مدين لك بأشياء كثيرة ، وآخرها هو هذا التنبيه اليوم لخطأئي الذي وقعت فيه ، حيث كنت أعتقد أن العناب هو الأصبع . وذلك لتصوري أن اللقظة التي تخيلها الشاعر هي كالتالي :


فتاة فائقة الجمال ، تمطر عينيها النرجسيتين بدموع كاللؤلؤ ، فتسقي به خدودا كالورود ، فتعض على أصابعها بثناياها التي مثل حبات البرد !



وكنت أعتقد أن أن الشاعر يريد أخبارنا بأن الفتاة أما نادمة أو خجلانة على ما حصل ، لذلك فإنها والحالة هذه لا بد أن تعض على أصابعها . وكنت أرى أن الأنامل هي الأقرب إلى ( هبرات) العنب ، وخاصة العنب الأسباني أو الأيطالي الذي تشبه ( هبراته ) حلمة الأصابع إذا ما كانت أنيقة ، وبالأخص الظفر الجميل ، فهو يقترب تماما من شكل ( الهبرة ) !

[ لا حظ أنني أتكلم عن الظفر وليس الظلف الذي تراه في بعض النساء ] .


ولكنني كنت مخطئا ، فلو كان العضّ على الأنامل لما أتضحت الثنايا كما تتضح عندما تعض على الشفاة .

وكم كنت أتمنى أن يكون تشبيه الشاعر للشفاة بالفراولة وليس بالعناب ، ولكنه يبقى هو الأصح وأنت أيضا كذلك . فلك شكري وتقدير ومودتي أيها الأستاذ العزيز .

شيخنا الفاضل أبا عبد العزيز

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخجل والله العظيم عندما أراك تعقب على أي موضوع لي ، فلله كم أجلك وأقدرك وأحترمك . وأرجو منك المعذرة إن رأيت مني مالا يتفق مع مبادئك ومنهجك الذي لا أعرف إلا أنه غاية لكل شخص مقصر مثلي .

لا أملك هنا من الزيادة على ما تتفضل به إلا أن أقول معك آمين . وأسأل الله أن يجعلنا وأياكم من أهل الجنة إنه سميع مجيب .

ابن مرضي

العناب في هذه الحالة أفضل وأجمل من الناحية الصورية من الفراولة، اللون ما يميز العناب فلونه يميل الى اللون البني المحمر (كلون القلوب تماماُ) الم تسمع قول أمرؤ القيس وهو يصف قلوب الطير الرطبه واليابسة كلون العناب والحشف:
كأن قلوب الطير رطباً ويابساً ... لدى وكرها العناب والحشف البالي

والعناب شجرة من فصيلة السدر لها ثمرٌ حلو المذاق(اسطوانية الشكل) تشبه الأنامل، عادة ما تثمر في أواخر الصيف (شهر سبتمبر) وقد إستخدمه الشعراء العرب للدلة على لونه المميز وخاصة لون الأنامل المخضبة بالحناء كقول أبي نواس:
تبكي فَتذري الدر عن نرجسٍ ..... وتلطِمُ الورد بعنابِ

ويذهب عبدالقاهر الجرجاني الى ان قول ابن المعتز:
أثمرت أغصان راحته .... لجناةِ الحسنِ عنابا
أحسن من قول الوأواء الدمشقي:
فأسبلت لؤلؤا من نرجس وسقت .... وردا وعضت على العناب بالبرد

فهو يرى ( ان تقول : أثمرت اصابع يده التي هي كالأغصان لطالبي الحسن، شبيه العناب من أطرافها المخضوبة) أحسن من القول ( وعضت على أطراف أصابع كالعناب بثغر كالبرد).



ابا أحمد دائماً ما تكتب مواضيع تثري وجداننا بهذا الكم من الجمال، حفظك الله من كل سوء.

أبا عبد الله

شكرا لهذا الحضور ذو اللون العنابي الجميل .

لي حق بأن أكتب إذا كان هناك من سيضيف مثل هذه الإضافات .

أشكرك على هذه الصورة التي وضعتها هنا ، ووضحت بها لنا العناب ، وهو على ما أعتقد "النبق " بلغتنا الدارجة . او العبري بلغات أخرى .

تواجدك يشجعني ويؤنسني . فلك التحية والود .

استمتعت بما كتب باانامل ذهبيه في هذه الصفحه
اشكرلك ابن مرضي على هذا الطرح واشكر الجميع على
هذا البريق الذي اضافوه على هذا الموضوع
والله اني لااخجل من نفسي امام هذه الكتابات
ولااعلم مااقول ولكن يعطيك العافيه اخوي
ولاعدمناك وننتظر الجديد الاروع

كم نحن تواقون لشيء من الشهد ! فكيف بالشهد كله .

أضأت الصفحة فلك الشكر والتقدير .

شاهدوا شجرة العناب في الشتاء .

*
*

*
*


ــــــــــــــــــــ
سبحان الله

عزيزي الغالي قينان

اسعد الله جميع أوقاتك

كنت ولا زلت انتظر توضيحا من أستاذنا الشدوي عن الشجرة التي في الصورة . فأنا أرى أنها سدرة . والله تعالى أعلم .

العزيز أبا حجر

أزدادت الحيرة بعد أن زودتنا بهذه الصور ، فهل هذا هو العناب أم الذي في موضوع الأستاذ الشدوي ؟

لك شكري وتقديري .

أخي أبن مرضي ....
تقبل مروري ومشاركتي فموضوعك ناجح ’ وهذا هو العناب الذي في موضوع الشدوي نفسة إنما هذه صوره في الشتاء بعد أن كساه الثلج ..