من نصبك وكيلاً على المرأة؟
الأحد, 9 نوفمبر 2008
د. أحمد العماري
عليه عدة ملاحظات:
أولا: عنوان المقال ومضمون المقال صوّر المرأة أنها مكبلة بالأغلال، وأن أيادي الرجال منصبة عليها بالضرب والاعتداء، والقوة والجبروت حسياً ومعنوياً، وسيتضح هذا من خلال ما سأعرضه من النقاط.
وهذا في نظري فيه تعد على الرجل والمرأة.
أما الرجل فهو من باب التهمة لمعاملته مع المرآة التي هي إما: أمه،أو ابنته،أو أخته،أو زوجته،أو خالته،أو عمته.
أما المرأة فهو تشويه لحالها مع الرجل في أرض الإسلام وبين المسلمين فكأنها كائن منبوذ، ليس له قدر ولا كرامة ولا عزة ولا رفعة، وواقعنا بخلاف ذلك ويشهد به القريب والبعيد.
ثانياً:المقال فيه تعدٍ على مقام النبوة حيث قال (من المؤكد أن عزل الرجال عن النساء والذي لم يكن معمولاً به في حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم الخ.
فإن كان مراده بالعزل الذي لم يكن معمولاً به، الاختلاط وعدم الحجاب وهو المفهوم من المقال لقوله (فلا يكاد بعض الذكور يرى ذات العباءة السوداء حتى تولد عنده رغبة عارمة في التعرف إليها) الخ.
فهو بهذا الفهم يصادم الكتاب والسنة والإجماع.، حيث ثبت في نصوص الوحيين الأمر بحجاب المرأة وعزلها عن مجالس وأندية الرجال، .بل حتى في مواسم الحج أمرهن الشرع أن يسدلن خمرهن على وجوهن إذا مرّ بهن رجال.
وقام الإجماع على وجوب الحجاب عند المسلمين ولا ينكر ذلك إلا مكابر.
وإن كان مراده بالعزل غير ذلك فعليه توضيح ذلك مشكورا .
ثالثاً: ضرب أمثلة سوداوية لبعض الحالات التي تقع في المجتمع، لا تتفق مع عنوان المقال فمن ذلك:
قوله: (فلا يكاد بعض الذكور يرى ذات العباءة السوداء حتى تولد عنده رغبة عارمة في التعرف إليها الخ)
فهل يريد الكاتب أن نرفع العباءة السوداء عن المرأة، حتى تنزل إلى عملها مترجلة ،والأعين تنظر إليها يميناً وشمالاً بدون تحفظ؟.
ومن ذلك:
قوله: ( ولا يستثنى من هذ الهمجية بعض المتزوجين)
أقول: المتزوجون ليسوا معصومين من الوقوع في الخطاً سواء كانوا رجالاً أو نساءً .
لكن هل نسبة المتزوجين الواقعين في هذه الهمجية -على حد تعبير صاحب المقال- تمثل ظاهرة ملفتة للنظر في المجتمع، أم هي حالات شاذة، لا تستحق أن تذكر على صفحات الجرائد.
ثم إن لمزك لإخوانك من الذكور بالهمجية .لمز لنفسك من باب قوله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”. (الحجرات:11)
ومن ذلك:
قوله: “حتى أن البعض لا يزال يرى في حصولها على نصيبها من تركة والدها جريمة لا تغتفر نتيجة للسطوة الذكورية المتسلطة”.
إن حرمان المرأة وغيرها من حقوقها الشرعية خطأ لا يُقرُ، لكن معالجة الخطأ بخطأ يكون الناتج عنه خطأ .
فحرمان بعض النساء من تركة والدها من الإرث عمل وتصرف جاهلي، يجب إنكاره، وتغييره،والقضاء عليه، لكن لا يعالج هذا الخطأ الجاهلي. بالخطأ العصري بأن نرفع أيدينا عنها، ونستجيب للدعوات الشاذة من نزع للحجاب، ومساواة بالرجال. ومشاركتها في كل شيء.
ثم أين السطوة الذكورية المتسلطة الآن على المرأة في هذا العصر، وبعضهن يتنقلن من مكان إلى مكان، بدون قيد ولا زمام، كما نرى ونشاهد في الأمسيات الأدبية، والقنوات الفضائية، والمسلسلات والبرامج الإذاعية.
ومن ذلك:
قوله: (بيد أن المرأة شقيقة الرجل منذ بدء الخليقة،وان الحياة لا يمكن لها أن تستمر في ظل ابتعاد أحدهما عن الآخر).
هذا الكلام ظاهره فيه الرحمة ،فإذا رُبٍطَ مع عنوان المقال ظهر لك أن باطنه فيه العذاب، فإذا كانت المرأة شقيقة الرجل، ولا يمكن استمرار الحياة في ظل ابتعاد أحدما عن الآخر، فهل نرفع أيدينا عنها فتسافر كما تشاء ،وتعمل كما تشاء وتخرج وتعود كما تشاء،وتزور كما تشاء؟؟؟.
ومن ذلك:
قوله: (وإن فرض الوصاية عليها وجعلها في مسار محدود من قبل الرجل قد لا تحظى معه بالأجر) الخ.
ذكر الكاتب هذه الجملة بعد ما ذكر أنها مكلفة بالعبادة كالرجل تماماً،فأين فرض الوصاية عليها في العبادة من قبل الرجل؟ وما هو المسار المحدد من قبل الرجل عليها؟.
لقد حدد الشارع مسارها في العبادة فلا تصوم ولا تصلي في حالة كونها حائضاً،أو نفاساً، ولا تؤم الناس في الصلاة، وإذا أرادت الخروج إلى المسجد فلا يجوز للرجل منعها، لكن بشرط أن لا تخرج وهي متطيبة، وأن تكون في آخر الصفوف، وأن لا تكون فاتنة للمسلمين، وأن لا تتنفل بصوم ولا بصلاة نفل، وزوجها غير راغب لاحتياجه إليها.
فهل يريد الكاتب أن تقوم المرأة بهذه الأمور من غير استئذان ولا رقابة ولا رعاية ونرفع أيدينا عنها.
رابعاً: قال الكاتب: (أرفعوا أيديكم عن المرأة فقد نضجت وأضحت تعرف الحلال والحرام).
هذه الصيغة من الكاتب لا أدري هل هي طلب أو أمر ؟!، وأياً كانت فلمن يوجه هذا الطلب أو الأمر؟!
نريد من الكاتب تحديد المخاطب بهذا الكلام حتى نتعاون معه في إنقاذ المرأة مما هي فيه من الهمجية الذكورية المتسلطة- على حد تعبير-، وإلا يبقى كلاماً عائماً وإشغالاً للقارئ بما لا طائل تحته.
ثم إذا نضجت المرأة وأضحت تعرف الحلال والحرام نطلق لها العنان وتعمل كما تشاء، وكيف ما تشاء.
خامساً: إن الكاتب يعتبر من المحافظين في المنطقة ولا يمكن أن يرفع يده عن المرأة التي تحت رحله فلا يغالط نفسه، ويوهم غيره بمصطلحات عصرية ، من هنا و هناك، خاصة وهو يمثل منشأة توعوية في المجتمع ، كما يمثل مجتمعا محافظا، لا يرضى بما ذكره الكاتب في مقاله. والله يتولى السرائر وهو الهادي إلى سواء السبيل
الأحد, 9 نوفمبر 2008
د. أحمد العماري
عليه عدة ملاحظات:
أولا: عنوان المقال ومضمون المقال صوّر المرأة أنها مكبلة بالأغلال، وأن أيادي الرجال منصبة عليها بالضرب والاعتداء، والقوة والجبروت حسياً ومعنوياً، وسيتضح هذا من خلال ما سأعرضه من النقاط.
وهذا في نظري فيه تعد على الرجل والمرأة.
أما الرجل فهو من باب التهمة لمعاملته مع المرآة التي هي إما: أمه،أو ابنته،أو أخته،أو زوجته،أو خالته،أو عمته.
أما المرأة فهو تشويه لحالها مع الرجل في أرض الإسلام وبين المسلمين فكأنها كائن منبوذ، ليس له قدر ولا كرامة ولا عزة ولا رفعة، وواقعنا بخلاف ذلك ويشهد به القريب والبعيد.
ثانياً:المقال فيه تعدٍ على مقام النبوة حيث قال (من المؤكد أن عزل الرجال عن النساء والذي لم يكن معمولاً به في حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم الخ.
فإن كان مراده بالعزل الذي لم يكن معمولاً به، الاختلاط وعدم الحجاب وهو المفهوم من المقال لقوله (فلا يكاد بعض الذكور يرى ذات العباءة السوداء حتى تولد عنده رغبة عارمة في التعرف إليها) الخ.
فهو بهذا الفهم يصادم الكتاب والسنة والإجماع.، حيث ثبت في نصوص الوحيين الأمر بحجاب المرأة وعزلها عن مجالس وأندية الرجال، .بل حتى في مواسم الحج أمرهن الشرع أن يسدلن خمرهن على وجوهن إذا مرّ بهن رجال.
وقام الإجماع على وجوب الحجاب عند المسلمين ولا ينكر ذلك إلا مكابر.
وإن كان مراده بالعزل غير ذلك فعليه توضيح ذلك مشكورا .
ثالثاً: ضرب أمثلة سوداوية لبعض الحالات التي تقع في المجتمع، لا تتفق مع عنوان المقال فمن ذلك:
قوله: (فلا يكاد بعض الذكور يرى ذات العباءة السوداء حتى تولد عنده رغبة عارمة في التعرف إليها الخ)
فهل يريد الكاتب أن نرفع العباءة السوداء عن المرأة، حتى تنزل إلى عملها مترجلة ،والأعين تنظر إليها يميناً وشمالاً بدون تحفظ؟.
ومن ذلك:
قوله: ( ولا يستثنى من هذ الهمجية بعض المتزوجين)
أقول: المتزوجون ليسوا معصومين من الوقوع في الخطاً سواء كانوا رجالاً أو نساءً .
لكن هل نسبة المتزوجين الواقعين في هذه الهمجية -على حد تعبير صاحب المقال- تمثل ظاهرة ملفتة للنظر في المجتمع، أم هي حالات شاذة، لا تستحق أن تذكر على صفحات الجرائد.
ثم إن لمزك لإخوانك من الذكور بالهمجية .لمز لنفسك من باب قوله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”. (الحجرات:11)
ومن ذلك:
قوله: “حتى أن البعض لا يزال يرى في حصولها على نصيبها من تركة والدها جريمة لا تغتفر نتيجة للسطوة الذكورية المتسلطة”.
إن حرمان المرأة وغيرها من حقوقها الشرعية خطأ لا يُقرُ، لكن معالجة الخطأ بخطأ يكون الناتج عنه خطأ .
فحرمان بعض النساء من تركة والدها من الإرث عمل وتصرف جاهلي، يجب إنكاره، وتغييره،والقضاء عليه، لكن لا يعالج هذا الخطأ الجاهلي. بالخطأ العصري بأن نرفع أيدينا عنها، ونستجيب للدعوات الشاذة من نزع للحجاب، ومساواة بالرجال. ومشاركتها في كل شيء.
ثم أين السطوة الذكورية المتسلطة الآن على المرأة في هذا العصر، وبعضهن يتنقلن من مكان إلى مكان، بدون قيد ولا زمام، كما نرى ونشاهد في الأمسيات الأدبية، والقنوات الفضائية، والمسلسلات والبرامج الإذاعية.
ومن ذلك:
قوله: (بيد أن المرأة شقيقة الرجل منذ بدء الخليقة،وان الحياة لا يمكن لها أن تستمر في ظل ابتعاد أحدهما عن الآخر).
هذا الكلام ظاهره فيه الرحمة ،فإذا رُبٍطَ مع عنوان المقال ظهر لك أن باطنه فيه العذاب، فإذا كانت المرأة شقيقة الرجل، ولا يمكن استمرار الحياة في ظل ابتعاد أحدما عن الآخر، فهل نرفع أيدينا عنها فتسافر كما تشاء ،وتعمل كما تشاء وتخرج وتعود كما تشاء،وتزور كما تشاء؟؟؟.
ومن ذلك:
قوله: (وإن فرض الوصاية عليها وجعلها في مسار محدود من قبل الرجل قد لا تحظى معه بالأجر) الخ.
ذكر الكاتب هذه الجملة بعد ما ذكر أنها مكلفة بالعبادة كالرجل تماماً،فأين فرض الوصاية عليها في العبادة من قبل الرجل؟ وما هو المسار المحدد من قبل الرجل عليها؟.
لقد حدد الشارع مسارها في العبادة فلا تصوم ولا تصلي في حالة كونها حائضاً،أو نفاساً، ولا تؤم الناس في الصلاة، وإذا أرادت الخروج إلى المسجد فلا يجوز للرجل منعها، لكن بشرط أن لا تخرج وهي متطيبة، وأن تكون في آخر الصفوف، وأن لا تكون فاتنة للمسلمين، وأن لا تتنفل بصوم ولا بصلاة نفل، وزوجها غير راغب لاحتياجه إليها.
فهل يريد الكاتب أن تقوم المرأة بهذه الأمور من غير استئذان ولا رقابة ولا رعاية ونرفع أيدينا عنها.
رابعاً: قال الكاتب: (أرفعوا أيديكم عن المرأة فقد نضجت وأضحت تعرف الحلال والحرام).
هذه الصيغة من الكاتب لا أدري هل هي طلب أو أمر ؟!، وأياً كانت فلمن يوجه هذا الطلب أو الأمر؟!
نريد من الكاتب تحديد المخاطب بهذا الكلام حتى نتعاون معه في إنقاذ المرأة مما هي فيه من الهمجية الذكورية المتسلطة- على حد تعبير-، وإلا يبقى كلاماً عائماً وإشغالاً للقارئ بما لا طائل تحته.
ثم إذا نضجت المرأة وأضحت تعرف الحلال والحرام نطلق لها العنان وتعمل كما تشاء، وكيف ما تشاء.
خامساً: إن الكاتب يعتبر من المحافظين في المنطقة ولا يمكن أن يرفع يده عن المرأة التي تحت رحله فلا يغالط نفسه، ويوهم غيره بمصطلحات عصرية ، من هنا و هناك، خاصة وهو يمثل منشأة توعوية في المجتمع ، كما يمثل مجتمعا محافظا، لا يرضى بما ذكره الكاتب في مقاله. والله يتولى السرائر وهو الهادي إلى سواء السبيل
تعليق