بسم الله الرحمن الرحيم
إلى أختي المسلمة (12)*
إلى أختي المسلمة (12)*
العاملان اللذان أثَرا في صياغة فكر وسلوك هدى شعراوي هما:
أولا: سفرها إلى باريس وأمريكا.
ثانيا: زوجة حسين رشدي باشا الفرنسية.
فعن العامل الأول: "كانت أسرتها معتادة التنقل بين القاهرة واستنبول وباريس, وقد سافرت في شبابها إلى باريس سنة1909م وزارت محلاتها الكبرى, ورأت الأزياء والملابس تعرض على فتيات جميلات أنيقات كما رأت مهرجانات بولونيا للزهور, وقد اختلطت بها النساء والرجال, وأعجبت بالفرنسيين رجالا ونساء, وشاهدت بوادر النهضة الأوروبية بين السيدات الراقيات, وتمنت لو أنها استطاعت أن تحققها في مصر, الأمر الذي دفعها بعد عودتها إلى مصر أن تنشئ ناديا أدبيا للسيدات, وأن تشكل لجنة نسائية ترعاها, تحت اسم "جمعية الرقي الأدبي للسيدات" وكانت "زعيمة" "النهضة النسوية" هدى "هانم شعراوي" التي اتخذت من بيتها "صالونا" تقابل فيه الرجال سافرة... في غير وجود محرم – أقول: بدأت تطبق مبدأ الحرية على نفسها لتكون المثل السيئ في ذلك فحاربت الله ورسوله ودينه وخالفت شريعة الإسلام أسأل الله أن يجازيها بما هي أهله نظير هذه السنة السيئة -
كانت هدى شعراوي بنت محمد باشا سلطان – أحد باشوات ذلك العصر- ومن هنا فهي "هانم" بالوراثة! سافرت إلى فرنسا لتتعلم.. وسافرت وهي محجبة..ولكنها حين عادت كانت سافرة- خلعت الحجاب- وأسقطت الحياء.. وكان أبوها يستقبلها في ميناء الإسكندرية ومعه مجموعة من أصدقائه, فلما نزلت من الباخرة سافرة احمَر وجهه خجلا وغضبا, وأشاح بوجهه عنها, وانصرف دون أن يحييها.. ولكن ذلك لم يردعها عن صنيعها, ولم يردَها عن غيَها الذي عادت به من فرنسا..
تحلق حولها بعض النسوة.. وبعض الرجال! الرجال الذين (يدافعون) عن قضية تحرير المرأة في الصحف والمجلات, بالنثر والشعر- أقول: إن حفل الاستقبال هذا مرتبا لهدى شعراوي من قبل من أجل أن يراها أكبر عدد من الناس. وإلا فما معنى تحلق هذا العدد من النساء والرجال حولها؟!- لقاء جلسة لطيفة في صالون الهانم, أو ابتسامة خاصة تخص بها أحدهم.. أو مبلغ من المال تدسه في يد واحد من الصحفيين المرتزقة فيكتب مقالا في "رقَة" الهانم و"لطفها" وابتسامتها العذبة وحسن استقبالها لضيوفها- الرجال أو يكتب عن "القضية".
وكانت قمة المسرحية هي مظاهرة النسوة في ميدان قصر النيل (ميدان الاسماعيلية) أمام ثكنات الجيش الإنجليزي سنة1919م. فقد كانت الثورة المصرية قد قامت, وملأت المظاهرات شوارع القاهرة وغيرها من المدن, تهتف ضد الإنجليز وتطالب بالجلاء التام أو الموت الزؤام.. ويطلق الإنجليز الرصاص من مدافعهم الرشاشة على المتظاهرين فيسقط منهم كل يوم قتلى بلا حساب.
وكان ذلك يوم تحققت أمنية هدى شعراوي وأعدم الحجاب, وفي وسط هذه المظاهرات الجادة قامت مظاهرة النسوة, وعلى رأسها صفيه هانم زغلول زوجة سعد زغلول, وتجمَع النسوة أمام ثكنات قصر النيل, وهتفن ضد الاحتلال.. ثم.. بتدبير سابق, ودون مقدمات ظاهرة, خلعن الحجاب وألقين به في الأرض.. وسكبن عليه البترول, وأشعلن فيه النار, وتحررت المرأة!! (ا.هـ.).
وتحققت أماني هدى شعراوي فكما خلعت هي الحجاب في فرنسا خلعته البقية هنا في مصر وفرحت الماسونية لهدم جدار الحياء وسقوط ما أمر الله به أن يوضع على الوجه أيَما فرح!!!.
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة, والله المستعان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كتاب الماسونية والمرأة للباحث- ص117.
تعليق