الرقبة العوجاء
"الجمل لا يرى اعوجاج رقبته " مثل قديم . نردده إذا ما أردنا التلميح، بدبلوماسية لا تزعج الآخر، بأن أحدنا لا يعرف أنه مخطئ. والمثل كما نرى هنا يركز على عدم الرؤية لا عدم المعرفة.!
ولا أعتقد أن الجمل بإمكانه رؤية رقبته ناهيك عن اعوجاجها ، فقد حباه الله عدسة خاصة تمكّنه من رؤية الأشياء الصغيرة كبيرة بعكس بقية المخلوقات ، وإلا لما سلم أمره لطفل يقوده !
وقد وجدت معظم الرجال كالجمال، لا أقول لا يعرفون، بل لا يرون أخطاءهم !
تجلس مع رجل يعمل في مؤسسة حكومية فيعيبها وكل من فيها إلا هو! تودّ لو تسأله:ماذا عنك أنت ؟
وتجلس مع رجل قد خرج من الخدمة ، فََيُشَرّحْ لك كل من عمل معه ويخطّئهم إلا هو ! تودّ لو سألته: لماذا أخرجوك إذا ؟
تسمع الشعراء؛ معظمهم ، ينظمون الأشعار في إخوانهم وأقاربهم، ويتهمونهم بأنهم هم السبب في كل ما حصل لهم. تتمنى أن تسأل أحدهم : ماذا عنك أنت ؟
عند الأمريكان نظاما يسمى ( Feed back) ، أترجمه إلى " النصح المتبادل " ، لو أخذنا به وتبادلنا النصائح ونحن على رأس العمل ، لما بقينا ( نقطع ونجدع ) في بعضنا بعد الخروج منه ..! وفي الإسلام حديث لتميم الداري يرويه عن الرسول صلى الله عليه وسلم:" الدين النصيحة..." لو عملنا به لتبين لكل منا كم هي رقبته عوجاء ، ولأصبح حالنا الأفضل بين الأمم .
تعليق