حقيقة دعوى محاربة الإرهاب عند قادة الغرب وأمريكا
عندما يكشف قادة دعوى محاربة - مكافحة – الإرهاب في الغرب حقيقة جهودهم والهدف الذي يريدون تحقيقه من وراء تلك الدعوى لا يبقى لأحد من مرددي تلك الدعوى مجال للاجتهاد أو تفسير الأقاويل وانتحال المبررات وسوق الحجج الواهية والنظريات المتناقضة لأقوال وممارسات قادتهم. التصريحات الواضحة بل والشديدة الوضوح تلجم أتباع أولئك القادة الذين يصفقون ويهرولون وراء أسيادهم فلا تدع أدنى شك في تبعية أولئك للسادة رافعي شعار أو دعوى مكافحة أو محاربة الإرهاب في الغرب مبتدعي تلك الدعوى.
أقول لا يمكن لمسلم أن يؤيد الإرهاب بكل أشكاله, وأساليبه وطرقه وأنا من أشد محاربي الإرهاب سواء الإرهاب الفكري أو الجسدي أو الاجتماعي أو غير ذلك من وسائل الترهيب والتخويف إلا ما يتفق مع الشريعة الإسلامية العظيمة كالتخويف من النار ومعصية الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ومن إيذاء الناس عموما... إلخ.
لكن – وكثيرا ما تقف لكن هذه أمامنا – ما هو الإرهاب الذي نحاربه نحن؟ وماذا يقصد أو يعرَف قادة الغرب ومن ابتدع مقصلة مكافحة الإرهاب. الإرهاب, هل هناك تعريف أو تحديد واضح المعالم لذلك الإرهاب عندهم؟!!
ونعود مرة أخرى لدائرة [المصطلحات] المتصلة الطرفين كأحد مدلولات أو قل مقتضيات [ لكن].
نقول نحن الإرهاب, وهم يقولون الإرهاب, لكن ماذا نقصد نحن بالإرهاب؟ وماذا يقصد غيرنا بتلك الكلمة؟! هذا هو جوهر القضية وكاشف الدعوى.
لعل التصريح التالي لأحد قادة الغرب يوضح حقيقة دعوى أولئك القادة فتستبين الحقيقة التي ستصدم كثيرا من أتباع الغرب ومحبيه ومرددي مكافحة الإرهاب من دون وعي ومعرفة الحقيقة.
[تقول "مارجريت تاتشر" رئيسة وزراء انجلترا الأسبق – كما ذكر الدكتور محمد عمارة في عموده الصحفي في ملحق جريدة المدينة الصادر يوم الجمعة12/4/1429هـ- ما يلي: إن تحدي الإرهاب الإسلامي الفريد لا يقف عند أسامة بن لادن, وإنما يشمل حتى الذين أدانوا هجمات الحادي عشر من سبتمبر على أمريكا والذين انتقدوا أسلحة بن لادن وطالبان لكنهم يرفضون القيم الغربية وتتعارض مصالحهم مع مصالح الغرب] ا.هـ.
هنا يجب أن نقف لنفهم حقيقة ونعلم مقصد دعاة محاربة الإرهاب من قادة الغرب, فحسب نظرية ودعوى أولئك القادة الذين لا يختلفون مع تاتشر فيما ذهبت إليه فإن كل من يرفض قيم الغرب وكل من تتعارض مصالحه مع مصالحهم فهو في نظرهم "إرهابي" ولعل هذه النظرية أو قل الدعوى أصدق دليل على أن معنى الإرهاب أو أن الإرهاب اليوم هو عدم التبعية للغرب في قيمه وأخلاقه وآدابه وسلوكه وكذلك الوقوف ضد مصالحه ومقتضيات رفاهيته وتفوقه وتسلطه وهذا التوضيح والكلام لتاتشر هو خير ما يفسر كلام جورج دبليو بوش رئيس أميركا [من لم يكن معنا فهو ضدنا]. هكذا ينكشف الغطاء عن رؤية قادة الغرب للإرهاب وتعريفهم له وكذلك قادة أمريكا وزعمائها وكتابها ومفكريها.
وحسب هذا التعريف والمفهوم والمقصود فإن الذي يحارب احتلال أفغانستان والعراق إرهابي.
والذي يحارب الظلم والقهر والاستبداد الغربي والأمريكي إرهابي والذي لا يعطي للغرب وأمريكا ثرواته كما يريدون إرهابي.
والذي يحارب الرأسمالية إرهابي, والذي يحارب الشذوذ الجنسي إرهابي, والذي يقاتل الجيش الغربي والأمريكي في أي مكان إرهابي.
الذي يحارب الأفكار والمعتقدات – بالضرورة- الغربية والأمريكية إرهابي كما أن الذي هاجم أمريكا إرهابي سواء بسواء.
هل علمتم أيها السادة من هو الإرهابي الذي تحاربه أمريكا ومعها الغرب اليوم وتطارده تحت كل سماء وفوق كل أرض!!
ومتى تنتهي تلك الحرب الغربية والأمريكية ؟!!
لقد تحدد معنى الإرهاب وانكشفت حقيقة دعوى محاربته العالمية, فمن شاء فليكن إرهابيا ومن شاء أن يكون غير إرهابي.
وصدق الله العظيم القائل {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم...}120سورة البقرة.
فيا من ترددون دعوى مكافحة الإرهاب حسب المفهوم والتفسير الغربي والأمريكي من دون وعي وإدراك هل عرفتم الهدف الذي تعملون لتحقيقه؟!!
الإرهاب عند المسلمين مرفوض لكنه عند الغرب مقبول إذا كان لا يختلف مع آدابهم وقيمهم, وإذا كان يحقق مصالحهم, فأي الفريقين صادق ومحق في دعواه.
في النهاية أقول: إذا كان من أساليب الإرهاب الغربي والأمريكي إزهاق الأرواح وتدمير الممتلكات ونشر الرعب والخوف في أنحاء العالم فإن ما قامت به شرذمة باغية أزهقت أرواح أبرياء ودمرت ممتلكات ومنشآت داخل هذا الوطن الكريم يعد من أشد وأسوأ أنواع الإرهاب الآثم..
والله المستعان.
تعليق