[gdwl]
بسم الله الرحمن الرحيم
&& نظرة خاطئة &&
يظن بعض الناس أن شعر الغزل حرام وأنه منقصة لصاحبه ،
ولذلك فهم يقفون من صاحبه موقف الساخر وينظرون إليه نظرة احتقار ونقص .
وهذا ما لمسته وقرأته في اغلب المنتديات
فمنهم من يلمزبكلمات تفتقر إلى الذوق والأدب ،
ومنهم من يغمزبأسلوب ظاهره النصح والشفقة وباطنه احتقار ومذلة ،
ومنهم من قاطع واعتبر الأمر فسقاً وفجوراً
إذ كيف يكون رجل علم وإمام وخطيب ويقول مثل هذه الأشعار الرقيقة ،
ومنهم من قاطع النصوص التي تكتب
كل ذلك انتقاصا بحق كل من يكتب تلك العبارات الرقيقة
التي هي من خصائص الأدب ومن أجمل أغراض الشعر .
وكأنهم نسوا أو تناسوا موقف الرسول صلى الله عليه وسلم
من شعراء الدعوة الإسلامية كحسان بن ثابت وكعب بن زهير وغيرهم
الذين شجعهم بل وكافأهم ولم ينتقد عليهم ما قالوه من غزل
مع أنه غزل صريح وفيه وصف مليح
فهذا كعب بن زهير يقول :
كانت هذه المقدمة لقصيدته التي القاها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم معتذرا
فخلع عليه البردة إكراما له على قصيدته الرائعة
وعفا عنه بعد أن أهدردمه
ولم يقل إن هذه القصيدة مبدوءة بغزل ولايليق بالرجل إذا كان مسلما .
***
وهذا مثال آخر شاعر الرسول حسان بن ثابت رضي الله عنه
الذي دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ( أهجهم وروح القدس يؤيدك )
ها هو يبدأ قصيدته بهذا الأسلوب الغزلي الرقيق فيقول
وهذا تفسير لمعاني كلماتها
تبلت فؤادك : أي ذهبت بعقلك
الخريدة : هي المرأة صاحبة الحياء
ببارد بسام : المقصود به ثغرها
كالمسك : المقصود به ريقها عندما يرتشفه ضجيعها .
نفج الحقيبة ، بوصها متنضد : أي ردفها مرتفع وهو العجز
بنيت على قطن : القطن هو ما بين الوركين
أجم : أي مكتنز اللحم أملس
ومع ذلك الوصف الدقيق لمقدمة المرأة ومؤخرتها وريقها وثغرها وتدللها لم ينتقص رسول الله صلى الله عليه وسلم من شخصية حسان ولا انتقده ولا أنبه بل كان دائما يشجعه ويقول له ( أهجهم وروح القدس معك)
***
وهذا نموذج آخر لرجل إمام زاهد وهو الإمام الشافعي رحمه الله
سلى على نفسه ببعض الأبيات فقال
وحتى لو لم يقصد سعاد بنفسها فالكلام فيه رقة وغزل والمعنى في بطن الشاعر
***
فكيف نرى من ينظرون للحياة الدنيا بمنظار ضيق وزاوية واحدة يرسلون الشظايا على من رق شعره وسلس أدبه حاملين لواء المعارضة لأجمل وألذ وأروع غرض من أغراض الشعر ألا وهو الغزل ، فنقول لهؤلاء وأمثالهم ، لستم أتقى من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أعلم بالحلال والحرام منه ، فرويدكم على أنفسكم إن كانت نفوسكم مكتئبة فنحن نحب أن نروح عن أنفسنا ، ونرفه أرواحنا بالممتع المباح ، وإن كانت قلوبكم مغلقة فنحن نحب أن نفتح قلوبنا للجميل ونستأنس بوجوده شعرا أو غير شعر ، وإن كانت خواطركم ضيقة ، فنحن ولله الحمد نعيش في سعة من البال حتى ولو قل الحال ، وإن كنتم تدعون أن هذا من الدين فليس المسلم مطالب بقضاء حياته كلها في الجد والتقشف وبغض الدنيا وكره الجمال وعدم التسلي بل بالعكس ندب رسول اله صلى الله عليه وسلم أمته إلى الترويح عن النفس بالمباح ، وشعر الغزل من الأمور التي أقرها النبي صلى الله عليه وسلم
ولم ينتقد على أصحابه وهم بين يديه فهو إذن مباح إلا إذا نحا منحى آخر من وصف العورات المكشوف والكلام الفاحش البذيء فهذا ننكره نحن قبل أن تنكروه .
أسأل الله التوفيق والهدى للجميع .
[/gdwl]
بسم الله الرحمن الرحيم
&& نظرة خاطئة &&
يظن بعض الناس أن شعر الغزل حرام وأنه منقصة لصاحبه ،
ولذلك فهم يقفون من صاحبه موقف الساخر وينظرون إليه نظرة احتقار ونقص .
وهذا ما لمسته وقرأته في اغلب المنتديات
فمنهم من يلمزبكلمات تفتقر إلى الذوق والأدب ،
ومنهم من يغمزبأسلوب ظاهره النصح والشفقة وباطنه احتقار ومذلة ،
ومنهم من قاطع واعتبر الأمر فسقاً وفجوراً
إذ كيف يكون رجل علم وإمام وخطيب ويقول مثل هذه الأشعار الرقيقة ،
ومنهم من قاطع النصوص التي تكتب
كل ذلك انتقاصا بحق كل من يكتب تلك العبارات الرقيقة
التي هي من خصائص الأدب ومن أجمل أغراض الشعر .
وكأنهم نسوا أو تناسوا موقف الرسول صلى الله عليه وسلم
من شعراء الدعوة الإسلامية كحسان بن ثابت وكعب بن زهير وغيرهم
الذين شجعهم بل وكافأهم ولم ينتقد عليهم ما قالوه من غزل
مع أنه غزل صريح وفيه وصف مليح
فهذا كعب بن زهير يقول :
بانت سعاد فقلبي اليـوم متبـول
متيـم إثرهـا لـم يفـد مكبـول
وما سعاد غداة البيـن إذ رحلـوا
إلا أغن غضيض الطرف مكحول
تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت
كأنـه منهـل بالـراح معـلـول
هيفـاء مقبلـة عجـزاء مدبـرة
لا يشتكي قصر منها ولا طـول
أكرم بها خلة لـو أنهـا صدقـت
موعودها أو لو أن النصح مقبول
كانت هذه المقدمة لقصيدته التي القاها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم معتذرا
فخلع عليه البردة إكراما له على قصيدته الرائعة
وعفا عنه بعد أن أهدردمه
ولم يقل إن هذه القصيدة مبدوءة بغزل ولايليق بالرجل إذا كان مسلما .
***
وهذا مثال آخر شاعر الرسول حسان بن ثابت رضي الله عنه
الذي دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ( أهجهم وروح القدس يؤيدك )
ها هو يبدأ قصيدته بهذا الأسلوب الغزلي الرقيق فيقول
تبلت فؤادك في المنام خريدة
تسقي الضجيع ببارد بسـام
كالمسك تخلطه بماء سحابة
أو عاتق كدم الذبيـح مـدام
نفج الحقيبة بوصها متنضـد
بلهاء غير وشيكة الأقسـام
بنيت على قطن أجـم كأنـه
فضلاً إذاقعدت مداك رخـام
وتكاد تكسل أن تجيئ فراشها
في لين خرعبةوحسن قـوام
أما النهار فلا أفتر ذكرهـا
والليل توزعني بها أحلامي
وهذا تفسير لمعاني كلماتها
تبلت فؤادك : أي ذهبت بعقلك
الخريدة : هي المرأة صاحبة الحياء
ببارد بسام : المقصود به ثغرها
كالمسك : المقصود به ريقها عندما يرتشفه ضجيعها .
نفج الحقيبة ، بوصها متنضد : أي ردفها مرتفع وهو العجز
بنيت على قطن : القطن هو ما بين الوركين
أجم : أي مكتنز اللحم أملس
ومع ذلك الوصف الدقيق لمقدمة المرأة ومؤخرتها وريقها وثغرها وتدللها لم ينتقص رسول الله صلى الله عليه وسلم من شخصية حسان ولا انتقده ولا أنبه بل كان دائما يشجعه ويقول له ( أهجهم وروح القدس معك)
***
وهذا نموذج آخر لرجل إمام زاهد وهو الإمام الشافعي رحمه الله
سلى على نفسه ببعض الأبيات فقال
كيف الوصول إلى سعاد ودونها
قلل الجبال ودونهـن حتـوف
والرجل حافية ولا لي مركـب
والكف صفر والطريق مخوف
وحتى لو لم يقصد سعاد بنفسها فالكلام فيه رقة وغزل والمعنى في بطن الشاعر
***
فكيف نرى من ينظرون للحياة الدنيا بمنظار ضيق وزاوية واحدة يرسلون الشظايا على من رق شعره وسلس أدبه حاملين لواء المعارضة لأجمل وألذ وأروع غرض من أغراض الشعر ألا وهو الغزل ، فنقول لهؤلاء وأمثالهم ، لستم أتقى من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أعلم بالحلال والحرام منه ، فرويدكم على أنفسكم إن كانت نفوسكم مكتئبة فنحن نحب أن نروح عن أنفسنا ، ونرفه أرواحنا بالممتع المباح ، وإن كانت قلوبكم مغلقة فنحن نحب أن نفتح قلوبنا للجميل ونستأنس بوجوده شعرا أو غير شعر ، وإن كانت خواطركم ضيقة ، فنحن ولله الحمد نعيش في سعة من البال حتى ولو قل الحال ، وإن كنتم تدعون أن هذا من الدين فليس المسلم مطالب بقضاء حياته كلها في الجد والتقشف وبغض الدنيا وكره الجمال وعدم التسلي بل بالعكس ندب رسول اله صلى الله عليه وسلم أمته إلى الترويح عن النفس بالمباح ، وشعر الغزل من الأمور التي أقرها النبي صلى الله عليه وسلم
ولم ينتقد على أصحابه وهم بين يديه فهو إذن مباح إلا إذا نحا منحى آخر من وصف العورات المكشوف والكلام الفاحش البذيء فهذا ننكره نحن قبل أن تنكروه .
أسأل الله التوفيق والهدى للجميع .
[/gdwl]
تعليق