كرهت الخروج حتى لقضاء حاجاتي بسبب ما أراه من سلبيات تحزنني كثيرا ، وتجعلني أكرر في نفسي دائما : ليتنا بلا كمبيوتر ، ولا جوالات ، ولا قنوات ، ولا استيراد وتصدير ، ولا سوبرماكت ، ونرجع مثل ما كنا ...
أتذكر...
عندما كنت أذهب مشيا على الأقدام مع والدتي رحمها الله لتوصلني للمدرسة ، ونعزم على قطع الشارع ، ما نشيل الهم لأنه بالتأكيد سيقف لنا أول سائق سيارة تعبر الطريق ..ويسمح لنا بقطع الشارع ، وبكل احترام وتأدب ..
اليوم : تقف المرأة مدة طويلة لتقطع الشارع ، وقد يكون بصحبتها عجوز أو طفل ، فلا يقف لها أحدا ، وليتها تنتهي على ذلك ، بل قد يمر من يتعرض لها بكلمة سخيفة ، والأمر المضحك المبكي عندما تمر سيارة شباب ويصرخون مخرجين رؤوسهم من النوافذ المواجهة للمرأة : آآآآآآآآه ...إيييييييه ...هوووووووو ..مادري وشمعناها هذي !! لا هي مغازل ، ولا هي دعوة ، ولا هي شتيمة .....الوكاد إنها ( قلة مفردات ) ....
زمان على وقت ( الدكّان ) ماكان فيه سوبر ماركت ....كانت الحرمة توقف بعباتها في نقطة معينة قريب الدكان ، فيتضح من خلال ذلك حاجتها لشراء سلعة معينة ، فيبتعد الرجال تلقائيا من أمام طاولة المحاسب ؛ لتأخذ المرأة حاجتها وتحاسب وتذهب لحال سبيلها ولها الإحترام ...وقد يخرج أحدهم ليسألها عن حاجتها ويبادر هو بأخذ المال منها وقضاء حاجتها لها دون دخولها للدكان أو الوقوف ببابه ..
اليوم : تجي الحرمة بتاخذ شي من الثلاجة في السوبرماركت ( على قولتهم من تالي ) ، وقد يكون آخر علبة جبن والا لبن ، وفجأة يد رجل تلتقط اللبن لا تبعد يده عن يدها سوى مسافة شعيرات !!..وأحيانا تصل أنفاسه لها ( يشخر وينهت ) من شدة اقترابه منها ومتحمس في سبيل السباق الأرنبي ليكون السباق لأخذ علبة اللبن ..!!
والمصيبة بأن أغلب هؤلاء يدعون الثقافة ، ويتكلمون لغات ، وأول كلمة يعرفونها ( الليدز فرست ) !! وقبل ( يس ) و( نو) ...
زمان نروح للخباز ويسمى آنذاك ( الفرّان ) ، ومن الطبيعي أن يقول الجميع للفرّان بقولهم : بَدّ الحرمة بَدّ الحرمة ..( يعني إبدأ بخبيزاتها ...).
اليوم : لو فكر الخباز يعطي الحرمة أولا ، يحتج (أبو الشباب ) وهو واقف بجلابيته كأنه أسد ( بس أسد فيه نوم مثل أسد حديقة النوارس للي شافه وهو يتعارك مع دجاجة ليصدادها بعد جهد جهيد !! )..
زمان لو حصل هوشة أو مضاربة ( وهذا نادر جدا ) ، تجد الجميع يسعى لإنهاءها بستر وسلام ...والكل يكون محضر خير وفعال ، وعادلا في أحكامه ومناصحته دون اللجوء لشرطة أو قضاء ، وينسى الجميع المشكلة ...
اليوم : إما الصمت أمام المشكلة والاكتفاء بالفرجة ، أو إشعالها بإعطاء تعليمات للطرفين ...!!! عطه بالركبه ..إيوه فقع وجهه ..خذ هاك العجرة وعلى اليافوخ ..
زمان لو يعتدى جاهل أو متغطرس على كبير سن أو امرأة ، وتعجز عن الدفاع عن نفسها لضعفها أو حياءها ، يتوقف الجميع ممانعا معارضا ناهيا عن ذلك
اليوم : يقف متفرجا ، ولسان حاله يقول : مالي شغل ..نفسي نفسي ..بكيفهم بالحريقة ..وشدخلني أنا؟
أنا ودي أفهم وين راحت الحمية ، والغيرة ، والرجولة ، والسمت والهروج الطيبة ، والعلوم الغانمة بين الناس ؟ رغم إن الوعي الديني اليوم أغزر من زمان بكثير ...!
شهادة /
أنا لا أعمم ، وهناك من الرجال والنساء ، من يمثل أمرا آخرا يبعث في النفس الراحة والطمأنينة ، ويؤكد بأن الدنيا فيها خيرين كثر ولله الحمد ، ولكنها وقفة تنبيه لفرقة أخرى تخلت عن دماءها الحقيقية ...
أم مساعد .
أتذكر...
عندما كنت أذهب مشيا على الأقدام مع والدتي رحمها الله لتوصلني للمدرسة ، ونعزم على قطع الشارع ، ما نشيل الهم لأنه بالتأكيد سيقف لنا أول سائق سيارة تعبر الطريق ..ويسمح لنا بقطع الشارع ، وبكل احترام وتأدب ..
اليوم : تقف المرأة مدة طويلة لتقطع الشارع ، وقد يكون بصحبتها عجوز أو طفل ، فلا يقف لها أحدا ، وليتها تنتهي على ذلك ، بل قد يمر من يتعرض لها بكلمة سخيفة ، والأمر المضحك المبكي عندما تمر سيارة شباب ويصرخون مخرجين رؤوسهم من النوافذ المواجهة للمرأة : آآآآآآآآه ...إيييييييه ...هوووووووو ..مادري وشمعناها هذي !! لا هي مغازل ، ولا هي دعوة ، ولا هي شتيمة .....الوكاد إنها ( قلة مفردات ) ....
_____________________________________________
زمان على وقت ( الدكّان ) ماكان فيه سوبر ماركت ....كانت الحرمة توقف بعباتها في نقطة معينة قريب الدكان ، فيتضح من خلال ذلك حاجتها لشراء سلعة معينة ، فيبتعد الرجال تلقائيا من أمام طاولة المحاسب ؛ لتأخذ المرأة حاجتها وتحاسب وتذهب لحال سبيلها ولها الإحترام ...وقد يخرج أحدهم ليسألها عن حاجتها ويبادر هو بأخذ المال منها وقضاء حاجتها لها دون دخولها للدكان أو الوقوف ببابه ..
اليوم : تجي الحرمة بتاخذ شي من الثلاجة في السوبرماركت ( على قولتهم من تالي ) ، وقد يكون آخر علبة جبن والا لبن ، وفجأة يد رجل تلتقط اللبن لا تبعد يده عن يدها سوى مسافة شعيرات !!..وأحيانا تصل أنفاسه لها ( يشخر وينهت ) من شدة اقترابه منها ومتحمس في سبيل السباق الأرنبي ليكون السباق لأخذ علبة اللبن ..!!
والمصيبة بأن أغلب هؤلاء يدعون الثقافة ، ويتكلمون لغات ، وأول كلمة يعرفونها ( الليدز فرست ) !! وقبل ( يس ) و( نو) ...
___________________________________
زمان نروح للخباز ويسمى آنذاك ( الفرّان ) ، ومن الطبيعي أن يقول الجميع للفرّان بقولهم : بَدّ الحرمة بَدّ الحرمة ..( يعني إبدأ بخبيزاتها ...).
اليوم : لو فكر الخباز يعطي الحرمة أولا ، يحتج (أبو الشباب ) وهو واقف بجلابيته كأنه أسد ( بس أسد فيه نوم مثل أسد حديقة النوارس للي شافه وهو يتعارك مع دجاجة ليصدادها بعد جهد جهيد !! )..
____________________________________
زمان لو حصل هوشة أو مضاربة ( وهذا نادر جدا ) ، تجد الجميع يسعى لإنهاءها بستر وسلام ...والكل يكون محضر خير وفعال ، وعادلا في أحكامه ومناصحته دون اللجوء لشرطة أو قضاء ، وينسى الجميع المشكلة ...
اليوم : إما الصمت أمام المشكلة والاكتفاء بالفرجة ، أو إشعالها بإعطاء تعليمات للطرفين ...!!! عطه بالركبه ..إيوه فقع وجهه ..خذ هاك العجرة وعلى اليافوخ ..
___________________________________
زمان لو يعتدى جاهل أو متغطرس على كبير سن أو امرأة ، وتعجز عن الدفاع عن نفسها لضعفها أو حياءها ، يتوقف الجميع ممانعا معارضا ناهيا عن ذلك
اليوم : يقف متفرجا ، ولسان حاله يقول : مالي شغل ..نفسي نفسي ..بكيفهم بالحريقة ..وشدخلني أنا؟
أنا ودي أفهم وين راحت الحمية ، والغيرة ، والرجولة ، والسمت والهروج الطيبة ، والعلوم الغانمة بين الناس ؟ رغم إن الوعي الديني اليوم أغزر من زمان بكثير ...!
شهادة /
أنا لا أعمم ، وهناك من الرجال والنساء ، من يمثل أمرا آخرا يبعث في النفس الراحة والطمأنينة ، ويؤكد بأن الدنيا فيها خيرين كثر ولله الحمد ، ولكنها وقفة تنبيه لفرقة أخرى تخلت عن دماءها الحقيقية ...
أم مساعد .
تعليق