سلام عليكم:
في كل القرى القديمة تجد منزلا ً مميزا ً بلونه الأبيض مختلفا ً عن الجميع سبحان الله كم هو شامخ , كل البيوت القريبة منه ركعت وأصبحت أثرا ً بعد عين إلا هو , لسان حاله ولا بات يثنيني عن الكرم الزمان , تقترب منه تجد فيه نافذتان جميلتان كعيني المها وتلك القضبان اللتي تتوسط النافذتان كأنها أهداب فتاة جميلة أسدلتها على أجفانها كأحلى العذارى , تقترب من هذا البيت فيمد الحائط كفيه كأنه يقول :
إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى
وأذللت دمعا ً من خلائقه الكبر
سيــذكرني قومــي إذا جد جدهم
وفي اللـيلة الظلماء يفـتقد البـدر
عندما تسأل كبار السن عن هذا البيت يأتيك الجواب بكل بساطة أنه بيت فلان من الناس وبكل بلاهة تقول ومن فلان يأتيك الرد مصحوبا ً بكل تناهيد الزمان ( فلان اللي ما كان يشبع الضيف والضعيف إلا عنده)
لله در الكرماء على مر الزمان ميزوا بيوتهم بلون قلوبهم البيضاء ليعرفها المنقطع وابن السبيل ,
جعلوها بيضاء لتكون مشرقة يعرفها الجميع فلله درهم أشفقوا على ضيوفهم من أن يأتوا إلى بيت لئيم بخيل قذر قد لا يوفيهم حقهم .
تسأل عن حال الكرم في زمنهم فتعلم حينها كم أنت بخيل , كان يأتيهم الضيف في ليالي القر والصر فلا يسألونه من أنت ؟؟ ولماذا جئت ؟؟ فقط يسألونه عن راحته وحاجته !!
ماتوا ولم تمت مآثرهم ولم تتهدم بيوتهم فسبحان الله علو في الحياة وفي الممات ..
أنظر إلى حالنا في هذا الزمان الأغبر زمان البخلاء يأتي الضيف وراعي البيت يرقب ساعته ويعض شفاته ويحك قفاه وبين فترة والأخرى يقول بالله تعشوا عندنا !! وكأنه يقول وقت الزيارة انتهى ( قاتل الله القعيطية أنى يؤفكون )
طبعا ً من المسلم به أنك لن تدخل بيت قعيطي ولكن حتما ً ستعرفه عندما تراه فهو لا يعي الخطاب ولا يرد الجواب فؤاده هواء وعقله خواء قاتله الله.
ومن هذا المنطلق وحرصا على سلامتك حرصت أن أدلك على بعض أمارات القعيطي وما أدراك ما القعيطي
عندما تدخل البقالة تراه عند ثلاجة الألبان
وقد أتخذ وضع أشبه بوضع الركوع ويده ممدودة لداخل الثلاجة ليبحث في الرفوف الخاصة ( بالحقينة)
ويده الأخرى تحاول أن تمسك بالشماغ القصير الذي أصبح ( كذنب الشاة) لفرط قصره من طول الأمد عليه والذي يكاد ان يسقط من كثرة حركة صاحبنا الذي لم يبق جزء في جسمه إلا وتحرك فرجله اليسرى مرفوعة كطالب يعاقب بالوقوف ورفع أحدى رجليه
واليمنى مثبتة( كالصكاك ) وهذه حركة تهدف إلى إعطاء الجسم فرصة للتوازن عدما تبتعد اليد داخل دهاليز الثلاجة
و طبعا ً لأنه لا يستطيع إدخال رأسه داخل الثلاجة تجد وجه صاحبنا ( كما صفح الناخلة)>> ميل الرأس بدرجة سبعين باتجاه الشرق.
كل ذلك يثير استغرابك لأن كل العلب متشابهة
اقصد التي في مقدمة الرف والتي في مؤخرته,
وعندما تراه ينظر في تأريخ الصلاحية ثم يعيد بعض العلب تستنتج أن الهدف من ذلك هو الحصول على ( مطـّارة) تنتهي صلاحيتها بعد فترة أطول من غيرها .
ولست متأكد إلى الآن من منطقية هذا التصرف حيث أن علبة اللبن ستنتهي بمجرد وصولها للبيت اقصد سيخلص محتواها لكثرة الطلب وقلة المعروض.
ثم بعد جهد جهيد تخرج ( المطـّارة ) المنكوبة ثم يدير وجهه ناحيتك لتفاجأ( بعصدة شعير) تقع فوق شفته العليا ( أعني الشنب) ويمتد جزء منه كأنه ( الرعش) فوق شفته السفلى إضافة إلى بعض الإسلاك الشائكة التي تغطي العوارض والمتناثرة يمنة ويسرة كأنها مزرعة ( بوسن ) .
المهم يقبل باتجاهك مبتسما ً ابتسامة صفراء فأسنانه مشرقة كضوء الشمس لقلة استخدام المعجون ثم يسلم عليك سلام ناقص لا تكاد تميز حروفة من كثرة استعجاله طبعا ً احذر ان تمد يدك لتصافحه فهو سيتركها معلقة في الهواء ولن يمد يده .
سبحان الله حتى بالسلام يبخلون وأبخل الناس من بخل بالسلام .
تعسَ الحريصُ وقلَّ ما يأتي بهِ *** عِوَضاً من الإلحَاحِ والإلحَافِ
إنَّ الغنيَّ هو الغنيُّ بنفسهِ **** وَلَو أنّهُ عاري المَناكِبِ، حَافي
وشكرا ً لإصغائكم ومع أحلى الأماني
في كل القرى القديمة تجد منزلا ً مميزا ً بلونه الأبيض مختلفا ً عن الجميع سبحان الله كم هو شامخ , كل البيوت القريبة منه ركعت وأصبحت أثرا ً بعد عين إلا هو , لسان حاله ولا بات يثنيني عن الكرم الزمان , تقترب منه تجد فيه نافذتان جميلتان كعيني المها وتلك القضبان اللتي تتوسط النافذتان كأنها أهداب فتاة جميلة أسدلتها على أجفانها كأحلى العذارى , تقترب من هذا البيت فيمد الحائط كفيه كأنه يقول :
إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى
وأذللت دمعا ً من خلائقه الكبر
سيــذكرني قومــي إذا جد جدهم
وفي اللـيلة الظلماء يفـتقد البـدر
عندما تسأل كبار السن عن هذا البيت يأتيك الجواب بكل بساطة أنه بيت فلان من الناس وبكل بلاهة تقول ومن فلان يأتيك الرد مصحوبا ً بكل تناهيد الزمان ( فلان اللي ما كان يشبع الضيف والضعيف إلا عنده)
لله در الكرماء على مر الزمان ميزوا بيوتهم بلون قلوبهم البيضاء ليعرفها المنقطع وابن السبيل ,
جعلوها بيضاء لتكون مشرقة يعرفها الجميع فلله درهم أشفقوا على ضيوفهم من أن يأتوا إلى بيت لئيم بخيل قذر قد لا يوفيهم حقهم .
تسأل عن حال الكرم في زمنهم فتعلم حينها كم أنت بخيل , كان يأتيهم الضيف في ليالي القر والصر فلا يسألونه من أنت ؟؟ ولماذا جئت ؟؟ فقط يسألونه عن راحته وحاجته !!
ماتوا ولم تمت مآثرهم ولم تتهدم بيوتهم فسبحان الله علو في الحياة وفي الممات ..
أنظر إلى حالنا في هذا الزمان الأغبر زمان البخلاء يأتي الضيف وراعي البيت يرقب ساعته ويعض شفاته ويحك قفاه وبين فترة والأخرى يقول بالله تعشوا عندنا !! وكأنه يقول وقت الزيارة انتهى ( قاتل الله القعيطية أنى يؤفكون )
طبعا ً من المسلم به أنك لن تدخل بيت قعيطي ولكن حتما ً ستعرفه عندما تراه فهو لا يعي الخطاب ولا يرد الجواب فؤاده هواء وعقله خواء قاتله الله.
ومن هذا المنطلق وحرصا على سلامتك حرصت أن أدلك على بعض أمارات القعيطي وما أدراك ما القعيطي
عندما تدخل البقالة تراه عند ثلاجة الألبان
وقد أتخذ وضع أشبه بوضع الركوع ويده ممدودة لداخل الثلاجة ليبحث في الرفوف الخاصة ( بالحقينة)
ويده الأخرى تحاول أن تمسك بالشماغ القصير الذي أصبح ( كذنب الشاة) لفرط قصره من طول الأمد عليه والذي يكاد ان يسقط من كثرة حركة صاحبنا الذي لم يبق جزء في جسمه إلا وتحرك فرجله اليسرى مرفوعة كطالب يعاقب بالوقوف ورفع أحدى رجليه
واليمنى مثبتة( كالصكاك ) وهذه حركة تهدف إلى إعطاء الجسم فرصة للتوازن عدما تبتعد اليد داخل دهاليز الثلاجة
و طبعا ً لأنه لا يستطيع إدخال رأسه داخل الثلاجة تجد وجه صاحبنا ( كما صفح الناخلة)>> ميل الرأس بدرجة سبعين باتجاه الشرق.
كل ذلك يثير استغرابك لأن كل العلب متشابهة
اقصد التي في مقدمة الرف والتي في مؤخرته,
وعندما تراه ينظر في تأريخ الصلاحية ثم يعيد بعض العلب تستنتج أن الهدف من ذلك هو الحصول على ( مطـّارة) تنتهي صلاحيتها بعد فترة أطول من غيرها .
ولست متأكد إلى الآن من منطقية هذا التصرف حيث أن علبة اللبن ستنتهي بمجرد وصولها للبيت اقصد سيخلص محتواها لكثرة الطلب وقلة المعروض.
ثم بعد جهد جهيد تخرج ( المطـّارة ) المنكوبة ثم يدير وجهه ناحيتك لتفاجأ( بعصدة شعير) تقع فوق شفته العليا ( أعني الشنب) ويمتد جزء منه كأنه ( الرعش) فوق شفته السفلى إضافة إلى بعض الإسلاك الشائكة التي تغطي العوارض والمتناثرة يمنة ويسرة كأنها مزرعة ( بوسن ) .
المهم يقبل باتجاهك مبتسما ً ابتسامة صفراء فأسنانه مشرقة كضوء الشمس لقلة استخدام المعجون ثم يسلم عليك سلام ناقص لا تكاد تميز حروفة من كثرة استعجاله طبعا ً احذر ان تمد يدك لتصافحه فهو سيتركها معلقة في الهواء ولن يمد يده .
سبحان الله حتى بالسلام يبخلون وأبخل الناس من بخل بالسلام .
تعسَ الحريصُ وقلَّ ما يأتي بهِ *** عِوَضاً من الإلحَاحِ والإلحَافِ
إنَّ الغنيَّ هو الغنيُّ بنفسهِ **** وَلَو أنّهُ عاري المَناكِبِ، حَافي
وشكرا ً لإصغائكم ومع أحلى الأماني
تعليق