لماذا يتغير بعض الاشخاص عندما يتولون مناصب؟وهل حقاً أن للكراسي التي يجلسون عليها في مواقع المسئولية سطوة تفرض على هذا المسئول هو ذاك سلوكاً يجعله ينائي بنفسه عن اصدقاءه واقاربه، وربما يصيبه بالتعالي والغرور المقيت.الوقائع تؤكد أن هذا يحدث لعددكبير ممن يصلون الى الكراسي الوثيرة في المناصب المهمة حتى أن اصدقاء اصحاب هذه الكراسي واقاربهم يعترفون أن التحول الذي طرأ على شخصية وسلوك صاحبهم بعد أن تربع على الكرسي المهم، جعله في نظرهم كما لو كان شخصاً غريباً عنهم تماماً،لم يسبق لهم معرفته،او لم تربطهم به علاقة حميمةأسمها الصداقة او حتى القرابة،فصاحبهم الذي كان متواضعاً ودوداً دائم السؤال عنهم وعن احوالهم، اصبح فضاً غليظاً يتهرب منهم إذا قصد احدهم مكتبه، او يقابلهم بجفاء إذا تمكنوا من الوصولٍ اليه. وحتى لا نقع في دائرة المبالغة والتعميم، يجب أن نتذكر أو نذكر منهم عدداً ممن وصلوا الى اعلى المناصب، وجلسوا على افخم الكراسي، لم يقعوا في مثل هذه الدائرة، ولم تحجبهم كراسيهم ومشاغلهم عن اقاربهم واصدقائهم ، وربما اي انسان عادي لاتربط اي صلة بينهم ولا مصلحة، وهؤلاء الناجمون فقط هم الذين يدركون لو انها دامت لغيرهم لمن سبقهم في الجلوس عليها، ومثل هذا الإدراكُ لا يأتي إلالاصحاب النفوس القوية،والعقول الواعية التي ترى في المنصبِ المهم والكرسي الوثير مسئولية يجب القيام بها على اكمل وجه ، وليس وسيلة للتكبر، والنظر للأخرين من اعلى. وللأسف فإ بعض من اغتروا بها،وادمنو الجلوس عليها انشغلوا بالمظاهر والشكليات عن المهام التي أوكلت إليهم،والتي جاءوا لتحقيقها، فنجد الكثير منهم لا يقوم بعمله كما ينبغي ظناً منه أن المسؤول الكبير لا يعمل بل الاخرين فقط الاقل منه في حجم الكرسي او من لا يملكون كراسي هم المطالبون فقط بالعملٍ. وكثير ماسقط امثال هؤلاء المغرورين بكراسيهم في دائرة التقصير وإلاخلال بمهام المناصب التي يشغلونها وربما ماهو اكثر من ذلك بحيث تنتهي بهم إلى اسوأ نهاية بخلاف سوء السيرة بين الناس، وسوء العاقبة فهناك عقدةنفسية يصاب بها هؤلاء تسمى { عقدة الكرسي}.فليتنا ندرك يقيناً أن الكراسي لا تدوم كما أن الدنيا ذاتها فانية، فلا تحجبنا عن الناس،او تقودنا الى الكبر المذموم.