لقد أسميتها ( خنساء العصر ) ..!
هي جدتي حفظها الله ..
ذهب فلذات كبدها الثلاثة واحدًا بعد الآخر ، وهي صابرة محتسبة ..!
ذهب عمي الأول ، وبعده بثلاث سنوات رحل عمي الثاني ، وبعد أسبوعين فقط مضى أبي ..!
قُصم ظهرها ، واحترقت كبدها ، وواجهت بإيمانها كوارث فقدهم ..!
أراها فينكسر قلبي ، وتدمع عيناي ، فتنظر إليّ بسخرية ، وتسأل : أأشفقت على حالي ..؟!
تركني من كان لي أملاً في الأرض ، ورحلوا ، وبقي لي الأمل والرجاء فيمن لا يموت ..!
ثم تنظر إلى السماء نظرة المؤمل ، وتعود بنظرها إليّ وتقول : كان أبوك هنا ، وعمك سعيد هناك ، وعمك أحمد هنالك ، فتجهش بالبكاء ، ثم ترد نظرها إلى الأعلى فتبتسم..!
لله ما أشد بأسها ، وما أقوى أيمانها ، وما أصبرها على حياة خانتها في غمضة عين ..!
لم تزدني ( جدتي ) إلا يقينـًا بأن من يكسوه الإيمان ستصغر في عينيه المصائب وتندحر المدلهمات ، وتمضي حياته وتسير بثقة ؛ لأنه يعلم أن المدبر هو الله ..!
لك الله أيتها الصابرة ، لك الله ..!
السوادي
تعليق