مصطفى صادق الرافعي *

| الغرير المعجب |

أمن الظبا ذاكَ الغريرُ المعجبُ ..... يلهو بحباتِ القلوبِ ويلعبُ

قد كنتُ أحسبني رأيتُ نظيرهُ ..... حتى بدا فرايتُ ما لا أحسبُ

قمر كأنَّ الشمسَ فوقَ جبينهِ ..... أضحتْ لو أنَّ الشمسَ ليستْ تغربُ

وكأنَّ طرتهُ طليعةُ ليلةٍ ..... حلكتْ فأشرقَ في دجاها كوكبُ

جمعَ المحاسنَ فهيَ تنسَ إن يغبْ ..... وإذا بدا فلهُ المحاسنُ تنسبُ

وعلقتهُ كالظبيِ أحورَ يُرتجى ..... وعشقتهُ كالليثَ أزورَ يرهبُ

يرنو فتنتزعُ القلوبَ لحاظُهُ ..... وتكادُ أنفسنا عليهِ تذهبُ

وإذا مشى الخيلاءَ في عشاقِهِ ..... خلتَ المليكَ مشى وقامَ الموكبُ

وبثغرهِ ظلمٌ يحرمُ رشفهُ ..... ظلماً وعهدي أن يحل الطيبُ

ولقد تحكمَّ في النفوسِ فبعضها ..... أودى العذابُ وبعضها يتعذبُ

وعجبتُ أن الحبَّ يقتلُ أهلهُ ..... ولأن أكونَ بهِ قتيلاً أعجبُ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه القصيده الا ترى معي إن الرجل أعلنها مدوية أنه عبد لغير الله ... اعوذ بالله أن نكن عبيدا
لغير الله تعالى .. احموا جانب التوحيد وكونوا سدا منيعا للاسلام وفقكم الله ،،

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

لا أتفق مع ما يطرحه شعراء الصوفية ولا أعير إهتماماً بما يقال عن تجلياتهم وتأويلاتهم الغيبية التي يستحضرونها عند تفسير أشعارهم ولا أرى ما يراه مريدي جلال الدين الرومي والحلاج وابن الفارض من قدسية تتجلى في نصوصهم الشعرية، نأخذ بالقياس على ذلك شعر الخوارج وبعض من رموا بالزندقة كأمثال صالح بن عبدالقدوس الذي جل شعره من جميل ماقيل في الحكمة ولكنه قتل حسبما قيل بسبب زندقته، وهذا ماكان في بعض الأوقات نقطة خلاف بين نقاد الأدب قديماً وفي العهود المتأخرة، لقد ذهب الأصمعي والجرجاني الى أن أخلاقيات الشاعر والنص سواء من حيث المعنى أو المعتقد أو سلوكيات الشاعر هي من أساسيات النقد، بينما ذهب أخرون الى عكس هذا الإتجاه معللين دافعهم بما يروونه من الشعر وعن شعراء في العصر الجاهلي سواء كان التطرق لوثنية الشاعر أو فساد النص وبما لبعض الشعراء من سلوكيات أو أبيات وقصائد قد تصنف تحت هذا الباب، فتساهل أبو تمام كا يحكى عنه في واجباته الدينية ومجون شعراء كأبي نواس والخليع لا يلغي تتبع الجيد من أشعارهم .
ومن حيث طرح بعض القصائد في هذا الموضوع فقد كان البحث عن الشعر المتداول أو الذي لم يبلغ قائله مبلغ الشهرة ، أقول كان أحد أساسيات هذا الموضوع، مع إنني لا أميل لشعر أبو مدين التلمساني أو طرقه الصوفية، فإن هذا لا يلغي شاعريته في هذا النص ، أما عن البيت المشار اليه والذي يقول فيه:

أنا عبدُكُم بل عبد عبدٍ لعبدكم ..... ومملوكُكم من بيعكم وشراكمُ

فأعتقد حسب ظاهر الكلام أنه يعني عبودية الجسد وليست عبودية الذات أو المعتقد ، يبقى مقصد الشاعر وسبر أغواره ومعرفة مداركه من الأمور التي لا نشهد معها ولا ضدها فحسبه ما آل اليه أمره.

أخي رمضان عبدالله ، أشكر لك حضورك وتعقيبك على هذا الموضوع.