حديث الشتاء
غازي القصيبي الحياة - 21/01/08//
***
******
غازي القصيبي الحياة - 21/01/08//
***
شتائيةٌ ليلتي..
فضعي الفحم في الفحمِ.. واحتضني الجمر..
واقتربي.. ودعيني أقصُّ عليكِ
حديثَ الشتاءْ
حديثَ الطموح الذي ظلَّ عصفورةً تتجلَّدُ..
حتى طواها جليدَ الَعرَاءْ
حديث الأماني التي انبثقت ثورةً.. فورةً..
وردةً في الصباحِ.. وخرّت وريقاتها
في المساءْ
حديث الفتى.. كيف كان الفتى.. كيف صار الفتى..
كيف غاب الفتى، وهو يرعش في الشيخ،
خلف غطاءٍ.. وراء غطاءْ
وأنتِ!... عَرفتِ الطموح.. عرفتِ الأماني..
عرفتِ الفتى.. فأجيبي!.. علام اصطباركِ
والشيخ يسعلُ حيناً.. وينفض عن روحهِ
غبرة اليأس حيناً..
ينامُ وليس ينامُ..
ويصحو وليس بصاحٍ.. أجيبي!..
لماذا تحبّين هذا العناءْ؟
تحبينني؟! كل ما كان فيَّ يُحبُّ
تقاعد..
لم يبق إلا التملمُل.. إلا التحمّل..
إلا التجمُّل.. إلا التذكُّر.. إلا التفكُّر..
إلا التحسُّر..
إلا عروس الشقاءْ
عروسٌ من الشبقاتِ.. تراودني.. وأراود..
لا نستريحُ.. ونغفو على مضجعٍ من خَوَاءْ
ألست تغارين منها؟.. عروسي الجديدة..
ذاتِ التجاعيد.. ذات النيوب الطويلة..
ذات المخالبِ؟! كيف تعيشان حولي
ولا تغضبين.. ولا هي تغضبُ؟..
يا للتعايش بين النِساءْ!
تحبينني؟! أهي حشرجة الحلقِ في الفجرِ.
ما تعشقين؟ التعثّر في الدرب في العصر..
ما تعشقين؟ التردّد في القلب في الليل
ما تعشقين؟
أم الدرج ممتلئاً بصنوفِ الدواءْ؟
وكنتِ قديماً عشقتِ المحارب فيَّ..
فهذا المحارب ملَّ الكفاح.. وألقى السلاح..
وسار براياته البيضِ.. يحثو السماح
على جثّة الكبرياءْ
وكنت قديماً تحبين شعري.. فماذا تبقَّى
من الشعر غير الطباقِ.. وغير الجناسِ.. ونظمٍ يرائي الرجال..
ويهوى الإماءْ
وكنتُ فصرتُ.. ففيم اصطبارك؟
لا! لا تجيبي!..
ضعي الفحم في الفحم.. واحتضني الجمر..
واقتربي..
سأعيد عليكِ حديثَ الشتاءْ!
فضعي الفحم في الفحمِ.. واحتضني الجمر..
واقتربي.. ودعيني أقصُّ عليكِ
حديثَ الشتاءْ
حديثَ الطموح الذي ظلَّ عصفورةً تتجلَّدُ..
حتى طواها جليدَ الَعرَاءْ
حديث الأماني التي انبثقت ثورةً.. فورةً..
وردةً في الصباحِ.. وخرّت وريقاتها
في المساءْ
حديث الفتى.. كيف كان الفتى.. كيف صار الفتى..
كيف غاب الفتى، وهو يرعش في الشيخ،
خلف غطاءٍ.. وراء غطاءْ
وأنتِ!... عَرفتِ الطموح.. عرفتِ الأماني..
عرفتِ الفتى.. فأجيبي!.. علام اصطباركِ
والشيخ يسعلُ حيناً.. وينفض عن روحهِ
غبرة اليأس حيناً..
ينامُ وليس ينامُ..
ويصحو وليس بصاحٍ.. أجيبي!..
لماذا تحبّين هذا العناءْ؟
تحبينني؟! كل ما كان فيَّ يُحبُّ
تقاعد..
لم يبق إلا التملمُل.. إلا التحمّل..
إلا التجمُّل.. إلا التذكُّر.. إلا التفكُّر..
إلا التحسُّر..
إلا عروس الشقاءْ
عروسٌ من الشبقاتِ.. تراودني.. وأراود..
لا نستريحُ.. ونغفو على مضجعٍ من خَوَاءْ
ألست تغارين منها؟.. عروسي الجديدة..
ذاتِ التجاعيد.. ذات النيوب الطويلة..
ذات المخالبِ؟! كيف تعيشان حولي
ولا تغضبين.. ولا هي تغضبُ؟..
يا للتعايش بين النِساءْ!
تحبينني؟! أهي حشرجة الحلقِ في الفجرِ.
ما تعشقين؟ التعثّر في الدرب في العصر..
ما تعشقين؟ التردّد في القلب في الليل
ما تعشقين؟
أم الدرج ممتلئاً بصنوفِ الدواءْ؟
وكنتِ قديماً عشقتِ المحارب فيَّ..
فهذا المحارب ملَّ الكفاح.. وألقى السلاح..
وسار براياته البيضِ.. يحثو السماح
على جثّة الكبرياءْ
وكنت قديماً تحبين شعري.. فماذا تبقَّى
من الشعر غير الطباقِ.. وغير الجناسِ.. ونظمٍ يرائي الرجال..
ويهوى الإماءْ
وكنتُ فصرتُ.. ففيم اصطبارك؟
لا! لا تجيبي!..
ضعي الفحم في الفحم.. واحتضني الجمر..
واقتربي..
سأعيد عليكِ حديثَ الشتاءْ!
******
في الوقت الذي كنت أردّ فيه على تعليقات الزملاء على موضوع " كنا فصرنا " ، كنت أيضاً أطالع صحف اليوم ، فجاءت قصيدة الدكتور غازي القصيبي ،" حديث الشتاء" في صفحة جريدة الحياة الأولى ، والتي تدور حول " كنت فصرت " ، فأعجبتني جدا ، ونقلتها هنا .
تعليق