ربط الله على قلبك أخي علي بن صالح

وأعظم الله أجرك , وأحسن عزائك , وغفر لوالدتك , ورحمها رحمة واسعة

وجعل مثواها جنته ومستقر رحمته بغير حساب

ومن الوصايا التي تعينك بإذن الله على الصبر والاحتساب وإني احسبك صابراً :


أولاً:

الإيمان بالقضاء والقدر وأن ما أصابك من الفجيعة بفقد حبيب إنما هو بقدر الله، لم يأت من عدو

ولا حاسد قال-تعالى-: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)
(التوبة:51).

وقال-تعالى-: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ}

(التغابن: من الآية11)
وقال-عليه الصلاة والسلام-:
(كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنه)
رواه مسلم.

ثانياً :

العلم بأن الموت سبيل كل حي, وأن الجميع مصيرهم إليه. قال-تعالى-:{
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}

(آل عمران: من الآية185).

كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدبا محمول

وقال آخر:

وما الناس إلا هالك وابن هالك وذو نسب في الهالكين عريق


ثالثاً:

أن تعلم عبد الله: أن الدنيا دار ابتلاء وامتحان، لذا فهي مليئة بالمصائب، والأكدار, والأحزان
كما قال الله-تعالى-:{
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ
وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}(البقرة:155) .

رابعاً:

العلم أن الجزع لا يفيد، بل يضاعف المصيبة، ويفوت الأجر، ويعرض المرء للإثم .

قال علي ابن أبي طالب-رضي الله عنه-:
"إن صبرت جرت عليك المقادير وأنت مأجور، وإن جزعت جرت المقادير وأنت مأزور".

خامساً:

أن تتذكر أن العبد وأهله وماله ملك لله -عز وجل-فله ما أخذ، وله ما أعطى
وكل شي عنده بأجل مسمى ،

قال لبيد:وما المال والأهلون إلا ودائع ولابد يوماً أن ترد الودائع


سادساً:

التعزي بالمصيبة العظمى، وهي مصيبة فقد النبي-صلى الله عليه وسلم-

كما قال-عليه الصلاة والسلام-:

(إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي ،فإنها أعظم المصائب)
صححه الألباني.فلن تصاب الأمة بعد نبيها بمثل مصيبتها بفقده-عليه الصلاة والسلام-.

سابعاً:

الاستعانة على المصيبة بالصلاة
قال-تعالى- :{اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاة}(البقرة: من الآية153)
وقد كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-" إذا حزبه أمر صلى "
صححه الألباني. ومعنى حزبه :أي نزل به هم, أو أصابه غم
.ولما أخبر ابن عباس بوفاة أحد إخوانه استرجع وصلى ركعتين أطال فيهما الجلوس
ثم قام وهو يقول :"استعينوا بالصبر والصلاة" . ومعنى استرجع :"إنا لله وإنا إليه راجعون".


ثامناً:

تذكر ثواب المصائب والصبر عليها فقد وعد الله لمن صبر الجنة:
قال-تعالى-: {وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}
(الرعد:24).

وقال-عليه الصلاة والسلام-:

"يقول الله-عز وجل-:
(ما لعبدي المؤمن عندي جزاءً إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة)
رواه البخاري
وصفيه هو الحبيب المصافي كالولد والأخ وكل من يحبه الإنسان، والمراد باحتسبه:

صبر على فقده راجياً الأجر من الله على ذلك.

اللهم اغفر لنا ذنوبنا واستر عيوبنا، اللهم هون علينا مصائب الدينا، اللهم عزنا بطاعتك

ولا تذلنا بمعصيتك.والله المستعان.

مصدر هذه الوصايا : تسلية المصاب من موقع إمام المسجد