قالوا : عرّفنا شيئا عن ذات ربك ؟ أهي صلبة كالحديد أو سائلة كالماء ؟ أم غازية كالدخان والبخار؟

فقال : هل جلستم بجوار مريض مشرف على النزع الأخير ؟


قالوا : جلسنا ..


قال : هل كلمكم بعدما أسكته الموت ؟



قالوا : لا.


قال : هل كان قبل الموت يتكلم ويتحرك ؟



قالوا : نعم.


قال : ما الذي غيره ؟



قالوا : خروج روحه.


قال : أخرجت روحه ؟



قالوا : نعم.



قال : صفوا لي هذه الروح ، هل هي صلبة كالحديد أم سائلة كالماء ؟ أم غازية كالدخان والبخار ؟



قالوا : لا نعرف شيئا عنها !!


قال : إذا كانت الروح المخلوقة لا يمكنكم الوصول إلى كنهها فكيف تريدون مني أن اصف لكم الذات الإلهية ؟
ثم قال لهم :
لو أن سفينة أبحرت في البحر ثم صادت ما كُتب لها أن تصيد ثم عادت في المساء محمّلة بالأرزاق .
كلهذا بدون قائد يقودها .



قالوا لأبي حنيفة : هذا مُحال . كيف يكون ذلك وليس بها قائد يقودها .


قال لهم رحمه الله : إذا كان هذا مُحال على سفينة صغيرة أن تذهب بدون قائد .
فكيف يكون لهذا الكون بسمائه وأرضه وبحره ويابسه بجنّه وإنسه أن يسير في هذه الحياة بدون قائد !!



فأسلموا جميعا .



رحمك الله يا أبو حنيفة رحمة واسعة وجميع علماء المسلمين . وجميع موتانا وموتى المسلمين