حــرب الاتـراك وبني عــمــر ومواقف بطولية

--------------------------------------------------------------------------------

في عهد الدوله العثمانية كان الفريق سليمان شقيق باشا قائد لحماية الدوله العثمانيه ومتصرفا لعسير من تاريخ 1326-1331 ولما كان الفريق سليمان باشا ذاراي معتدل فقد كتب لكافة قبائل السراه وتهامه يطلب دفع الزكاه على اعتباره متصرف وقائد عسير وتجديد البيعه للدوله العثمانيه فأجاب مشايخ بني عمرو بانه قد طلبها الادريسي لكنهم اعطوها لشريف حسين بن علي امير مكه اثناء مروره بهم في تنومه لفك حصار ابها اما الزكاه فقد ارسلت لمنصوب الشريف في بيشه ليرسلها اليه في بالحجاز فسارع سليمان باشا الى ارسال بيان لاخذ الزكاه لكن بني عمرو رفضوا ايطاعتهم ولما رجعو الى قائد قضاة النماص اخبر متصرف عسير بذلك .
وفي 3/7/1330 هجري خرج سليمان باشا متصرف وقائد قوة عسير بقوه من ابها الى النماص لتاكيد قوة الدوله العثمانيه وتحقيق اهدافها وحين وصل النماص بعدة ارسل الى كافة قبائل بني عمرو ليحضرو اليه لاخذ البيعه ولالتزام في دفع الزكاه فرفض بنو عمرو هذين الطلبين وفي تلك الا ثناء صدرت اوامر الدوله العثمانيه في رجب سنة 1331هجري بارسال قوه مكونه من سريتين وقائد فوج الى قرى قبائل بني عمرو وتم نشر افراد تلك القوه فيها لجمع الزكاه واخضاع سكان قبائل بني عمرو بطاعة الاتراك لكن رجال بني عمرو رفضوا ذلك فحدثت اشتباكات بينهم وبين عسكر الاتراك .
ولما اعلن شيوخ شمل قبائل بني عمر البواسل الحرب على الاتراك انسحبوا الى النماص وبعد ذلك بعث قائد قوة النماص بتلغراف الى قائد ومتصرف عسير شرح فيه عزيمة قبائل بني عمرو في الحرب .
ومابين عام 1331الى 1332هجري ارسل بني عمرو وفدا منهم الى السيد الادريسي لطلب لمساعده منه ضد الاتراك فوجدوه في موقف لا يحسد فقد خرج الشريف حسين بن علي امير الحجاز بامر الدوله .
ولكن عزيمة رجال بني عمرو لم تهداء باية حال ولقد هاجمت مجموعه من بني عمرو قوامها من 70الى80 رجل بقيادة الشيخ محمد بن محسن مركز الاتراك بالنماص وقتلت خمسه من الحراس وجرحت سبعة
ونهبت اسلحه خفيفة من نوع بندق الميزر الماني الصنع في قتل من المجموعة شخص . وعلى اثر ذلك بعث لقائد قوة الاتراك المتمركز في عسبل في النماص بتلغراف الى قائد ومتصرف عسير يخبره بعزمة لخوض الحرب ضد بني عمرو فاجابه بوجوب عقد اتفاق صلح مع قبائل بني عمرو لتجنب وقوع الحرب وان قادة الاتراك لا يرغبون في الحرب مع قبائل بني عمرو .
واتفق الطرفان على عقد مؤتمر صلح في قرية يانف وذلك بتاريخ 1332هجري فحضر سبعمئة مسلح من بني عمرو والذين رفضوا المحادثات الا في ارض فسيحة تحسبا لوقوع اشتباك مع الاتراك كما نهم عرضوا على بني عمر مبلغ من المال للسماح لهم بالعبور من اراضيهم الى الجهات الشماليه لكن بني عمرو اصروا على الرفض وعلى ذلك لم يتوصلون الى اتفاق فرجع الاتراك الى النماص .
وامر برسال جواسيس الى قرى بني عمر لمعرفة قوة بني عمرو وافادت تقاريرهم ان رجال بني عمر عباره عن مزارعين وانهم لا يحسنون الحرب فرد اللواء محي الدين متصرف عسير بالموافقه على الحرب مع قبائل بني عمرو

بداية المعركة


ومع ظهور فجر يوم السبت الموافق 25//8/1332في يوليو 1914م هجم مقاتلوا بني عمر البواسل على قوة الاتراك المتمركزه في ربوع السرو وقتلوا ثلاثة جنود ونهبوا اسلحتهم .
فدق برزان الاتراك ايذانا ببدء الحرب واشتبكا الطرفان فكانت الغلبه في البدايه للترك حيث قتلوا من بني عمر 300 رجل وقتل من الاتراك 100جندي ولما كان الاتراك يمتلكون اسلحة المدافع المتوسطة والبنادق والرماح والجند المدرب فقد اخذت مدافعهم تدك صفوف ومعاقل مقاتلي بني عمر وامام لهيب قذائف المدفعيه التركيه وحشد جندهم اضطرا مقاتلوا بني عمرو البواسل الى التراجع شمالا واستدراج عدوهم في قرى العدوه والسهوه حتى استنفذوا ذخيرتهم بعيدا عن مركز تموينهم .
ثم انهال مقاتلوا بني عمر البواسل على جنود الاتراك كل اسود الضاريه بالسلاح الابيض الجنابي قتلا وطعنا وما ادرك الترك ذلك حتى انهزموا فارين نحو قيادتهم واشلاء لحومهم برؤوس جنابي مقاتلوا بني عمر البواسل تاركين اسلحتهم مذعورين خوفا وهلعا .
وبهذا فقد اخذت قبائل بني عمرو ينهالون على جند الاتراك في كل موقع من قرى وجبال واوديه حلباء ومن الغره جنوبا الى سفوح جبل المطلي شمالاوانهال مجموعة منهم على فرقة الامداد التموين التي قدم بهم رديف باشا من النماص فقتلوا وسلبوا فهرب الاتراك جميعا متفرقين الى سفوح تهامه غربا
والى النماص جنوبا وانهزموا في غير رجعه بعد ان تركوا على اراضي المعركه تسعمائة وسبعة قتلا
منهم خمسة عشر قائد والباقين من الجند وجرح مائه وسبعون توفي منهم اربعة وثلاثين
وبعد نهاية المعركه استدعى بنو عمر الطبيب المداوي العربي مشبب بن هزاع البكري لمعالجة المجاريح
وتجبير كسورهم


وحقيقة الامر ان بني عمر سطر لهم التاريخ تلك الوقفه البطوليه الباسله لدفاع عن النفس والعرض
والارض والمال
وانهم كانوا على حق في دفاعهم حيث صمم جند الاتراك على انتهاك حقوقهم





المصدر كتاب
الحروب التركيه في المنطقه الجنوبيه